الخميس، 30 أبريل 2015

تخبط الحكومة العراقية سببا في نزيف العراق



احمد  الملا

الملاحظ للمشهد السياسي والعسكري العراقي يجده مشهد متخبط لم يعد بصورة صحيحة من قبل القيادات السياسية والعسكرية , فهو يفتقر للإعداد والتخطيط المنظم والمتقن, بل يعتمد على تكرار الأساليب والأفكار ذاتها, بل نجد إن تلك القيادات لم تستفد من الأخطاء التي وقعت فيها, بل تكرر الخطأ ذاته وتخطأ حتى في الخطأ ؟؟!!.
وعلى سبيل المثال ما تقوم به الحكومة العراقية الآن وبحسب ما نقلته وكالات الأنباء من وجود تنسيق بين بغداد وأربيل حول تشكيل غرفة عمليات لتحرير الموصل!! فهل يوجد عاقل يقوم بهكذا أمر ؟ هل يوجد سياسي أو قائد عسكري محنك أو على الأقل صاحب خبرة بسيطة يقوم بهكذا فعل ؟ الم يلاحظوا إن القوة العسكرية العراقية الآن وبما يساندها من حشد وقوات إيرانية مشتتة في أكثر من جبهة, فهناك جبهات متعددة في محافظة صلاح الدين, وأخرى في محافظة الانبار, وغيرها في ديالى, والآن يريدون فتح جبهة في الموصل ؟؟!! وهذا هو التخبط الحقيقي وسوء التخطيط الذي تتمتع به الحكومة العراقية.
وأساس هذا التخبط قائم على احتمالين وهما :
الأول : أن اصل المشكلة العراقية وتفاقمها في البداية هي مسالة الموصل فكان الانسحاب منها هو لغرض توسيع رقعة الحرب لتشمل العراق أي نقل الحرب من سوريا إلى العراق لان الإيرانيين اعتقدوا إن بسقوط الموصل سوف تسارع أمريكا لإنهاء الملف السوري عبر ضرب المعارضة لصالح بشار ولملمة الوضع في العراق, ولكن هذا خطا استراتيجي وقع فيه الإيرانيون وأذنابهم فأمريكا فهمت الفكرة ولعبتها صح و تركتهم في حالهم وعملت العكس تماما, وبشكل مختصر إن إيران ومن يمثلها يريدون توسيع رقعة الحرب لتشمل الموصل لضمان التدخل الأمريكي وبشكل أوسع وأسرع لصالحهم وهذا هو عين التخبط.
الثاني : إن هذه الخطوة تدل وبشكل واضح على إن الحكومة العراقية تبحث عن نصر إعلامي جديد في مناطق أخرى, فبعد إن صورت إعلاميا إنها حققت نصر في ديالى وصلاح الدين وتحرز تقدم في الانبار, فهي تبحث الآن عن نصر أخر في الموصل يعزز ثقة الشارع المهزوزة بها, لذلك توجهت إلى إقليم كوردستان من اجل الحصول على هذا النصر الإعلامي في الموصل, وهذا تخبط لا يوجد له مثيل.  
 وهذا إن دل على شيء فانه يدل على أن الحكومة العراقية هي من تريد أن تكون الحرب على داعش حرب طويلة الأمد – طبعا من غير قصد - , فلو كانت صادقة في مسعاها لتحرير العراق من داعش لكان حري بها أن تنظم مجهودها وقوتها في مواجهة داعش بشكل متسلسل ومرحلي, وليس بشكل عشوائي كما هو عليه الآن, فالعشوائية في محاربة داعش جعلت العراق يستنزف الكثير من حيث الأموال والأرواح والمعدات, جعلت العراق ينزف أموال طائلة ودماء كثيرة من الأبرياء ومن المغرر بهم في خوض معارك خاسرة كما يقول المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في جوابه على استفتاء رفع له بخصوص معارك تكريت بتاريخ 6/ 4 / 2015م بعنوان " تكريت وإيران هزيمة أو هزيمتان "  حيث قال سماحته ...
{ ... المؤسف والمؤلم إن الخسارة الكبرى وقعت وتقع على المغرر بهم من أبنائنا العراقيين الذين صاروا حطب ووقود نار طائفية مفتعلة، فالمعارك كانت ولا تزال خاسرة وستبقى خاسرة مادامت نفس الوسائل والمخططات والأفكار والقيادات موجودة ومادام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري...}.
فلو كانت الحرب على تنظيم داعش حرب تقوم على أساس التخطيط الجيد والتفكير النابع من عقلية عسكرية فعلية لما حصل ما حل من خسائر كبيرة, ولو كانت الحرب على داعش حرب منتظمة وقائمة على أساس المرحلية والترتيب والتسلسل لساعد في تقليل الخسائر التي يتعرض لها العراق حكومة وشعبا هذا من جهة و من جهة وكذلك يسهل على القوات العراقية مسالة مسك الأرض التي سرعان ما يفقدها الجيش بسبب تشتت قواته في الكثير من الجبهات, ويأتي الآن العبيدي يريد أن يفتح جبهة أخرى لكي تكون الخسائر في الأموال والأرواح والمعدات أكثر واكبر, وان وقع هذا الآمر فالإنكار موجود كما تعامل مع مجزرة الثرثار..

أين النصر في تكريت ومصفى بيجي في قبضة داعش?!




احمد الملا


قبل عدة أسابيع تصور اغلب العراقيين إن محافظة صلاح الدين قد تحررت بالكامل, خصوصا بعد ما أعلنت الحكومة العراقية ومن على لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي إن العمليات في تكريت قد تمت على أتم وجه وانه تم تحرير تكريت من قبضة الدواعش, فخرجت المسيرات في عموم المحافظات وهي تحتفي بهذا النصر !!!.
وهنا نتساءل, ما هي نتيجة وثمار تحرير مدينة تكريت مركز المحافظة ؟! وهل حجم هذه المدينة يتناسب مع كل ما قدم من تضحيات وخسائر في المعدات والأرواح من اجل تحريرها ؟ وهل بالفعل تحررت محافظة صلاح الدين ؟!.
الإجابة على التساؤل الأول هي, إن النتائج والثمار المتحصلة من تحرير تكريت فهي لم تحقق سوى المكسب الإعلامي المصطنع, فمعركة تحرير تكريت لم تحقق شيء معنوي أو مادي للحكومة العراقية وللمليشيات وإيران, بل العكس تماما إن هذه المعركة قد أحبطت كل معنويات من ذكرناهم, وعجزوا عن دخول هذه المدينة إلا بعد إن تدخلت طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكا, وهذا هو قمة الإحباط المعنوي, أما الجانب المادي فتلك القوات – الحشد وإيران والحكومة العراقية – فقد خسرت الكثير في هذه المعركة من حيث العدة والعدد والأرواح.
أما الإجابة على التساؤل الثاني, فنتركها لسماحة المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني, الذي أجاب على استفتاء رفع له بخصوص معارك تكريت بتاريخ 6/ 4 / 2015م بعنوان " تكريت وإيران هزيمة أو هزيمتان "  حيث قال سماحته ...
{ ... خسارة عسكرية : ابسط محلل عسكري أو مطلع على الشؤون العسكرية يعلم ويتيقن إن موقع تكريت العسكري ومساحتها الجغرافية لا تستحق عشر معشار الخسائر الجسيمة بالإفراد والمعدات التي خسرتها قوات الحكومة والمليشيات وقيادات إيران، والمؤسف والمؤلم إن الخسارة الكبرى وقعت وتقع على المغرر بهم من أبنائنا العراقيين الذين صاروا حطب ووقود نار طائفية مفتعلة، فالمعارك كانت ولا تزال خاسرة وستبقى خاسرة مادامت نفس الوسائل والمخططات والأفكار والقيادات موجودة ومادام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري...}.
أما الإجابة على التساؤل الثالث فهي : إن محافظة صلاح الدين لم تتحرر بالكامل بل إن نسبة ما تم تحريره لا يتجاوز 40% الأربعون بالمائة من مساحة المحافظة, أما بقية القرى والمناطق فهي إلى هذه اللحظة ما تزال بيد " داعش ", فنحن لم نسمع إلا بتحرير مدينة تكريت و " ال بو عجيل  والعوجة والعلم " وهذه قرى ونواحي, أما  سامراء فهي أساسا لم تتعرض لأي سقوط بيد التنظيم فقط تعرضت لجملة من الاعتداءات المتكررة فقط, أما بقية الاقضية والنواحي فهي لهذه اللحظة أما خاضعة لسيطرة داعش أو تشهد معارك كر وفر بين القوات الحكومية والحشد من جهة وداعش من جهة أخرى.
وما يشهده الآن مصفى بيجي من معارك خير دليل وشاهد على إن محافظة صلاح الدين لم تتحرر وهي لهذه اللحظة ما تزال تحت سيطرة تنظيم داعش, فهذا التنظيم وحسب وكالات أنباء استطاع أن يستولي على ستين بالمائة 60% من مرافق ومنشأة مصفى بيجي, وبحسب ادعاءات التنظيم إن المصفى بالكامل تحت سيطرته, وهذا بحد ذاته ينزع نشوة النصر المصطنع التي اصطنعتها الحكومة العراقية والمليشيات ومن بعدها إيران, فهي لم تحرر سوى مناطق لا تعتبر ذات أهمية للتنظيم فهو تركها وتراجع عنها وركز على السيطرة على مناطق أخرى تحقق له مكسب مالي كبير كالمصفى, وما يؤكد إن تنظيم الدولة هو من ترك تكريت من تلقاء نفسه ما صرح به قائد سرايا الخرساني في العراق بعد معارك تكريت, إذ قال " بعد دخولنا إلى تكريت لم نجد جثث لقتلاهم ولم نجد جرحى ولم يكن هناك أسرى, دخلنا إلى المدينة ووجدناها فارغة ".
فتنظيم داعش أرهق الحكومة العراقية والمليشيات وإيران واستنزف قواهم في معارك تكريت وبعد ذلك أعطاهم تلك المدينة وسيطر على بقية المدن والمناطق ورمى بثقله على احتلال مصفى بيجي الذي يعد أهم شيء في محافظة صلاح الدين, وقد استطاع أن يسلبه من الحكومة العراقية, وهذا إن دل على شيء فانه يدل على إن محافظة صلاح الدين لم تتحرر وما تزال بيد تنظيم الدولة.    

الأربعاء، 29 أبريل 2015

هكذا حال النازحين ... عندما تكون الطائفية هي الحاكمة






احمد الملا

أصبح المشهد العراقي من أكثر المشاهد في العالم إيلاما, فكثرة القتل والتهجير والتشريد والترويع ينخر في جسد العراق من جهة ومن جهة أخرى اخذ الفساد المالي والإداري دورا كبيرا في إرهاق كاهل المواطن العراقي, حتى أصبح أغلب المواطنين الآن ناقمون ساخطين على كونهم وجدوا في هذا البلد.
لكن المشهد الأكثر إيلاما, وبشكل يحرق القلب ويدميه, ويجعل العيون تبكي دما لا دمعا, هو مشهد قتل العوائل النازحة التي هربت من حرارة سيف تنظيم الدولة " داعش " الذي يقطع رقبة كل من يختلف معه في الرأي فما بالك بمن يرفضه؟! , ومن القصف العشوائي الذي تقوم به القوات الحكومية بالإضافة إلى إجرام المليشيات " الحشد " التي لا ترحم طفلا ولا امرأة أو شيخ ولا تصون كرامة أو عرض, فهول ما وقع في ديالى وصلاح الدين من مجازر بحق المدنيين دفع بأهالي الانبار من ترك مدنهم والنزوح إلى مناطق أمنة في تصورهم هاربين من الموت الأحمر.
لكن مالذي حصل ؟ رفضت الحكومة دخولهم إلى بغداد وبابل وكربلاء واشترطت على من يدخل أن يكون لديه كفيلين " ضامن " والسبب في ذلك هو لأنه عراقي سني يسكن في محافظة رفضت كل أنواع الظلم والطغيان وقالت كلمتها في وجه السفاح المالكي؟؟!!.
وبعد دخول بعض تلك العوائل إلى بغداد بعد أن وفروا هذا الشرط التعجيزي ما الذي حصل ؟  حصل التهديد والوعيد بالقتل لهم ؟؟!! لماذا لأنهم عراقيين من أهل السنة ويسكنون في محافظة اشتعلت بنار طائفية صنعها ساسة العراق وعلى رأسهم المجرم الإمعة المالكي, وهذا ما حصل معهم بالفعل فيوميا الآن في بغداد تقتل عائلة أو مجموعة عوائل  نازحة, هذا بفعل ماذا وما هو السبب في ذلك ؟؟!! لماذا العوائل النازحة تسكن العراء دون غذاء أو دواء أو خدمات ؟! لماذا تقتل العوائل التي دخلت بغداد ؟!.
الجواب نجده في كلام المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني الذي قاله في  المحاضرة العقائدية الثامنة والعشرون بتاريخ 7 / 11 / 2014 م ....
{.... عندما تكون الطائفية هي الحاكمة, لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم والمسير للأمور والمؤصل للقتل والإجرام والتكفير, يلغى العقل والفكر ويكون المعروف منكرا والمنكر معروفا, يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا, فيعمل القبح ويقتل الأبرياء وتحرق الجثث ويعتدي على الأعراض ويهجر لناس مئات الآلاف وآلاف الناس في الصحاري والبراري وفي أماكن النفايات والقاذورات وعليهم ينزل المطر ويضربهم البرد كما مر عليهم لهيب الحر والسموم والشمس وحرارة الشمس وعطش الشمس ومر عليهم الشتاء ويمر عليهم وتمر عليهم الأيام والأسابيع والأشهر والفصول والسنين ...}.
فبسبب طائفية السياسيين – سنة وشيعة –  حل بالعراقيين ما حل بهم اليوم وبالخصوص النازحين, فهم الآن في مخيمات النزوح  التي يمكن أن نسميها مخيمات الذل والإهانة وضياع الإنسانية مهملون لا يهتم بهم احد, ومن دخل منهم إلى بغداد أو غيرها من المحافظات فهو أما خائف يترقب, أو مقتول بأبشع صورة, فهذه هو نتاج الطائفية التي سيطرت على عقول اغلب العراقيين.
فلم نجد لتلك الرموز التي تدعي إنها صمام أمان للعراقيين جميعا أي موقف يذكر إزاء ما يتعرض له النازحين والسبب هو طائفية تلك الرموز, ولا نستغرب منهم ذلك لأنهم أفتوا بقتل أهل السنة فهل نتوقع منهم أن يعينوا النازحين منهم ؟!.
ولم نجد من الساسة أي موقف يذكر إزاء معاناة النازحين, والسبب طائفيتهم وتخندقهم للمذهبية المقيتة التي ألغت العقل والمنطق وحولت الدين والمذهب إلى عبارة عن شريعة غاب تضفي صبغة شرعية لممارساتهم العفنة القذرة تجاه أبناء شعبهم, حتى وصل الأمر بهم إلى اتخاذ جانب الصمت والسكوت إزاء كل ما يترض له النازحون العراقيون من أهالي الانبار.

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

سيناريو المشهد اليمني قد يتكرر في العراق



 احمد الملا

جميعنا يعرف إن الحوثيين في اليمن تمردوا على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور وحولوا اليمن إلى دولة منكوبة, وبدفع من إيران وذلك من أجل توسيع نفوذها وهيمنتها وسطوتها على منطقة الخليج العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب, فحركت هؤلاء الشرذمة من أجل تحقيق مشروعها, وتجسد ذلك بانقلابهم على الشرعية.
وبما إن لديها الطموح ذاته في العراق, فهي تريد توسيع نفذوها في هذا البلد من أجل السيطرة على خيراته وثرواته من جهة ومن جهة أخرى تؤسس لخط دفاع لها خارج حدود دولتها الفارسية مستغلة في ذلك خضوع وخنوع الشعوب لسطوتها, وهذا ما أكد عليه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في حوار نشرته صحيفة  الشرق الأوسط بتاريخ 18 / 4 / 2015م:
{{ أن التمدد الإيراني لن يتوقف عند حدّ، ما دامت الدول والشعوب مستكينة وخاضعة ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد القادم والفاتك بهم، موضحا أن “السياسة والحكم التسلطي والمشاريع الإمبراطورية التوسعية تفعلُ كلَّ شيء وتقلِبُ كلَّ الحقائق، من أجل الحفاظ على وجودِها وتسلّطِها وتنفيذ مشاريعها. }}.
 بالإضافة إلى طموحها في توسيع إمبراطوريتها المتهالكة, وهذا هو الهدف الأسمى لديها.
المهم في الأمر إن إيران تقوم بتحريك كل أذنابها في العراق من اجل بسط النفوذ الذي أحست بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدانه بفعل التدخل  الأمريكي في العراق والذي يتجسد في شخص رئيس الوزراء " حيدر العبادي "  فاليوم إيران تكرر المشهد اليمني في العراق, فمثلما ضربت شرعية رئيس  اليمن فهي تسعى لضرب شرعية العبادي في العرق وإرجاع هيبتها وسطوتها ونفوذها من خلال إرجاع أو وضع من يخدمها في العراق, وهذا ما يدل عليه ويشير له هو :
 إن إيران تريد خلط الأوراق في العراق في محاولة لاستدراج الأمريكيين نحو المستنقع العراقي من خلال إثارة الحرب الطائفية وإصرارها على زج المليشيات في معركة الانبار  لكسر العناد الأمريكي وفتح عدة جبهات في العراق سياسية وعسكرية, مثل ترتيب مظاهرات ضد حكومة العبادي, إشعال فتيل أزمة أمنية من خلال توسيع رقعة المفخخات والعبوات وقتل النازحين وتهديدهم وغيرها من أفعال.
تحريك المليشيات وقادتها ضد حكومة العبادي, وهذا ما نلاحظه في تصريح هادي العامري الذي قال فيه " سأدخل الانبار ولن احتاج إلى أي إذن من أحد " وكذلك تصريح قيس الخزعلي "ليس من حق أي احد أن ينصب نفسه زعيما للحشد " وفي الوقت ذاته هدد بعدم السكوت في حال منع الحشد من دخول الانبار.
 هذا في محاولة من إيران لاستعراض قوتها في محاولة للضغط على الأمريكان للقبول بما تريده إيران وخاصة في برنامجها النووي, وسنشهد نزاعات وأحداث خطيرة حتى نهاية حزيران وهو موعد توقيع الإطار النووي بينها وبين الأمريكان.
فيبدو إن الأيام القريبة - إذا بقيت الأمور على هذه الوتيرة - قد تشهد تمردا يصل لمرحلة التمرد العسكري - كما حصل في اليمن - من قبل المليشيات الإيرانية و الفصائل الموالية لها على حكومة العبادي وبشكل يخالف التوجهات والتطلعات التي يريدها الأمريكان في العراق من خلال العبادي.  


الأحد، 26 أبريل 2015

لماذا بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية ؟!




احمد الملا


قبل عدة أسابيع صرح مستشار الرئيس الإيراني "علي يونسي " بان بغداد باتت عاصمة للإمبراطورية الفارسية, وهذا التصريح طبعا لم يأتي من فراغ وإنما جاء على ضوء إستراتيجية وأجندة موضوعة من قبل ساسة إيران, وهذه الإستراتيجية طبقت على ارض الواقع, وكانت تطبيقها قد أتى أَكله وجنت تلك الإمبراطورية ثماره.
رب سائل يسأل, لماذا إيران ركزت على العراق بشكل اكبر دون بقية البلدان العربية الأخرى والتي فيها شيعة أيضا؟! والجواب على هذا السؤال يكون بالشكل التالي :
ركزت إيران على العراق دون غيره من الدول لوجود عدة عوامل منها : التقارب الحدودي, حيث يبدو العراق ملقيا في أحضان إيران, العامل الأخر هو وجود رموز وقادة مذهب التشيع " المراجع " في العراق حيث استطاعت إيران من زرع مجموعة منهم  - ممن يحملون الجنسية الإيرانية - من جهة و السيطرة على قسم أخر – غير المجنسين - بشكل كبير وتحكمت بهم بما يتناسب مع مصالحها وكذا الحال بالنسبة للأغلب القيادات السياسية.
أما العامل الأخر وهو الأهم من بقية كل العوامل المذكورة, ألا وهو وجود الأضرحة والمقامات المقدسة لآل البيت عليهم السلام في العراق, بشكل اكبر وأكثر من بعض البلدان العربية التي فيها أضرحة مقدسة لآل البيت عليهم السلام, وهذا العامل له تأثير كبير على شيعة العالم أجمع وليس العراق فحسب, فمن يمتلك هذا العامل يمتلك العالم الشيعي بأجمعه, وهو ما راهنت عليه إيران, فمن خلال الأضرحة تحرك إيران الشعب العراقي عاطفيا وعقائديا وفكريا وبشكل يتناغم ويتماشى مع ما تريده هذه الإمبراطورية الفارسية بالإضافة لمن أوجدتهم من رموز دينية.
فمن خلال هذا العامل المهم والرئيسي تمكنت إيران من تنفيذ مشروعها الطائفي التقسيمي القومي في العراق, فبحجة حماية الأضرحة و المقدسات والدفاع عنها سخرت أغلبية الشباب الشيعي العراقي وبتسهيلات من المرجعيات الإيرانية التي أفتت لصالح إيران بالجهاد, وبالتعاون مع السياسيين الذين خلقوا أجواء مناسبة لإصدار تلك الفتاوى كالمالكي الذي سلم الموصل على طبق من ذهب لتنظيم داعش الإرهابي, فمن خلال ذلك كله استطاعت إيران أن تسيطر على العراق بشكل كبير جدا والأمر الذي دفع بساستها وقياداتها بان تقول إن " بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية " .
فهي لم تستطيع أن تحرك العالم الشيعي إلا من خلال العراق لأنها سيطرت على أهم العوامل التي تسيطر من خلالها على الشيعة- أضرحة , مرجعيات - , بما إن العراق هو البلد الوحيد الذي يحتضن تلك العوامل المهمة أصبح تركيزها عليه هو الأكبر من بقية البلدان لأنه يخدم مشروعها الطائفي الإمبراطوري, وكما يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في جواب له على سؤال لصحيفة الشرق الأوسط الذي طرح خلال الحوار الذي أجرته مع سماحته بتاريخ 18 / 4 / 2015م , بخصوص نقل السلطة الدينية من العراق لإيران, أجاب سماحته قائلا :
{ ... هل يوجد عاقل سأل نفسه هل يوجد سلطة دينية في العراق خارجة عن قبضة إيران حتى نتحدث عن نقل سلطة من العراق إلى إيران ؟؟!! وهل يوجد عاقل سأل نفسه انه إذا كان العراق عاصمة إمبراطورية إيران فكيف تنقل إيران سلطتها الدينية وقبضتها الدينية من عاصمة إمبراطوريتها التاريخية الأبدية إلى غير العاصمة ؟؟! وإذا كان المشروع الطائفي القاتل لا يمكن التأسيس له وتجذيره وتأصيله والبناء عليه وتوسيعه إلا في العراق ومن خلال النجف وكربلاء وسامراء ومن خلال أبناء العراق وقود نار صراعات الإمبراطوريات وقوى الاحتلال؟؟!!...}.
فمن خلال ما تم طرحه من رأي وتحليل لسماحة المرجع الصرخي الحسني, نصل إلى الجواب على السؤال المطروح في عنوان المقال" لماذا بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية ؟! " والجواب بمختصر مفيد لان العراق هو أداتها ووسيلتها لتنفيذ مشروعها الإمبراطوري.
  

السبت، 25 أبريل 2015

الإيهام بالغرق ... من اسلوب استجواب افراد إلى سياسة إخضاع دولية




احمد الملا

بداية أحب أن أوضح ما هو معنى الإيهام بالغرق, فهو أسلوب تستخدمه الجهات الاستخباراتية أو الأمنية مع شخص ما متهم بتهمة معينة من اجل استخلاص معلومات ما لديه, تتمثل آلية الإيهام بالغرق في تقييد المعتقل وتثبيته على الأرض بحيث لا يستطيع الحركة مع وضع قطعة قماش أو ما شابه في فمه وتغطية وجهه بما يشبه كيسا بلاستيكيا، ثم يسكب الماء على وجهه بحيث يتخيل انه يغرق.
ما نراه اليوم من سياسة متبعة من قبل الدول ذات المطامع التوسعية والاستكبارية تشبه إلى حد كبير اسلوب " الإيهام بالغرق" لكن الفرق هو إن هذا الاسلوب استنسخ من وسيلة تعذيب واستجواب إلى سياسة تستخدم في تسيير الشعوب وتجعلها منقادة لمن يستخدم معها هذا الاسلوب وهذه الطريقة, بمعنى إن هذه الطريقة نقلت من داخل السجون إلى نطاق أوسع من اجل أن يكون هذا الشعب أو ذاك – الذي طبقت عليه - منقادا للدولة التي تستخدم هذه الوسيلة بشكل يتماشى ما تريد وترغب وتطمح له.
ومن الأمثلة الحية على ذلك, ما تستخدمه الآن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا من جهة ومن جهة أخرى الدول الشرقية وعلى رأسها إيران, فأمريكا أوهمت العالم بالغرق بالإرهاب وأوهمته أيضا بأنها الوحيدة القادرة على إنقاذه وتخليصه من الإرهاب, لذلك نجد إن كل اوجل الشعوب تكون منقادة لأمريكا بشكل كبير, فهي وضعت على اغلب البلدان كمامة الإرهاب البلاستيكية, وأخذت تصب عليه العمليات الإرهابية والتفجير والقتل والتخريب, وبالتالي توهمت الشعوب بأنها ستموت بفعل ذلك الأمر ولا سبيل للخلاص إلا بإعطاء أمريكا ما تريد, وبهذا نجحت في التحكم بأغلب شعوب العالم.
أما إيران فقد استخدمت الأسلوب ذاته, لكن بنمط مختلف قليلا, فالكل يعرف أن إيران رفعت عنوان انتحال مذهب التشيع من أجل توسيع نفوذها في المناطق التي يكثر فيها الشيعة, وهذا يسهل عملية توسيع إمبراطوريتها في المنطقة, وقد استخدمت أسلوب " الإيهام بالغرق " مع الشيعة المتواجدون في الدول العربية " العراق, سوريا, البحرين, لبنان, اليمن " حيث تجلى هذا الأسلوب في إيهام الشيعة بأنهم يتعرضون إلى حملة تستهدف وتهدد معتقداتهم ومقدساتهم وثقافتهم وأرواحهم وممتلكاتهم, وانه لا سبيل للنجاة إلا بالتسليم والانقياد لها لكي تخلصهم من هذه الأخطار والتهديدات, وبهذا استطاعت إيران أن توهم الشيعة بأنهم غارقون بالخطر والتهديدات الذي سيؤدي الى نهاية ارثهم وتواجدهم, ولا سبيل للخلاص إلا بإعطاء إيران ما تريد من الولاء والانقياد والتسلط, وبهذا نجحت في الهيمنة على الشيعة.
والملخص من هذا كله إن كل شعب أو مجتمع أو مجموعة تحس بان الخطر يهددها ويستهدف مكونها فأنها ستفعل أي شيء من أجل الحفاظ على نفسها, وكما يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في جواب له على سؤال لصحيفة الشرق الأوسط الذي طرح خلال الحوار الذي أجرته مع سماحته بتاريخ 18 / 4 / 2015م , عن سبب اندفاع الشيعة في العالم العربي للقتال ... فكان جوابه هو ...
{ ... كل تجمع بشري إن شعر انه وجوده وثقافته ودينه ومعتقده مهدد بالخطر والزوال فانه سيبذل كل جهده من اجل الدفاع عن نفسه ووجوده وكيانه ومعتقداته حتى لو استعان بأعداء أو شيطان فضلا عن حاكم فاسد متسلط محتال ومن هنا يسلك المتسلطون المحتلون والحكام الظالمون مسلك التأجيج الطائفي والمذهبي المقيت كي يخاف الشعب ويفقد القدرة على التفكير الصحيح لشعوره بالتهديد والاستئصال فيتصور ويصدق إن الحاكم والمتسلط الظالم هو المنقذ والمخلّص ...}.
 فالشيعة بعد أن أوهمتهم إيران بأنهم في خطر محدق هبوا للقتال وتنفيذ مخططاتها التوسعية, وكذا الحال بالنسبة لبقية شعوب العالم التي أوهمتها أمريكا بتهديد خطر الإرهاب وأنها المخلص الوحيد لهم, فخطر التهديد وخطر الإرهاب هو الكمامة البلاستكية التي استخدمتها أمريكا وإيران مع الشعوب لكي تسلم لها وتنقاد لها وتعطي لها ما تريد من الولاء والانقياد, فاسلوب التعذيب والاستجواب " الإيهام بالغرق " أصبح سياسة دولية للهيمنة على شعوب العالم.

الجمعة، 24 أبريل 2015

رحم الله الايام الغابرة ... لسان حال شيعة العراق اليوم



احمد الملا

يوجد مثل دارج في العراق يقول " ما تحس خيري إلا لما تجرب غيري " والقصد منه هو انك لا تحس بالخير الذي أقدمه لك إلا بعد ما تقوم بتجربة غيري من الناس, فتحس بمدى الفرق بين ما كنت أقدمه لك وما يقدمه لك غيري من الناس, وهذا ما ينطبق على العراقيين اليوم, فهم بعدما :
-         لمسوا الفساد المالي والسياسي الذي استشرى بمؤسسات الدولة وبسبب الساسة المفسدين والسراق.
-         شاهدوا الموت والقتل والدمار والهلاك وحرق الأخضر واليابس وبشكل علني ويومي وبكل لحظة.
-         ضياع الثروات والخيرات وتصديرها للخارج بعنوان هبات ومساعدات وهم – العراقيين –  محرومين منها .
-         فقدان ابسط مقومات الحياة وانعدام الخدمات بل تراجعها إلى مادون الصفر.
-         ضياع الأمن والأمان في كل بقعة ورقعة من العراق.

هذا وما لم أحط به ذكرا جعل من شيعة العراق بالتحديد يترحمون على أيام صدام لأنه وان كان قد ظلمهم بل ظلم العراقيين عموما, لكنهم لم يشهدوا قتلا ولم يعيشوا طائفية ولم يفقدوا الأمن كما فقدوه اليوم, ولم يكن هنالك فساد كما هو اليوم, فكل ما هو موجود اليوم من سلبيات لم يكن في زمن صدام إلا بشكل قليل جدا جدا, وهذا ما جعلهم يترحمون على أيام حكمه ويحنون لتلك الأيام, والسبب كما ذكرناه.
ولو رجعنا إلى السبب في هذا التفاوت وهذا الفرق في ما يحصل اليوم نجده هو بسبب التدخلات السافرة من قبل المتصدين لعنوان المرجعية الدينية التي بسطت نفوذها وبكل قوى على كل مرافق المؤسسات الحكومة, حيث إنها أمضت وشرعنت كل الظلم والضيم والحيف الذي يقع على الشعب العراقي, ولا يستطيع احد أن يعترض, لأنه لو اعترض لوضع تحت عنوان الإرهاب والتكفير ويكون داعشيا لأنه رفض امرأ أصدرته به المؤسسة الدينية وولاية الفقيه الفلانية, هذا الأمر الذي دفع بشعب العراق أن يترحم على صدام.
يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18 / 4 / 2015م ...
{...الضيم والظلم والمرض والفقر والجوع وفقدان الأمان والتشريد والتطريد والتهجير والقتل وسفك الدماء الذي مرّ ويمر على شيعة العراق الذي جَعَلَهم يترحّمون على أيام النظام السابق أيام صدام والذي جعلهم ينفرون ويفرّون من ولاية الفقيه فلان أو علّان فلم يرتبط بولاية علّان إلا المليشيات القاتلة المتعطشة لسفك الدماء...}.
وهذا هو واقع الحال, فقط الآن من يتمنى ولاية الفقيه والمرجعية والفلانية أو الفلانية هو فقط المليشياوي الذي استفاد فائدة كبيرة من هذه المرجعية وهذه المؤسسة الدينة أما الإنسان البسيط الفقير فهو يرى في هذه الأيام ما لم يراه في أيام صدام. وهذا لأنهم جربوا من هو أسوأ منه وأكثر ظلما وطغيانا وفسادا.

الخميس، 23 أبريل 2015

صور الهيمنة الإيرانية على العراق



احمد الملا

 للهيمنة دلالات ومفاهيم كثيرة لا نريد أن نتطرق إليها, ولكن ما يهمنا في المصطلح الاستعماري للهيمنة, فهو يعني سيطرة دولة على دولة أخرى، وتوجيه قراراتها السياسية والاقتصادية في اتجاه المصالح والمكاسب والمنافع الشخصية والسلطوية للدولة المهيمنة، وتكون أداة ضغطها على شعب الدولة المهيمن عليها هي شخصيات وقيادات ورموز دينية وسياسية واجتماعية، أو تأخذ شكل أخر يتجلى بالتهديد والسطوة العسكرية.
ففي العراق بعد أن تقوقعت أو تراجعت الهيمنة العسكرية الأمريكية – لكن ليس بشكل كامل – بدأت هيمنة الدولة الجارة – إيران - الأخرى صاحبة الأطماع التوسعية والسلطوية التي ترمي إلى توسيع إمبراطوريتها الفارسية وتعيد أمجادها التي قضى عليها الإسلام, فبعد إن زرعت داخل العراق – شعبا وأرضا - من الرموز والشخصيات والقيادات الدينية والسياسية والاجتماعية, واستغلت تقهقر الهيمنة الأمريكية, بدأت بتطبيق هيمنتها على العراق وبسط نفوذها فيه, من أجل بلوغ أهدافها التوسعية السلطوية.
وقد تجسدت هيمنة إيران على العراق بالعديد من الأشكال والصور منها : 
المرجعيات والشخصيات السياسية : هذه القيادات والشخصيات جاءت منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السابق, ودخلت العراق بعنوان الجهاد والكفاح ضد النظام السابق بشكل اثر في الشارع العراقي بسبب الفوران العاطفي لدى العراقيين ورغبتهم في استلام السلطة كشيعة بما إن الذين كانوا في إيران من المجاهدين فتعتبرهم إيران ويعتبرون أنفسهم أحق من غيرهم في قيادة العمل السياسي في العراق, وقد أوجدت إيران هذه الشخصيات بشكل يتناغم مع رغبة الشارع العراقي وبهذا ضمنت وصول هؤلاء لمناصب مهمة في الدولة وبشكل يخدم مصالحها.
المليشيات والفصائل المسلحة : استطاعت إيران من إيجاد منظمات وفصائل شخصيات داخل المجتمع العراقي وصورت منهم أبطالا ورموزا وقيادات تحمل الطابع الديني – الشيعي -  ودعمتهم إعلاميا وماديا بشكل اثر في الشارع العراقي وبالتالي التحق العديد من الشباب العراقي بهذه القيادات وانخرطوا في تنظيماتهم المليشياوية لكي يخدموا من أوجدهم, وقد قامت إيران بزرع أكثر من شخصية وبشكل يتناغم مع توجهات وميول الشارع العراقي لكي تضمن استقطاب اكبر عدد ممكن من العراقيين لخدمتها.
شراء بعض من القادة والرموز السنية السياسية والدينية : تمكنت إيران من أن تصل إلى مجموعة من قادة ورموز السنة من القيادات الدينية والسياسية وخصوصا في السنوات الأخيرة واستغلت فيهم الرغبة للحصول على المنافع والمكاسب الشخصية والسعي خلف الأموال, وبهذا ضمنت ركونهم لسياستها وبشكل يخدم مصلحتها وأهدافها في العراق.
المرجعيات الدينية : المرجعيات الدينية من الوسائل الأكثر تأثيرا في الشارع العراقي, وهي أيضا مؤثرة وبشكل كبير في قرارات الحكومات والساسة حتى غير الموالين لإيران, فمن خلال هذه المرجعيات استطاعت إيران أن تؤثر في القرار السياسي والرأي العام العراقي, وكما يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18 / 4 / 2015م ...
{...إيران نجحت وبأساليب مختلفة في السيطرة الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الطائفية الانتهازية الأعجمية وغيرها فصارت تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء ومن خلالهم تمت السيطرة على عموم الشارع العراقي الشيعي والسني... وهذا الأسلوب ممكن أن يتكرر مع باقي المجتمعات الشيعية في باقي البلدان فتحصل السيطرة الكلية والتحريك الجمعي بنفس المنهج والسلوك في العراق فيسير الجميع جاهلاً غافلاً نائماً مخدَّراً نحو تحقيق المشروع الإمبراطوري المزعوم ...}.
أما الشكل الأخير من أشكال الهيمنة الإيرانية على العراق, هي الهيمنة العسكرية المباشرة والتي تتجلى بالتواجد العسكري والاستخباراتي الواضح والجلي من خلال وجود القيادات الإيرانية العسكرية كقاسم سليماني وغيره والتواجد الكبير لعناصر فليق القدس وعناصر الحرس الثوري الإيراني خصوصا في السنوات الأخيرة.
فمن خلال هذه الوسائل استطاعت إيران أن تهيمن على العراق أرضا وشعبا وقادة ورموز وخيرات وثروات ومقدرات, بحيث أصبح العراق باحة أمامية لإيران وهذا ما صرح به الساسة الإيرانيون حيث قالوا " أن العراق أصبح عاصمة لإمبراطوريتهم" وهذا بفضل من سخرتهم لخدمتها وخدمة مصالحها وخصوصا من حمل عنوان المرجعية الدينية لأنه الأكثر تأثيرا في كل الوسائل الأخرى.  

الأربعاء، 22 أبريل 2015

فتوى الجهاد في العراق فخ وقع فيه الجميع




احمد الملا

 إن فتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني بعد سقوط محافظة الموصل في العراق تعتبر من أكبر الفخاخ التي وقعت فيها جميع الإطراف المتصارعة في العراق – سواء كانت داخلية أو إقليمية أو دولية –  وكما يبدو من النتائج التي ترتبت على هذه الفتوى, انه تم الترتيب والإعداد والتهيئة لهذه الفتوى, وأغلب الإطراف المشاركة في الصراع في العراق كان لها دور فعال في إعداد هذه الفتوى على شكل فخ لكي يسقط فيه الطرف الأخر, فإيران سعت بان تكون الفتوى فخا لأمريكا, وكذا الحال بالنسبة لأمريكا, ومن يقف خلف مرجعية السيستاني جعل من هذه الفتوى فخا لأهل السنة في العراق, والشيعة وقعوا في هذا الفخ كضحية وليس هدف مقصود.
فإيران من خلال فتوى الجهاد هذه أرادت أن تدخل العراق وتصفي حسابها مع الأمريكان, بحيث تستهدف التواجد الأمريكي في العراق تحت حجة وذريعة الجهاد ضد داعش, ومن قبلهم أهل السنة وأخذ ثارات حرب الثمانينات, بالإضافة إلى تثبيت تواجدها في العراق وجعله عاصمة لإمبراطوريتها, وهذا بحد ذاته هو – حسب رأي إيران – القضاء على التواجد الأمريكي في العراق بعد أن تبسط سيطرتها عليه, فاستخدمت الفتوى الجهادية كغطاء لهذا الفخ.
لكن أمريكا في الوقت ذاته استخدمت هذه الفتوى كفخ نصبته لإيران في العراق, فهذه الفتوى قد أعطت إيران الذريعة لدخول العراق وبكل قوة وبشكل جعلها تستنزف الكثير الكثير من الجهد البشري والعسكري بالإضافة إلى الاستنزاف المالي الذي اثر وبشكل ملحوظ على اقتصادها المنهار, كما إن أمريكا أظهرت للعالم مدى العجز الإيراني الاستخباراتي و العسكري في القتال خصوصا في معركة تكريت التي عجزت فيها كل القوة الإيرانية وما يدعمها من مليشيات من تخطي أسوار هذه المدينة إلا بعد طلب العون من أمريكا, وبهذا استفادت أمريكا من هذه الفتوى.
أما بالنسبة لأهل السنة في العراق, فقد وقعوا في فخ فتوى الجهاد, لان أغلبيتهم كانوا معارضين لحكومة المالكي بسبب ظلمها وطغيانها وإجحافها بحقهم, حتى اضطر بعضهم لحمل  السلاح ضد حكومة المالكي بعدما سلبتهم كل مقومات الحياة, فاستغل الدواعش هذه الثورة, وبعد دخلوهم – أي تنظيم داعش - وركوبهم موجة الثورة صدرت فتوى الجهاد ضد كل من حمل السلاح ضد الحكومة, خصوصا إن الفتوى لم تصدر في زمن كان فيه الدواعش متواجدين في العراق لكن بصورة غير نشطة وإنما صدرت بعد أن أعلن أغلبية أهل السنة الثورة ضد حكومة الظلم والطغيان المالكية وبهذا اصبح الجميع هدف لهذه الفتوى وبالتالي  أصبح الجميع هم من الدواعش في نظر الشعب العراقي, وأصبح قتلهم والتمثيل والتنكيل بهم وسرقة ممتلكاتهم واستباحة أعراضهم أمر لا يعترض عليه احد لأنهم دواعش !!!, وما نراه اليوم من معارضة المحافظات الجنوبية والوسطى لدخول النازحين من أهالي الانبار بحجة إنهم دواعش ما هو إلا خير دليل على ذلك, وهذا بفضل فتوى الجهاد, الفخ الأخر الذي وقع فيه أهل السنة بسبب هذه الفتوى هو زرع الفتنة بينهم, فهذا معارض للفتوى وذاك مؤيد لها, والكل يعرق من هو المؤيد ومن هو المعارض.
أما الشيعة في العراق فهم من اكبر الخاسرين بسبب هذه الفتوى, لان الفتوى صدرت ليس من اجل العقيدة والمذهب والاضرحة والمقدسات كما يزعم من يروج للفتوى, بل صدرت من اجل الحفاظ على المنصب والمكانة والأموال التي تستحوذ عليها مؤسسة النجف, لان تنظيم داعش كان قبل سقوط الموصل متواجدا في العراق في الانبار وبالتحديد في وادي حوران وكذلك في ديالى وبقية المحافظات لكن بشكل غير نشط كما هو عليه اليوم, وكان يذهب يوميا العشرات من الناس الأبرياء ومن الجيش والشرطة ضحية لعملياته الإرهابية, ولم تصدر فتوى جهاد ضده ولم يتكلم احد من المؤسسة الدينية إزاء ذلك الأمر, لكن بعدما صرح التنظيم بأنه يستهدف كربلاء والنجف وهما المحافظتين التي تمثلان قمة الهرم صدرت فتوى الجهاد, خوفا وحفاظا على مكانة من يتربع على عرش السلطة هناك, فصدرت الفتوى من اجل الحفاظ على من يملك الأموال ويرسلها إلى مؤسساته في لندن, فراح شيعة العراق ضحية لمطامع ومكاسب نفعية ضيقة.
وما كلام المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني حول فتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني ما هو إلا تشخيصا حقيقيا ودقيقا لفحوى وهدف تلك الفتوى ... إذ يقول سماحته في رد له على سؤال لصحيفة الشرق الأوسط في حوار أجرته معه بتاريخ  18 / 4 / 2015م   ....
{ ... فتوى السيستاني بالجهاد فخ وقع فيه ويقع فيه الجميع، وقع فيه الغرب والشرق، وقع فيه صدام وغيره من الحكام ...}.
فهذه هي حقيقة الفتوى الجهادية, هي عبارة عن فخ نصبه الجميع للجميع ووقع فيه الجميع. 

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

أفغانستان ورقة ضغط إيرانية على الباكستان



احمد الملا

لا يخفى على الجميع مدى التوتر السياسي الحاصل بين إيران والباكستان, وقد تجلت صورة هذا التوتر في الأيام الأخيرة بتصريحات رئيس وزراء الباكستان, الذي هدد إيران بتوجيه ضربه عسكرية في حال هددت الأخيرة المملكة العربية السعودية,  فبعد أن أحست إيران بقوة التهديد الباكستاني لها والذي تجلى في أمرين وهما: فتح جبهة داخل إيران في إقليم بلوشستان وذلك من خلال دعم جيش العدالة الإسلامي الذي يقود حراكا مسلحا الآن في إيران, كان أخره مقتل ثمانية عناصر من الحرس الثوري واسر ستة عشر آخرين في اشتباكات وقعت بين جيش العدالة الإسلامي وقوات الحرس الثوري.
والأمر الأخر هو الموقف السياسي الباكستاني من عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن الذين يمثلون التواجد الإيراني هناك, بالإضافة إلى وجود جنود باكستانيين في السعودية بحجة التدريب على المعارك في الجبال.
هذه الأمور دفعت بإيران إلى اتخاذ خطوة تقوض من خلالها النشاط الباكستاني أو على الأقل ترد لباكستان الصاع بالصاع وتشغلها في حالة من الصراع والحرب الاستخباراتية والإعلامية على اقل تقدير, لذا فقد استغلت الخلافات والتوترات الموجودة بين أفغانستان والباكستان, ذلك الخلاف الذي نشب بين هاتين الدولتين منذ عام 2003 بسبب التنازع على إحدى المناطق الحدوية الفاصلة بينهما في إقليم ننغرهار الذي يقع فيه خط دوراند يمثل الحدود التي رسمها البريطانيون عام 1893 بين البلدين, وبسبب الخلاف والنزاع على هذا الخط الحدودي ووقعت عدة مصادمات عسكرية بين البلدين, وهو السبب الرئيس في تشنج العلاقة بينهما حتى وصل الأمر بالرئيس الأفغاني أن يطلب من حركة طالباني أن تعلن حربها على الباكستان.
وقد استغلت إيران هذا الخلاف المتجذر بين البلدين في هذه الأيام من اجل تخفيف الضغط الدولي عنها, وها هي اليوم تستقطب أفغانستان بدعوة "التعاون ألاستخباري ضد داعش والمخدرات" لكن هذا التعاون الذي يتحدث عنه روحاني مع نظيره الأفغاني – خلال زيارة الأخير لإيران - ما هو إلا مقدمة لحرب استخباراتية بين أفغانستان والباكستان, والأيام القادمة قد تشهد ذلك الأمر.
وبذلك يظهر للجميع بان إيران تسعى لتحقيق مشاريعها وطموحاتها بأي وسيلة كانت وبأي طريقة وبغض النظر عن الجهات و توجهاتها وانتماءاتها التي تستخدمها في تحقيق تلك المشاريع  ...
وهذا يؤكد ويؤيد ما قاله المرجع الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18/ 4/ 2014م ... اذ يقول سماحته ..
{...  إيران تسعى لتحقيق مشروعها بغض النظر عن الأشخاص والمسميات والتجمعات...}.