يتميز العراق بسيادة الصبغة والطابع العشائري
على مجتمعه وذلك لكثرة العشائر والقبائل الموجودة فيه , وهي تمثل المكون الأساسي
للشعب , وتعتبر العشائر والنظام العشائري هو النسيج والشبكة التي تحكم غالبية
الشعب , لما فيها من قيم وأعراف وتعاليم عربية أصيلة حيث النخوة والشجاعة والكرم والإباء
, ولها دور فاعل في حياة العراقيين .
ومن المعروف أن لكل قبيلة وعشيرة شخص يسمى
" الشيخ أو الأمير " ويكون هو
بمثابة الرئيس والقائد والممثل لهذه القبيلة والواجهة لها , ونحن نجد أن القبائل
العربية الأصيلة كان لها دور بارز في نصرة الإسلام والرسول الكريم محمد صلى الله
عليه واله وسلم ولعل قبيلتي الأوس والخزرج خير شاهد على ذلك , فقد دفعتها الغيرة
والنخوة والطباع الأصيلة إلى الانتصار للإسلام لأنها وجدت فيه ما يتناغم مع
مبادئها وقيمها .
والعراق اليوم في اشد الحاجة إلى رص الصف والتلاحم بين أبنائه من اجل نبذ الفرقة
والتمزيق وحفظ الدماء والكرامات والإعراض , ومن اجل العيش في سلم ووئام , ومن هنا يأتي
الدور الرئيسي للعشيرة ومن يمثلها من زعيم أو شيخ أو أمير , فكلما كان هذا الشيخ
وطنيا ومتحررا من قيود التبعية والانقياد , ويحمل حب العراق وشعبه في قلبه , ولا يتعامل
بالنفس الطائفي , كلما كانت مهمة لم شمل العراق سهلة ويسيرة , لأنه له التأثير
الفعال على شريحة واسعة من المجتمع وهي العشيرة .
لذا نجد أن قيادات المجتمع وعلى كافة
المستويات تعول كثيرا على العشائر وشيوخها , فهم اللبنة الأساسية والمهمة في
المجتمع العراقي ومنهم يبدأ التغير وعليهم يعتمد مدى نجاح المشاريع الوطنية
والوحدوية , لذا نجد أن سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد اعتمد
في أغلبية خطاباته على هذه الشريحة المهمة , وناشد كل العشائر العراقية
العربية الأصيلة من أجل تخليص العراق مما هو فيه من معاناة وضياع وتدهور امني .
وبالفعل هذه المناشدات جاءت بثمارها وأتت أكلها
, فقد لبت العشائر العراقية الأصيلة نداء سماحته " دام ظله " وجاءت
لتعبر عن وقوفها وتضامنها معه من اجل بناء العراق ووحدته ولعل الزيارة التي قام
بها أمير قبيلة ربيعة لسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " هي خير
مصداق وشاهد .
إذ ابتدأ أمير قبيلة ربيعة بالكلام مخاطبا
سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قائلا : { .. زارني بعض الإخوة ونقل لي تحياتك
مشكورا وأنا كلي شوق حقيقة للقاء بالمرجع العظيم المرجع العربي الأصيل , وان شاء
الله نخدم بلدنا ونخدم وطننا ونخدم ناسنا هؤلاء الناس الذين نمثلهم سواء على
الصعيد العشائري أو ما تمثله على الصعيد الديني إن شاء الله , وهذا اليوم بركة ,
بركات المطر وبركات الزيارة إن شاء الله تكون فاتحة خير نتمناها لعراقنا .}
فأجاب سماحة السيد الصرخي الحسني "دام ظله
" أمير ربيعة محمد ربيعة محمد الحبيب
قائلا :{ الله يجعلك من الأخيار إن شاء الله , الناس الذين عندهم مواقف مشرفة
نتشرف بها ونفتخر بها وهي قلة في هذا الأيام فالانحراف هو السائد والفاسد والفتن
هي التي تسود المجتمع ألان , والناس تنقاد إلى الهوى والنفس وتنقاد لوساوس الشيطان
ومغريات الدينار والدرهم , ومغريات المناصب والواجهات في هذا الزمن , فنحن نحتاج إلى
من يغير هذه المعادلة , ونحتاج إلى من يغير هذا النهج , يرجع إلى نهج أهل البيت
سلام الله عليهم , نحتاج إلى من يرجع إلى نهج العشائر العربية الأصيلة التي تتميز
بالكرم والشجاعة والفداء والتضحية , نسأل الله تعالى أن يجعلكم قدوة لنا ولجميع
الشيوخ ولجميع الناس الذين يتصدون للمجتمع إن شاء الله , نسأل الله تعالى أن يكثر
من أمثالكم ويجازيكم خير الجزاء إن شاء الله.} .
فمن خلال هذه الحوارية بين سماحة السيد
" دام ظله " وأمير ربيعة يتضح
للجميع أن العراق ومستقبله مرهون ومتوقف على مستويين الأول مدى إخلاص وتفاني وولاء
الزعامة الدينية للعراق وشعبه وهذا متحقق في سماحة السيد الصرخي الحسني " دام
ظله " , والمستوى الثاني هو مدى التزام وتطبيق العشائر العربية الأصيلة لما
تخطه لهم المرجعية الدينية ,ومدى قابليتها على تغير الوضع وبصورة تملؤها الروح
الوطنية ...
الكاتب : احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق