الأحد، 10 نوفمبر 2013

ثورة الحسين هي محور الثورات الإصلاحية بمختلف العصور

تعتبر ثورة الإمام الحسين عليه السلام من أروع وأعظم الثورات الإصلاحية التي شهدتها البشرية , حتى أنها أصبحت مضربا للأمثال  ونبراسا لكل من يرفض الظلم والفساد ويسعى لتحقيق الصلاح والإصلاح , حتى إن هذه الثورة الخالدة أثرت وبكل معاني التأثير في المجتمعات الغير مسلمة وصارت لهم درسا وعبرة , وابسط مثال لذلك مقولة الثائر الهندي " المهاتما غاندي "  { تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر } .
فكل من يطلع على معطيات وأبعاد وأهداف هذه ثورة الحسين عليه السلام الإصلاحية فأنه سوف يقف أمام مدرسة احتوت جميع معاني التضحية والفداء والصبر والجهاد في سبيل تحقيق وتطبيق إرادة الله سبحانه وتعالى , وإنقاذ المجتمع الإسلامي من التيه والسفال والفساد والانحراف الذي سببته العقول التي عشعش فيها إبليس اللعين , وكذلك لتصحيح مسار الإسلام وعكس صورة صحيحة لتعاليم الدين الإسلامي التي تشوهت بسبب أفعال المتسلطين والمتجبرين في ذلك الوقت , فقد تكونت صورة مقيتة وسوداء عن الإسلام عند غير مسلمين  ,إذ كانوا يعتقدون بان الإسلام هو عبارة عن دين لهو وطرب وليالي حمراء ولعب مع القردة والخنازير ,وهذا كان حال من مسيطرا على زمام الأمور وبقيادة الدولة ممن كان يحمل عنوان " الخليفة " .
لكن بتضحية الحسين عليه السلام بنفسه وعياله وصحبه تم تثبيت معالم الدين الإسلامي التي اهتزت أركانها بسب المفسدين , لذا كانت هذه الثورة ومازالت مخلدة في عقول وأذهان الناس ويتناقلونها من جيل إلى أخر , ويجددون ذكرى هذه الواقعة وهذه الثورة الإصلاحية , ليس لان الحسين عليه السلام هو سبط الرسول الكريم فحسب وإنما لأنه سلام الله عليه قد قوم الإسلام بدمه الطاهر وصحح مساره .  
وبما إن هذه الثورة  " العالمية في كل أبعادها " تعتبر من أبرز الثورات الإصلاحية , فهي تعد مقدمة للثورة العالمية الإصلاحية الكبرى بقيادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وتكون ثورة الحسين سلام الله عليه هي الشرارة والمنطلق لثورة قائم آل محمد سلام الله عليهم أجمعين حيث يكون شعارها " يا لثارات الحسين " , وهنا تكون حركة الإصلاح التي بدأ بها الأنبياء والرسل سلام الله عليهم وتختتم بثورة قائم آل محمد التي تكون هي المتممة للحركة الإصلاحية الإلهية  قائمة على ثورة الحسين عليه السلام بل هي المحور والأساس , واستند  في ذلك إلى مقولة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في كتاب ( الثورة الحسينية والدولة المهدوية ) .
 إذ يقول سماحته " ادم ظله " { ..الثورة الحسينية وواقعة الطف عاشت حية في ضمير الأنبياء والمرسلين وملائكة الله الصالحين وهذا خير دليل واضح على أهمية الثورة الحسينية المقدسة ومحوريتها في النظام العالمي والكوني وعمقها الفكري والنفسي لتهيئة البشرية بل المخلوقات جميعا لتقبل فضل الله تعالى ونعمه بتحقيق العدالة الإلهية والانتظار للمستضعفين على يد قائم آل محمد ( صلوات الله عليه وعلى آله ) في دولة الحق الموعود ..} .
وبهذا فان ثورة الحسين عليه السلام هي ثورة إصلاحية ممتدة على طول التاريخ ضد كل ظلم وفساد وانحراف ...
الكاتب :: احمد الملا         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق