الثلاثاء، 24 مارس 2015

إيران والمالكي سلما الموصل لداعش


احمد الملا 

بداية أود أن اذكر بكلام خامنئي قبل أسابيع وهو ( إن المالكي ولدنا المطيع ) وافهموها كيفما شئتم ...
صدرت قبل يومين تقارير من لجنة التحقيق في سقوط لموصل البرلمانية تؤكد إن الموصل سقطت قبل شهر من دخول " داعش " لها حيث كشفت اللجنة البرلمانيّة الخاصة بالتحقيق بسقوط الموصل بيد تنظيم داعش، أنّ "المحافظة سقطت بيد التنظيم قبل العاشر من حزيران 2014 بنحو شهر", وقال عضو اللجنة النائب علي المتيوتي في تصريح صحفي إنّ "اللجنة اكتشفت من خلال الإفادات التي استمعت لها ومتابعاتها لقضية سقوط الموصل وأسبابها، أنّ عدة قطعات من الجيش العراقي انسحبت من المدينة وتفرقت قبل فترة من دخول داعش، بعد مواجهات مع بعض عناصره", وأشار إلى أنّ "القيادات العسكريّة في بغداد كانت على علم بذلك، لكنّها غضّت الطرف، ولم ترسل أيّ إمدادات عسكريّة لتدعيم الموقف في المحافظة التي كانت القطعات العسكريّة فيها منهارة".
 وما يؤيد هذه التقارير هو ما أدلى به الفريق الركن مهدي الغراوي قائد قوات الشرطة الاتحادية في الموصل لقناة البغدادية, حيث بين في تصريحه انه قد ابلغ القيادات العليا في بغداد عن وجود معلومات استخباراتية تكشف عن محاولات لاحتلال الموصل, وانه ذهب إلى كربلاء وزار عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني وابلغه بذلك الأمر, لكنه – أي الغراوي -  تفاجأ بعدم اتخاذ أي إجراءات من قبل من ابلغهم بالأمر.
وهنا تتحمل الحكومة العراقية السابقة بقيادة المالكي " القائد العام للقوات المسلحة " المسؤولية كاملة عن سقوط الموصل, يعني المالكي يتحمل الأمر, وبما انه ابن إيران وولدها المطيع فهذا يعني انه سلم الموصل للدواعش حسب توجيهات إيرانية لكي تدخل العراق بحرية – كما هو الوضع الآن - من اجل أن تمد نفذوها وسلطتها وسطوتها في المناطق العراقية التي لا ولاء لها فيها, فقد أدخلت الدواعش للموصل وبقية المحافظات لكي يكون لها عذر وذريعة في دخول المناطق السنية والسيطرة عليها.
 أما المناطق والمحافظات الجنوبية فهي ضامنة ولاء الشيعة فيها, إلا مرجعية السيد الصرخي الحسني لذا قررت - في الوقت الذي سقطت فيه الموصل- ضرب هذه المرجعية وحدث ما حدث في مجزرة كربلاء بتاريخ 1 / 7 / 2014م,حيث ضربت وهدمت دار المرجع الصرخي الحسني, واعتقل المئات من اتباعه, وقتل العديد منهم ومثل بجثثهم وسحلت في الشوارع, وكل ذلك بالتعاون مع المؤسسة الدينية في النجف والحكومة وبقيادة إيران كما ثبت ذلك من خلال الصور المسربة, وبهذا وحسب رؤيتها إنها حققت نصرا كبيرا في بسط نفوذها وسيطرتها على العراق والخلاص من كل صوت وطني عراقي يرفض اي تواجد اجنبي وتحت أي مسمى كان.
إذن إيران هي المسؤول الأول ومن بعدها المالكي ومن ثم مؤسسة النجف في تسليم الموصل للدواعش من جهة ومن جهة أخرى ومسؤولية المجازر التي ارتكبت في حق العراقيين ( سبايكر وكربلاء ومصعب بن عمير والصقلاوية والسجر وبقية المجازر الأخرى ) بالإضافة إلى تحمل مسؤولية النازحين والمهجرين وكل ما يجري على العراقيين من ظلم وويلات ...





تبعية الساسة العراقيين دليل انعدام قيمهم الأخلاقية


احمد الملا

يثبت لنا واقع الحال مدى انعدام القيم الأخلاقية عن الساسة العراقيين, من اعلي الهرم إلى قاعدته, فاليوم وإثناء اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ... قال العبادي لسلمان ... ( إن هذه الحرب ضد التنظيم "يقودها العراقيون أنفسهم وبمقاتلين وسواعد عراقية، ولا يوجد أي مقاتل على الأرض غير عراقي وإنما يوجد مستشارون لعدد من الدول ) ؟؟!!!
وهذا كذب علني وعلى الملأ, أما يستحي من هذا التصريح وهذا الكلام ؟ وسبقه في ذلك الكذب المعلن وزير الخارجية ( أبو القماقم صاحب النظريات الكنفوشسيتية ) إبراهيم الجعفري في لقاءه مع نظيره الروسي وكان كلامه مشابه تماما لكلام العبادي؟؟!!
واليوم نسمع تصريح " ابن المرجعية " عمار الحكيم الذي قال فيه " سليماني لا يقود معارك ميدانية بالعراق " ؟!! بينما أعلنت اليوم لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، أن لديها العديد من الوثائق التي تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق يشاركون في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”, وقال مقرر اللجنة، شاخوان عبد الله، اليوم، إن “هناك حوالي 30 ألف جندي وضابط ومستشار عسكري إيراني موجودون بشكل غير قانوني في العراق، ويشاركون في المواجهات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تغض الحكومة العراقية الطرف عن الموضوع.
بالإضافة إلى الصور والفيديوهات التي تظهر وجود قاسم سليماني ومساعديه وكذلك الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها تشييع للمئات من القتلى الإيرانيين في العراق, وقبل ذلك التكريم الذي قدمه المالكي لذوي القتلى الإيرانيين في العراق, مع شهادات العراقيين المشاركين في الحشد فكلهم يتكلمون عن وجود إيراني كثيف في العراق.
فلماذا ساسة العراق وعلى رأسهم رئيس الحكومة العبادي ينكرون التواجد الإيراني في العراق مستخدمين العبارة ذاتها, وكأنها كليشة أو محفوظة يرددها الساسة العراقيين, فماذا تسمون التواجد الإيراني العلني والصريح ؟ وبأكثر من 30000 آلف عنصر ؟! هل كلهم مستشارون ؟! لماذا هذا الخوف من التصريح والاعتراف بان إيران هي الآن التي تدير المعركة في العراق ؟! ولماذا هذا التستر ؟ هل بالأمر خلة برأيكم ؟ هل بالأمر محذور قانوني أو شرعي؟! لماذا تخشون من قول الحقيقة؟ فكذب ساسة العراق المعلن يكشف مدى انتفاء القيم لديهم, فلا يملكون أي قيمة أخلاقية.

وهنا نستذكر كلام السيد الصرخي الحسني الذي يخص العبادي أثناء الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الشرق السعودية مع سماحته, والذي يبين فيه مدى تبعية هؤلاء الساسة وانقيادهم وعدم تحررهم....
{ ... على الرغم من الاحتمال الضعيف جداً فإننا تأملنا خيراً وقدمنا النصح وكررناه ولكن ثبت يقيناً عند الجميع أنه لا سلطة ولا اختيار ولا رأي لأي مسؤول في العراق دون رأي المحتل الإمبراطوري الإيراني، فلا يبقى أي مبرر للقول والنصح والإبلاغ...}.

وبالفعل من انعدمت قيمه الأخلاقية, ومن اعتمد الكذب والنفاق والدجل والتدليس والمكر والخداع في سياسته فلا يستحق النصح ولا يوجد مبرر لتقديم النصح له لأنه وبقية الساسة لا يملك قيم أخلاقية ....

الأحد، 22 مارس 2015

هل دخلت الدول الخليجية المساومة الأمريكية ؟!





احمد الملا

كما يعرف الجميع, إن عالم السياسة لا يقف عند حد, ولا يتقيد بمبدأ أو قانون, ولا يعرف شيء اسمه عدو أو صديق, فقط محكوم بالمصلحة والمكسب, وما يجري الآن في العالم من تقلبات في الآراء والمواقف لدى الدول الكبرى التي تسيطر وتتحكم بمصير الشعوب والبلدان ماهو إلا خير شاهد ودليل, فعدو الأمس صديق اليوم, والعكس صحيح, فمن كان يتوقع أن تتوتر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ؟ ومن كان يتوقع أن يكون هناك تغازل بين إيران وأمريكا؟.
ونقف قليلا عند مغازلات أمريكا لإيران, تلك المغازلات التي تنم عن تقارب مصلحي كبير بين الدولتين, فاليوم أمريكا سمحت لإيران بان تقود المعركة في العراق - بغض النظر عن هدفها وغايتها - لكنها سمحت لها بذلك وإيران الآن هي من يتحكم في العراق.
لكن الأمر المحير جدا هو تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أطلقه اليوم, حيث استخدم مصطلح وتعبير "الخليج الفارسي" على الخليج العربي، أثناء تهنئته بعيد النوروز......
وقالت الخارجية الأمريكية في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كيري: من دواعي سروري مشاركة الرئيس أوباما بتهنئة كل من يحتفل بعيد النوروز في العالم، من آسيا والقوقاز إلى الخليج الفارسي والولايات المتحدة".
وجاءت تلك التصريحات متزامنة مع ما أكده جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بأنهم حققوا تقدماً كبيراً فيما يتعلق بملف المفاوضات النووية.
فهل يا ترى بدأت المساومات الأمريكية تشمل حتى دول الخليج ؟!وهل سترفع أمريكا يدها عن دول الخليج وتسمح لإيران بان تبسط نفذوها في الخليج ليصبح خليجا فارسيا كما يقول كيري؟! رب معترض على هذا الكلام ويقول هي مجرد كلمة لا تقدم ولا تؤخر ... فنقول له لو كان الناطق بهذه العبارة هو شخص عادي لسلمنا بالأمر لكنه وزير خارجية ويتعامل مع دول وكل عبارة يطلقها فهو يقصدها ولو كانت صدرت منه عن غير قصد لبرر عن ذلك كما فعل في مؤتمر شرم الشيخ في مصر حينما قال " نحن نعمل جميعا من اجل إسرائيل " ثم تدارك نفسه وقال من اجل مصر ...
وهنا على دول الخليج أن تنتبه جيدا ولا تبقى تابعة ومنقادة لإدارة الدول الاستكبارية وان كانت المصالح تتطلب ذلك, فالمساومات تشمل الجميع وان كان اقرب المقربين فالشيء المهم هو المصلحة والسلطة, وعلينا ان نذكركم بتحذير المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الذي وجهه للدول العربية عموما خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق السعودية بتاريخ 17 / 3 / 2015م ... حيث قال ..
{ ... لأبنائي وأعزائي الشعوب العربية أقول: احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة باسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته...}.
فهذه الدول الاستكبارية وتلك الإمبراطوريات لا يهمها شيء سوى مصلحتها, فالحذر أيتها الدول العربية عموما والخليجية خصوصا من مغبة الركون لتلك الدول, أو التغاضي عن كل ما يصدر منها من كلام, لأنها ستحرق العالم بنار الفتن والصراعات من اجل أن تكون هي الحاكمة والمسيطرة.


السبت، 21 مارس 2015

ما هو مشروع المرجع الصرخي الإصلاحي ؟


احمد الملا

في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق السعودية بتاريخ 17 / 3 / 2015م, وفي جواب له على سؤال الصحيفة (ألا تعتقد أن تغييرات حدثت بعد مغادرة نوري المالكي رئاسة الوزراء ؟ ) ... المرجع الصرخي الحسني يجيب بالقول ...
{... لا عداء لنا مع أشخاص، فنحن نتمسك بقضية ومشروع رسالي إصلاحي، وعليه فإن المواقف لا تتغير بتغيّر الوجوه مادامت المشاريع الفاسدة الهدامة موجودة...}.
وهنا قد يتساءل بعضهم, ما هو ذلك المشروع الرسالي الإصلاحي الذي يتبناه المرجع الصرخي؟ ويمكن الإجابة على هذا التساؤل من خلال الإطلاع على مسيرة هذا المرجع ومواقفه إزاء كل انعطافة أو معترك مر به العراق سواء أكان سياسيا أم دينيا أم اقتصاديا...الخ, وهذه المسيرة هي التي رسمت المنهج العام لتلك المرجعية, بحيث أصبحت المرجعية الأكثر تفاعلا مع الشعب العراقي خصوصا ومع الشعوب الإسلامية والعربية عموما.
فكما نعرف ويعرف الجميع إن العراق يمر بأسوأ حالاته, والسبب في ذلك هو المحتل الأمريكي, فهو الذي أدخل على العراق المنظمات الإرهابية وهو من أوجدها, وهو من أوجد الحكومات الطاغية الظالمة, وهو من فتح المجال أمام الدول المجاورة والإقليمية للتدخل في الشأن العراق – من أجل تصفية الحساب معها – وهو من أوجد شخصيات ورموز وقيادات " دينية وسياسية " تعمل تحت إمرته, وكان أيضا سببا لما حصل للعراق وشعبه من ويلات ومآسي, وجعلته بلدا يعيش الآن في أتون الطائفية والتقسيم والتشرذم.
 فمشروع الإصلاح لمرجعية السيد الصرخي الحسني, بدأ من حيث ركز الاحتلال راياته وأفصح عن  نواياه, وظل ندا له فاضحا لكل مشاريعه, فقد بين ولأكثر من مرة رفضه وشجبه واستنكاره لتواجد المحتل على ارض العراق وفضح كل مخططاته ورفض كل أشكال تواجده في العراق, خصوصا ما يسمى – شركات ومدربين – والتي كان يراد منها وضع صبغة قانونية لاحتلال العراق, وقد نظم أتباعه وأنصاره تظاهرات ووقفات احتجاجية استمرت لسنوات تناهض الاحتلال, بالإضافة إلى صدور العديد من البيانات والخطابات من المرجع الصرخي الرافضة للتواجد الأمريكي على ارض العراق.
أما ما أوجده الاحتلال أو تسبب في إيجاده على ارض العراق, فقد انبرى المرجع الصرخي للتصدي له وبكل طريقة متاحة وممكنه ومتوفرة, فوقف بوجه كل ما ترشح من الاحتلال, خصوصا الدعوات والأفكار العقائدية المنحرفة, وفضح وكشف حقيقة مرجعيات السب الفاحش, إظهار حقيقة المرجعيات الإعلامية التي لا تملك حظا من العلم, بيان حقيقة المتسترين بالدين من قادة ورموز دينية وكشف حقيقة انتحالهم للتشيع والتسنن, رفضه لكل مشاريع الطائفية والتقسيم التي جاء بها المحتل وأعوانه, الأمر الذي جعل هذه المرجعية عرضة لكل أنواع الاعتداءات العسكرية والإعلامية من قبل المحتل نفسه من جهة ومن قبل كل أدواته ومن اتفق مع المحتل في المصلحة – مصلحة إسكات الأصوات الوطنية- وأخرها وأبشعها وأشرسها الاعتداءات التي حصلت على تلك المرجعية بتاريخ 1 / 7 / 2015 م من اعتداء من قبل المليشيات الحكومية وبالتعاون مع المؤسسة الدينية.
وبشكل مختصر إن المشروع الإصلاحي الذي تبناه المرجع الصرخي هو رفض الاحتلال وكل أشكاله, ورفض الطائفية والتقسيم, رفض التبعية لأي دولة أو أجندة خارجية أو إقليمية,  الولاء للعراق فقط وفقط, جعل العراق هو القائد والمتبوع وليس تابعا, الحفاظ على ثروات وخيرات العراق من السلب والنهب, تخليص العراقيين من سلطة وسطوة المفسدين, إرجاع العراق إلى مكانته في قيادة العالم العربي والمجتمع الدولي وجعله قبلة للعالم, تلك المكانة التي سلبها منه المحتل وأذنابه.

ذلك هو مشروع المرجع الصرخي الذي جعل موقف هذه المرجعية هو موقف ثابت مع كل من يتصدى للحكم في العراق وعلى أي مستوى سياسي أو ديني, مادام المتصدي هو خاضع وتابع لإرادة وسطوة وسيطرة المحتل, أي كان هذا المحتل شرقي أو غربي, مجاور أو إقليمي.



الأربعاء، 18 مارس 2015

ما هو ثمن تسليح العشائر العراقية السنية ؟!




احمد الملا 


في خضم الدوامة العالمية الكبرى التي تدور على الأرض العراقية, حيث تدار الإحداث وبشكل احترافي كبير من قبل دول الاستعمار والاستكبار العالمي الشرقية والغربية, يذهب من العراقيين يوميا المئات ضحية لتلك الصراعات والحروب المفتعلة والمدارة من قبل تلك القوى العالمية, وفي الوقت ذاته يتعرض العراقيين لأبشع وأقبح أنواع الاستغلال, ففي الوقت الذي نشهد فيه وجود خفافيش الظلام, التي تعيش على سفك الدماء, نلاحظ هناك مخطط استكباري عالمي يريد أن يجعل من العراقيين خانعين راكعين ومسيرين لدول الغرب.
فبعد أن أصبحت القوى العالمية الغربية خصوصا أمريكا على علم ويقين بان أغلبية الشيعة في العراق هم منقادين لإيران, سعت تلك إلى أن تجعل لها وجود ونفوذ مشابه للوجود الإيراني, بمعنى مثلما يوجد عراقيين موالين لإيران يجب أن يكون هنالك عراقيين موالين لأمريكا, وبما أن أمريكا تعلم علم اليقين إن العراقيين العرب لا يقبلون بأي شكل من أشكال التبعية والانقياد, فمن أجل ضمان الركون لها على اقل تقدير, جعلت أهل السنة والمناطق الغربية الآن تحت مطرقة التنظيم الإرهابي "داعش " من جهة وسندان المليشيات الشيعية الموالية لإيران من جهة أخرى, حيث التعرض لأبشع أنواع القتل والتهجير والترويع, مع قلة السلاح وعدم كفايته من حيث النوعية والكفاءة لمجابهة الإرهاب.
وبهذا أصبح موقف العشائر السنية ضعيف جدا ويمكن المراهنة عليه من قبل الأمريكان خصوصا بعد ما وعدوها بتجهيزها بالسلاح, فلا سلاح ولا قوة عسكرية تؤمن لهم الحماية فأين يلتجئون والى من ؟!  ومن هنا بدأت أمريكا تتلاعب بالأوراق في محاولة لكسب الرهان على العشائر السنية, وهي إلى الآن تمارس تماطل ولم تقم بتسليح العشائر من أجل أن تضغط بشكل أكبر كي تحصل على ركون اكبر وأكثر من قبل تلك العشائر لصالحها, وهذا هو احد أهم الأثمان التي تريدها أمريكا مقابل التسليح " أعطيك سلاح تعطيني ولائك " ونحن نشك بان أمريكا ستحصل على هذا الولاء لثقتنا ومعرفتنا بمعدن تلك العشائر العربية الأصيلة التي لا يمكن أن تساوم على عروبتها وحريتها بأي ثمن .
الأمر الأخر من مسالة التسليح العشائر السنية يردا منه خلق بديلا لــ " داعش " فحينما يتم تسليح تلك العشائر من قبل الأمريكان, فان القوى المضادة " إيران" وغيرها وكل جهة أخرى موجودة في العراق تقوم بتسليح ودعم أدواتها واذرعها في العراق, وهذا ما يجعل العراق يصبح بلدا ملغوم بالأسلحة ويصبح اكبر حاضنة عالمية للمسلحين وينتج عنه مئات المليشيات والمنظمات الإرهابية وبالتالي سوف يكون هناك عذر لتواجد هذه الجهة وتلك الدولة وهذه الجهة وتلك الدولة بحجة محاربة الإرهاب ودعم الطائفة أو المذهب أو القومية الفلانية.
نحن مع مسألة تسليح العشائر السنية, وحتى غير السنية, لكن بشرط إن يكون هذا التسليح دون أي مقابل, من جهة ومن جهة أخرى يجب أن تسلح العشائر التي لا تدين بالولاء للجهات والحكومات الغربية أو الشرقية أو الإقليمية, لأنها ستكون أداة قتل بيد تلك الحكومات وليس أداة لحماية الأرض والعرض والمقدسات والأرواح.
ولعل رأي المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الخاص بمسالة تسليح العشائر السنية والذي صرح به خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق السعودية يوم الثلاثاء 17 / 3 / 2015م, ما هو إلا أرجح وأدق وأعمق وأصوب الآراء – إن كانت هناك أراء - بهذا الخصوص, حيث يقول ...
{ ... إننا ندعو لتسليح كل مستضعف لحماية نفسه وعِرضه وماله من الترويع والتهجير والسلب والنهب والقتل وسفك الدماء, ولابد ايضا من الملاحظة مَنْ الذي يسلّح القبائل؟وما هو ثمن هذا التسليح؟ وأي قبائل التي يُراد تسليحها ؟ هل المقصود القبائل التي تقاتل مع الحكومة الآن أو غيرها ؟ وهل المقصود تسليح القبائل من خلال الشيوخ التي تاجرت بمصير السنة ومصير الشيعة ومصير العراقيين جميعا فباعت كل المبادئ والقيم من أجل المال والواجهة فدمّرت العراق وشعب العراق؟
وإذا سُلِّحت القبائل من هذه الجهة وسلّحت تلك القبائل من تلك الجهة وسُلّحت المليشيات من جهة ثالثة، وقوى التكفير من جهة رابعة وغيرها من جهة خامسة، وكما هو المعلوم فإن الجهات الممولة والداعمة متصارعة، فسيبقى ويبقى ويتعمق أكثر وأكثر القتال والتقتيل وسفك الدماء والتنكيل والتمثيل بالجثث وحرقها والترويع والتهجير وسلب ونهب الأموال والاعتداء على الأعراض.
والسؤال المهم هنا، إن أبناءنا الأعزاء أبناء العشائر ممن يُراد منه أن يحمل السلاح للقتال هل سيرضى بالتسلح وحمل السلاح والقتال؟؟ فإن كلاً منهم سيسأل وأنا أسال نيابة عنهم: سيقاتلون ضدَّ مَنْ؟ وَمَعَ مَنْ؟ ومن أجل مَن؟ ونتيجة القتال والاقتتال ستصبّ في مصلحة مَنْ؟ وإذا حصل النصر على هذا العدو فالبديل مَن؟ ...}.

رابط الحوار الصحفي لصحيفة الشرق السعودية مع المرجع الصرخي الحسني


بقلم :: احمد الملا 

الثلاثاء، 17 مارس 2015

الدولة المدنية هي الحل



احمد الملا 

أولا علينا أن نعرف ما هي الدولة المدنية, فهي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينة أو الفكرية, هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين.
ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر, فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك, فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم.
ربما إن هذه السطور سوف تثير حفيظة الكثيرين من دعاة المدنية بعيدا عن الإسلام, لكن هذه هي الحقيقة إن الدولة المدنية هي فكرة إسلامية بحته ولان فيها سعادة ورفاهية المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية وفيها الخلاص من كل, فلو أجرينا مقارنة بسيطة بين المدنية والإسلام لوجدنا التطابق واضح, فالإسلام يدعوا للتسامح وهي كذلك, يدعوا إلى المساواة والعدالة, وهي كذلك, قبول الأخر وان كان على خلاف في الدين والعقيدة والفكر, وهي كذلك, مسألة أخذ الحقوق ورد المظالم في الإسلام ترجع إلى الحاكم أي السلطة وليس لغيرها, والدولة المدنية كذلك.     
فمن خلال هذا التعريف الموجز والبسيط عن الدولة المدنية, نجد إن الدولة المدنية, هي الدولة التي ينشدها الإسلام, لان الإسلام يدعو إلى المساواة والعدل والحرية, بمعنى أخر إن فكرة الدولة المدنية مستوحاة أو مستنبطة من الفكر الإسلامي, لكن للأسف الشديد إن المتأسلمين ومنتحلي التشيع والتسنن, شوهوا صورة الإسلام والمذاهب حتى صار الإسلام ممقوتا عند الكثير, حتى أخذت صورة وفكرة وهي إن الإسلام في تقاطع مع التمدن.
فالدولة المدنية وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها العراق هي الحل الأمثل, لأنها سوف تخلص هذا الشعب من كل أشكال الطائفية والتقسيم العرقي والقومي والمذهبي والديني, وترجع الأمور إلى الدولة في كل شيء بعيد عن التشكيلات والتكتلات التي تريد أن تفرض نفسها على كل قرارات الدولة – كما هو حاصل الآن – مع الأخذ بنظر الاعتبار إن تكون هذه الدولة فعلا وصدقا دولة مدنية غير خاضعة أو تابعة, وكذلك لا تنافي الأخلاق والشرع.
ومن هذا الأساس والمنطلق, نجد إن المرجع الديني السيد الصرخي الحسني, دعا سابقا ويجدد الدعوة اليوم لإقامة دولة مدنية في العراق, وهذا ما أكد عليه في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق السعودية بتاريخ  17 / 3 / 2015 م, حيث قال ...
{ ... إننا ندعو إلى دولة مدنية يسودها القانون المدني والعدالة الاجتماعية للجميع دون منافاة للشرع والأخلاق وندعو إلى إخلاء العراق من كل أجنبي وعميل يعمل لتنفيذ مخططات أجنبية مدمرة للعراق ولمصالح خاصة ومكاسب نفعية دنيوية فيسبب الفساد والتفرقة والطائفية والاقتتال والتقسيم والضياع...}.


رابط الحوار الصحفي لصحيفة الشرق السعودية مع المرجع الصرخي الحسني





صيدا الآن - التطورات على مدار الساعة - النووي الإيراني مقابل الأسد و حزب الله

صيدا الآن - التطورات على مدار الساعة - النووي الإيراني مقابل الأسد و حزب الله

النووي الإيراني مقابل الأسد و حزب الله


بداية أود أن أسأل : لماذا اوباما يصر على توقيع الاتفاق مع إيران بخصوص المفاعلات النووية ؟! ولماذا إيران أيضا مصره على استمرار عملية التفاوض وإنها متفائلة بتوقيع الاتفاق مع أمريكا؟! فان كان ما تملكه من مفاعلات نووية هي لإغراض سلمية فقط وفقط كما يقول ظريف فلماذا اللجوء إلى التفاوض ؟ بينما بالإمكان إرسال لجان دولية تدقق بحقيقة هذه المفاعلات إن كانت سلمية أو حربية ؟ وبهذا يرتاح العالم قبل الدولتين من هذه الزوبعة الإعلامية التي صدعت رؤوس الجميع بها....
لكن يبدو إن في الأمر  مكاسب أمريكية وإيرانية وهذا هو ما يسمى بالتقارب المصلحي الآن بين الدولتين ... ويبدو إن أمريكا - اوباما - ستقبل ببقاء المشروع النووي الإيراني لكن بمستوى إنتاجي منخفض مقابل تخلي إيران عن دعم نظام الأسد في سوريا, وحزب الله في لبنان, وبهذا تستطيع أمريكا وفي وقت قياسي أن تتخلص من نظام الأسد وحزب الله, وتحقق فوزا عالميا وتكسب الرهان, وهذا الأمر الذي جعل من حصول انشقاقات داخل الكونغرس الأمريكي بين مؤيد ومعارض" لوجود مجازفة بالأمر " لان إيران تعتمد كثيرا على حزب الله والأسد, لكن إيران في الوقت ذاته لديها ترتيب أولويات النووي يعمل ويرفع الحضر الاقتصادي الدولي عنها يجعلها تفكر في مصلحتها أولا وأخرا.
ومن جهة إيران فالاتفاق أوكله الجميع على قبول ورضى المرشد خامئني حسب ما صرح اليوم الاثنين 16 / 3 / 2015 لاريجاني (أن النواب الإيرانيين لن يفشلوا الاتفاق النووي، الذي يتم إبرامه مع القوى الكبرى، إذا وافق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي) فقد وضع شرط قبول خامئني على إتمام الاتفاق, وان لم تحصل الموافقة منه لن يكون هناك اتفاق... والمماطلات والتأخير الحاصل الآن في إتمام هذا الاتفاق يرجع سببها إلى تدهور الحالة الصحية للمرشد الإيراني.
وما يؤيد ما ذهبنا إليه من رأي هو تصريحات جون كيري بخصوص الأسد حيث قال " علينا التفاوض مع الأسد " فكلمة التفاوض في قاموس الأمريكان لا تعني إلا المصلحة والمكسب .... فأمريكا تريد أن توصل للأسد رسالة انه سوف يتم التخلي عنك لذا إما أن تجنح لسياستنا أو النهاية الحتمية لك فإيران ستتخلى عنك.
خلاصة  القول والرأي إن أمريكا الآن ركنت لإيران مقابل أن تحصل على مكسب إعلامي عالمي يعزز تدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط لكي تظهر بمظهر المخلص للعالم, وأما مسألة النووي الإيراني فان قضيه ستكون موكلة لمن يأتي بعد اوباما 


بقلم : احمد الملا 

الجمعة، 13 مارس 2015

شعبيّ العراق وسوريا يدفعان ثمن التقارب المصلحي



احمد الملا

من خلال الاستعراض البسيط لمجريات الأحداث السياسية في العراق وسوريا, وبقية البلدان العربية, نلاحظ هناك موجات مد وجزر, وتقلبات في القرارات والخطوات والإجراءات التي تتخذها الدول التي بيدها زمام الأمور, ولا يخفى على الجميع من هي تلك الدول, فأبرزها وأهمها أمريكا وإيران, فتلك الدولتين لهما الدور الكبير والبارز في مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط, والمنطقة العربية, فمع وجود الصراع والخلاف المستمر والقائم بين تلك الدولتين, إلا إننا نلاحظ هناك فترات تجاذب وتقارب بينهما, ومن أمثلة ذلك :
العراق :
ففي العراق ذلك البلد الذي أصبح ساحة للصراع الأمريكي الإيراني, يشهد الآن حالة من التقارب المصلحي بين تلك الدولتين, ومثال ذلك, هو رفع يد أمريكا عن دعم الحرب ضد تنظيم الدولة " داعش " وترك المجال مفتوحا أمام إيران في قيادة تلك المعركة حتى وصل الأمر بدعم إيران إعلاميا من خلال تصريحات رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الذي قال فيه : إن دور إيران في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة " داعش " يمكن أن يكون "ايجابيا" وذلك في يوم الأربعاء 4 / 3/ 2015م.
سوريا :
الكل يعرف مدى علاقة أمريكا بالمعارضين السوريين لنظام بشار الأسد, وكيف إنها تدعمهم بالسلاح وبالخبراء وتقف موقف الند للنظام الحكومي في سوريا, لكن نجدها اليوم قد غيرت من موقفها تجاه المعارضين للأسد, فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر" أن واشنطن لا تملك حماية للمعارضة السورية التي تدربها، من أية هجوم محتمل من القوات السورية النظامية أو أية قوة مؤيدة للأسد, وأوضح كارتر أن الولايات المتحدة ليست لديها على ما يبدو سلطة قانونية قاطعة لحماية مقاتلي المعارضة حتى إذا وافق الكونجرس على صلاحيات حرب جديدة, وهذه إشارة واضحة على إن أمريكا تتراجع عن حماية معارضي بشار, وهذا الأمر يصب في مصلحة إيران التي تدعم نظام الأسد وبكل قوة.
وما ذكرناها من أمثلة هي دليل على مدى التقارب المصلحي بين هاتين الدولتين, فان كانت المصلحة السياسية تقتضي بوضع اليد في اليد مع ألد الأعداء فلا بأس بذلك, وما يؤيد ذلك هو الرسائل المتبادلة بين الزعيم الديني الإيراني خامنئي والرئيس الأمريكي  باراك أوباما في مطلع شهر شباط 2015م, بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والالكترونية, حسبما نقله مستشار وزير الخارجية الإيراني " علي خورام " عن رسائل الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الخامنئي وكيف انه متفائل بتلك الرسائل وان أمريكا سوف تغير سياستها في العراق وإنها سوف تفتح المجال أكثر لإيران في العراق.
وبين هذا وذاك, وقعت الشعوب العربية وخصوصا في سوريا والعراق ضحية لتلك الاتفاقيات والمصالح التي يستفاد منها الشرق والغرب, فمن أجل المصالح والمكاسب السياسية لتلك الدول تزهق الأرواح وتنتهك الحرمات وتهان الإنسانية, فلا مبدأ ولا ضمير لدى تلك الدول ولا يهمها دين أو مذهب أو إنسانية, وإنما همها الوحيد هو المصلحة والسلطة فهي فوق كل اعتبارات أخرى, وإن كانت إبادة الشعوب.
فهذا التقارب المصلحي بين أمريكا وإيران, يذكرنا بما قاله المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 / 2015م ... إذ قال ...
{...2ـ أميركا وإيران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا ، ولان العراقَ بلد البترول والطاقات البشرية الفكرية الخلاقة فقد تصاعدَ وتضاعَفَ وتعمَّقَ واشتدَّ الصراعُ فيه بين القوتين المتنافستين.
3- والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ لا يمنعُ اَن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك ان ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن اَن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً...}.

وهذا رابط الحوار الصحفي مع المرجع الصرخي الحسني ...




الخميس، 12 مارس 2015

شذرات مضيئة في سفر مرجعية السيد الصرخي الحسني



احمد الملا

رغم كل الصعاب التي يمر بها الشعب العراقي, ورغم كل المعاناة التي يعيشها يوميا, في ظل الحكومات والسلطات المتعاقبة على حكمه, لكنه يبقى شعبا منتجا للعباقرة والمفكرين والمبدعين وفي كل المجالات, لكن من أهم الجوانب التي تبرز فيها الشخصيات التي تعتبر بمثابة كنز وطني قومي هو الجانب القيادي, والتي تضع بصمتها بكل حرفية ومهنية, من أجل تطور وتقدم البلد في كل الجوانب, فالعراق هو بلد العباقرة والفلاسفة والمفكرين والمحققين, وتاريخه حافل بأسماء طرزت سجل الإنسانية بكل ما يخدمها.
ومن بين تلك الشخصيات, مرجع ديني عراقي عربي, أثبت نفسه وبجدارة في الوسط العلمي, والديني, والسياسي, والوطني, والاجتماعي, من خلال ما يمتلكه من علمية فائقة, وفطنة, ووسطية, واعتدال, وحيادية في الطرح والنقاش, والدقة العالية في التحليل والتشخيص,  هذا المرجع هو السيد الصرخي الحسني, صاحب السفر الفريد من نوعه, ويمكن أن نطلع بصورة أكثر على سفر مرجعية السيد الصرخي الحسني من خلال مجموعة جوانب :
-                     الجانب العلمي :
يمتلك السيد الصرخي الحسني مجموعة كبيرة جدا من البحوث الأصولية والفقهية والبحوث العقائدية والتفسيرية والتاريخية والمنطقية, والتي كان لها الدور الكبير في رفد المكتبة الإسلامية بمادة علمية رصينة, بالإضافة إلى دورها في تحصين الفكر المسلم من الانحرافات والشبهات التي أصابت المجتمع المسلم بسبب الأفكار المنحرفة الدخيلة, ويضاف لتلك البحوث سلسلة المحاضرات العقائدية والتاريخية والأصولية التي كانت عبارة عن ثروة علمية هائلة, وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على إن السيد الصرخي الحسني يمتلك علمية رصينة, وذهنية ممتازة, لدرجة انه اعجز جميع المتصدين لعنوان المرجعية في جانب النقاش والحوار العلمي.

-                     الجانب السياسي :
امتاز السيد الصرخي الحسني بالحنكة والفطنة السياسية الفريدة من نوعها, وما يؤكد ذلك هو خطاباته وبياناته التي أصدرها ويصدرها, خصوصا وإن العراق بلد غير مستقر سياسيا, لذلك كانت تدخلات السيد الصرخي الحسني مستمرة ومتوالية, فمع كل حدث و معترك سياسي كان له دور بارز جدا, فهو يشخص العلة بشكل دقيق ويعطي السبل والطرق الموضوعية للعلاج, وكانت تدخلاته تمتاز بالوسطية والاعتدال والحيادية البعيدة عن الميل والركون إلى الطائفة والمذهب, بل كان خطابه وطني عراقي شامل لا يختص بطائفة دون أخرى أو بمكون دون آخر.

أزمة الأنبار والرمادي أنموذجا :
بعد إن تفاقمت الأوضاع في العراق في عام 2014 م وأصبحت هناك تظاهرات ووقفات احتجاجية تطالب الحكومة العراقية بزعامة المالكي بالتغيرات والتعديلات الدستورية, واستخدام الحكومة القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين خصوصا في محافظة الأنبار, حيث قمع المتظاهرون وبصورة وحشية, حتى تطور الأمر وأصبحت المواجهة المسلحة هي الخيار الوحيد, اتخذ جميع المتصدين لعنوان المسؤولية جانب الصمت والسكوت, إلا السيد الصرخي الحسني فقد طرح مبادرة لإيقاف سفك الدماء في الرمادي والفلوجة وفي بقية المحافظات المنتفضة من خلال دعوته لأطراف الصراع – الحكومة وقادة التظاهرات – ممن يمسكون بزمام الأمور للجلوس إلى طاولة الحوار والنقاش ووضع نفسه موضع الواسطة وحلقة الوصل بين الطرفين.

-                     الجانب الوطني :
يعتبر السيد الصرخي الحسني من أبرز وأهم الشخصيات الوطنية العراقية, التي نالت استحسان وقبول ورضا كل جهة وطنية عراقية, وذلك لما يمتاز به من خطاب وطني معتدل, وكذلك رفضه لكل التدخلات الأجنبية سواء كان غربية أو شرقية, ورفضه لكل المشاريع الطائفية والتقسيمية التي يراد تطبيقها في العراق, فكان أول الرافضين لمشروع الفيدرالية, ومن أشد المعارضين والمحاربين للطائفية, حتى انه قدم القرابين والتضحيات من أجل ذلك, فبسبب مواقفه تلك, تعرض هو وأتباعه للاعتداء في صيف 2014 حيث استخدمت الآلة العسكرية بكل أصنافها وأنواعها وحدثت مجزرة كربلاء 1 / تموز / 2014م , لأنه رفض فتوى الجهاد التي كان لها دور كبير في إيقاظ الفتنة الطائفية في العراق, بالإضافة إلى خطاباته وبياناته التي تمتاز بالروح الوطنية العالية التي تحث الفرد العراقي على حب العراق والولاء له.

الفتنة الطائفية العراقية مثالا :
مر ويمر العراق بفتنة وصراع طائفي مقيت, أوجدته دول اقليمية وشرقية وغربية, الهدف منه هو الاستحواذ والسيطرة على العراق وثرواته وخيراته, وكان جميع المتصدين ومن كلا المذهبين – السني والشيعي – قد ركنوا إلى الميل المذهبي والطائفي, فأصبح الخطاب هو الخطاب الطائفي, هذا سني وذاك شيعي, هذا كردي وذاك عربي, وصدرت الفتاوى التي زادت الطين بله, وعمقت الهوة الطائفية في العراق, إلا السيد الصرخي الحسني الذي اعتمد الخطاب الوطني العراقي الشامل, الخطاب القومي البعيد كل البعد عن الطائفية والمذهبية, وثبت مبدأ الهوية العراقية هي الأساس والأولى, فلا هوية طائفية ولا مذهبية, وحرم الدماء العراقية بغض النظر عن دينها وطائفتها وقوميتها, فكان خطابه هو الخطاب الوطني الشامل العراقي الذي أصبح بمثابة جدار صد بوجه الخطابات الطائفية التي أحرقت العراق, وصار حجر عثرة بوجه المشاريع الطائفية, فأصبح السيد الصرخي الحسني محط أنظار كل عراقي وطني غيور.

-                     الجانب الجهادي :
عرف السيد الصرخي الحسني برفضه الاحتلال وكل أشكاله, فكان ومازال هو من اشد الرافضين لكل التدخلات الخارجية في الشأن العراقي, خصوصا التدخلات الإيرانية أو الأمريكية, وكانت نتيجة هذا الرفض هو الاعتداء من قبل قوات الاحتلال الأمريكي في عام 2004م على داره في كربلاء المقدسة,  وتكرر هذه الاعتداء سنة 2014م على يد القوات الحكومية المدعومة بمليشيات إيرانية, ولا ننسى جملة كبيرة من الاعتداءات على مرجعيته في الحافظات العراقية الأخرى, كما حصل في عام 2012 عندما جرفت الحكومة العراقية جامع السيد محمد باقر الصدر في محافظة ذي قار, وكذلك حرق العديد من الجوامع والحسينيات والمكاتب الشرعية, والسبب في ذلك هو رفضه لكل أشكال الاحتلال وكل ما ترشح منه.

وسبق هذا كله عرف السيد الصرخي الحسني بمقارعته للنظام السابق ورفضه للسياسة التي كان يتبعها النظام, حتى اضطر النظام السابق إلى سجن السيد الصرخي الحسني أكثر من مرة وكان أخرها الحكم عليه بالإعدام, لكن شاء الله وسقط النظام وخرج السيد الصرخي الحسني, ليخط للعراقيين سفرا مضيئا يشع بنور الوطنية والعراقية ورفض التبعية والاحتلال, ويرسم لهم خارطة ومنهاجا يرتحلون من خلاله إلى حياة الرفاهية والحرية والكرامة التي سلبها منهم أعداء العراق.