الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

النهج الحسيني في فكر مرجعية السيد الصرخي الحسني



الحُسَيّن ... أسم تغنى به التاريخ الإسلامي وجعله منارة وقبلة ومضربا لأروع الأمثال في البطولات والانتصارات والانجازات الإسلامية , حتى صار المجتمع الإسلامي يطلق تسمية " حسين العصر " على كل شخص اتصف بصافات أبي عبد الله الحسين وخصوصا في مجال التضحية من أجل الدين والمعتقد , فما هي السمة الغالبة على هذه الشخصية العظيمة التي غلفت كل معاني البطولة والتضحية من اجل الإسلام ؟ رغم وجود شخصيات أخرى قدمت مثلما قدمه الحسين عليه السلام لكن بواقع وسيناريو مختلفين .
الجواب هو أن كل الشخصيات التي قدمت التضحيات من اجل الإسلام لم تصل إلى المرحلة التي وصل لها الحسين عليه السلام من أجل نصرة الدين فلم يقدم أي شخص على التضحية بالأهل والأصحاب والعيال مثلما أقدم الحسين على ذلك , لعل هناك سائل يسأل لماذا أقدم الحسين على ذلك ؟ والجواب هو أن الحسين وجد أن الإسلام لم يبقى منه إلا الاسم ومن القرآن إلا الرسم فلا سنة شريفة يحتذى بها ولا تعاليم سماوية تطبق , فأصبح لزاما عليه وبما انه المتصدي لقيادة الدولة الإسلامية  " راعٍ ورعية " إن ينقذ الرعية من التسافل الحاصل الذي أسست له معسكرات الإشراك والكفر والمعتقدات الفاسدة , ورأى سلام الله عليه إن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصبح ضرورة ملحة ولا يمكن التهاون بها  وهي فريضة واجبة وقدم الأهم على المهم " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الحج " فترك الحج وذهب لأداء الفريضة الواجبة  "في وقتها "  .
 من أجل ماذا ؟ كانت الغاية من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي سعا الحسين عليه السلام لتطبيقها هي  " الإصلاح " فقال مقولته العظيمة { .. لم اخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي ,أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر .. } فخرج عليه السلام ليضع حدا للفساد الفكري والانحراف العقائدي والتسافل  الذي سببته رموز الانحراف والشذوذ  في الإسلام وتعاليمه السمحاء , لكن الأمة في وقتها  كانت قد غرر بها وضللت  لدرجة إنهم وصفوه عليه السلام  " بالخارجي الذي خرج على إمام زمانه " وذلك من خلال  فتاوى الانحراف والكذب والخداع التي صدرت من أئمة الضلال " شريح القاضي , شبث بن ربعي وغيرهم " فجردت السيوف والرماح والنبال وكل آلات الحرب بوجه سبط الرسول وذبحوه عطشا هو وأصحابه وإخوته وسبيت عياله وانتهكوا حرمة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا لشيء فقط لأنه طلب الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح في أمة قد تركت كل مبادئها وعقائدها لأشخاص يتلاعبون بها كيفما شاءوا وأرادوا في كل وقت وزمن أمرا مطلوب  ويجب الالتزام به من قبل كل فرد يعتقد بأحقية الحسين ويدعي انه يسير على نهجه القويم وعلى كل الفئات والمستويات سواء كان الفرد شخصا عاديا " مكلف بسيط " أو رمزا دينيا أو قائدا سياسيا لأنه نهج إسلامي حقيقي وفريضة يجب إن تطبق كلما شعرنا بالحاجة إليها ولو بنسبة بسيطة .
ومن هذا المنطلق نجد أن المرجعية العليا المتمثلة بسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله "  قد سارت وطبقت النهج الحسيني من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي طلب الإصلاح وفي مواقف ومواطن عدة لا يمكن حصرها في سطور , كما أن سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد استخدم القضية الحسينية نفسها في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك من خلال النصح والإرشاد وتبيان القضية الحسينية للناس وكشف جوهرها الحقيقي  ولعل بيان ( محطات في مسير  كربلاء ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=44  هو تجسيد حقيقي لاستلهام وتطبيق المبادئ الحقيقية لثورة الحسينية الخالدة , إذ ذكر سماحته " دام ظله" {... والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون ؟ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ، ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين (عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين (عليه السلام ) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح ، الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم (عليه وآله الصلاة والسلام).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح ، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين (عليهما الصلاة والسلام ).
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار...} .

الكاتب : احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق