احمد الملا
بعد سماع خبر إفشال
محاولة لانقلاب العسكري على حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتي نظمها مجموعة
من القادة العسكريين في المنطقة الخضراء ببغداد, والتي أديرت - بحسب ماذكرته وسائل الإعلام الالكترونية - من قبل
نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي وبالتعاون مع قادة المليشيات التابعة للحشد
الشعبي, والتي كان الهدف منها الإطاحة بالعبادي وإرجاع المالكي إلى الحكم.
فبعد سماع هذا
الخبر تبادر إلى ذهني مدى تغلغل النفوذ الإيراني في الأجهزة الأمنية العراقية والتي
تدار من قبل المالكي, ويضاف لذلك مليشيات الحشد الشعبي التي وقفت بكل قوة مع المالكي
وأعلنت صراحة رفضها للحزمة الإصلاحية التي أطلقها العبادي, حتى وصل بها الأمر أن تنسحب
من خطوط المواجهة الأمامية مع تنظيم داعش الإرهابي, وتبين لي مدى العجز الذي تتمتع
به حكومة العبادي أمام هذا التغلغل والنفوذ والسطوة الإيرانية, حتى وصل الأمر بأن تهدد
حياة العبادي نفسه ولأكثر من مرة, فكانت هذه المحاولة الثالثة حسبما ذكر الإعلام العراقي,
وبعد المحاولة الأخيرة قرر إعطاء عطلة رسمية في عموم البلاد وذهب لأمريكا مباشرة بحجة
حضور المؤتمر الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة!!.
وهنا أوجه هذه
الكلمات إلى العبادي وأسأله أين كنت عندما قدم لك المرجع العراقي نصيحة وبالتحديد بتاريخ
4 / 1/ 2015, ... حيث خاطبك على نحو النصيحة وطلب منك بأن تجازف وتتخذ قرارات شجاعة
من بينها استغلال الدعم الذي تحظى به خصوصاً من الجانب الأمريكي، الذي يسعى لإستعادة
هيبته التي فقدها أمام العالم بعد فشله الذريع في مواجهة الإرهاب العالمي الذي أوقعه
في مأزق وأزمة في العراق بشكل خاص, الأمر الذي جعل الأمريكان ومعهم الدول الأوربية
تبحثون عن القشة التي تخرجهم من الأزمة بسبب فشل مشروعهم وبطلانه وانهياره في العراق
والشرق الأوسط ...
حيث قال المرجع
العراقي الصرخي موجه النصح لك... {{... الآن أنت تقول وواقع الحال الأمريكان معك استغل
هذه القضية واستغل وجود الأمريكان، استغل الآن الأمريكان في أزمة، الدول الأوربية الآن
في أزمة كل منهم يريد أن يتمسك بقشة بسبب ما حصل من فساد وبطلان وانهيار لمشروعهم في
العراق وفي الشرق الأوسط، الآن كل منهم من المجتمع الغربي والمجتمع الأمريكي اقصد المسؤولين
يريد أن يتمسك بقشة، لتكن أنت القشة !! جازف اتخذ المواقف الشجاعة اتخذ القرارات وأصدر
القرارات الشجاعة ...}}.
وهنا اقول للعبادي, هل من الممكن وبعد مرور هذه المدة,
أن تستطيع السيطرة وتدارك الأمور ؟! بعدما تفاقم الوضع وأصبح أكثر سوءاً من ذي قبل
؟ بعدما تدخلت أطراف كثيرة في الوضع العراقي ودخل لاعب آخر وجديد وبقوة إلى الساحة
العراقية؟! بعدما أصبحت روسيا على الخط وبهذا عززت قوة النفوذ الإيراني وأعطت حافزاً
أقوى للمالكي ومليشيات الحشد, لجأت إلى الأمريكان ؟! أين كنت كل تلك الفترة ؟
لماذا لم تتخذ هذه الخطوة في وقتها الأمر الذي سيجعلك
تضمن لك الحياة الآمنة وأنت في منصب الحكم وستبعد عنك إيران وشرها وكيد أذنابها من
سياسيين وعلى رأسهم المالكي ومن مليشيات وحشد سلطوي إيراني, لماذا لم تتخذ القرار الشجاع
الذي فيه تنال ود واحترام الشعب, وقدم كل المفسدين والمرتزقة والقتلة إلى القضاء وحاكمهم
بتهمة الخيانة العظمى, خيانة الوطن والشعب, تهمة زعزعة أمن الدولة وإستقرارها, وبذلك
تشفي صدور العراقيين, وتنام قرير العين.
وهنا نسأل هل يستطيع
العبادي أن يتدارك الأمور بعد محاولات الانقلاب والاغتيال تلك؟ وهل سيسعفه الوقت في
ذلك ؟! لكن بما انه لم يسمع نصيحة المرجع العراقي الصرخي في حينها, وبما إن الوضع تفاقم
بشكل اكبر وتعقد أكثر وأدى لتدخل أطراف أخرى كروسيا في الشأن العراقي, وزيادة وتفاقم
القوة الإيرانية ومليشياتها حتى وصل بها أن تهدد " حصن " العبادي في المنطقة
الخضراء وتهدد حياته ومنصبه, يتضح لنا جليا إن العبادي على شفير الهاوية وقاب قوسين
من السقوط في تلك الهاوية, وهذا متوقع لمن لا يستمع للآراء الآخرين ونصائحهم خصوصاً
وإنها قد صدرت من مرجع طالما نصح وارشد وشخص الداء وأعطى الحلول الناجعة والدقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق