الجمعة، 29 نوفمبر 2013

الانتخابات العراقية ورأي المرجعية العليا في كربلاء المقدسة



بعد توالي العصور وتطور الحياة اختلف نمط التغير في سياسة الثورات وقادتها وهذا بحكم القوانين الوضعية التي تفرضها الأنظمة الدولية والتي جعلت العالم يخضع لها ( رغبة أو إكراه ) , فأصبح بمقدور الإنسان أن يغير من الواقع الذي يعيشه من خلال حلول سلمية كالتظاهرات أو عملية الانتخابات " الثورة البنفسجية " كما يحب أن يسميها البعض .
ولكن هذه الثورات التغيرية لم تحقق شيئا خصوصا في المجتمعات الشرقية وبشكل أخص في العراق , فبعد زوال نظام دكتاتوري كان قد عاث في الأرض الفساد وتنفس الشعب العراقي الصعداء وتحول إلى النظام التغيري السلمي " الانتخابات " لكي يختار من يمثله ويحقق رغباته واحتياجاته وما يصبو إليه , لكن واقع الحال وللأسف الشديد ارتطم بكثرة الفساد والمفسدين ممن غرروا بالشعب واستخدموا أساليب المكر والخداع وأضلوا الشعب بهذه الأساليب وأعيد الطاغي من جديد لكن تحت أسماء وأشكال تختلف عن السابق .
ومن اجل تصحيح مسار الثورات البنفسجية العراقية ولكي لا يقع العراقيين في فخاخ المخادعين والمفسدين ومنذ عدة سنوات أخذت المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " أخذت على عاتقها توجيه النصح والإرشاد والتوجيه والتثقيف للشعب العراقي لكي تكون ثورته البنفسجية ناجحة وتأتي بثمار يانعة ومفيدة وتحقق كل رغباته , فقد حذر سماحته " دام ظله " من خطورة الانقياد خلف العناوين والمسميات والرموز الشكلية والخالية من أي مصاديق النزاهة والشرف والوطنية .
ومن أبرز تلك التحذيرات التي قدمها سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " هو بيان رقم <64>  (فدرالية البصرة ... فدراليات آبار النفط .. فدراليات : تهريب النفط ...الآثار ...المخدرات... ) http://www.al-hasany1.com/index.php?pid=47 
حيث قال سماحته " دام ظله " :{.. بعد كل هذا الابتعاد والتخلي والخيانة للشعب لا أدري بأي صورة وأي جرأة وأي أخلاق يطلب هؤلاء السياسيون من أبناء الشعب انتخابهم ؟!
فهل اعتمادهم النهج الفرعوني في الاستخفاف بالناس فتحصل الإطاعة والانتخاب لهم ......... أو اعتمادهم على تصوراتهم واعتقاداتهم جهل الناس وغفلتهم فالتغرير بهم ،
أو اعتمادهم أسلوب الترغيب والعطاء والمال وجبل الثريد والرشا.........
أو اعتمادهم أسلوب الترهيب والتهديد والعقوبة والاتهامات الكيدية والتلفيقات الحاضرة الجاهزة وحسب الحاجة والمقاس.........
أو اعتماد أسلوب وأساليب الرخص والدناءة في فرّق تسد، فتارة فرقة على أساس القومية ، وأخرى على أساس الدين ، وثالثة المذهب، ورابعة المرجعية الدينية والتقليد، وخامسة على أساس المناطق والمدن، وسادسة وهي الألعن والأخبث وهي الفرقة على أساس الانتماء العائلي والعشائري، فنخوّف هذا البيت وهذه العشيرة بالأخرى، ونخوّف البيت الآخر والعشيرة الأخرى بهذه، ونجعل أنفسنا الحامين والمدافعين عن هذه العوائل والعشائر والبيوتات فنجعلهم يصدّقون أن وجودهم وبقاءهم هو بانتخابنا وبقائنا متسلطين على رقابهم ورقاب الآخرين، وهذا الأسلوب الدنيء نجده يبرز ويتصاعد كلما اقترب موعد انتخابات، والتجربة التي مرّت وتمر علينا أفضل وأوضح دليل وبرهان،.........
فإلى متى يا شعبي العزيز الأبي نبقى في هذه المأساة وهذا الخطر والداء العضال الذي صنعناه وثبتناه بأيدينا فأخذ ينخر جسدنا ويفرق جمعنا ويشتتنا إلى متى ... إلى متى ....؟!
أرجوكم أرجوكم أرجوكم أيها الشرفاء أيها الأساتذة والطلاب في الجامعات والمدارس، أيها المثقفون، وأنتم أيها الكرماء الأصلاء شيوخ العشائر وأبناءها الأخيار، انتبهوا التفتوا افهموا تعلّموا تفقهوا أساسيات السياسة فتدبروا بما يجري علينا وعلى العراق ولنميّز الصالح والحسن عن غيره الفاسد والقبيح، ومن هنا قلنا ونقول أرجوكم أرجوكم أتوسل إليكم اذهبوا إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا الوطنيين الشرفاء الصادقين الصالحين، كي يزول البلاء أو التقليل منه وإيقاف عجلة التدهور والانحطاط والدمار ...}.
فكانت هذه صيحة وطنية من ضمن جملة عديدة طرحها سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " والتي كان الهدف منها أن تنجح الثورة العراقية السلمية التغيرية , من أجل أن ينعم العراقيين بالخير والرفاهية والسلام والوئام .

الكاتب :: احمد الملا   

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء المقدسة و تحذيرات الأمس مما نعيشه اليوم



 
سماحة المرجع الديني الاعلى أية الله العظمى 
السيد الصرخي الحسني ( دام ظله )


 

يعيش العراق وشعبه اليوم مشهدا مفجعا ومؤلما , حيث كثرة الخراب والدمار والفساد وسفك الدماء الزكية واقتتال طائفي ونهب وهدر للخيرات والثروات وسوء خدمات وخصوصا في مجال الصرف الصحي الذي سبب الكثير من الدمار وتعطيل الحياة , والى ما لا نهاية من المحن والويلات التي يعيشها العراقيين يوميا .
فكل هذا كان قد تم معرفته مسبقا من خلال الاستقراء المنطقي والواقعي لحقيقة ما يجري من أحداث على الساحة السياسية العراقية , لذا تم التحذير والتنبيه من مغبة الوقوع والانزلاق في هاوية هذا المشهد المأساوي .
لكن وكما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم { المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين } فعلى الشعب العراقي أن يعيد ترتيب أوراقه ويراجع حساباته ويسعى إلى تذكر التحذيرات والتنبيهات التي كانت بمثابة حبل نجاة فيما لو تمسك بها سابقا , لذا فعليه أن يراجع هذه التنبيهات والتحذيرات لكي لا تعاد التجربة السابقة والتي نعيش نتائجها المضنية اليوم .
ولعل من أبر الجهات الوطنية التي بالغت في النصح والتحذير والإرشاد هي المرجعية العليا في كربلاء المقدس والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , حيث حذرت وحذرت من مغبة الوقع في مثل هذه المعاناة التي نعيشها اليوم ولعل بيان رقم <31> (حرمة الطائفية والتعصب ...حرمة التهجير ...حرمة الإرهاب والتقتيل ) http://www.al-hasany1.com/index.php?pid=71  من أبر مصاديق النصح والإرشاد والتحذير التي صرح بها سماحته " دام ظله "  :
{...  4- وإذ نعلن ونشدد ونؤكد رفضنا وشجبنا وإدانتنا لذلك ولكل ظلم وقبح وفساد وتهجير وترويع وتقتيل وتعذيب واعتداء وانتهاك واغتصاب تعرض ويتعرض له أبنائنا وإخواننا وأعزائنا (النساء والأطفال والشيوخ والرجال) من السنة والشيعة ....... نجدد ونجدد شكوانا وألمنا ومظلوميتنا بالتأكيد على إيقاف وتعطيل صلاة الجمعة في كافة محافظات العراق الحبيب إلى أن يشاء الله تعالى .
5- يستثنى من ذلك جمعة كربلاء المقدسة كي نُعلن فيها حقاً وعدلاً وإيماناً وصدقاً مظلومية أهل السنة وحرمة تهجيرهم أو تشريدهم أو تطريدهم أو ترويعهم أو تعذيبهم أو قتلهم فأنه حرام ...... حرام...... حرام ...... حرام...... حرام...... وان المظلومية نفسها والحرمة نفسها على ما يتعرض له الشيعة أتباع مذهب أهل البيت الطاهرين(عليهم السلام).....وان ذلك (على السنة أو الشيعة) أشد حرمة من بيت الله الحرام وحرم رسول الأنام(صلى الله عليه وآله وسلم) وروضة البقيع الكريمة والغري الشريف وكربلاء المباركة المقدسة ........
نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة................
نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة................
نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة................
6- لنعمل بجد وصدق وإخلاص :-
أ) لإيقاف نزيف الدم العراقي وإنهاء سلب ونهب وغصب ثروات العراق النفطية والمائية والزراعية والسياحية والدينية وغيرها .
ب) لإيقاف التهافت والتسافل والهلاك والدمار الذي يسير ويصب ويمر به المجمتع عموماً ويعاني منه بسبب تجارة المخدرات وتعاطيها .
جـ) لإيقاف هتك المجتمع وسفك دماءه وضياعه بسبب الفساد الإداري وصراع العصابات (المافيات) على المواد والأموال الذي نخر وينخر وحطم ويحطم وينهي جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية وغيرها وتحويلها إلى مؤسسات لاختلاس الأموال واغتصابها وابتزاز الشعب المظلوم ...} .
ولم يقف هذا التحذير والتنبه عند الخطابات فقط بل رافقته خروج تظاهرات ووقفات احتجاجية تطالب بتغير الواقع المرير الذي يعيشه العراقيين من فساد وسرقات وانتهاك للحريات وانعدام الخيرات :
فكانت المرجعية العليا لسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " هي المرجعية السباقة والمسارعة للرفض والتحذير مما يعيشه العراقيين اليوم .

الكاتب :: احمد الملا 

الأحد، 24 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والهدف من إحياء الشعائر الحسينية



- { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج32 .
- عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { احيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا } .
إنّ المثل العليا والقيم السامية التي جسّدها الإمام الحسين عليه السلام  في الطفّ، جعلت السائرين على نهجه والمرتبطين به يحيون ذكراه، وينشرون مآثره، باعتبارها خير أُسوة يتأسّى بها الناس  , فإحياء الذكرى التي تمثّل منعطفاً بارزاً، وتحوّلاً نوعياً في حياة الأُمم، أمر طبيعي وغير مستهجن, لأنّه نابع من ذات الإنسان، ومتّصل بفطرته، كما أنّ الأيّام تعتبر مزدهرة وخالدة، ومتّصفة بالتميّز لوقوع الحوادث العظيمة فيها .
وأيّ حادثة أعظم من واقعة كربلاء؟! , لقد بقيت هذه الواقعة معلماً شاخصاً في التاريخ, لما جرى فيها من فجائع من جهة، ولما رسمت فيها من صور مشرّفة من جهة أُخرى , ويكون إحياء هذه الذكرى الأليمة من هذا المنطلق، ومن منطلقات عديدة أُخرى:  
-الامتثال لأمر الله تعالى، القاضي بمودّة العترة الطاهرة؛ إذ قال تعالى: {قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى}  الشورى 23 ، ومواساة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم  بهذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودّة، فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم  بكى على الإمام الحسين  عليه السلام ، وهو لم يزل في سنيّ الطفولة.
- كذلك نحن نقيم هذه الشعائر لأنّ فيها نصرةً للحقّ وإحياءً له، وخذلاناً للباطل وإماتةً له، وهذا الأمر من أجله أوجب الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وكذلك إنّ إحياءنا لهذه الذكرى، حفظ لها من الضياع، وصون لمبادئها من التزييف، ولولا ذلك لاضمحلّت، وخَبَت جذوتها، ولأنكرها المخالفون، كما حاولوا إنكار غيرها!! وحتى الغير مخالفون ( ظاهرا ) إذ شن البعض حملات تستهدف اماتت الشعائر الحسينية كالتطبير والمسير إلى كربلاء مشيا على الأقدام بحجج واهية وغير شرعية أصلا .
 - بإقامتنا لهذه الشعائر "لاسيّما المجالس الحسينية" نكشف عن منهج مدرستنا، هذه المدرسة الجامعة لمختلف الطبقات والفئات، إذ يعرض فيها التفسير والتاريخ، والفقه والأدب، و... فهي مؤتمرات دينية، تُطرح فيها مختلف المعارف والعلوم.
- إنّ إحياءنا لهذه الشعائر، هو أفضل وأبسط وأنجح وسيلة لنشر الإسلام الأصيل؛ لأنّها حيّة وغير معقّدة، ولذلك كانت ولا زالت أشدّ تأثيراً في النفوس! .
وانطلاقا من هذه الأهداف وغيرها " لا يسعنا ذكرها ولا يمكن حصرها بسطور بسيطة " قامت المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " بالعمل على ديمومة هذه الشعائر واستمرارها وكان ذلك على مستويين الأول هو التوجيه والإرشاد والحث على إحياء هذه الشعائر من خلال خروج المواكب ( الزنجيل والتطبير ) http://www.youtube.com/watch?v=6ucPOHwZOhM  وإقامة المجالس الحسينية , والمستوى الثاني هو المشاركة الفاعلة من قبل السيد الصرخي الحسني " دام ظله " مع المعزين والمحيين لهذه الشعائر المقدسة , من قبيل :
 المشاركة مع المعزين : http://www.youtube.com/watch?v=15-_sFXUXT0 
وإعداد الطعام لهم :
وكذلك استقباله للمعزين وبكل روح أبوية وبحفاوة :
فالإحياء والمشاركة والتنمية لشعائر الحسين عليه السلام هو إحياء لذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لأنّه قال: {حسين منّي وأنا من حسين} ، وإحياء ذكرى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم  إحياء للدين، باعتباره الرمز الأوّل للإسلام , وبهذا فان مرجعية السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد ساهمت وبكل قوة في إحياء هذه الشعائر الرسالية .

الكاتب :: احمد الملا

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء وبيان معاني التمحيص في واقعة الطف



سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني " دام ظله "
الغربلة والتمحيص كلمتان تدلان على الاختبار الذي يتعرض له الإنسان في حياته من اجل معرفة مدى قدرته وطاقته لنصرة الحق وأهله , وهذا ما يجسده قوله جلت قدرته { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } العنكبوت2 , وهذا تصريح واضح من قبل الله سبحانه وتعالى بأنه لا يترك الإنسان بدون فتنة أو غربلة وتمحيص , فيكون عرضة للاختبار ومعرفة مدى تمسكه بأيمانه وقدرته على خوض الاختبارات في سبيل هذا الإيمان .
وهذا الأمر قد تجسد في واقعة الطف الأليمة , حيث وضع الإمام الحسين عليه السلام أتباعه وأصحابه في موضع الاختبار والتمحيص لكي يعرف مدى حبهم وتمسكهم بما يعتقدون به أولا وثانيا لكي يعرف مدى تضحيتهم في سبيل الحفاظ على بيضة الإسلام والذود عنها , حيث أعطاهم الإذن بالانصراف وتركه وحده " لان القوم يطلبونه هو ولا يطلبون غيره " وهذا هو اختباره لهم وقال لهم سلام الله عليه { .. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا , ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله ، فان القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني  لهوا عن طلب غيري ..} .
 فكان هذا الاختبار الحقيقي الذي وضعه الحسين عليه السلام لصحبه وإخوته ليعرف مدى قوة أيمانهم واستعدادهم للتضحية في سبيل الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فما كان ردهم إلا الرفض القاطع والعزوف عن المغادرة وترك سبط الرسول وحده فحققوا بذلك الرفض أعلى مراتب النجاح في الاختبار والتمحيص والغربلة , ونالوا بذلك رضا الحسين وجده وأبيه ورضا العلي الأعلى .
وهذا من أبرز الدروس التي قدمتها لنا واقعة الطف , وهذا ما بينه لنا سماحة المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في بيان ( محطات في مسير كربلاء ) http://www.al-hasany1.com/index.php?pid=44  .
 حيث قال سماحته " دام ظله " مانصه :{ ... ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات ...... قال العلي القدير جلت قدرته :
بسم الله الرحمن الرحيم
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة/16.
فها هو كلام الله المقدس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء ، فَيُعرف الزبد والضار ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليا ولا نصيرا ولا رفيقا ولا خليلا ولا حبيبا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين ((عليهم الصلاة والسلام)) فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به الى لقاء الحبيب جل وعلا ونيل رضاه وجنته وفي كربلاء ومن الحسين عليه السلام جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي ، حيث قام (عليه السلام) في أصحابه وقال : ((إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها..... ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً )) ..} .

الكاتب :: احمد الملا