السبت، 5 أبريل 2014

إبطال فكر القحطاني المنحرف في تجزئة القرآن


يتبجح اصحاب واتباع القحطاني بفكره المنحرف وبما عنده من مؤلفات مبنية على افكار واهية أوهن من بيت العنكبوت, ويتصورون انها رصينة وقوية ولا يستطيع الرد عليها, حتى ان هؤلاء الضالين يتساؤلون يقولون لماذا لم يرد احد على فكر القحطاني, وكنتيجة لهذا التساؤل قمت بالاطلاع على احدى كتيبات القحطاني الذي يحمل عنوان (نظرية تجزئة القرآن) وهو مبني على " نظرية " ان القرآن مجزء الى كتب داخل القرآن مثلا كتاب يخص الكون وكتاب يخص النفس وكتب يخص الحيوان ...الخ, وهذه الكتب بمجموعها تكون القرآن, وبهذا الكلام النظري يكون القحطاني صاحب اعجاز علمي, وبهذا الطرح, القحطاني واتباعه يتحدون الجميع !!! ومن خلال اطلاعي على هذا الكتيب وجدت:-
- الاشكال الاول : النقض على هذا الكتاب يكمن في العنوان, فكما يقال الكتاب يقرأ من عنوانه, وعنوان هذا الكتاب هو (نظرية تجزئة اقرآن) وإذا رجعنا لمعنى كلمة النظرية نجدها تعني طائفة من الآراء التي  تحاول تفسير الوقائع العلمية أو (الظنية) أو البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشخص والموضوع أو السبب والمسبب, وتعني النظرية في الدراسات الإنسانية (التصورات أو الفروض) التي توضح الظواهر الاجتماعية والإعلامية والتي تأثرت بالتجارب والأحداث والمذاهب الفكرية والبحوث العلمية التطبيقية, والنظرية عبارة عن مجموعة من المفاهيم والتعريفات و(الافتراضات) التي تعطينا نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق تحديد العلاقات المختلفة بين المتغيرات الخاصة بتلك الظاهرة ، بهدف تفسير تلك الظاهرة والتنبوء بها مستقبلاً.
ومن خلال هذا التعريف للنظرية ومن خلال ملاحظة ما وضع بين الاقواس (الظنية) (التصورات أو الفروض) (الافتراضات) إذ نجد هذه المصطلحات هي عبارة عن مصطلحات تشير الى امور لا يمكن الجزم والقطع والبت بها وإنما هي مبني على تصورات شخصية وافتراضات " نظن بصحتها أوبطلانها" وهنا يتضح ان القحطاني يتعامل بالظن, بما ان هذه النظرية اساسا ظنية فالقحطاني يتعامل بالظن, وبنفس الوقت يقول هو واتباعه ان " المرجعيات الدينية " يتعاملون بالظن " الان وحسب هذه نظريتك ايها القحطاني انت تتعامل بالامور الظنية كغيرك من الناس ؟؟!! فأين علمك وأين اعجازك للاخرين ؟؟!!.
- الاشكال الثاني: ان القحطاني يفسر كلمات (كتاب, فرقان, قرآن, آيات) على انها مصطلحات مختلفة ويستدل من خلال بعض الايات القرآنية, وهذا من خلال جملة من الاشكالات التي طرحها ونقتصر على طرحه هذا { ... ثم قال أيضاً في الصفحة التالية : ( والجمع في الآية بين نزول القرآن .... مع تسمية القرآن فرقاناً بين الحق والباطل ) وهذا الكلام واضح في إنه - أي الفرقان - يعني عنده القرآن , وإذا كان الفرقان هو القرآن فبماذا يفسرون قوله تعالى {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} فعلى قولهم يكون هو يوم القرآن ، وإذا كان الكتاب هو القرآن كما ذكروا والفرقان هو القرآن فكيف يمكن أن نفهم الآية 53 من سورة البقرة {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ...} وهذا هو الجهل المطبق بعينه لدى القحطاني إذ يخلط بين مدلول لفظي يدل على واقعة ومدلول لفظي يدل على كتاب ؟!!! بالله عليكم أليس بإمكان اي شخص مهما كان مستواه العلمي أو الثقافي ومهما كان مستوى اطلاعه بسيط يمكنه أن يميز بين الايتين ويعرف معنى كلمة الفرقان في الاية الاولى ومعناه في الاية الثانية؟؟!!!.
-الاشكال الثالث: يقول هذا المنحرف في الفصل الثالث { ... وفي اعتقادي ( ان الذي يطلع على هذه النظرية يجد فيها أداة الحسم والكلمة الفصل للكثير من الجدل والتناقض الذي وقع فيه عموم المفسرين عند تفسيرهم لآيات عديدة , كما إنها تعتبر المفتاح للعديد من خزائن كنوز المصحف الشريف التي بفتحها يستطيع الباحث الوصول لبعض الأسرار الإلهية التي حفظها المولى تبارك وتعالى في كتابه المنزل, وتستند هذه النظرية على ربط القرآن بالقرآن وشهادة الكتاب بعضه لبعض ، كيف لا وهو {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} و{آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} ، كما وتستدل النظرية بروايات النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) . وتتلخص هذه النظرية في إن القرآن ليس كتاباً واحداً – بالمعنى الموضوعي أو المادي – وإنما هو عبارة عن عدة كتب ، أختص كل كتاب منها بموضوع خاص به ) ...} .
وهنا هذا الغبي الجاهل المنحرف قد خالف نظريته نفسها فقد اشار الى لفظ القرآن الكريم بعدة ألفاظ وهي ( قرآن وكتاب ومصحف شريف وآيات) بمعنى يراد به ذلك الكتاب الذي هو مقسم حسب نظريته؟؟!! فلماذا لم يذكر كل كتاب بكل لفظ يدل على القسم الخاص به ؟؟!! لماذا جمع تلك الكتب (أختص كل كتاب منها بموضوع خاص به) جمعها في لفظ واحد ؟!! ولماذا اشكل على العلماء والمفسرين بعد ان قالوا ان القرآن هو الفرقان وهو الكتاب وهو الايات وهو المصحف وهو كلام الله؟؟؟, وان سلمنا بأن تقسيمه صحيح لكن لماذا يصفه بالكتاب الجامع لتلك الكتب ؟ اليس العنوان الجامع لكل ماجاء به من مصطلحات هو المصحف الشريف, هو اوسع واشمل مصطلح جامع لتلك العناوين التي أطلقها, فهل غفل عن هذا العنوان ؟؟.
الاشكال الرابع: ان هذا المدعي المنحرف الضال ينقض على مبنى من باني نظريته بنفسه ففي فصل القرآن والكتاب يقول هذا المنحرف { ...  فعلاوة على ما ذكرنا سابقاً نضيف إن لفظ (الكتاب) غالباً ما يشار إليه في كلام الله تعالى ، بقوله { ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }.بمعنى إن الإشارة إليه تكون بالإشارة إلى البعيد وقليلة هي الموارد التي يشار فيها إلى (الكتاب) بالقريب، مثل {وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً}. بينما لا تكون الإشارة إلى ( القرآن ) إلا بالقريب مثل قوله تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } ...} اذن يا ايها القحطاني المنحرف بما انه وجد استثناء في نظريتك وانت من قال به وليس انا اذن نظريتك غير تامة, وفيها ما يخالفها من نفس الكتاب, ولاحجة لك بها علينا.
الاشكال الخامس : من يطلع على هذا الكتيب يجد ان هذا المنحرف القحطاني قد استخدم قواعد ومصطلحات أصولية مأخوذه من علم الاصول مثل ( الدلالة اللفظية, القرينة, الظهور العرفي, ووو) وهذا بحد ذاته يعد نقضا لفكر هذا المنحرف الذي يقول ببدعة علم الاصول, فإذا كان الاصول بدعة فلماذا تستخدم قواعده العامة ؟؟!!.
هذه الاشكالات بمجرد اطلاع بسيط اوجدتها على فكر هذا المنحرف " علما اني لست من أهل الاختصاص " فما بالك ان ناقشها احد طلبة الحوزة ماذا سوف يجد؟ تصوروا ذلك !! سوف تكشف المهازل تلو المهازل والانحرافات تلو الانحرافات, ومن ثم أسال هذا المنحرف الضال ومن يتبعه سؤال يخص هذه النظرية وهو : ما هو رأي الامام بهذه النظرية ؟ وماهو موقفه منها ؟ هل كان مؤيد لها ؟ هل رفضها ؟ هل نقحها ودققها ؟ بما انكم على اتصال به ؟؟.

الكاتب :: احمد الملا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق