- { ذَلِكَ وَمَن
يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج32 .
- عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال {
احيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا } .
إنّ المثل العليا
والقيم السامية التي جسّدها الإمام الحسين عليه السلام في الطفّ، جعلت السائرين على نهجه والمرتبطين به
يحيون ذكراه، وينشرون مآثره، باعتبارها خير أُسوة يتأسّى بها الناس , فإحياء الذكرى
التي تمثّل منعطفاً بارزاً، وتحوّلاً نوعياً في حياة الأُمم، أمر طبيعي وغير مستهجن,
لأنّه نابع من ذات الإنسان، ومتّصل بفطرته، كما أنّ الأيّام تعتبر مزدهرة وخالدة، ومتّصفة
بالتميّز لوقوع الحوادث العظيمة فيها .
وأيّ حادثة أعظم
من واقعة كربلاء؟! , لقد بقيت هذه الواقعة معلماً
شاخصاً في التاريخ, لما جرى فيها من فجائع من جهة، ولما رسمت فيها من صور مشرّفة من
جهة أُخرى , ويكون إحياء هذه الذكرى الأليمة من هذا المنطلق، ومن منطلقات عديدة أُخرى:
-الامتثال لأمر
الله تعالى، القاضي بمودّة العترة الطاهرة؛ إذ قال تعالى: {قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ
أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى} الشورى
23 ، ومواساة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بهذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودّة، فرسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بكى على الإمام
الحسين عليه السلام ، وهو لم يزل في سنيّ الطفولة.
- كذلك نحن نقيم
هذه الشعائر لأنّ فيها نصرةً للحقّ وإحياءً له، وخذلاناً للباطل وإماتةً له، وهذا الأمر
من أجله أوجب الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وكذلك إنّ إحياءنا
لهذه الذكرى، حفظ لها من الضياع، وصون لمبادئها من التزييف، ولولا ذلك لاضمحلّت، وخَبَت
جذوتها، ولأنكرها المخالفون، كما حاولوا إنكار غيرها!! وحتى الغير مخالفون ( ظاهرا ) إذ شن البعض
حملات تستهدف اماتت الشعائر الحسينية كالتطبير والمسير إلى كربلاء مشيا على
الأقدام بحجج واهية وغير شرعية أصلا .
- بإقامتنا لهذه الشعائر "لاسيّما المجالس الحسينية"
نكشف عن منهج مدرستنا، هذه المدرسة الجامعة لمختلف الطبقات والفئات، إذ يعرض فيها التفسير
والتاريخ، والفقه والأدب، و... فهي مؤتمرات دينية، تُطرح فيها مختلف المعارف والعلوم.
- إنّ إحياءنا
لهذه الشعائر، هو أفضل وأبسط وأنجح وسيلة لنشر الإسلام الأصيل؛ لأنّها حيّة وغير معقّدة،
ولذلك كانت ولا زالت أشدّ تأثيراً في النفوس! .
وانطلاقا من هذه الأهداف وغيرها " لا
يسعنا ذكرها ولا يمكن حصرها بسطور بسيطة " قامت المرجعية العليا في كربلاء
المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي
الحسني " دام ظله " بالعمل على ديمومة هذه الشعائر واستمرارها وكان ذلك
على مستويين الأول هو التوجيه والإرشاد والحث على إحياء هذه الشعائر من خلال خروج
المواكب ( الزنجيل والتطبير ) http://www.youtube.com/watch?v=6ucPOHwZOhM وإقامة
المجالس الحسينية , والمستوى الثاني هو المشاركة الفاعلة من قبل السيد الصرخي
الحسني " دام ظله " مع المعزين والمحيين لهذه الشعائر المقدسة , من قبيل
:
وإعداد الطعام لهم :
وكذلك استقباله للمعزين وبكل روح أبوية
وبحفاوة :
فالإحياء والمشاركة
والتنمية لشعائر الحسين عليه السلام هو إحياء
لذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لأنّه قال: {حسين منّي وأنا من حسين} ،
وإحياء ذكرى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إحياء للدين، باعتباره الرمز الأوّل للإسلام ,
وبهذا فان مرجعية السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد ساهمت وبكل قوة في
إحياء هذه الشعائر الرسالية .
الكاتب ::
احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق