الجمعة، 4 أبريل 2014

من المسؤول عن كل ما حصل ويحصل في العراق ؟!



 يعيش العراقيون هذه الأيام فترة من الصراع  الفكري والثقافي والمذهبي  بسبب حمى الانتخابات وكذلك يعيش العراقيين فترة من حالة التنافس وإبراز العضلات والمنجزات (المعدومة على ارض الواقع) من قبل المرشحين  والكتل السياسية والأحزاب,  ونجد هناك حالة من الحرب التثقيفية  فلان يثقف لفلان ويسقط فلان وهكذا  حتى اختلط الحابل بالنابل  بحيث أصبح المواطن العراقي البسيط في دوامة لا يعرف ينتخب من ويترك من ؟!  هذا سببه غياب التوجيه والإرشاد والتثقيف الصحيح من اجل انتخاب الكفاءات وأصحاب الإمكانيات والقدرات والشخصيات الوطنية المخلصة للعراق وشعبه, وهنا وبطبيعة الحال وبسبب العشوائية وعدم التنظيم وبسبب الدوامة التي يعيشها المواطن وفقدان التركيز اخذ يعتمد على الفتاوى الدينية  في تحديد من ينتخب الشعب بمعنى إن معظم الشعب أصبح لا يفكر ولا يميز الصالح من الطالح والكفوء من غير الكفوء معتمدا على ذلك على ما يصدر من رجال الدين من فتوى في تحديد من ينتخب الشعب.
وقد استغلت تلك المرجعيات الدينية هذه الدوامة التي وقع فيها الشعب ولو صح التعبير ان هذه الدوامة هي أيضا من صنع تلك المرجعيات إذ تدخلت ومنذ الوهلة الاولى في تحديد وتشخيص من  ينتخبهم العراقيين وعلى نحو الوجوب, إذ صدرت الفتاوى منهم بوجوب انتخاب القائمة أو الائتلاف الفلاني دون غيره, وعزفت على الوتر الطائفي بهذا الخصوص, و سخرت كل الامكانيات والقدرات والطاقات ووكلاء وطلبة حوزة في الترويج لتلك القوائم وتلك الشخصيات الموجودة الان في دفة الحكم, والتي تصفها الان المرجعية بالمفسدين!!.
والان يتجدد المشهد والمرجعية الدينية تدخل الشعب في دوامة جديدة اذ تصرح بفساد وافساد الحكومة !!! وهنا نتساءل لماذا الان وبهذا الوقت بالتحديد؟؟ أين كنتم ايها المراجع طيلة كل تلك السنوات العجاف التي اكلت الاخضر واليابس في العراق ؟؟ لماذا لم تشخصوا هذا الفساد منذ زمن بعيد ؟ هل نسيتم تثقيفكم لهؤلاء الاشخاص ولتلك الاحزاب والكتل والكيانات ؟ حتى وصل الامر بكم ان تحرموا الزوجة على زوجها, وتدخلون الناس في النار إذا ما انتخبوا ذلك الائتلاف, وتشركون من لم يذهب للانتخاب مع من قتل الحسين عليه السلام أو مع من كسر ظلع الزهراء عليها السلام؟!! فمالذي حصل الان ؟ ولماذا هذا التغير بالموقف ؟ هل كانوا على خير والان أفسدوا ؟ ام انهم فاسدون منذ البداية ؟؟.
المرجعيات الدينية هي التي تتحمل ما حصل ويحصل في العراق من قتل وظلم واضطهاد وضياع للحقوق كل ما يجري في العراق الان انتم تتحملون وزره أيها المراجع, ولنذكرهم كما ذكرهم السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقادية التاريخية الحادية عشر, إذ يقول ..
{ ... كل ما يحصل في العراق الان من مآسي وويلات ودماء بسبب قانون برايمر، بسبب الدستور بسبب الانتخابات بسبب الاحتلال بسبب من ايد الاحتلال بسبب من ايد الحكومات التي تتابعت على العراق, نريد ان نكون كالنعامة نضع رؤوسنا او الرأس في التراب حتى لا نُرى نسينا القائمة 169 نسينا القائمة 555 حتى الان نريد ان نتبرأ نقول لا نتحمل ونحمل الحكومة كل ما يحصل وكل الوزر الذي حص, من الذي اتى بالحكومة ؟ من الذي حرم على الناس العقود في البيت وامرهم بالذهاب الى الانتخابات وانتخاب القائمة الكبيرة حتى لا يذهب حق الشيعة حتى لا يتسلط الصداميون او البعثيون ؟ من الذي ضحك على الناس ؟ نحن من ضحك على الناس وغرر بالناس ، نحن الزمناهم نحن قلنا ان الانتخابات اوجب من الصلاة والصوم ؟ نحن من قلنا تحرم الزوجات لمن لم يذهب الى الانتخابات نحن قلنا لهم انتخبوا القائمة الكبيرة في المرة الاولى, نحن من قلنا لهم انتخبوا اما هذه او هذه ؟ نحن من حرك في الليلة الاخيرة او الليلتين الاخيرتين الناس واخذنا منهم العهود والمواثيق والايمان حتى ينتخبوا هذا او ذاك...}.
وبالفعل هو هذا واقع الحال كما قاله السيد الصرخي الحسني, فالمرجعية هي صاحبة اليد الطولى في كل ما حصل ويحصل في العراق, وتأتي المرجعية الان تتبرأ من تلك الافعال المجحفة والمضنية التي وقعت على العراقيين, وتلقي اللوم على الحكومة, ونسوا بأنهم هم من أتى بتلك الحكومات!!!؟؟
الكاتب :: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق