احمد الملا
مضى أكثر من شهر على إعلان نتائج التقرير
النهائي للجنة التحقيق في قضية سقوط محافظة الموصل العراقية بأيدي تنظيم داعش الإرهابي
والتي تسببت في سقوط محافظات صلاح الدين وديالى والانبار ومناطق شمال حزام بغداد, الأمر
الذي أدى لسقوط الآلاف من الأبرياء من مدنيين وعسكريين ضحايا لعمليات إرهابية, وقد
أفضى التقرير النهائي إلى إن المتسبب الأول في سقوط الموصل أو بالأصح (بيع الموصل لتنظيم
داعش) هو المُدان نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة وفريقه المتكون
من معاونيه وقادة جيشه ممن باع ضميره وأرتضى لنفسه أن يكون عميلاً لدولة فارس المجوسية
وعلى حساب العراق العربي الأصيل.
والسؤال المهم الذي ينبغي أن يدور في أذهان
العراقيين جميعاً ويطرح على الملأ وهو... ماهي النتائج التي ترتبت على ضوء هذا التقرير
؟ ومن مَنَ المتهمين قُدم للقضاء ؟؟!! ولماذا إلى الآن لم يحاسب أي ممن ذُكرت أسمائهم
في التقرير؟! لماذا لم تُكشف الإجراءات المتبعة في التحقيق الفعلي والجدي وما هي الخطوات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة والبرلمان
في هذه المسألة التي تهم جميع العراقيين ؟؟!! لماذا هذا الصمت والسكوت ؟ لماذا لم يقدم
أي من المتهمين ممن ذُكرت أسمائهم في هذا التقرير للمحاكمة؟! هل القضية تم تمييعها
وأصبحت " طمطم لي وأطمطم لك " ودخلت ضمن نطاق المساومات ؟؟!!.
ويبدوا إن هذه المسألة قد أخذت منحى المساومات,
وما يؤكد ذلك هو إشتراك أكثر من جهة دينية وسياسية في تسليم محافظة الموصل لتنظيم داعش,
فالجهة الأولى هي مرجعية السيستاني وهذا باعتراف الفريق الركن مهدي الغرواي قائد عمليات
الموصل, حيث كشف خلال لقاء تلفزيوني على قناة البغدادية الفضائية بأنه اخبر القيادات
العسكرية والمالكي وكذلك مرجعية السيستاني بأن الموصل سوف تسقط وهناك محاولات لتنظيم
داعش لدخول هذه المحافظة, لكن الجميع أي جميع من ابلغهم لم يتخذوا أي إجراء ؟؟!!.
فبعد أن صرح الغرواي بهذا الكلام, اختفى
نهائياً ولم يسمع أحد عنه أي شيء, حيث لم يظهر مرة أخرى على أي وسيلة من وسال الإعلام
المسموعة أو المقروءة أو المرئية, فذاب الغرواي واختفى بعد أن تطرق لإسم عبد المهدي
الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء, وهنا تكمن صفقة المساومة, فسَحب أو إخفاء تقرير
سقوط الموصل وعدم محاسبة ومحاكمة المتسببين بهذه الانتكاسة الأمنية والذي سبقه اختفاء
الغرواي, جاء وفق ترتيب ومساومة بين إيران و قادة الكتل البرلمانية ومرجعية السيستاني
التي اتخذت لجانب الصمت والسكوت وغض الطرف عن خطوات الحكومة والبرلمان العراقي المتخذة
بشأن ملف تسليم الموصل لتنظيم داعش الإرهابي, لان تقديم المتهمين ومحاسبتهم سيجر مرجعية
السيستاني إلى المحاسبة على ضوء اعترافات الغراوي, وكذلك فضح إيران ودورها في هذه القضية وفضح كل من أرتبط معها من سياسيين وقادة كتل وأحزاب,
لذا اقتضت الضرورة إخفاء هذا التقرير وكذلك إخفاء الغرواي, فيا أبناء العراق العزيز
من الشمال إلى الجنوب ممن يعاني الأمرين من داعش ومن المليشيات ألا يستحق أن نطالب
بتقديم من سلم الموصل للإرهاب والذي أدى هذا التسليم إلى كل ما نحن فيه اليوم من مجازر
وتهجير وهجرة وفقر وفساد وعجز وضياع خدمات وحقوق ؟؟!! إلى متى يبقى السكوت والصمت ؟؟.
فيبدوا إن الطبقة الفاسدة الحاكمة بدأت تميع وتغيب
وتعتم على ملف سقوط الموصل كي ينساه الشعب, كما هو حالها الآن في تعاملها مع مطالب
المتظاهرين حيث التسويف والمماطلة والوعود الزائفة, وهنا أذكر جميع أبناء العراق بكلام
المتظاهر والناشط المدني الصرخي في بيان "من الحكم الديني (اللا ديني)..إلى..الحكم
المَدَني " ...
{{...10ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي
أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن
سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا
آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني
الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر, ولا ننسى أبداً هتافات
أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة (( باسم الدين.. باگونة الحرامية))...}}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق