الأحد، 22 نوفمبر 2015

هل تسلم كربلاء والزيارة الأربعينية من المخططات الإيرانية ؟!

احمد الملا



لا يخفى على كل عراقي عاقل منصف مدى المكر والخبث الإيراني الفارسي الذي تستخدمه هذه الدولة " جارة السوء " من أجل تنفيذ مخططات ومشاريع تصب في مصلحتها ومشروعها التوسعي في العراق خصوصاً والعالم العربي عموماً, فالمتتبع لكل خطوات إيران في العراق يجد إنها رفعت شعار " الغاية تبرر الوسيلة " وإن كانت تلك الوسيلة هي استهداف المقدسات والرموز الإسلامية التي تدعي إيران حمايتها, ولنا في تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء سنة 2006 خير شاهد...
حيث عمدت لإثارة الفتنة الطائفية في العراق من أجل أن تكون لها مشروعية في تدخلها بحجة حماية المقدسات, حيث قامت بإثارة الفتن ونشر عمليات الإرهاب والقتل على الهوية والتفجيرات والطائفية, فجندت مخابراتها ومرجعيتها الفارسية في النجف, فقام عملاء مخابراتها بعملية تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء, وفي وقتها قام مرجع إيران الأبكم – السيستاني - بإصدار فتوى تحريضية في باطنها, وظاهرها دعوة لضبط النفس !!! حيث أمر بترك الناس تعبر عن رأيها, وكان التعبير عن الرأي هو حمل السلاح والاعتداء على أهل السنة ومقدساتهم فكانت بداية الحرب الطائفية التي أدت لإشاعة روح الحقد والبغضاء وإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي, كما أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق علناً بأن مخابرات إيران هي التي فجرت مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء, وهذا قبل سنوات من بث برنامج الجزيرة ( الصندوق الأسود ).
ويبدو إن إيران تفكر وتسعى لإعادة ذلك المشهد لكن هذه المرة في كربلاء, تلك المدينة التي ارتبط بها شيعة العراق ارتباطاً روحياً, وأي حدث أو انهيار أمني فيها سيؤدي إلى حالة من الفوران العاطفي بشكل يفوق ما حصل بعد تفجيرات سامراء, وبما إن إيران ومن ارتبط بها من سياسيين قد تقهقر تواجدهم ونفوذهم في العراق شيئاً فشيئاً, وبدأ الشارع العراقي يرفض التواجد والتدخل الإيراني في شأنه الداخلي, بدأت إيران ومن ارتبط معها بالعمل على إثارة فتنة طائفية جديدة من خلال القيام بعمليات إرهابية في كربلاء الحسين, من أجل إن تستعيد إيران وأذنابها من سياسيين ذلك النفوذ والسطوة التي كانت تتمتع بها.
وما يجعلنا نتوقع قيام إيران بهذه العمليات الإرهابية في كربلاء مستغلة أحياء مراسيم زيارة الإمام الحسين " عليه السلام " في الأربعينية, هو دخول الآلاف من الإيرانيين إلى كربلاء بحجة القيام عمليات تنظيف وترميم لشوارع كربلاء, إذ توجد الآن في محافظة كربلاء مجاميع كبيرة من الإيرانيين تجوب شوارع محافظة كربلاء تقوم بحملات ترميم وتنظيف وإعادة صبغ الأرصفة مع توفير حمايات خاصة لهذه المجاميع وتوفير وساءل النقل لهم ...
وهنا نسأل ونستفهم .. لماذا هذه الأعمال محصورة فقط بالإيرانيين ؟؟!! لماذا لم يسمح للعراقيين بالقيام بمثل هكذا أعمال خصوصا وإنها طوعية ؟؟!! هل يعقل من ينذر نفسه خادما لزوار الحسين أن يبخل على نفسه ولا يكون خادما في مدينة الحسين لاستقبال زواره ؟؟!!.
فحصر هذه الحملة بالإيرانيين فقط تجعلنا نحتمل ونرجح بأن إيران تهيئ للقيام بعمليات إرهابية في كربلاء, واستخدمت عنوان " حملة التنظيف " غطاءاً لزرع العبوات وبشكل لا يجلب الانتباه, فلا يمكن الكشف عن مفخخة مزروعة في مكان لا يمكن رؤيته عن قرب بسبب الحماية الأمنية على من يقوم بالتنظيف ظاهراً, وكذلك لا يمكن معرفة ما إذا كانت قد زرعت عبوة أو مفخخة في هذا المكان لأنه تتم إعادة ترتيبه وصبغه بشكل يوحي بأن كل شيء منتظم, وكذلك دخول خمسة آلاف إيراني إلى العراق وقد تلقت شرطة وقوات حرس الحدود العراقية أوامر  بعدم تفتيش هؤلاء الإيرانيين أو التعرض لهم, فمن هؤلاء وماذا يفعلون؟! هل جاءوا لإحياء الزيارة أم لأمر أخر ؟! وهذا يجعلنا نتساءل هل ستشهد مدينة كربلاء عمليات إرهابية وتفجيرات في أيام الزيارة الأربعينية ؟؟!!.
فإيران تسعى لترسيخ قواعد إمبراطوريتها الفارسية وتوسعتها في العراق خصوصاً ودول المنطقة بشكل عام, وتستخدم أي وسيلة من اجل تحقيق غايتها, ومن أهم تلك الوسائل هو الضرب على الوتر الطائفي, وهذا ما أكد عليه المرجع العراقي الصرخي في حوار خاص مع صحيفة " بوابة العاصمة " حيث قال فيه ...
{{...إن قضية اللاجئين والنازحين الأنباريين وغيرهم ومنعهم من دخول بغداد والمحافظات الأخرى و طرد من دخل منهم إلى بغداد والمحافظات الأخرى وإرتكاب كل القبائح والفضائح والجرائم لمنع ذلك والأسباب معروفة وواضحة وعلينا أن لا نغفل عنها ولا يفوتنا التذكير بها وهي أن إيران صاحبة المشروع الإمبراطوري الذي عاصمته العراق تعمل منذ الأيام الأولى للإحتلال وقبل جريمة تفجيرها لمرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وإفتعالها للمعركة والحرب والإعتداءات الطائفية الأولى عام 2006 فإنها تعمل على إبتداع وتأسيس ووضع خطوط دفاعية متعددة لحماية حدود إمبراطوريتها المزعومة وأهم خط دفاعي إستراتيجي عندها هو التغيير الديموغرافي المجتمعي على الأرض محاولةً إبعاد كل ما يحتمل خطره عليها وعلى حدودها ومشروعها ولهذا فهي تسعى بكل جهد من أجل إفراغ المحافظات الوسطى والجنوبية إضافة لبغداد من إخواننا وأهلنا السنة حيث يعتبرونهم إرهابيين أو حاضنة للإرهابيين من قاعدة ودواعش وبعثيين وصداميين وعروبيين وقوميين معادين للمشروع الإمبراطوري الإيراني فلابد من إبعاد هذا الخطر وقطع دابره من الأصل ويكون ذلك من خلال تخويف وإرعاب وترويع أهل السنة وتهجيرهم من تلك المحافظات كي تأمن الجبهة الداخلية لهذه البقعة من بقع الإمبراطورية وعاصمتها العراق !!! }}.







السبت، 14 نوفمبر 2015

هل الأجندة الإيرانية هي السبب في التفجيرات الفرنسية ؟!

احمد الملا


هزت اليوم العاصمة الفرنسية باريس مجموعة من التفجيرات والعمليات الإرهابية التي ضربت ستة مواقع في باريس حيث خلفت العديد من القتلى والجرحى والخسائر المادية, وهذه السابقة الخطيرة تجعلنا نتساءل عن الجهة التي تقف خلف تلك التفجيرات والعمليات الإرهابية ؟! من المستفيد من هكذا أعمال إرهابية في باريس ... من على خلاف مع فرنسا ؟ ومن لديه خلايا نائمة في باريس ؟ هل هي أمريكا ومن دار في فلكها من دول غربية وأوربية ؟! هذا الاحتمال غير مرجح ولا يمكن الاعتماد عليه لان فرنسا هي من الحلفاء الأقوياء مع أمريكا وترتبط معها علاقات سياسية ودية قوية جداً, هل هي إيران وروسيا ؟! طبعا يمكن أن نخرج روسيا من هذا الاحتمال لان لا فائدة ترجوها روسيا من هكذا عمليات إرهابية, كونها تبحث عن مصلحة لها ولا تريد أن تدخل في أتون حرب مع الحلف الأطلسي - الأمريكي.
ويبقى الاحتمال الأخر هو إيران, فإيران بدأت علاقاتها بالتشنج مع فرنسا خصوصاً بعد أن أعلنت باريس احتضانها للمعارضة الإيرانية ( مجاهدي خلق ) وكذلك قدمت الدعم المعنوي والمادي لهم, هذا من جهة ومن جهة أخرى تعد فرنسا من أبرز الدول الأوربية التي دخلت في الحلف الدولي الرافض لبقاء نظام بشار الأسد المدعوم من قبل إيران, خصوصاً وإن فرنسا كان لها الدور الفعال في التحضير لقمة فيينا لحل القضية السورية وكان على رأس المحادثات هو تقرير مصير الأسد, كما أعلن الرئيس الإيراني " روحاني " عن نيته لزيارة باريس من أجل حثها على تغيير موقفها تجاه الأسد, لكن فرنسا أبلغت السفارة الإيرانية في باريس إن موقفها لن يتغير حتى بعد زيارة الرئيس الإيراني, فوقعت تلك العمليات الإرهابية من أجل الضغط على باريس ومحاولة تغيير موقفها, كي تتحول بوصلة سلاحها نحو داعش فقط وتبتعد عن بشار, فزعزعت الأمن في فرنسا يعود بمنافع كبيرة على إيران من أجل إشغال باريس بمحاربة الإرهاب داخل حدودها وليس خارجها, لتقليل الضغط عن بشار الأسد من جهة ومن جهة أخرى تشتيت الجبهة الدولية المعارضة للتدخل الإيراني في المنطقة.
كما إن دخول الآلاف من عناصر الحشد الإيراني إلى أوربا تحت عنوان الهجرة, والجميع يعرف أن تلك العناصر ( الحشداوية ) أصحاب خبرة ميدانية في عمليات التفجير والقتل, وهو يتحرك وفق توجيه القيادات العسكرية الإيرانية, فهو وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حوار له مع صحيفة الشرق بأنه ((هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام، فنسأل الله تعالى أن يقينا شر هذه الفتن والمفاسد العضال))...
وما يجعلنا نرجح هذا الاحتمال بالإضافة لما قدمناه من أسباب هو أن إيران لها باع طويل في القيام بهكذا أعمال إرهابية, منها تفجيرات الخبر في السعودية سنة 1996 وتفجيرات السفارة العراقية في لبنان والتي نفذها المجرم المالكي – رئيس الحكومة العراقية السابقة - وتفجيرات الكويت التي نفذها الإرهابي أبو مهدي المهندس قائد مليشيا الحشد وتفجيرات الأرجنتين في ثمانينات القرن الماضي.
وحتى لو كانت تلك العمليات التي استهدفت باريس قام بها تنظيم داعش فهذا يجعلنا نتساءل لماذا ذهب داعش إلى باريس البعيدة كل البعد عنه ولم يتوجه إلى إيران الأقرب له ؟! على الرغم من أن الأمن الداخلي الإيراني مهزوز بفعل التحرك البلوشي المسلح في إقليم بلوشستان والتحرك العربي في الاحواز والتحرك الأذري والتحرك الكردي في إقليم مهاباد ؟؟!!.
حتى وإن شطبنا الاحتمال السابق ووضعنا عليه " اكس " ونقول إن داعش هي من قام بهذه العمليات الارهابية, نرجع ونسأل, وجود داعش أو الظهور الأول لداعش في أي دولة كان ؟! والجواب واضح وبديهي وهو في سوريا والعراق حتى كان إسم هذا التنظيم هو ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ), وهذا يدفعنا للسؤال التالي, من يحكم سوريا والعراق أثناء ظهور داعش ؟! الجواب واضح ومعروف هما السفاح بشار الأسد في سوريا والمجرم نوري المالكي في العراق ... وهنا نسأل, ماذا قدما هذين المجرمين لشعبيهما ؟! ... الجواب واضح وبديهي وهو كما قاله المرجع العراقي الصرخي والذي ذكرناه أعلاه ((... هو الفسادُ والإفساد والظلمُ والإجرام وسوءُ التخطيطِ وسُقمُ العلاجِ ...)).
وهنا نسأل, من كان السبب في الإبقاء على بشار الأسد في سوريا وقدم له الدعم العسكري بكل أنواعه, حتى شاع الظلم والجور والفساد في سوريا الشام؟! ومن الذي أوجد المجرم المالكي كحاكم في العراق ودعمه ودافع عنه ومازال يدافع عنه, وساعده في حربه على أهل السنة العراقيين وبصورة ساد فيها الظلم والجور والحيف والترويع ؟! والجواب واضح وبديهي وهو إيران, فهي من دعمت هاتين الشخصيتين وأوجدتهما, ومازالت تدعمهما لهذه اللحظة.
وهنا نلاحظ إن إيران هي السبب الأول في إيجاد المجرمين " المالكي والأسد " وبسبب سياستهما التي تمثل سياسة إيران اتسعت في العراق وسوريا رقعة الفساد والإفساد والظلم والإجرام وسوء التخطيط وسُقم العلاج ... الأمر الذي أوجد تنظيم داعش ... بمعنى إن إيران هي السبب الأول والرئيس والعلة الحقيقية لوجود داعش, فسبب إيجاد حكام الجور هي إيران, وبسبب هؤلاء الحكام ظهر داعش, فإيران هي السبب الأول والرئيسي لوجود داعش, وهي المستفيد الأكبر من وجوده في العراق وسوريا ومن عملياته الإرهابية التي تضرب دول العالم, وهذا يرجعنا إلى ما استعرضناه في البداية وبالتالي تكون إيران هي المستفيد مما حصل في باريس إن لم تكن هي من أمرت بتنفيذ هذه العمليات.






الجمعة، 13 نوفمبر 2015

يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ... المرجعية الفارسية أنموذجاً !!

احمد الملا


قال تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة البقرة {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }.. الآية 44...
قال أبو الأسود الدؤلي في إحدى أبيات شعره ... " لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إن فعلت عظيم "  ...
اطل علينا اليوم لسان السيستاني الثاني " احمد الصافي " في خطبة الجمعة ليتكلم عن الأخلاق والقيم والتربية الحسنة في البيت والمدرسة والجامع والابتعاد عن الكذب والرشوة وعدم الإضرار بالمصالح العامة وغرس حب الوطن في الجيل الجديد .. هذه هي الخطوط العامة اليوم لخطبة الجمعة لمرجعية السيستاني الفارسية ... ولنا تعليقات عليها ...
مسألة الأخلاق والتربية الحسنة في البيت والجامع والمدرسة هذه أخر من يتكلم عنها السيستاني وجلاوزته .... فبعد أن قام وكلائه بأبشع الأفعال وأقبحها وأرذلها باسم الدين والمذهب, ولم يحاسب أي منهم على ذلك, ولنا في مناف الناجي وعبد الكريم الصافي ورباح الناصري واحمد الخزاعي ورعد الخالدي وصهر السيستاني مرتضى الكشميري والقائمة طويلة, حيث ممارسة الزنى باسم المتعة والسرقة باسم الأيتام, وكل ذلك موثق وموجود في عالم النت وممكن لأي شخص أن يطلع على الفساد الأخلاقي لوكلاء السيستاني ومعتمديه في عموم محافظات العراق وفي خارجه ... فهل يحق للسيستاني أن يتكلم عن الأخلاق الحميدة ؟؟!!.
أما مسألة غرس حب الوطن في الجيل الجديد .... فهذ من الأمور المضحكة ... كيف لشخص إيراني لا يملك الجنسية العراقية ورفض أن يحصل عليها حتى بعد أن تملق له ساسة الفساد وأرادوا منحه إياها .. كيف له أن يتكلم عن حب الوطن ؟! وأي وطن هذا الذي يتحدث عنه ؟! كيف لشخص حرق العراق وألقى به في حفر الطائفية وأفتى بوجوب تعليم الجيل الجديد من التلاميذ والطلبة على حمل السلاح خلال العطلة الصيفية اجل أن يقتلوا أبناء بلدهم وإخوتهم في الدين والوطن, كيف له أن يتكلم عن تعليم الأطفال حب الوطن ؟؟!!.
أما الصالح العام والرشوة فهذه ليس أخر من يتكلم عنها السيستاني بل المفروض أن لا يتكلم بها نهائيا ... لأنه هو من أخذ الرشوة من الأمريكان ( 200 ) مليون دولار لقاء إصداره فتوى تحرم الجهاد ضد المحتل وبالتالي اضر بالصالح العام العراقي حيث قام المحتل بممارسة أبشع الأفعال وأقبحها تحت ظل وعباءة السيستاني المرتشي ...
فكل ما تطرق به السيستاني وعلى لسان وكيله الفاسد ( عضو الجمعية الوطنية ) والمتجاوز والمخالف لقانون إدارة العتبات المقدسة احمد الصافي هو عبارة عن ترهات وكلام يراد منه الضحك على الناس ويظهرون لهم بمظهر الملائكة !! ..
فهذه هي حقيقة مرجعية السيستاني التي, وكما يصفها المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية ... {{...أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً ...}}.




الخميس، 12 نوفمبر 2015

لماذا لا يعلن السيستاني نفسه ولياً فقيهاً في العراق ؟!

احمد الملا


لا يخفى على الجميع مدى تأثير مرجعية السيستاني على المشهد السياسي العراقي بشكل خاص, وبالتحديد منذ عام 2003 وليومنا هذا, ودائما ما نجد لها تدخل في كل تحرك سياسي يحصل في العراق, ففي الانتخابات هي من يتصدر المشهد وهي من تحرك الناس نحو الاقتراع وتحدد من ينتخبون, وكما لها دور في تحديد أو تنصيب من يكون رئيسا للوزراء, وكذلك تستخدم لغة الأمر في كل خطاباتها الموجهة للسياسيين, وله دور في دعم العديد من الكتل والأحزاب السياسية, كما نلاحظ كيف إن الساسة يتهافتون على أبواب تلك المرجعية الإيرانية المقيمة في العراق, وهي بذلك تمارس دور يشابه لحد كبير الدور الذي يقوم به كل من حمل أو يحمل عنوان " الولي الفقيه ".
فمن المتعارف عليه إن الولي الفقيه يشرك السياسة بالدين والدين بالسياسة, أما من لا يقول بولاية الفقيه فهو يفصل بين الدين والسياسة, لكن الغريب بالأمر إن كل تلك الأفعال والتدخلات في الشأن السياسي التي تقوم بها مرجعية السيستاني والتي لا يمكن لأي أحد أن ينكرها وفي الوقت ذاته لا تعتقد هذه المرجعية بمبدأ " ولاية الفقيه " !! فعلى الرغم من أنها تتدخل في السياسة وتمارس أدواراً سياسية كثيرة وهذا هو مايقوم به الولي الفقيه لكن السيستاني رغم ذلك لا يعتقد ولا يقول بولاية الفقيه, وهذا يجعلنا نتساءل عن سبب عزوف السيستاني عن إعلان نفسه ولياً فقيهاً في العراق ؟!.
وجواب ذلك السؤال هو : الكل يعرف هوية السيستاني, فهو شخصية إيرانية دخلت للعراق في ثمانينات القرن الماضي, وهو إلى الآن لا يملك الجنسية العراقية والتي رفضها بعد أن أراد ساسة العراق بعد عام 2003 أن يمنحوها له, وفي إيران وخارجها كل رجال الدين من مرجعيات وقيادات إيرانية تدين بالولاء والسمع والطاعة لمن يحمل عنوان " الولي الفقيه " هناك, والذي يحمله الآن خامنئي, وبما إن السيستاني رجل دين إيراني فهو يدين بالطاعة والولاء للولي الفقيه في إيران, فلا يمكنه أن يعطي لنفسه عنوان يتعارض مع عنوان خامنئي, فإعلان السيستاني نفسه ولياً فقيهاً, هذا يعني إنه لا يقر بولاية الفقيه الإيرانية التي يدين بالولاء لها, وهذا يضر بإيران وتحركاتها في المنطقة العربية وبالعراق على وجه الخصوص, لذلك نجده نأى بنفسه عن إعلان ولاية الفقيه في العراق, على الرغم من قيامه بدور الولي الفقيه كما بينا وكما يشهد بذلك واقع الحال العراقي.
فهو أي السيستاني, يقوم الآن بدور ولاية الفقيه بدون إعلان عنها, من اجل خدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي في المنطقة, حيث نجد إن كل ما صدر ويصدر من السيستاني يتماشى وفق رغبات إيران ووليها الفقيه خامنئي, فالمجرم المالكي منذ اللحظة الأولى لتسنمه الحكم في العراق كان يحظى بدعم السيستاني الذي أوجب انتخابه وانتخاب قائمته " دولة القانون " كما إنه حرم على الشعب العراقي الخروج بتظاهرات ضد فساد حكومة المالكي في عام 2011 م, حتى إنه لم يعطِ رأيه في تغيير المالكي بالعبادي إلا بعدما تم تعيين الأخير في منصب رئيس الوزراء, وكل هذا وفق الإرادة الإيرانية التي لم يخرج عنها السيستاني.
وكذا الحال بالنسبة لفتوى الجهاد الكفائي التي أصبحت أكبر غطاء للتدخل الإيراني في العراق, إذ تشكلت مليشيا الحشد بفتوى من السيستاني, وأخذت هذه المليشيا ومنذ اللحظة الأولى لتشكيلها بالعمل تحت إمرة قادة وأمراء وزعماء إيرانيون كقاسم سليماني, حتى إن إيران وبتوجيه من خامنئي أخذت بتحريك تلك المليشيات من العراق إلى سوريا دون الرجوع إلى السيستاني وهو قد أمضى ذلك بسكوته وعدم رفضه لذلك الأمر. كما إن السيستاني قد دعم موقف إيران من التدخل الروسي في العراق, فبعد إعلان تشكيل اللجنة الإستخباراتية المكونة من الروس والإيرانيين والعراقيين, أعلن السيستاني ومن على لسان " احمد الصافي " في إحدى خطب الجمعة التي تلت إعلان تشكيل تلك اللجنة, بأن السيستاني يرحب بكل تدخل دولي من شأنه أن يقدم الدعم للعراق. 
فلا يمكن أن يخرج السيستاني عن طاعة إيران ويخالفها الرأي والعقيدة والفكر والمنهج, لأنه وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير ((... من خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم.....(....)....، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي تُرجِمت على أرض الواقع، فستتيقنون أنه لم يصدر شيئاً وتُرجِم على الأرض إلّا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها...)).
وهذا هو السبب الرئيسي في عدم إعلان السيستاني نفسه ولياً فقيهاً في العراق, كي لا يتعارض مع ولاية سيده الولي الفقيه في إيران خامنئي الذي دعم السيستاني من أجل خدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي في العراق وفي غيره من البلدان العربية, فعدم إعلان السيستاني ولاية الفقيه في العراق ليس لأنه لا يعتقد بها, بل لأنه لا يريد أن يضر بولاية الفقيه في إيران وهذا طبعاً بأمر وتوجيه منها.






الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

هل يوجد خلاف بين خامنئي والسيستاني ؟!


احمد الملا 

يحاول بعض الكتاب والمحللين والسياسيين في الآونة الأخيرة – بقصد أو بغير قصد – أن يجعلوا هناك حدود فاصلة وإختلاف فيما بين السيستاني في النجف وخامنئي في طهران, وقد أكد هؤلاء على أن الخلافات بين السيستاني وخامنئي، متعلقة بقضايا مفصلية ومهمة، تزداد مع إصرار المرشد الإيراني، على مواصلة الطريقة نفسها في إدارة الملف العراقي, وأول تلك الخلافات التي أدت إلى قطيعة بين هاتين الشخصيتين الإيرانيتين، هو ملف مليشيا الحشد، أما الخلاف الثاني متعلق بورقة إصلاحات العبادي وقرار إقالة المجرم نوري المالكي من منصبه "كنائب ثالث لرئيس الجمهورية"، وهو ما ترفضه إيران، تحديداً خامنئي، الذي يصر على بقاء المالكي في منصبه, ويطرحون خلافاً ثالثاً وهو عدم قبول السيستاني بالتدخل الروسي في العراق على خلاف ربيبه خامنئي المؤيد لذلك التدخل.
لكن في حقيقة الأمر إن هذه الأمور المذكورة ليست خلافية بين تلك الشخصيتين الإيرانيتين, لأن كل ما صدر من السيستاني كان يتماشى وفق رغبات إيران, فالمجرم المالكي منذ اللحظة الأولى لتسنمه الحكم في العراق كان يحظى بدعم السيستاني وأوجب انتخابه وانتخاب قائمته " دولة القانون " كما إنه حرم على الشعب العراقي الخروج بتظاهرات ضد فساد حكومة المالكي في عام 2011 م, حتى إنه لم يعطِ رأيه في تغير المالكي بالعبادي إلا بعدما تم تعيين الأخير في منصب رئيس الوزراء, وكل هذا وفق الإرادة الإيرانية التي لم يخرج عنها السيستاني.
أما مسألة مليشيا الحشد, فهي واضحة وضوحاً بديهياً لدى الجميع, إذ تشكلت تلك المليشيات بفتوى من السيستاني الإيراني, وأخذت ومنذ اللحظة الأولى لتشكيلها بالعمل تحت إمرة قادة وأمراء وزعماء إيرانيون كقاسم سليماني, فأين كان السيستاني عن تلك القيادات طيلة تلك الفترة ؟ حتى يأتي الآن ويصبح على خلاف مع خامنئي بخصوص تلك المليشيات ؟! أيعقل أن  يكون السيستاني طيلة تلك الفترة لا يعلم بأنها تدار من قبل إيران ؟ أو إنها غير منضوية تحت قيادة الجيش العراقي ؟! إذا كان الأمر كذلك فكيف بين الفترة والأخرى يخرج أحد أبواقه " عبد المهدي الكربلائي واحمد الصافي " ويتحدث باسم الجيش من جهة وباسم الحشد من جهة أخرى في كل خطبة جمعة ؟! أي إنهم ومن خلال خطاباتهم كانوا ولا زالوا يتحدثون عن الحشد كجهة منفصلة عن الجيش ؟ فأين الخلاف إذن ؟!.
 وبخصوص مسألة التدخل الروسي, فبعد إعلان تشكيل اللجنة الإستخباراتية المكونة من الروس والإيرانيين والعراقيين, أعلن السيستاني ومن على لسان " احمد الصافي " في إحدى خطب الجمعة التي تلت إعلان تشكيل تلك اللجنة, بأن السيستاني يرحب بكل تدخل دولي من شأنه أن يقدم الدعم للعراق, فأين ومتى رفض السيستاني التدخل الروسي ؟!, وأين ومتى وكيف كان أو يكون الخلاف بين ابرز شخصيتين إيرانيتين؟ فالسيستاني خادم إيران في العراق ولا يمكنه أن يخرج من فلكها.
فلا يمكن أن يخرج السيستاني عن طاعة إيران ويخالفها الرأي والعقيدة والفكر والمنهج, لأنه وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير ((... من خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم.....(....)....، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي تُرجِمت على أرض الواقع، فستتيقنون أنه لم يصدر شيئاً وتُرجِم على الأرض إلّا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها...)).
فهل يعقل أن يأتي السيستاني في آخر المطاف ويعارض إيران ؟ وكيف يقدم على مثل هكذا خطوة ؟! لان ذلك يطيح به وبعرشه ومؤسسته التي بناها على رؤوس العراقيين, وذلك لسببين مهمين, أحدهما, سيتضح من خلال معارضته لإيران إنه كان مسيراً كل تلك الفترة ولم يكن يتخذ القرارات من تلقاء نفسه وإنما تملى عليه, وهذا يتعارض مع الهالة الإعلامية التي تدور حوله, ويكون بذلك قد نسب كل حققه من إنجازات " إعلامية " لإيران.
والسبب الأخر هو التسقيط الإعلامي الذي سيلاقيه من إيران من جهة ومن جهة أخرى حرمانه من كل ما كنزه من أموال وأرصدة وعقارات موجودة في إيران, كما إنه يعي جيداً إن إيران ستقوم بقتله فوراً لو تعارض معها, وبشكل مختصر إن هناك من يسعى إلى التأسيس لخلاف بين السيستاني وخامنئي ولو إعلامياً من أجل خلق فجوة بين الأقطاب الإيرانية " فرق تسد " ولا شك بأن من يقف خلف تلك التصريحات الإعلامية هي جهات مرتبطة بالغرب وبالتحديد أمريكا لان المشهد السياسي العراقي بدأت يشهد ميلاً للجانب الأمريكي, لذلك تسعى أمريكا لضرب إيران بإيران وبالتالي سيكون تواجدها مرة أخرى في العراق مأمن ومشرعن في ما لو حصل هذا الخلاف, والذي لو حصل بالفعل سيكشف مدى الغباء الإيراني وقياداتها ورموزها – السيستاني أو خامنئي – لأنهما انجرفا خلف فخ أمريكي.    

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

العراق في أسوأ حالته ... فكيف يكون الخلاص ؟!

احمد الملا


لا يخفى على كل عراقي مدى الواقع المزري الذي يعيشه هذا البلد, إذ تعجز الكلمات عن وصف الواقع العراقي وما تشهده الساحة العراقية من انتكاسات متكررة فالدمار والخراب والسواد يعم الشوارع العراقية وينتقل من زقاق إلى آخر وسط فساد حكومي وديني " لاديني " واضح, حتى أصبح المفسدون يمارسون فسادهم بإسم الدين و باحتراف دون خوف أو وجل.
فما سبب ذلك ياترى ؟! ألا توجد مرجعيات دينية ؟ ألا توجد رقابة ؟ ألا يوجد قضاء ؟ ألا يوجد شعب رافض لهذا الفساد ؟!  كلها موجودة وكلها ترتبط مع بعضها البعض وإحداهما مكملة للأخرى, وهذا الأمر خطير جداً, إذ إنه يدل على إن الجميع مشترك في كل ما يحصل من فساد, وإلا لكان هناك صوت يعارض ما يجري على أقل تقدير.
فالمرجعيات الإيرانية وعلى رأسها السيستاني, هي من جاء بالحكومات الفاسدة التي حكمت العراق منذ عام 2003 وليومنا هذا وذلك من خلال جملة من الفتاوى التي تعدد في أدوارها بين واحدة توجب انتخاب السارق, وأخرى تحرم التظاهر ضد المفسدين, وغيرها تفتح أبواب الفساد المالي والإداري والأخلاقي بحجة محاربة الإرهاب, أما الرقابة والقضاء في العراق فهي خاضعة ومجيرة لأجندات ودول خارجية, كإيران التي توغلت وبكل قوة في كل مؤسسات الدولة العراقية حتى أصبحت مسيطرة وبشكل شبه كامل على العراق, فبالأمس خرج العراقيون مطالبين بإقالة ومحاسبة " مدحت المحمود " رئيس مجلس القضاء الأعلى, وإذا بإيران ومليشياتها تهدد وتتوعد بكل من يمس به, ولم يختلف موقفها مع ربيبها المجرم المالكي حيث جعلت حوله خطوط حمراء عجز العبادي من الوصول إلى القرب منها وليس تعديها!!.
أما الشعب العراقي, فهو مغلوب على أمره, فهو بين مهجر ونازح ومطارد لأنه رفض الرضوخ للمشاريع الإيرانية الفارسية, وبسبب موقفه هذا فتحت عليه أبواب الجحيم, وسلمت محافظاتهم ومدن للإرهاب بطريقة محبوكة ومنتظمة عن طريق إمعتها المالكي وبالتعاون مع مرجعية السيستاني, وهذا بحسب ما اعترف به قائد عمليات الموصل الفريق الركن مهدي الغراوي الذي " اختفى " وضيعت كل أخباره بعد لقائه مع قناة البغدادية الفضائية.
أما القسم الآخر من الشعب فبات بين مخدوع ومغرر به تحت اسم الدين والمذهب والمقدسات ليكون حطباً لنار كسرى المجوسية, ويصبح أداة قتل وإبادة وترويع لأبناء شعبه وإخوته في الوطن والدين, وبين ساكت وخاضع وراضٍ بما يحصل وهذا بفعل ما يتلقاه من " حقن " تخدير إسبوعية من قبل منبر الجمعة الذي تعتليه العمامة الشيطانية النتنة التي طالما تراقصت بأحضان الاحتلال الأمريكي والآن في أحضان الاحتلال الإيراني, عمامة امتازت بعمالتها للفرس ومن يمثلهم في سراديب النجف, حيث ينبري عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كل جمعة لإلقاء خطبة مخدرة للشعب تجعل منه يغط في سبات عميق, لتحيله إلى جسد فارقته الحياة, إلا البعض ممن انتفض لنفسه ولشعبه ووطنه ممن لم تجدي نفعاً معه تلك لحقن المخدرة أو تنطلي عليه حيل السياسيين الفاسدين ولم يهمه نباح النابحين من إيران وأذنابها, فخرج بتظاهرات يطالب فيها بالتغيير والقضاء على الفساد والمفسدين.
لكن أنى يكون ذلك والإخطبوط الإيراني قد احكم اذرعه على كل مفاصل الدولة العراقية, فالمرجعيات الدينية فارسية, والحكومة خاضعة لسلطة إيران, والشعب مخدر ومغرر به باسم الدين والمذهب والمقدسات؟! فالعراق يعيش أسوأ حالته ومن سيء إلى أسوأ في ظل هذا الاحتلال الفارسي البغيض ولا يمكن أن يكتب له النجاة وتغيير حاله نحو الأفضل إلا بالخلاص من قبضة إيران, وهذا يستلزم بالمقام الأول كسر قيود التبعية للمرجعيات الفارسية الإيرانية, وتغير كل الساسة المفسدين المرتبطين بإيران, وهذا يتطلب من الشعب المطالبة بحل الحكومة والبرلمان من جهة ومن جهة أخرى المطالبة بخروج إيران من اللعبة في العراق, كما أكد على ذلك المرجع العراقي الصرخي في حوار صحفي مع صحيفة " بوابة العاصمة " والذي أشار فيه إلى ...
{{ ... أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، و أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ ...(...)... من هنا طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياته ...}}.






السبت، 7 نوفمبر 2015

لماذا وبأمر مَن دُفِنَ الجلبي في الصحن الكاظمي ؟!

احمد الملا


احمد الجلبي شخص معروف عند الجميع بفساده وعمالته, وهو ليس بأفضل من العديد من الشخصيات السياسية الأخرى التي حكمت العراق ومن أبرزهم " عز الدين سليم " الذي تم قتله في عام 2004 بعملية تفجير للسيارة التي تقله, وهو كان أول رئيس لمجلس الحكم في العراق, وعلى الرغم كونه من " الإسلاميين " واحد ابرز قادة حزب الدعوة الحاكم, إلا انه لم يدفن في أي مقام من مقامات الأئمة "عليهم السلام "  والجلبي ليس بأشرف منه فلماذا الجلبي دفن في الصحن الكاظمي دون غيره ؟؟!!.
هل يراد من هذا الأمر هو محاولة التودد لعائلته ؟ هل هي محاولة لتجميل صورته المشوهة التي يعرفها جميع العراقيين ؟ ولماذا السيستاني أعطى الأذن والموافقة على دفن هذا الفاسد في الصحن الكاظمي ؟! لماذا السيستاني خص الجلبي بهذا الأمر دون غيره ؟!.
وهذا يجعلنا نتوقع أن السيستاني وإيران هما من يقف خلف موت الجلبي, فقد كثرت الأخبار عن حادثة موت الجلبي المفاجئ و الذي يرجح بأنه قد مات بحادثة إغتيال منظمة, وقد كثرت التوقعات حول الجهة التي قامت بهذا الاغتيال, وأكثر الاحتمالات تشير إلى إن إيران هي من قام بقتل الجلبي وذلك حسب ما تناقلته بعض الصفحات الناشطة عن حدوث خلاف بينه وبين بعض الشخصيات الإيرانية, وهي شخصيات سياسية ورجال أعمال لهم علاقات بمرجعية السيستاني, على ضوء ملفات فساد كان يملكها ضدهم والتي هدد بفضحها والكشف عنها لوسائل الإعلام, لذلك تمت عملية الاغتيال حسب المشهد الذي سمعنا به, لكن التقرير الذي نشره موقع كتابات عن بعض المصادر و الذي أكد أن الجلبي قبل موته بيوم قد زار المرجع الإيراني في النجف "السيستاني " وسلمه نسخة من ملفات الفساد, وبعدها بيوم " أعلن عن موت الجلبي " ؟؟!!.
وهذا الأمر يؤكد لنا صحة الإحتمالات التي تقول بأن إيران هي من اغتال الجلبي, فهي تسلمت الملفات عن طريق عميلها الأبكم السيستاني الذي بدوره - وهذا واضح جدا - أشار على إيران بسرعة إغتياله, وما يؤكد ذلك هو عدم تطرق مرجعية إيران في النجف إلى هذه الملفات ولم تتكلم عنها, فلماذا لم تصرح بأنها تملك ملفات فساد ضد كبار مسؤولين عراقيين متورطين بالفساد ولهم علاقات مع إيران ؟؟!! ولماذا لم تكشف عن تلك الملفات؟! أليست هي من تطالب بفضح المفسدين فلماذا تتستر عليهم ...؟؟!!.
بخلاصة بسيطة إن السيستاني هو من أشار على إيران باغتيال الجلبي هذا إن لم يكن هو من تصرف بدون الرجوع لها وتمت تصفية الجلبي من اجل عدم الكشف عن أسماء من ذكروا في تلك الملفات والتي من المرجح جدا أن تكون هناك أسماء لها ارتباط مع السيستاني مثلا الفاسد عبد المهدي الكربلائي أو الصافي, وهذا ما دفع بهذه المرجعية الفارسية بأن تعطي الضوء الأخضر لدفن الجلبي في الصحن الكاظمي, من أجل أن " تطمطم " على تلك الملفات وعلى من ذكرت أسمائهم فيها, كما تحاول أن تستحصل على رضا عائلة الجلبي التي هددت بكشف تلك الملفات بعد انتهاء فحص جثة الجلبي .... ومما لا شك فيه أن النتائج ستكون هي " موت بسبب أزمة قلبية " من أجل التستر على تلك الملفات وعدم إثارة موضوعها إعلامياً من اجل الحفاظ على السيستاني وإيران ومن معهما.
فهذه هي مرجعية السيستاني التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بإيران, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية ... {{...أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها اصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم...}}.





الجمعة، 6 نوفمبر 2015

هل تسعى إيران إلى ترميم علاقتها بالعرب أم تحضر لفتنة جديدة ؟!

احمد الملا


بعد لقاء بوتين بالأسد قبل عدة أيام, صرح الرئيس الروسي إن الوضع في سوريا يرجع أولاً وآخراً إلى الشعب السوري فهو من يقرر مصيره, وبعد هذا التصريح وأثناء مؤتمر سنوي يقيمه خامنئي في إيران بكبار الساسة الإيرانيين, قال خامنئي " إنه يجب إجراء انتخابات في سورية لوضع نهاية للحرب الأهلية هناك" , ومن خلال الجمع بين التصريحين نتوصل الى إن إيران وروسيا على يقين بان الحرب في سوريا هي بين شعب مظلوم مغلوب على أمره وبين نظام دكتاتوري فاشي, وهي ليست حرب بين إرهاب ونظام حكم.
وما يؤكد ذلك هو الانتقادات التي وجهها خامنئي للغرب لكونها تقدم الدعم العسكري للمعارضة السورية ولم يقل الحركات الإرهابية, يعتبر تطوراً إيجابياً هائلاً، إذ إنها المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول إيراني على هذا المستوى بأن ما يجري في هذا البلد العربي منذ عام 2011 حتى الآن هو حرب بين نظام بشار الأسد وأعوانه ومناصريه وبين الشعب السوري، أي أنه ليس "عدواناً غاشماً" يشنه تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية على نظام شرعي، والمعروف أن الإيرانيين مثلهم مثل هذا النظام لا يعترفون بجيش حر ولا بمعارضة معتدلة، وأنهم يضعون الجميع في سلة واحدة هي السلة الإرهابية, إنَّ مجرد اعتراف خامنئي بأن ما يجري في سورية هو حرب أهلية وأنه بالإمكان إجراء انتخابات لوضع نهاية لهذه الحرب ولهذا الوضع, وكذلك تصريح بوتين الذي أرجع فيه القرار إلى الشعب السوري, أي أنه اعترف بأن ما يحدث في سوريا ليس عدواناً غاشماً ضد السلطة السورية, وإنما هي ثورة شعب ضد حكام جائر.
وهذا التغير في المواقف الإيرانية خصوصاً يعني أنَّ إيران بدأت تتبع سياسة غير سياستها السابقة تجاه الأزمة السورية، وهذا بفعل ما تلقته من خسائر كبيرة مادية وبشرية على يد الثوار السوريين, والتي دفعت بقائد الحرس الثوري " قاسم سليماني " بان يبدي استعداده للتضحية بمائة ألف مقاتل من أجل تحرير " حلب " الذي كشف عن مدى ضراوة وصمود وقوة المعارضة السورية, كما إن إيران أصبحت تعي إن روسيا - خصوصاً بعد تصريح بوتين  - قد أصبحت تلعب لعبة خاصة بها وإنها من المحتمل أن تتخلى عن إيران, لذلك اضطر خامنئي للتصريح بهكذا كلام.
كما إن هذا التصريح يجعلنا نتساءل هل إيران تسعى لترميم علاقاتها بالدول العربية بعدما تحسست من روسيا - الحليف القوي لها - إمكانية سرعة التخلي عنها, لان في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم, فالمصلحة فوق كل شيء, وهذا الترميم بدأت بوادره من خلال توقيع الإتفاقية الأمنية مع قطر التي كانت بالمنظور الإيراني في وقت سابق هي من أبرز الدول الداعمة للإرهاب !! وهل ستنجح إيران في بناء وترميم تلك العلاقة مع العرب التي تهشمت منذ عام 1979 مع بداية الثورة الإيرانية ؟! ام سيكون للعرب كلام آخر بعدما ذاقوا الأمرين من تلك الجارة التي زرعت الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبنائهم وشعوبهم.
هل سيقبل العرب بذلك التوجه الإيراني أم إنهم سيتخذون جانب الحذر بحكم تجربتهم المريرة مع تلك الدولة الفاشية التي صنعت من نفسها قوة في المنطقة على حساب الشعوب العربية ؟! وهنا لابد من التذكير بتحذير المرجع العراقي الصرخي للشعوب العربية من تلك الإمبراطوريات, وذلك خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق بتاريخ 17 / 3 / 2015م, حيث قال ...
{{... لأبنائي وأعزائي الشعوب العربية أقول: احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة باسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته...}}.
فكما خلقت إيران الفتنة كي تعتاش عليها في سوريا والعراق, فهي ومما لاشك فيه إنها تسعى إلى خلق فتنة أخرى في هذا البلد من خلال دعوتها إلى إجراء انتخابات في سوريا, أو على أقل تقدير هي تريد أن تعيد ترتيب أوراقها وتستعد لخلق فتنة جديدة في سوريا, فمهما كان فهي لم تصرح عن طبيعة الانتخابات التي تريدها هل هي برلمانية أم رئاسية على غرار تلك التي تريد أن تؤسس لها في العراق من أجل إعادة إمعتها المالكي, وهذا إن حصل فهو بحد ذاته فتنة جديدة تريد أن تضرب بها إيران الثورة السورية.






إيران وممارسة الألعاب القذرة ... فهل فهم العراقيون تلك اللعبة ؟!

احمد الملا


ما صرح به اليوم القائد العام للحرس الثوري الإيراني " محمد علي جعفري " من أن دخول إيران إلى أرض المعركة الميدانية في العراق ينطلق من مبدأ ما اسماه "رسالة الدفاع المقدس " ، ليعطي صفة مشرعنة لتدخل إيران السافر في شؤون العراق الداخلية والخارجية!!! وزعم جعفري في تصريح صحفي له إن نظرة الشعب العراقي لطهران تغيرت بعد أن أدركوا أن بلادها انخرطت معهم في المعركة من اجل الحفاظ على أرضهم وليس من اجل مصالحها, كما وصف عظمة طهران هي نتاج إتباعها الطريق الإلهي !!! وهنا لنا وقفة مع هذا التصريح ... وهي :
ماهو الدفاع المقدس الذي يتحدث عنه هذا المجوسي ؟ هل هو الدفاع عن بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية حسب ما يعتقد الفرس ؟ أم الدفاع عن المقدسات الشيعية التي أول من قام بتفجيرها هم الفرس المجوس في سامراء ليثيروا فتنة طائفية في العراق جعلت من أبناء العراق يتقاتلون فيما بينهم ؟! وأين دولة فارس عن المقدسات في فلسطين التي تنتهك بشكل يومي من قبل اليهود الصهاينة ؟! فهل مقدسات دولة فارس فقط في العراق ولا دخل لها في باقي المقدسات الموجودة في باقي الدول العربية والإسلامية ؟!.
ومن المغالطات الأخرى التي تفوه بها هذا الفارسي المجوسي هو إن الشعب العراقي أيقن أهمية إيران في محاولة منه للكذب وتغيير حقيقة كشفها الشارع العراقي وهي هتافات المتظاهرين في ساحة التحرير وباقي ساحات التظاهر وهي (( إيران بره بره ... بغداد تبقى حره )) فهذا ما توصل له العراقيون وليس كما يقول هذا المجرم الذي يريد أن يحصل على شرعية إعلامية وموافقة شعبية عراقية من خلال هكذا تصريح زائف.
أما وصفه عظمة طهران هو نتيجة إتباعها الطريق الإلهي فهذا من المضحك جداً ... فأين هي تلك العظمة ؟ هل هي بتقبيل الأيادي الأمريكية خصوصاً في الاتفاق النووي؟ أم الارتماء بأحضان روسيا الملحدة ؟ أم الإتفاق مع إسرائيل على قتل الفلسطينيين وهذا ما ترشح عنه اجتماع موسكو بين روسيا وإيران وإسرائيل ؟؟!! هل الطريق الإلهي هو اختلاق الفتن والأزمات في البلدان العربية ( والفتنة أشد من القتل ) ؟؟!! هل الطريق الإلهي هو إبادة شعوب وتهجيرها وانتهاك مقدساتها ؟! هل الطريق الإلهي هو مخالفة الطريق الإلهي ؟!.
هذه هي الخزعبلات الإيرانية التي يراد منها الضحك على المغرر بهم من مطايا إيران الذين أصبحوا وقوداً لنار حربها التوسعية ... وهنا استحضر كلام المرجع العراقي الصرخي الذي قاله في حوار صحفي أجرته معه صحيفة الشرق بتاريخ 17 / 3 / 2015 م وعندما سؤل عما إذا كان قد التقى بالمجرم سليماني .. حيث أجاب قائلاً..
{{... ما تذكر من أسماء وعناوين ورموز هي مرتزقة وقادة مليشيات قاتلة متعطشة للدماء ولكل شرٍّ وفساد، وهم وسائل وأدوات تنفذ مشروع احتلال تخريبي مدمّر قبيح، خاصة وأنها تَعُد العراق جزءاً من إمبراطوريتها المزعومة المتهالكة المنتفية عبر التاريخ، فلا تتوقع التقاء أو لقاء مع محتل مستكبرٍ وأدواته التخريبية المهلكة المدمّرة، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شرورهم ومكرهم وكيدهم ويرد كل ذلك في نحورهم، أما مورد السؤال عن الحاكم الفعلي في العراق فقد اتضحت معالم الإجابة عليه وفشل كل من انتقدنا وأخذ علينا مما قلناه في مناسبات عديدة، فها هي التصريحات الواضحة الجلية تأتي لتخرس الجميع في إشارتها إلى أن العراق جزء وعاصمة لإمبراطورية إيران المزعومة، هل فهم الأغبياء اللعبة ؟! وهل فهم العرب اللعبة؟! وهل فهم حكام العرب اللعبة.؟! ..وهل فهم العراقيون اللعبة؟؟!!! ...}}.
وهذا الكلام في حد ذاته يكشف حقيقة تلك الخزعبلات والمغالطات الفارسية الإيرانية التي تحاول من خلالها أن تعطي لنفسها هالة إعلامية تبرر من خلالها إحتلالها لأرض العراق والأراضي العربية الأخرى, فهي أي إيران تمارس لعبة قذرة من أجل تمرير مشروعها الإمبراطوري الفاشي, مستخدمة أبناء العراق حطباً لنار هذا المشروع تحت إسم المقدسات والمذهب والدين, لكنها في الحقيقة تؤسس لإعادة توسعها في المنطقة وتسعى وحسب ما صرح قادتها لجعل بغداد عاصمة لإمبراطوريتها الكسروية المتآكلة التي هَدَ الإسلام أركانها.





الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

هل صار منبر الحُسين .. منبراً لتكفير المتظاهرين ؟!

احمد الملا


يعتبر المنبر الحسيني من الوسائل الإعلامية المؤثرة في المجتمع المسلم خصوصاً الشيعي, لإرتباطه الوثيق بالثورة الإصلاحية التي قادها الإمام الحسين " عليه السلام " هذا من جهة ومن جهة أخرى, لما له من تأثير عاطفي على عوام الشيعة, لذلك نجد إن هذا المنبر قد تم استغلاله وتوظيفه بما يتناسب مع مصالح السلطة الدينية الإنتهازية راعية الفساد في العراق, حيث جعلت منه وسيلة للترويج لأي مشروع فيه مصلحة شخصية فئوية ضيقة خاصة غير عامة, كما جعلت هذه المؤسسة الكهنوتية من هذا المنبر وسيلة لضرب أي مصدر تعتبره يمثل تهديداً لها ولمشاريعها ومصالحها الضيقة, وذلك من خلال توجيه روزخونيتها ووعاظ السلاطين ممن قبل بالفتات القليل وحفنة من التومانات والدولارات ممن يسمون أنفسهم قراء المنبر الحُسيني والحُسين من رموز الإستئكال بإسم منبره الشريف براء.
والروزخون زمان الحسناوي مثال ظلامي على ذلك فمحاضراته قد تم تكرسيها لأمرين, الأول : هو تلميع صورة مرجعية السيستاني وبكل قوة, حتى إنه وصف هذه المرجعية الكهنوتية الفارسية بأنها هي أول من دعت للإصلاح ؟ والعجيب إن الحسناوي يعي جيداً إن ما يصرح به لايمت للحقيقة والصدق بصلة, ويعرف إن كل من يسمع صوته النشاز على يقين بكذبه ؟! فهل نسي إن هذه المرجعية هي من حرم التظاهر ضد حكومة الفساد, حكومة القتل والطائفية, حكومة المجرم السفاح المالكي في سنة 2011 وهي من وقفت بجانب كل القوائم الفاسدة وأوجبت انتخابها, والشعب هو من خرج وطالب بالإصلاح واجبر هذه المرجعية البكماء على الكلام ؟؟!!
الثاني : هو تسقيط وتشويه صورة المتظاهرين, حيث أخذ يضرب بالمتظاهرين ويصفهم بالملحدين والمتجاوزين على الدين؟؟!! وهو بذلك قد عمم صفة الإلحاد على كل العراقيين المتظاهرين, كما إنه غفل عن أمر مهم وهو إن مرجعيته, أي مرجعية السيستاني مرجعية الحادية وهذا بحسب ما ألزم به نفسه... المرجعية أول من دعا للإصلاح والتظاهر ... المتظاهرين هم من الملحدين ... إذن المرجعية هي مرجعية الحادية وكلامها لا يسري على غير الملحدين.
والسؤال الآخر المهم الذي يطرح نفسه: هل المعنيين بالإلحاد حسب كلام الحسناوي هم الشيوعيين وكيف يثبت إنهم ملحدون وهم يصلون ويصومون ويقرون بوجود الله ؟ أم إنه يقصد الوجوديين من الماركسيين ؟ فهؤلاء ليسوا عندنا في العراق بل هم في أوربا وروسيا, فإذا كان غير مطلع فلماذا يرمي الناس بهكذا تهمة عظيمة ؟ وهو من المفترض رجل دين, ورجل الدين يكون متحلي بأخلاق آل البيت والأنبياء والمرسلين " عليهم السلام أجمعين " أو على الأقل يعمل بشيء من سيرتهم, فلماذا يُكفر الناس؟ مَن أذنَ له ؟ فنلاحظ إن وظيفة هذا الروزخون ومعه الكثير تقتضي بأن يناقش الأفكار والمعتقدات التي تبناها مرجعه السيستاني ويريد أن يُكفر الناس على هواه كونهم قالوا بالحكم المدني ورفضوا الحكم الديني " اللاديني " وصرخوا في وجوه هذه المؤسسة الفرعونية الكهنوتية صراحة ورفعوا شعار بإســم الدين باكونه الحرامــية ؟!.
وهنا أُذكر جميع المتظاهرين العراقيين الشرفاء الوطنيين المخلصين ممن هزت أصواتهم عروش هؤلاء الروزخزنيين ووعاظ السلاطين ومن قبلهم المؤسسة الكهنوتية الفارسية في النجف بما قاله المتظاهر والناشط المدني الصرخي الحسني في بيان " من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني " والذي جاء فيه ...
{{... 3ـ لقد توعّدوا بالتظاهرات وهدّدوا بها وروّجوا وأججوا لها وسيّروها... لكن انقلب حالهم فجأةً فصاروا مُعَرقِلين لها ومُكَفِّرين لها ولِمَن خَرَجَ فيها .... (...)... 9ـ أعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ إليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها ، ونأمل من الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من الشعوب العربية والإعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة ...}}.