الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

شعار الانتماء للعراق بين النظرية والتطبيق

احمد الملا


بات عنوان الولاء للعراق عبارة عن شعار يزين وسائل الإعلام لغرض تلميع صور بعض المنتفعين والوصوليين, فأصبح التستر بالهوية العراقية والانتماء لهذا الوطن أشبه بالتستر بالدين, وكلا الأمرين نجدهما قد تجسدا في أغلب رجال الدين ومن بعدهم السياسيين, فهم بين متستر بالدين وبالولاء للوطن, من اجل الوصول إلى مكاسب ومنافع شخصية وفئوية ضيقة.
فكل أنواع الفساد الآن في العراق أصبحت تحت عنوان حب العراق, ومثال ذلك صفقات شراء الأسلحة الوهمية التي قام بها نوري المالكي, وكذلك سرقته لخزينة الدولة العراقية لسنة 2014 وحتى المجازر التي ارتكبها بحق العراقيين, كان يؤطرها هذا السفاح بإطار الوطنية والدفاع عن العراق وشعب العراق, وقد انطلت هذه الكذبة على العديد من أبناء الشعب, لكنها افتضحت وانكشفت بمرور الزمن.
وكذا الحال بالنسبة لبعض رجال الدين وبالخصوص من حمل عنوان " المرجع " ولنا في مرجعية السيستاني خير شاهد ومثال, فهذه المرجعية جعلت عنوان وشعار الانتماء للعراق جسراً للعبور لمآربها ومكاسبها الشخصية الضيقة وبما يخدم الدول والأجندات التي تقف خلفها, فكل ما صدر من هذه المرجعية هو مخالف لشعار الانتماء للعراق, فهي من سلم العراق للمحتل الأمريكي بفتوى تحريم الجهاد ضده, وفتوى تسليم السلاح للمحتل, لقاء 200 مليون دولار, وهي من أوجب على الشعب انتخاب المفسدين والسراق وساسة الفساد وتجار الموت وعرابيّ الطائفية والتقسيم, وهي من حرم التظاهر ضدهم, وهي من أصدر فتوى الطائفية والقتل, تلك الفتوى التي سلمت العراق على طبق من ذهب لإيران كي تعيث في أرضه الفساد.
فكل ما صدر من مرجعية السيستاني, كان ولا زال مخالف لشعار الانتماء للعراق, فهل من ينتمي للعراق  يسلم شعبه للمحتلين الأمريكي والإيراني ؟! فهل من يوالي العراق وشعبه يسلمهما للسراق والمفسدين؟! هل من يعلن انتماءه للعراق يدافع عمن نهب وسرق ثرواته ؟! ولنترك كل ذلك ولنعرج على مستوى التصريحات والمواقف الإعلامية بخصوص ما يتعرض له الشعب العراقي من ويلات ومآسي ومذابح ومجازر وقتل وموت وخطف وابتزاز وتهجير وعمليات إرهابية تقوم بها المليشيات الإيرانية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى, فلم نرَ من مرجعية السيستاني أي بيان شجب أو تعزية أو مواساة للشعب العراقي يرفع من معنوياتهم ويواسيهم في محنهم التي يعيشونها بشكل يومي, بل إن كل ما يصدر منه هو الصمت والسكوت المذل والمهين.
وهذا موقع مرجعيته الرسمي يمتلئ ببيانات التعزية والتضامن مع باقي الدول الأخرى, وآخرها بيان التعزية الصادر من مكتبه بخصوص حادث تدافع الحجاج في مشعر منى, والذي اقتصر فيه على التأسي والألم على موت المئات من الحجاج الإيرانيين !! ولم يتطرق أو يخصص مجال في بيانه لذكر الحجاج العراقيين ممن ذهب ضحية هذا التدافع الذي كان سببه الإيرانيين !! فهل هذا يدل على إن مرجعية السيستاني مرجعية عراقية أو تحب العراق وتوالي شعبه وتدافع عنه ؟!.
كما إن الذي يحب شعبه يضحي من أجله, فأين تضيحة السيستاني من أجل العراق وشعب العراق؟! لم نرَ منه سوى الانبطاح والتذلل للحكام والحكومات المتعاقبة ولحكومات الاحتلالين الأمريكي والإيراني, وما شعار الولاء للعراق والدفاع عنه وعن شعبه ما هو إلا يافطة إعلامية من أجل التغرير بالبسطاء من الناس من جهة, ومن جهة أخرى من أجل ضمان بقائها في عنوان المرجعية لكي تخدم المشروع الدولي الذي أوكلت إليها مهمة  تمريره في العراق.
فواقع الحال يؤكد إن مرجعية السيستاني حملت شعار الولاء للعراق فقط في الجانب النظري أما التطبيقي فهو يؤكد على خلاف ذلك, إن السيستاني بقي غير موالِ للعراق على طول الخط للأسباب التي ذكرناها آنفا وغيرها, وأكبر دليل على ذلك هو رفضه للجنسية العراقية برغم إن المسؤولين قدموها له مجاناً ويستطيع بإشارة صغيرة من أصغر خادم في مكتبه أن يحصل عليها و بسهوله ولكنه رفضها رفضاً قاطعاً, مما يؤكد انتمائه لفارسيته وبغضه لكل شيء ذو صلة بالعروبة, فالواقع يشير ويؤكد وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير {{... أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها اصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج...}}.





الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

ديمقراطية عراقية على الطريقة الإيرانية !!

احمد الملا


امتعض بعض العراقيين من كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني التي ألقاها في المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة, والتي قال فيها " إن إيران ساهمت في نشر الديمقراطية في العراق " في إشارة منه إلى إن العراق أصبح بلد ديمقراطي بفضل إيران وتدخلاتها في شأنه الداخلي, وأنا اتفق مع روحاني بهذا الخصوص وأختلف مع من رفض هذه التصريحات, فالعراق ومنذ ثلاثة عشرة سنة يعيش حالة من الديمقراطية لكن بنكهة إيرانية, وليست تلك الديمقراطية التي يأملها جميع أبناء العراق.
فإيران أدخلت للعراق حرية السرقة والاختلاس للمال العام, ونشرت الفساد والمفسدين في كل مؤسسات الدولة والتي أثرت بشكل أو بأخر على حياة الفرد العراقي, فأصبح الفساد يمارس بكل حرية في هذا البلد وبدون أي رقابة أو خوف من المسائلة, وذلك بفضل هيمنة إيران على الدولة العراقية, حتى باتت إيران ملاذ المفسدين ممن طالب الشعب بمحاسبتهم, وخير شاهد على ذلك هو هروب المالكي لها وحصوله على الحصانة من خامنئي الذي هدد بحرق العراق إذا ما حوكم السفاح المالكي على فساده, وكذا الحال بالنسبة لمدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى, وغيرهم من الساسة المفسدين.
حرية السب والشتم والتطاول على صحابة النبي محمد  "صلى الله عليه وآله وسلم " وعلى زوجاته وأمهات المؤمنين, حرية استباحة أموال وأعراض ومقدسات وأرواح كل مواطن عراقي مسلم سني, وقتلهم وتشريدهم وتهجيرهم وترويعهم, هي حرية وديمقراطية إيرانية أدخلت للعراق, ديمقراطية القتل والحرق والتمثيل بالجثث وسحلها في الشوارع لكل عراقي مسلم شيعي رفض التدخل الفارسي الصفوي في العراق.
ديمقراطية زرع الطائفية والتقسيم في العراق, فكل شخص طائفي ويدعوا إلى التقسيم له حرية التعبير عن رأيه وحرية تطبيق أفكاره المسمومة, والمعارض لها يكون مصيره الموت الزؤام, ديمقراطية الميلشيات وحمل السلاح خارج إطار الدولة, ديمقراطية الخطف والابتزاز والسلب والنهب والممارسات اللاإخلاقية لتلك المليشيات, ديمقراطية وحرية تسليم المحافظات العراقية للتنظيمات الإرهابية, ديمقراطية إيران تعني المخبر السري والمعتقلات السرية واعتقال الأبرياء على الشك والشبهة, ديمقراطية إيران تعني تكميم الأفواه وقمع الحريات وكبت حرية التعبير عن الرأي, ديمقراطية إيران تعني تكفير كل من يطالب بحقوقه المسلوبة, ديمقراطية إيران تعني إن لم تكُ معي فأنت ضدي ويستباح دمك. 
فهذه هي الديمقراطية التي أدخلتها إيران للعراق, فبعد أن كان الشعب واحداً موحداً, أصبح مقسماً وممزقاً بفضل الديمقراطية الإيرانية, يعاني الطائفية والتقسيم, ينازع الموت بسبب ساسة الفساد ممن جاءت بهم إيران, فديمقراطية إيران تعني فساد السياسي وفقر الشعب, تعني حماية الفساد وقتل الشعب, ولنأخذ نموذجا بسيطاً من وسائل الديمقراطية التي استخدمتها إيران في العراق, وهي في موقفها من المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالمرجع الصرخي  ...
لماذا تم استهداف هذه المرجعية العراقية الأصيلة ؟! هل كانت يوماً تحمل السلاح بوجه الدولة أو لديها مليشيات؟! هل دعمت الإرهاب يوماً ما ؟! هل طالبت بالسلطة ؟! حتى ترتكب بحقها مجزرة بشعة يندى لها جبين الإنسانية ؟! بل كان إستهدافها بسبب مخالفتها للمشروع الإيراني التوسعي في العراق ورفضت الطائفية والتقسيم والانقياد والتبعية لإيران وغيرها من الدول المحتلة, وأي مخالفة كانت, مخالفة بالرأي والكلمة فقط وفقط وليس مخالفة بالسلاح, فحصل ما حصل في مجزرة كربلاء صيف 2013م حيث القتل والتمثيل بالجثث وسحلها بالشوارع بعد حرقها, وقتل المئات واعتقال العديد من أتباع هذه المرجعية وتعذيبهم بأبشع وسائل التعذيب من قطع للأطراف واستخراج القلوب وصب الزيت الحار والتيزاب, فلم يسلم من الديمقراطية الإيرانية طفل صغير ولا شيخ كبير.
ولنا في تقرير المنظمة البلجيكية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية الذي نشرته بعنوان ( أصغر ضحية معتقد ورأي في العراق ) والذي يشتمل على سبعة صفحات تتناول قضية مقتل الطفل العراقي " مجتبى فراس الشاوي " الذي قتل في مجزرة كربلاء التي إرتكبت بحق أنصار المرجع العراقي الصرخي الحسني والذي قتل بإصرار وتعمد من قبل المليشيات الموالية لإيران وعناصر من الحرس الثوري الإيراني, قتلوه لأنه كان محباً للمرجع العراقي الصرخي, فهذا أنموذجاً بسيطاً من نماذج الديمقراطية في العراق والتي دخلت له بفضل إيران.
فكل ما حصل ويحصل في العراق سببه إيران, وما قاله روحاني في كلمته لم يأتِ جزافاً, إنما هو واقع حال واعترف منه بأن إيران هي من يقف خلف معاناة شعب بأكمله طيلة كل تلك السنوات المنصرمة ومازال كذلك, فالديمقراطية في العراق على الطريقة الإيرانية.






الاثنين، 28 سبتمبر 2015

بعد الانقلاب يأتي العتاب ... أين كنت ياعبادي ؟!

احمد الملا


بعد سماع خبر إفشال محاولة لانقلاب العسكري على حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتي نظمها مجموعة من القادة العسكريين في المنطقة الخضراء ببغداد, والتي أديرت -  بحسب ماذكرته وسائل الإعلام الالكترونية - من قبل نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي وبالتعاون مع قادة المليشيات التابعة للحشد الشعبي, والتي كان الهدف منها الإطاحة بالعبادي وإرجاع المالكي إلى الحكم.
فبعد سماع هذا الخبر تبادر إلى ذهني مدى تغلغل النفوذ الإيراني في الأجهزة الأمنية العراقية والتي تدار من قبل المالكي, ويضاف لذلك مليشيات الحشد الشعبي التي وقفت بكل قوة مع المالكي وأعلنت صراحة رفضها للحزمة الإصلاحية التي أطلقها العبادي, حتى وصل بها الأمر أن تنسحب من خطوط المواجهة الأمامية مع تنظيم داعش الإرهابي, وتبين لي مدى العجز الذي تتمتع به حكومة العبادي أمام هذا التغلغل والنفوذ والسطوة الإيرانية, حتى وصل الأمر بأن تهدد حياة العبادي نفسه ولأكثر من مرة, فكانت هذه المحاولة الثالثة حسبما ذكر الإعلام العراقي, وبعد المحاولة الأخيرة قرر إعطاء عطلة رسمية في عموم البلاد وذهب لأمريكا مباشرة بحجة حضور المؤتمر الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة!!.
وهنا أوجه هذه الكلمات إلى العبادي وأسأله أين كنت عندما قدم لك المرجع العراقي نصيحة وبالتحديد بتاريخ 4 / 1/ 2015, ... حيث خاطبك على نحو النصيحة وطلب منك بأن تجازف وتتخذ قرارات شجاعة من بينها استغلال الدعم الذي تحظى به خصوصاً من الجانب الأمريكي، الذي يسعى لإستعادة هيبته التي فقدها أمام العالم بعد فشله الذريع في مواجهة الإرهاب العالمي الذي أوقعه في مأزق وأزمة في العراق بشكل خاص, الأمر الذي جعل الأمريكان ومعهم الدول الأوربية تبحثون عن القشة التي تخرجهم من الأزمة بسبب فشل مشروعهم وبطلانه وانهياره في العراق والشرق الأوسط ...
حيث قال المرجع العراقي الصرخي موجه النصح لك... {{... الآن أنت تقول وواقع الحال الأمريكان معك استغل هذه القضية واستغل وجود الأمريكان، استغل الآن الأمريكان في أزمة، الدول الأوربية الآن في أزمة كل منهم يريد أن يتمسك بقشة بسبب ما حصل من فساد وبطلان وانهيار لمشروعهم في العراق وفي الشرق الأوسط، الآن كل منهم من المجتمع الغربي والمجتمع الأمريكي اقصد المسؤولين يريد أن يتمسك بقشة، لتكن أنت القشة !! جازف اتخذ المواقف الشجاعة اتخذ القرارات وأصدر القرارات الشجاعة ...}}.
وهنا  اقول للعبادي, هل من الممكن وبعد مرور هذه المدة, أن تستطيع السيطرة وتدارك الأمور ؟! بعدما تفاقم الوضع وأصبح أكثر سوءاً من ذي قبل ؟ بعدما تدخلت أطراف كثيرة في الوضع العراقي ودخل لاعب آخر وجديد وبقوة إلى الساحة العراقية؟! بعدما أصبحت روسيا على الخط وبهذا عززت قوة النفوذ الإيراني وأعطت حافزاً أقوى للمالكي ومليشيات الحشد, لجأت إلى الأمريكان ؟! أين كنت كل تلك الفترة ؟
 لماذا لم تتخذ هذه الخطوة في وقتها الأمر الذي سيجعلك تضمن لك الحياة الآمنة وأنت في منصب الحكم وستبعد عنك إيران وشرها وكيد أذنابها من سياسيين وعلى رأسهم المالكي ومن مليشيات وحشد سلطوي إيراني, لماذا لم تتخذ القرار الشجاع الذي فيه تنال ود واحترام الشعب, وقدم كل المفسدين والمرتزقة والقتلة إلى القضاء وحاكمهم بتهمة الخيانة العظمى, خيانة الوطن والشعب, تهمة زعزعة أمن الدولة وإستقرارها, وبذلك تشفي صدور العراقيين, وتنام قرير العين.
وهنا نسأل هل يستطيع العبادي أن يتدارك الأمور بعد محاولات الانقلاب والاغتيال تلك؟ وهل سيسعفه الوقت في ذلك ؟! لكن بما انه لم يسمع نصيحة المرجع العراقي الصرخي في حينها, وبما إن الوضع تفاقم بشكل اكبر وتعقد أكثر وأدى لتدخل أطراف أخرى كروسيا في الشأن العراقي, وزيادة وتفاقم القوة الإيرانية ومليشياتها حتى وصل بها أن تهدد " حصن " العبادي في المنطقة الخضراء وتهدد حياته ومنصبه, يتضح لنا جليا إن العبادي على شفير الهاوية وقاب قوسين من السقوط في تلك الهاوية, وهذا متوقع لمن لا يستمع للآراء الآخرين ونصائحهم خصوصاً وإنها قد صدرت من مرجع طالما نصح وارشد وشخص الداء وأعطى الحلول الناجعة والدقيقة.






الأحد، 27 سبتمبر 2015

اللجنة الاستخباراتية المشتركة ... لضرب داعش أم للإنقلاب على العبادي ؟!

احمد الملا


بعدما أطلق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الحزمة الإصلاحية التي أطاحت ببعض السياسيين ومن أبرزهم السافح المالكي " أبن إيران المطيع " كما وصفه خامنئي, أخذت وتيرة الصراع السياسي داخل التحالف الشيعي بالارتفاع, كون هذا التحالف يدار مباشرة من إيران وينفذ كل ما تريده ويحقق رغباتها, لكن شذوذ سياسة العبادي عن هذا التحالف جعله ينقسم على نفسه, فمجموعة من هذا التحالف تؤيد الإصلاحات من اجل مصلحتها ومحاولة الظهور كبديل عمن أطاحت به الإصلاحات وكذلك من اجل الثأر من المالكي والتشفي به, والقسم الأخر معارض لهذه الإصلاحات كونها هددت المصالح الإيرانية بشكل كبير وكذلك الخوف من وصول المؤيدين لهذه الإصلاحات وخوفاً من الثأر الذي سيحصل.
فبات الآن التحالف الشيعي قسمان, قسم مؤيد للصلاح, وأخر معارض له, وهذا ما أثر أيضا وبشكل واضح على العمل العسكري الميداني لمحاربة تنظيم داعش, فهناك من السياسيين العراقيين من عمل على تشكيل لجنة جمع معلومات استخباراتية لضرب داعش - حسب تعبيرهم - مكونة من روسيا وإيران والعراق وسوريا, وهذا الأمر لا تعلم به الحكومة العراقية المركزية حسب ما صرح وزير خارجيتها إبراهيم الجعفري, وفي الوقت ذاته تعمل الحكومة العراقية على التنسيق مع الجيش الأمريكي في الانبار .
أي إن العمل العسكري الآن في العراق قسمين احدهما رسمي والأخر غير رسمي, فالقسم غير الرسمي واضح المعالم فهو يمثل التوجه الإيراني والشرقي بشكل عام, ولا شك بان المالكي هو من يدير هذا التوجه أو الأمر تحت إشرافه, ومن المتوقع جدا إن هذه اللجنة هي مقدمة لإدارة العراق بعد أن تنفذ عملية الانقلاب على العبادي, خصوصا وإن العبادي قد تنبه إلى محاولات الحشد الشعبي، ومن ورائه قيادات بالتحالف الوطني، السعي للانقلاب عليه على خلفية حزمة الإصلاحات التي أعلنها، وقد أمر على الفور بإغلاق كل مداخل المنطقة الخضراء، ومنع دخول السيارات والمشاة وخروجها مهما كانت مناصبهم، ووضع دبابات وآليات عسكرية قرب المداخل، بالإضافة إلى تعزيز أمنه الشخصي, خوفاً من انقلاب عسكري مدبر من قبل المليشيات, وتزامن ذلك مع انسحاب مفاجئ وكبير لقوات الحشد الشعبي الموالي لإيران من الخطوط الأمامية على الجبهات مع تنظيم داعش، إلى بغداد التي تشهد هدوءاً أمنياً.
فهل يعقل أن تكون لجنة جمع المعلومات لضرب داعش تعمل قواتها في بغداد فقط وتأمر بسحب قواتها المتمثلة بالحشد الشعبي من خطوط المواجهة مع داعش ؟!! فكيف ستوجه ضرباتها لداعش إن لم يكن الحشد موجوداً في الخطوط الأمامية ؟!.
بشكل مختصر من المتوقع جداً إن هذه اللجنة لم يتم تشكيلها إلا من أجل التنظيم والإعداد لمحاولة الانقلاب على حكومة العبادي والإطاحة به, الأمر الذي سيعيد المالكي إلى دفة الحكم من جديد بشكل يخدم المصلحة الإيرانية والتي تمثل مصلحة روسيا ونظام الأسد في سوريا, فعودة المالكي تعني استمرار الدعم الإيراني لبشار عن طريق العراق وبقاء الأسد يعني بقاء المصلحة الروسية في سوريا, لذلك اتفقت هذه الدول على تشكيل هذه اللجنة للإطاحة بالعبادي, وليس لضرب داعش.
وهذه الدول تعتمد اعتمادا كبيرا على الحشد الشعبي الذي تشكل بفضل فتوى السيستاني ليكون القوة الإيرانية الضاربة في العراق وخادماً لمصلحتها, فهو كما يقول المرجع العراقي الصرخي  في حوار خاصّ مع صحيفة الشرق بتاريخ 17 آذار 2015 ...
{{... هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة ...}}.








السبت، 26 سبتمبر 2015

المتظاهرون العراقيون بين رهانين !!

احمد الملا 


في خضم التقلبات التي يشهدها الشارع العراقي, طفت إلى السطح عدة توجهات تخص المتظاهرين العراقيين ومطالبهم, فهناك من يسعى لركوب موجة التظاهرات ومحاولة تسخير كل الجهود المبذولة من قبل المتظاهرين لنفسه ومؤسسته كما هو حال مرجعية النجف, التي لم تنطق ببنت شفة سابقاً بخصوص الفساد المستشري في البلد إلا بعدما خرج أبناء العراق منتفضين لأنفسهم, بعدما طال سكوت مرجعية السيستاني عن الفساد وإمضائها له بذلك السكوت مضافاً له فتاوى وجوب انتخاب المفسدين ودعم قوائمهم.
هذا الأمر جعل من التظاهرات العراقية ومطالب المتظاهرين تصبح بين رهان توجهين, توجه يراهن على اضمحلال هذه التظاهرات وتلاشيها بمرور الوقت, ويمثل هذا التوجه الرغبة والإرادة الإيرانية في العراق, كأحزاب ومليشيات وسياسيين موالون لها, وقد استندوا في رهانهم هذا - أي خفوت التظاهرات ومطالبها - على مدى التدخل والتغلغل الإيراني في العراق, والعمليات الإرهابية كالخطف والاغتيال والتهديد للناشطين, بالإضافة إلى إدراكهم إن مرجعية السيستاني هي مرجعية انبطاحية, تنبطح لكل موقف وتسايره بشكل يتناغم مع مصلحتها الشخصية, فهي تطالب بما يطالب به المتظاهرون وإذا خفتت التظاهرات فإن صوت هذه المرجعية سيخفت وينتهي أيضاً, وما يؤكد ذلك, ماجاء في خطبة الجمعة في كربلاء لعبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني, الذي صرح بان خفوت التظاهرات لا يعني انتفائها لكنها ستعود في وقت لاحق بشكل أقوى !!.
فهذا التصريح دليل على إن مرجعية السيستاني لا يوجد لديها موقف واضح وصريح, فعوضاً عن دعمها للتظاهرات وشحذ همم المتظاهرين من أجل الإطاحة بالفساد ورموزه, فإذا بها تساير التيار ويخفت صوتها, وتكتفي بالقول " ستعود التظاهرات في وقت لاحق بشكل أقوى "!! فلماذا لم تقل أو تصرح أو تطالب وعلى سبيل المثال بتحويل التظاهرات إلى إعتصامات أو تصدر فتوى بوجوب التظاهرات واستمرارها بشكل يومي وليس أسبوعي ؟؟!! فهذا الأمر  دفع بمعارضي التظاهرات من رموز الفساد أن يراهنوا على خفوت التظاهرات وزوالها بمرور الوقت.
أما التوجه الأخر الذي يراهن على نجاح التظاهرات, فهي الجهات الوطنية العراقية الشريفة بما فيها الشارع العراقي المتظاهر نفسه, التي تراهن على ديمومة التظاهرات وإستمرارها حتى تحقيق جميع مطالب المتظاهرين, وقد راهنت هذه الجهات على وعي وثقافة الشارع العراقي الذي كسر قيود التبعية والانصياع لقادة الفساد ورموزه من سياسيين ورجال دين.
وهنا يبقى الأمر موكول للشعب العراقي نفسه. فأما يخفت صوته بالفعل ويجعل المفسدين هم من يكسبوا الرهان على ذلك وبهذا تذهب التضحيات التي قدمها المتظاهرين سدى, أو الاستمرار بالتظاهرات وبزيادة زخمها ورفع سقف مطالبها إلى التغيير الجذري الحقيقي وعدم القبول بالحلول الترقيعية والإصلاحات الشكلية الزائفة, وبهذا يكون النصر هو حليف المتظاهرين, وهذا الأمر يستلزم عدم الاهتمام بالأصوات النشاز التي تحاول أن تحط من همة المتظاهرين والتقليل من شأنهم, الأمر الذي يدفع بنا إلى التذكير بما قاله الناشط والمتظاهر الصرخي في بيان " من الحكم الديني (اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني " الذي دعا فيه إلى عدم الاهتمام من اسماهم بالنابحين ممن يسعون إلى وأد التظاهرات بمحاولاتهم الفاشلة التي عبرت وتعبر عنها التصريحات الفارغة الجوفاء القائمة على أساس رهان خاسر مقدماً, كون إرادة الجماهير العراقية أقوى من أن تثنيها بعض التصريحات... حيث قال..
{{... 9ـ أعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ إليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها، ونأمل من الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من الشعوب العربية والإعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة .
10ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وأيّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم، إياكم إياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر, ولا ننسى أبداً هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة ((باسم الدين.. باگونة الحرامية))...}}.






الخميس، 24 سبتمبر 2015

الكهنة هم سبب سقوط طروادة وليس حصانها !!

احمد الملا


يتصور بعضهم إن سبب سقوط مدينة " طروادة " الإغريقية بيد الإسبارطيين, هو الحصان الخشبي الذي دس للطرواديين على شكل هدية, وبعد أن ادخلوا هذا الحصان, تسلل الجنود الإسبارطيين لفتح بوابات طروادة المنيعة أمام جيوشهم ليحتلوا تلك المدينة ويعيثوا فيها الفساد والدمار, لكن في الحقيقة لم يكُ السبب هو الحصان الخشبي أو تلك الهدية, وإنما كهنة طروادة ورجال الدين فيها هم السبب الحقيقي لسقوط هذه المدينة بيد الجيش الإسبارطي.
فقد كانت مجموعة من الجيش الإسبارطي ممتنعة عن دخول المعركة وتسمى هذه المجموعة " بالنورنمنديين " بقيادة أخيل, ولكن ما إن قُتل احد أقربائه على يد أمير طروادة " هكتور" دخل " أخيل " المعركة, وكان معروف هو مجموعته بالقوة والبسالة والإقدام في المعارك ولا يدخل معركة إلا وانتصر فيها, فمن دفع بهكتور للهجوم على الجيش الإسبارطي الذي مني بهزيمة كبيرة على أسوار طروادة هم كهنة المعبد, حيث أشاروا على الملك بأن الإسبارطيين قد أنهكت قواهم, ولابد من ضربهم بسرعة كي يهزموا, فأقتنع الملك بكلامهم وعارض رؤية قائد الجيش وأمير طروادة " هكتور " الذي طلب الالتزام بالدفاع وعدم الهجوم, الأمر الذي دفع بهكتور بقيادة جيش إلى مواقع الإسبارطيين والدخول في معركة قتل فيها الشخص المقرب جداً من أخيل, وبذلك ثارت ثائرة أخيل وانتفض مع مجموعته ودخل المعركة وقَتل هكتور انتقاماً لقريبه وبذلك خسر الطرواديون أميرهم وقائد جيشهم.
الأمر الأخر بعد أن عجز الإسبارطيين من تخطي أسوار طروادة المنيعة, فكروا بحيلة الحصان الخشبي, حيث اختبأ فيه مجموعة من المقاتلين الأشداء, كي يتسللوا إلى داخل طروادة ويفتحوا أبوابها أمام الجيش الإسبارطي, فغيروا مواقعهم وتركوا خلفهم الحصان , فما أن جاء الطرواديون وشاهدوا هذه الهدية, طلب الأمير " باريس  " من أبيه الملك أن يحرق الحصان, لكن الكاهن رفض ذلك وطلب من الملك أن يدخل الحصان إلى داخل المدينة, معللاً إن الحصان هو هدية الآلهة لطروادة وعلامة على نصرها وبالفعل طبق الملك كلام الكاهن, وأدخل الحصان إلى داخل المدينة, الأمر الذي أدى إلى سقوط طروادة بيد الملك الإسبارطي, فلو لم يتدخل الكاهن لما شارك أخيل ومجموعته في المعركة ولم يقتل هكتور, ولو لم يتدخل الكاهن لما دخل الحصان إلى داخل المدينة ولتحولت تلك الهزيمة إلى انتصار وصد للعدو, فكان الكاهن ورجل الدين هو السبب في تهجير وترويع وقتل أهالي طروادة, وهو من ادخل العدو إلى مدينته بحجة إطاعة المعبد والإلهة, حتى سقطت طروادة بيد المحتل وعاث فيها الفساد, وأحرقت بعد ذلك عن بكرة أبيها.
وحقيقة إن المشهد العراقي اليوم مشابه كثيراُ لتلك الأحداث, فبسبب تدخلات رجل الدين والكاهن, وأقصد به السيستاني ومؤسسته, لما عاث المحتل الأميركي في أرض العراق الفساد, ولولا فتوى الجهاد الطائفية " حصان طهران " لما دخل المحتل الإيراني لأرض العراق وعاث في أرض الأحرار وبلاد الرافدين الفساد, حيث القتل والتهجير والترويع لأبناء العراق, ولولا فتاوى السيستاني وتدخلاته في الشأن السياسي لما تسلط المفسدون من عبيد إيران على رقاب العراقيين منذ سنوات, ولما حصل ما حصل من سرقة واختلاس  للمال العام.
فبسبب تلك الفتوى دخلت المليشيات الإيرانية إلى المناطق العراقية واهلك الحرث والنسل, فهي من ادخل الحصان إلى العراق وغررت بالعراقيين وأوهمتهم بأنها فتوى لصالحهم وقد جاءت من السماء هدية لهم, لكن في حقيقتها دمرت العراق وأهلكت شعبه, كما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير الفضائية ...
{{... إنّ فتوى الحشد ظاهرها للعراق، لكن جوهرُها ولبّها وأصلُها وأساسُها لحماية إيران وإمبراطوريتها ومشاريعها...لا نتوقّع أبداً صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء، لأن هذا يضـر مصالح إيران ومشاريع إيران، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي تُرجِمت على أرض الواقع، فستتيقنون أنه لم يصدر شيئاً وتُرجِم على الأرض إلّا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها...}}.
فتدخلات مرجعية السيستاني وفتياه هي من قادت العراق من إحتلال إلى احتلال أشرس وابغض وأفحش, من إحتلال أمريكي إلى احتلال فارسي, هي من تسبب بكل المآسي والويلات للعراق وشعبه, فسبب سقوط العراق هو تدخلات السيستاني, كما إن سقوط طروادة هو تدخلات كاهن المعبد.



الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

السيستاني لايريد نهاية الفساد ... خدمة لأمريكا وإيران

احمد الملا


لا يخفى على جميع العراقيين إن سبب تدخلات المرجعية الدينية واقصد بها مرجعية السيستاني هي من جلبت للعراق الويلات والمآسي, وحتى أتباع هذه المرجعية على يقين بذلك لكن الصنمية والإتباع الأعمى يجعلهم يختلقون الأعذار والمبررات لمرجعيتهم الإنتهازية الكهنوتية في محاولة لتبرئتها مما يحصل الآن في العراق من فساد مالي وإدراري انعكس بشكل سلبي وكبير على حياة المواطن العراقي حتى وصل به الأمر إلى أن يفضل الهجرة وترك الوطن ويلجأ لبلاد الغربة لعله يجد الأمن والأمان اللذان فقدهما في وطنه السليب.
فمرجعية السيستاني عملت ومنذ اللحظات الأولى بعد سقوط النظام السابق, على تخدير الشعب العراقي من خلال فتاوي هدامة لا تستند للدليل الشرعي علاوة على أنها لا تركن إلى عين العقل والحكمة, وبشكل يتناسب مع مصالحها ومصالح الطغمة الحاكمة سواء كانت مع المحتل الأميركي أو مجلس الحكم أو الحكومة الانتقالية وما تلاها من حكومات, ودعمت دستور برايمر بصورة مطلقة, بالإضافة إلى تبني هذه المرجعية لكل المفسدين والسراق من خلال ما صدر منها من فتاوى, فما يحصل من انتكاسات أمنية في عموم محافظات العراق وخصوصاً الشمالية منها هو بسبب ساسة الفساد والخونة والعملاء لأميركا وإيران, ومرجعية السيستاني وقفت ودعمت هؤلاء الساسة بكل قوة من خلال إصدار فتوى وجوب انتخابهم وكذلك فتوى تحريم التظاهر ضدهم, بالإضافة إلى فتوى الجهاد الطائفية التي أعطت ساسة الأحزاب الدينية إذنها في إبادة العراقيين وفتحت باب الفساد المالي على مصراعيه حتى أصبحت خزينة الدولة خاوية ومنهوبة.
حتى جاء الوقت الذي أيقن فيه الشعب إن ما حصل ويحصل الآن هو بسبب من تستر باسم الدين ممن حمل عنوان المرجعية وممن لاذ بعباءتها من سياسيين وقادة كتل وأحزاب مشتركة بالعملية السياسية, فكان خرج العراقيين مطالبين بطرد المفسدين ورفع شعار الحكم المدني عوضاً عن الحكم الديني ( اللاديني ) الذي جعلت منه مرجعية النجف ستاراً لتمرير كل ما تريد من أهداف لتخدم بها مصالح المحتل الإيراني أو الأمريكي, فبإسم الدين تحرم وبإسم الدين توجب وباسم الدين تحصل السرقات والمجازر والتهجير والترويع, وبعد أن شعرت مرجعية السيستاني بأن البساط قد سُحب من تحتها, قررت أن تركب موجة التظاهرات وتصرح بتصريحات مؤيدة للتظاهر ومطالب المتظاهرين وتنتقد الفساد الحاصل في البلد منذ سنوات!!.
وهنا نسأل أين كانت مرجعية السيستاني طيلة الفترة المنصرمة منذ سقوط النظام السابق ليومنا هذا ؟! لماذا لم تحرك ساكناً تجاه الفساد المستشري في البلد ؟ لماذا لم تدعُ الشعب للتظاهر والمطالبة بحقوقه ؟! والعديد من الأستفهامات التي يجب أن نقف عندها وتحتاج إلى مراجعة من قبل الجماهير المنتفضة, فتكون خلاصة الجواب عليها : إن مرجعية السيستاني على علم بكل ما حصل ويحصل من فساد, لكن مصلحتها النفعية الضيقة والخوف على مكانتها جعلتها تلتزم الصمت وإمضاء الفساد وصنع الغطاء الشرعي للمفسدين, ومن اجل الأهداف ذاتها جاءت الآن لتركب موجة التظاهرات, خاصة وأن هناك سياسيين هم فاعلين في العملية السياسية أشكلوا على مرجعية السيستاني وسكوتها على الفساد, لا بل صرحوا علانية ومن على القنوات الفضائية ومنها البغدادية والشرقية إن السيستاني يستطيع أن يخرج العملية السياسية في العراق من مأزقها بعد أن يقول للفاسدين أخرجوا لكنه ( أي السيستاني ) لايريد أن ينتهي الفساد في العملية السياسية سواء في البرلمان أو الحكومة ومن هؤلاء الساسة هما النائب فائق الشيخ علي والنائب نائب رئيس الوزراء المقال بهاء الأعرجي .
ومع ذلك يأتي بعض المنتفعين الذين يحاولون أن ينسبوا جهود المتظاهريين العراقيين لمرجعية السيستاني ويصادروا كل تلك التضحيات ويجعلوا من هذه المرجعية هي المدافعة عن الشعب والمطالبة بحقوقه بينما هي من كانت السبب الرئيس في معاناته, وكل ما تحقق من تلبية للمطالب وإن كانت جزئية فهي ليس بفضل أو بجهود هذه المرجعية وإنما جاءت تحت الضغط الجماهيري كما يقول المتظاهر والناشط الصرخي في بيان " من الحكم الديني (اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني  " ...
{{...7 ـ القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير، أما إقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لأنه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك ...}}.
فالحراك الشعبي الحاصل الآن في العراق, والانتفاضة الشعبية الجماهيرية البيضاء لم تأت بتوجيه من احد أو بأمر من أي جهة ولا من مرجعية السيستاني, بل هي انتفاضة شعبية جماهيرية جاءت كردة فعل على كل الفساد الحاصل في العراق بسبب ما قامت به مرجعية السيستاني من عمليات تخدير للشعب منذ سنوات طوال من أجل الحفاظ على مصلحتها ومصلحة إيران وطنه الأم, وأمريكا صاحبة النِعم وما صرح به وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليس ببعيد من أن السيستاني قدم خدمة لأمريكا لا تقدر بثمن مع أن الثمن وقدره 200 مليون دولار تسلمه السيستاني من أمريكا وقدره السيستاني لكنه عند أمريكا لا يقدر.







الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

مستقبل العراق بين الانهيار أو التغيير الجذري

احمد الملا


وصل المشهد السياسي في العراق إلى مرحلة الذروة والى خط النهاية, خصوصاً بعد ازدياد وتيرة التظاهرات الشعبية وارتفاع سقف المطالب التي تلاحق رموز الفساد من قادة ورؤساء أحزاب وكتل سياسية مشتركة في العملية السياسية, وهذا جعل المشهد السياسي يصبح أكثر تعقيداً, فأما القبول بمطالب المتظاهرين وتنفيذها, وهذا ما لا يقبل به الشركاء السياسيين, وأما تسويف تلك المطالب وهذا ما لا يقبل به الشعب المنتفض ضد الفساد ورموزه.
فالمطلع على الحراك السياسي الآن في العراق يجد إن الخلافات السياسية تعصف في أقوى مكون سياسي في البرلمان وهو التحالف الوطني الشيعي, الذي انقسم لمحورين, محور يتكون من أحزاب تريد الوصاية الإيرانية وتعارض ما اسماه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالحزمة الإصلاحية، كونها أضرت بمصالح إيران وأطاحت بمناصب بعض القيادات والرموز في التحالف الوطني الشيعي.
أما المحور الأخر هو مجموعة من الكتل والأحزاب التي ركبت موجة التظاهرات وساندت إصلاحات العبادي وأيدتها من أجل مصالح ومنافع فئوية ضيقة تجعل منهم يبرزون كقيادات جديدة تبرز إلى الساحة عوضاً عن القيادات السابقة, وكذلك جاء تأييدها للإصلاحات هو من اجل التشفي والانتقام من الأحزاب الحاكمة في الحكومة السابقة.
وهذه الخلافات والتضاد في داخل التحالف الحاكم في العراق سيجعل من عملية الإصلاحات بوابة لأزمات سياسية مستقبلية قد تؤدي بالعراق إلى أزمة أمنية تعصف في محافظات الوسط والجنوب العراقي نتيجة لصراع " شيعي – شيعي " بسبب تلك الحزم الإصلاحية التي أطاحت وستطيح بأحزاب وترفع من شأن أحزاب أخرى, وبالتالي ستكون نتيجة العملية الإصلاحية أكثر ضرراً بالعراق وشعبه, وتكون هي عبارة عن مقدمة لخراب وانهيار الوضع في العراق, والذهاب به إلى نقطة اللاعودة.
لذلك فالحل الأمثل والأسلم الذي يجب أن يطبق في العراق هو تغيير العملية السياسية, وذلك من خلال التغيير الجذري للحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مخلصة عاملة وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية, وإلا فإن المطالبة بعملية الإصلاح لا يقدم شيء فيجب أن تكون مطالب المتظاهرين العراقيين هي المطالبة بالتغيير الجذري وإلا فإن الوضع سيؤول إلى ما هو أسوأ, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في بيان " الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!! " الذي أكد فيه على ضرورة التغيير الجذري وليس الحلول الجزئية والترقيعية.. حيث قال ...
{{...8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح ...}}.
فالعراق الآن أصبح في مفترق طرق, أما طريق الإصلاحات الشكلية التي ستؤدي إلى خلق أزمات سياسية وأمنية تعصف به وبشعبه, أو اختيار الطريق الأخر وهو تغيير الحكومة والبرلمان وإلغاء الدستور وهو الأمر الذي فيه ضمان لطرد كل المفسدين وعدم السماح لهم بالتحكم والتلاعب بمصير وخيرات وثروات ومقدرات العراقيين.



الاثنين، 21 سبتمبر 2015

أسباب اختفاء تقرير سقوط الموصل و مهدي الغرواي ؟!

احمد الملا


مضى أكثر من شهر على إعلان نتائج التقرير النهائي للجنة التحقيق في قضية سقوط محافظة الموصل العراقية بأيدي تنظيم داعش الإرهابي والتي تسببت في سقوط محافظات صلاح الدين وديالى والانبار ومناطق شمال حزام بغداد, الأمر الذي أدى لسقوط الآلاف من الأبرياء من مدنيين وعسكريين ضحايا لعمليات إرهابية, وقد أفضى التقرير النهائي إلى إن المتسبب الأول في سقوط الموصل أو بالأصح (بيع الموصل لتنظيم داعش) هو المُدان نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة وفريقه المتكون من معاونيه وقادة جيشه ممن باع ضميره وأرتضى لنفسه أن يكون عميلاً لدولة فارس المجوسية وعلى حساب العراق العربي الأصيل.
والسؤال المهم الذي ينبغي أن يدور في أذهان العراقيين جميعاً ويطرح على الملأ وهو... ماهي النتائج التي ترتبت على ضوء هذا التقرير ؟ ومن مَنَ المتهمين قُدم للقضاء ؟؟!! ولماذا إلى الآن لم يحاسب أي ممن ذُكرت أسمائهم في التقرير؟! لماذا لم تُكشف الإجراءات المتبعة في التحقيق الفعلي والجدي  وما هي الخطوات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة والبرلمان في هذه المسألة التي تهم جميع العراقيين ؟؟!! لماذا هذا الصمت والسكوت ؟ لماذا لم يقدم أي من المتهمين ممن ذُكرت أسمائهم في هذا التقرير للمحاكمة؟! هل القضية تم تمييعها وأصبحت " طمطم لي وأطمطم لك " ودخلت ضمن نطاق المساومات ؟؟!!.
ويبدوا إن هذه المسألة قد أخذت منحى المساومات, وما يؤكد ذلك هو إشتراك أكثر من جهة دينية وسياسية في تسليم محافظة الموصل لتنظيم داعش, فالجهة الأولى هي مرجعية السيستاني وهذا باعتراف الفريق الركن مهدي الغرواي قائد عمليات الموصل, حيث كشف خلال لقاء تلفزيوني على قناة البغدادية الفضائية بأنه اخبر القيادات العسكرية والمالكي وكذلك مرجعية السيستاني بأن الموصل سوف تسقط وهناك محاولات لتنظيم داعش لدخول هذه المحافظة, لكن الجميع أي جميع من ابلغهم لم يتخذوا أي إجراء ؟؟!!.
فبعد أن صرح الغرواي بهذا الكلام, اختفى نهائياً ولم يسمع أحد عنه أي شيء, حيث لم يظهر مرة أخرى على أي وسيلة من وسال الإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية, فذاب الغرواي واختفى بعد أن تطرق لإسم عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء, وهنا تكمن صفقة المساومة, فسَحب أو إخفاء تقرير سقوط الموصل وعدم محاسبة ومحاكمة المتسببين بهذه الانتكاسة الأمنية والذي سبقه اختفاء الغرواي, جاء وفق ترتيب ومساومة بين إيران و قادة الكتل البرلمانية ومرجعية السيستاني التي اتخذت لجانب الصمت والسكوت وغض الطرف عن خطوات الحكومة والبرلمان العراقي المتخذة بشأن ملف تسليم الموصل لتنظيم داعش الإرهابي, لان تقديم المتهمين ومحاسبتهم سيجر مرجعية السيستاني إلى المحاسبة على ضوء اعترافات الغراوي, وكذلك فضح إيران ودورها في هذه القضية  وفضح كل من أرتبط معها من سياسيين وقادة كتل وأحزاب, لذا اقتضت الضرورة إخفاء هذا التقرير وكذلك إخفاء الغرواي, فيا أبناء العراق العزيز من الشمال إلى الجنوب ممن يعاني الأمرين من داعش ومن المليشيات ألا يستحق أن نطالب بتقديم من سلم الموصل للإرهاب والذي أدى هذا التسليم إلى كل ما نحن فيه اليوم من مجازر وتهجير وهجرة وفقر وفساد وعجز وضياع خدمات وحقوق ؟؟!! إلى متى يبقى السكوت والصمت ؟؟.
 فيبدوا إن الطبقة الفاسدة الحاكمة بدأت تميع وتغيب وتعتم على ملف سقوط الموصل كي ينساه الشعب, كما هو حالها الآن في تعاملها مع مطالب المتظاهرين حيث التسويف والمماطلة والوعود الزائفة, وهنا أذكر جميع أبناء العراق بكلام المتظاهر والناشط المدني الصرخي في بيان "من الحكم الديني (اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني " ...
{{...10ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر, ولا ننسى أبداً هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة (( باسم الدين.. باگونة الحرامية))...}}.



الأحد، 20 سبتمبر 2015

إيران و " الإسلام والسلام " أضداد لا تجتمع

احمد الملا


على الرغم من رفعها لشعار " الجمهورية الإسلامية " لكننا نجد إن إيران قد خالفت هذا الشعار ومن نواحٍ عدة, فالإسلام دين يدعو للسلم والسلام, وإيران خالفت هذا الخط والنهج الإسلامي العام, حيث أسست لأكبر مذابح في الوطن العربي شهدها هذا القرن, ففي سوريا كان موقفها داعما لنظام بشار الأسد الدموي والذي ارتكب أبشع وأقبح الجرائم بحق الشعب السوري الرافض لدكتاتورية وطغيان الأسد, وبسبب موقف إيران الداعم لهذا النظام الدموي اللاإسلامي وعلى مدى أكثر من أربعة سنوات, خالفت الدعوة الإسلامية للسلام.
وكذا الحال في العراق فقد دعمت إيران حكومة المالكي التي مثلت أبشع نظام دكتاتوري فاشي في العراق وبشكل كبير الأمر الذي أدى إلى موت العراقيين بالجملة سواء كانت عن طريق العمليات الإرهابية أو عن طريق المجازر العلنية أو من خلال فسحها المجال لدخول الإرهاب للعراق, وكذا الحال بالنسبة لموقفها في اليمن والبحرين ولبنان, فقد كان موقفها موقفا يحرض على القتل والقتال وسفك الدماء.
أما المحور الأخر الذي خالفت به إيران شعارها, هو دعمها للمشاريع الطائفية وفي كل البلدان التي امتدت اذرعها فيها, فالإسلام دعا إلى الوحدة والتوافق ورص الصف المسلم أما إيران فقد دعت للفرقة وأسست لها من خلال مشاريعها الطائفية والتقسيمية خصوصا في العراق.
كما إن بسب سياسة إيران في المنطقة العربية وكما أوضحنا جعلت من الدول العربية خصوصاً سوريا والعراق عبارة عن مقبرتين لشعوبها, حتى اضطر الناس إلى الهجرة وترك بلادهم وأوطانهم بسبب التدخلات الإيرانية غير المشروعة إسلامياً و قانونياً وإنسانياً, كونها خالفت مبدأ ما يسمى " ولاية الفقيه " كونها تفتقر لشروطه ومقوماته وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير في تعليق له على حقيقة ولاية الفقيه الإيرانية ..
{{... أنّ ولاية الفقيه في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية فضلاً عن الاجتهاد فتكون باطلة، لأنها تدور مدار الأعلمية، وكل المجازر التي حصلت بسبب ولاية الفقيه هي نتيجة للتطبيقات الخاطئة لها وعدم تطبيقها على المجتهد الأعلم...}}.
فبسبب مخالفتها لشروط احد مبادئ الإسلام صنعت وأسست مجازر بحق المسلمين قبل غيرهم, هجرت وروعت المسلمين قبل غيرهم, فخالفت القاعدة الأساسية والشعار الأساسي للإسلام وهو السلام والوحدة الذي يمثل المنهج العام لدين الإسلام.
وهنا نقول إن السلام لا يمكن تحقيقه في البلاد العربية المنكوبة بسبب تدخلات إيران لايمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من هذه البلدان وقطع كل العلاقات والصلات بها, فهي دولة حملت شعار " الإسلام " من أجل مصالحها وخدمة مشروعها التوسعي الإمبراطوري, فلا سلام إلا بخروج إيران من اللعبة في العراق وسوريا واليمن وباقي البلدان العربية وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حواره مع صحيفة "بوابة العاصمة" بتاريخ 18-07-2015  حيث أشار إلي أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ .
فلا إسلام ولا سلم موجود في أجندة دولة فارس الكسروية, وإنما أجندتها هي عبارة عن خلق الأزمات وصناعة الموت وارتكاب المجازر وتهجير الناس وترويعهم, فإيران و " الإسلام والسلام " أضداد لا تجتمع إلا في الشعارات من أجل تحقيق أهدافها الإمبراطورية التوسعية على حساب السلم العالمي وعلى الدين الإسلامي وعلى حساب الشعوب خصوصاً تلك التي ابتليت بأن تكون جارة لها.