الجمعة، 4 سبتمبر 2015

الهجرة غير الشرعية ونظرية المؤامرة ... فمن المتآمر ؟!

احمد الملا


بعد أن اخذ موضوع الهجرة غير الشرعية يتصدر وسائل الإعلام العالمية والعربية ليكشف للعام أجمع مدى حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي وكذلك شقيقه السوري في ظل تسلط الحكومات الموالية لحكم " الولي السفيه " والخاضعة لإرادة إيران الشر والدمار, بدأ بعض السياسيين يروجون لفكرة نظرية المؤامرة وإن ما تقوم به الدول الغربية من استقبال للمهاجرين ما هي إلا مخطط يراد من إفراغ العراق من اليد العاملة والطاقات الشبابية وكذلك من اجل خدمة مشروع ما يمسى بالدولة اليهودية من النيل للفرات!!!.
ومن بين أولئك الشرذمة وزير الخارجية العراقية إبراهيم الاشيقر والنائب عن كتلة القانون عباس البياتي والعديد من السياسيين الآخرين, وحتى مرجعية النجف في خطبة الجمعة السابقة حذرت الشباب العراقي من الهجرة لان فيها تنفيذ لإرادة الغرب!!.
وهنا نقف وقفة تحليلية بسيطة ونرى من هو المخطط ومن هو المستفيد ومن هو المتآمر الأول على الشعب العراقي حتى وصل به الأمر أن يفضل الموت غرقاً في بحار الغربة!! إن كان الغرب يستقطب الطاقات الشبابية والعاملة من العراق فمن ساعدهم على ذلك ؟ أليس هم ساسة الفساد والإفساد ؟؟ أليس من يطلب الرشا من اجل أن يعين هذا الشاب أو ذاك وبمبالغ طائلة وبالعملة الصعبة " الدولار " ؟ أليس انتم يا ساسة الفساد من جعلتم التعيين حصرا بمن هو مواليا لأحزابكم ومن له صلة قرابة بكم ؟! أليس هو فسادكم الذي جعل خزينة الدولة خاوية ولا يمكن تخصيص درجات وظيفية للشباب ممن يحملون شهادات عالية, حتى تركتموهم يفترشون الطرقات بحثاً عن عمل وان كان " زبالاً " أو عامل بناء ولكن لم يجدوا أي عمل يسد رمقهم وجوعهم وينقذ عوائلهم؟؟!!
أليس الحروب والصراعات التي افتعلتموها وإراقة الدماء ومشاهد القتل والدمار وعمليات الخطف والابتزاز والتهديد والوعيد الذي أصبح احد المشاهد المألوفة عند الشباب العراقي المظلوم هي السبب الذي جعل هؤلاء الشباب يتركون العراق مهاجرين لبلدان الغرب يطلبون ما فقدوه عندكم ؟؟!!
فما دام السبب الرئيسي في هجرتهم هو فسادكم وطائفيتكم وجرائمكم إذن أنتم شركاء في تلك المؤامرة وانتم الخدام الحقيقيين للغرب " الكافر " وانتم من أجبرتم الشباب العراقي على أن يقدم طاقاته وإبداعاته وجهوده للغرب, وانتم من ساعد ويساعد على تحقيق حلم الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل, كونكم لم تحتضنوا شبابكم ولم توفروا لهم ابسط مقومات الحياة التي وجدوها عند الغرب الكافر.
فإن كانت هذه الهجرة هي مؤامرة قام بها الغرب فانتم شركاء الغرب فيها والضحية هو الشباب العراقي, فمن يفقد في بلده كل مقومات الحياة من مسكن ومأوى وخدمات صحية وخدمية واجتماعية ويفقد الأمان ولا يستطيع أن يضمن أن يعيش ساعة واحدة ويصبح موته فيه قربة " لله " ويفقد إنسانيته وكرامته ولا يجد من يمد له يد العون, بلد لا يجد فيه الناس إلا أيدي يد ممدودة وهي حاملة السيف أو كاتم الصوت أو المشرط أو أي أداة للموت فهل يبقى في بلده أم يهرب ويهاجر إلى أي بلد توجد فيه الإنسانية هي الأسمى وإن كان غربياً أو كافراً ؟؟ كيف يبقى في بلد شرع فيه القتل والتهجير والترويع بفتوى شرعية ؟؟!! كيف يبقى في بلد أصبح فيه حمل السلاح والتدريب عليه واجباً شرعياً ومن يخالفه فهو مخالف للشرع؟؟! كما يقول المرجع الصرخي (( صدرت الفتوى وكان أهالي المحافظات من النساء والأطفال أمنون في بيوتهم، فإذا بالفتوى توصلنا إلى تهجير ملايين الأبرياء، وتهديم آلاف البيوت، وتدمير كل المؤسسات الاجتماعية والخدمية والصحية، وصدرت الفتوى، فإذا بنا بعد عام نتفاجأ بفتوى وجوب عسْكَرَة المجتمع وتدريب الأطفال في عُطْلَتِهم الصيفية وزجّهم في معارك خاسرة بسبب قادة الفساد )).
فما يحصل الآن انتم شركاء فيه يا ساسة الفساد وقادة الأحزاب ويا كهنة المعابد وفراعنة الدين ... العراق يشكوا منكم والعراقيين تركوا وطنهم بسببكم ... فانتم المتآمرين والشركاء في المؤامرة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق