الثلاثاء، 26 يناير 2016

من المسؤول عن الإرهاب والفساد المستشري في العراق ؟!

 احمد الملا



ما يحدث الآن على الساحة العراقية من الناحية الأمنية والسياسية لم يحدث بمحض الصدفة أو من تلقاء نفسه, بل له أسباب وعوامل ومقدمات, فإتساع رقعة الإرهاب بين تنظيم داعش الإرهابي وبين مليشيات الحشد في عموم المدن العراقية وبصورة بات فيها المواطن العراقي يفتقد لأبسط أشكال الأمن, والفساد المالي والإداري الذي نخر في جسد الدولة العراقية المفككة واتساع رقعته بين الطبقة الحاكمة والمسؤولين والأحزاب على حساب المواطن المسكين وبصورة أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي على النحو الذي نعيشه اليوم وهو متجه إلى الأسوأ, كل ذلك يتحمل مسؤوليته من تدخل بالشأن العراقي من أجل خدمة دول مجاورة ومصالح فئوية وشخصية ضيقة, فمن هو ذلك المسؤول ؟!.
وللإجابة على هذا التساؤل نستطلع وبشكل موجز الوضع العراقي منذ 2003 وليومنا هذا, فمنذ دخول الاحتلال الأمريكي لأرض العراق, تدخلت مرجعية السيستاني في العملية السياسية  - على الرغم من أنها تفصل بين الدين والسياسة – وبالتنسيق مع قوات الاحتلال الأمريكي أوجبت تلك المرجعية الإيرانية على الشعب العراقي التصويت بنعم على دستور برايمر, ذلك الدستور الممتلئ بالثغرات التي أتاحت للمسؤولين الفاسدين أن يتلاعبوا بها وبشكل يغطي على فسادهم, ومن ثم أوجبت تلك المرجعية انتخاب القوائم الفاسدة الكبيرة وعلى أساس طائفي مقيت خصوصاً القائمتين " 169 و 555 " لتجذر وتؤسس بدعمها لتلك القائمتين للطائفية السياسية التي تحولت إلى طائفية مذهبية على الساحة العراقية, ومن ثم وقفت هذه المرجعية الإيرانية بكل قوة لتدعم السفاح المالكي على مدى ثمان سنوات حتى وصل بها الأمر أن تحرم التظاهر ضد حكمه الفاسد والإجرامي, ولم تنطق ببنت شفه إزاء عمليات القتل والإبادة والتهميش التي مارسها هذا الإمعة بحق العراقيين السنة في المحافظات الغربية والشمالية وفي المحافظات الجنوبية كالبصرة.
كذلك اتخاذ جانب الصمت المطبق عن كل حالات السرقة والنهب للثروات والفساد المستشري في جميع مرافق الدولة العراقية ومؤسساتها والذي تمارسه الكتل والأحزاب والشخصيات التي حضت بدعم مرجعية السيستاني وبشكل يوحي بأنها تمضي وتوافق تلك الممارسات – وهذا هو واقع الحال – فاتسعت رقعة الفساد وإزدادت شريحة المفسدين.
هذا الفساد وتلك الطائفية السياسية التي حضت بمباركة ودعم السيستاني انعكس بشكل واضح على جميع القطاعات في العراق ومن بينها القطاع الأمني, فبسبب سياسة السفاح المالكي الطائفية تدهور الوضع الأمني في المحافظات الغربية, وبسبب عمالته لإيران وخدمته لمشروعها التوسعي في العراق دخل تنظيم داعش للعراق وما يؤكد ذلك تقرير لجنة التحقيق في سقوط الموصل, الأمر الذي أدى إلى أن يدفع العراقيين ضريبة عمالة المالكي وإجرامه وفساده والمدعوم من قبل مرجعية السيستاني, فحصلت المجازر والمذابح وعمليات التهجير بحق المدنيين العزل المساكين.
ومن ثم تشكلت المليشيات – الحشد – بفتوى من السيستاني لتمارس عمليات القتل والتهجير والتطريد والترويع بحق العراقيين بحجة محاربة تنظيم داعش الذي فتح السفاح المالكي أمامه الحدود, وتحولت تلك المليشيات إلى مجاميع إرهابية تمارس القتل والسلب والنهب بحق جميع العراقيين وفي كل المدن, وبسبب الدعم الذي حصلت عليه تلك المليشيات من قبل السيستاني تمردت بشكل واضح وصريح على القوات الأمنية والعسكرية فباتت هي الآمر الناهي وهي المتحكم بقرارات الحكومة, الأمر الذي جعلها تسرح وتمرح في أرض العراق دون أي رادع لتصبح أداة إيرانية لتنفيذ المشروع الفارسي الإمبراطوري في العراق, وهذا كله بسبب السيستاني ومؤسسته في النجف, كما يقول المتحدث الرسمي بإسم المرجع العراقي الصرخي في ردٍ له على سؤال حول تشكيل الحشد وجهته الصحيفة الشروق " تأسيس الحشد تم بفتوى من السيستاني الذي يعد أكبر مرجع شيعي في البلاد، هل ينطبق عليه توصيف عميل لإيران، وتحديدا ولاية الفقيه؟."... فكان جوابه ...
{{... إيران سيطرت على المؤسسة الدينية في العراق، والسيستاني من شاكلة ما ذكرت، فهو تابع ويطوف في فلك إيران، واصلا إيران هي من أسست الحشد الشعبي، والسيستاني أصدر فتوى التأسيس للحشد الطائفي بناء على طلب إيراني من أجل القتل في المناطق الغربية للعراق التي تعد المركز الرئيسي لإخواننا السنة، يريدون من وراء قتل وتطهير إخواننا السنة إحداث التوازن الديموغرافي, أذكر ما قاله السيد المرجع في بداية تأسيس الحشد الطائفي، لقد ولد هذا الكيان المجرم ميتا لسبب بسيط لأنه لم يكن أبدا لحماية العراق وترابه وخيراته...}}.
فبخلاصة بسيطة ومختصرة؛ إن المسؤول الأول عن كل ما حصل ويحصل في العراق من فساد وإفساد واتساع رقعة الإرهاب الداعشي والمليشياوي هو المرجع الإيراني السيستاني وبالطريقة التي أوضحناها في معرض المقال, فهو المسؤول عن تفشي الفساد والإرهاب في العراق وهذا ما يؤكده ويثبته واقع الحال الذي نعيشه اليوم.






في العراق ... المرجعية الفارسية أوجدت الحشد لتجذير الطائفية

احمد الملا



يبدو إن التمهيد لتأسيس مليشيا الحشد في العراق لم يكن وليد اللحظة التي تمت الدعوة لتشكيله بل هو أمر خطط وأعد له منذ زمن, وكانت الخطوة الأولى له هي إضعاف المؤسسة العسكرية العراقية من خلال إقصاء القيادات المهنية ذات الكفاءة هذا من جهة ومن جهة إفشاء الفساد المالي والإداري في جميع مرافق المؤسسة العسكرية, لكي تصبح مؤسسة واهنة ضعيفة لا تصمد بوجه أبسط اعتداء خارجي, وبالفعل تم ذلك, حيث انكسرت أكثر من أربعة فرق عسكرية أمام تنظيم داعش الإرهابي والذي كان قوامه في أولى لحظات احتلاله للموصل " 400 " أربع مائة عنصر بحسب التقارير الاستخباراتية.
وكانت الخطوة الأولى للتمهيد لإضعاف الجيش العراقي هي بإصدار أمر بحله, من قبل الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق " بول برايمر " وكان هذا بالتنسيق مع مرجعية السيستاني الفارسية التي أمضت هذا الأمر ودعمته لأنه كان يتناسب مع المصلحة الإيرانية, ويصب في خدمة مشروعها التوسعي ذو الطابع الطائفي في العراق, هذا من جهة ومن جهة أخرى دعم مرجعية السيستاني للكتل والأحزاب والقوائم الكبيرة الفاسدة وعلى أساس طائفي, وبما إن هذه الأحزاب الفاسدة تسنمت سدة الحكم في العراق إنعكس فسادها على المنظومة العسكرية بشكل واضح وكبير.
حيث أدى ذلك إلى غياب الروح الوطنية وتعدد الولاءات والانتماءات المذهبية والطائفية والقومية في تشكيلاته وقياداته, وأيضا غياب الكفاءات والإمكانيات والخبرات العسكرية, واتساع رقعة الفساد المالي والإداري حتى ظهرت حالة ما يسمى بـــ" الجنود الفضائيين " بالإضافة إلى إعطاء الرتب والمناصب على ضوء القرابة سواء كنت حزبية أو مذهبية أو عائلية دون أي مميزات أو استحقاقات أو مهنية, وتهميش القدرات والكفاءات والخبرات.
الأمر الآخر والمهم هو فتوى السيستاني " فتوى الجهاد " التي دعا فيها السيستاني إلى تأسيس المليشيات والفصائل المسلحة التي أثرت وبشكل اكبر وأوسع في المنظومة العسكرية خصوصاً والأمنية عموماً, فهذه المليشيات أخذت تعمل بصورة تخالف عمل المنظومة العسكرية وتؤثر عليها, وبشكل وضع هيبة الجيش في الحضيض, إذ تقوم تلك المليشيات بعمليات تفجير واغتيالات وقتل وأعمال إرهابية أمام أنظار الجيش دون أن يحرك ساكناً لأن تلك المليشيات مدعومة من قبل السيستاني, ومن يتجرأ من أفراد الجيش على محاسبة احد أفراد هذه المليشيات فإنه يتعرض للإعتقال والضرب المبرح والفصل من الوظيفة, والحوادث كثيرة جدا تشهد بذلك, الأمر الذي أدى إلى أن تتقوى تلك المليشيات على المنظومة العسكرية وتتحكم بها, فأصبح من هو برتبة لواء ينقاد من قبل شخص صغير بالعمر يلقب بــ" الحجي " لأنه قائد مليشيا أو فصيل تابع لمليشيا !!.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد, بل تعداه إلى تمرد هذه المليشيات على عناوين بارزة في تسلسل السلطة في العراق, فقبل عدة أسابيع قامت تلك لمليشيات بإحتجاز وزير الداخلية في محافظة بابل من أجل المساومة على إطلاق سراح مجموعة من عناصرها من الذين اعتقلتهم القوات الأمنية على ضوء قيامهم بعمليات إرهابية في المحافظة, حيث أقدموا على تفجير الجوامع التابعة لأهل السنة في منطقة البكرلي, كما تسربت أخبار قبل يوم عن احتجاز تلك المليشيات لرئيس الوزراء حيدر العبادي في محافظة ديالى في منطقة المقدادية وذلك من أجل منعه من الوصول للمناطق التي حدثت فيها عمليات تصفية مذهبية من قبل تلك المليشيات بحق أهل السنة, حيث تمت تصفية واغتيال العديد من سكان هذه المنطقة لانتمائهم للمذهب السني بالإضافة إلى تفجير العديد من الجوامع ودور العبادة السنية, ولا ننسى قيام تلك المليشيات التي أوجدتها فتوى السيستاني بممارسة عمليات التصفية لأهل السنة في محافظة البصرة, حتى إنها عارضت التواجد العسكري في المحافظة الأمر الذي أضطر الحكومة المركزية لإصدار أمر بسحب القوة العسكرية الموجودة هناك.
وهذا كله من اجل خدمة المشروع التوسعي الإيراني في العراق, فلو كانت هذه المليشيات موجودة بالفعل لخدمة العراق لما عملت على الإخلال بالأمن والنظام والتمرد على الدولة من جهة ومن جهة أخرى لما قامت بتنفيذ الأجندة الإيرانية الفارسية في العراق بشكل يخدم المصلحة الكسروية, حيث تأجيج الطائفية والتقسيم تلك المشاريع التي تخدم التوسع الإيراني في العراق, فالحشد وكما يقول المتحدث الرسمي بإسم المرجع العراقي الصرخي في حديث له لصحيفة الشروق, وخلال رده على مجموعة من الأسئلة حيث أجاب قائلاً...
س/ كيف تنظرون إلى مليشيا الحشد الشعبي؟
ج /أولا التسمية في حدث ذاتها تحمل الكثير من المغالطات، فهذا الكيان الإرهابي ليس حشدا شعبيا، بل هو حشد سلطوي أقيم وانشئ لتدمير العراق، ولحماية ورعاية والدفاع عن الإمبراطورية الفارسية، وأسس على حساب العراق وتاريخه وحضارته ونهضته, الحشد لم يؤسس من أجل الدفاع عن العراق والعراقيين، ولكن أسس من أجل إيران حتى تتم السيطرة على ثروات البلد ومقدراته، بهذا الحشد الطائفي استطاعوا تحويل العراق إلى تابع لإيران من خلال أذنابهم وعملائهم، لقد تحول العراق على بلد خنوع ذليل, سٌوق في البداية أن الحشد سيكون للدفاع عن العراق وعن حدوده وخيراته، لكن الحقيقة الظاهرة أن الحشد يدافع عن سلطة ونفوذ الإمبراطورية الإيرانية.
س/ تأسيس الحشد تم بفتوى من السيستاني الذي يعد أكبر مرجع شيعي في البلاد، هل ينطبق عليه توصيف عميل لإيران، وتحديدا ولاية الفقيه؟.
ج/ إيران سيطرت على المؤسسة الدينية في العراق، والسيستاني من شاكلة ما ذكرت، فهو تابع ويطوف في فلك إيران، واصلا إيران هي من أسست الحشد الشعبي، والسيستاني أصدر فتوى التأسيس للحشد الطائفي بناء على طلب إيراني من أجل القتل في المناطق الغربية للعراق التي تعد المركز الرئيسي لإخواننا السنة، يريدون من وراء قتل وتطهير إخواننا السنة إحداث التوازن الديموغرافي, أذكر ما قاله السيد المرجع في بداية تأسيس الحشد الطائفي، لقد ولد هذا الكيان المجرم ميتا لسبب بسيط لأنه لم يكن أبدا لحماية العراق وترابه وخيراته.
س/ ما الأثر الذي خلفه الحشد على العراق؟.
ج/ الإسلام دين التسامح والوحدة، لكن الحشد أسس عل أساس طائفي، والطائفية ليس من أسس الإسلام المحمدي، لقد كرس الحشد الطائفية المقيتة، لقد ساعد على نهب ثروات العراق، وأفرغ الخزينة، لقد قام بقتل الشباب العراقي لأهداف مقيتة، لقد تحول الحشد إلى مؤسسة أقوى من مؤسسات الدولة, لقد منح الحشد الطائفي الغطاء للصوص والمجرمين، لقد تحول إلى أداة لحماية الفاسدين والجبابرة ممن يتربعون الآن على كرسي الحكم.
س/ مع هذه الصورة المرعبة التي قدمتها، كيف يمكن مواجهة الحشد الطائفي إذن؟
ج/ لا سبيل لمواجهة الحشد الطائفي، سوى بتقوية المؤسسة العسكرية، وأن نجعلها مؤسسة مستقلة، يقودها الرجال الشرفاء والنزهاء، وأن لا تتبع أية جهة سياسية أو دينية، وأن تجعل مصلحة العراق همها الوحيد,نأمل أن تكون المؤسسة العسكرية قوية ولو كانت بالعسكريين والضباط من النظام السابق لمن لهم الأهلية والرزانة لقيادة الجيش ومواجهة هذه المليشيات المجرمة.






هل دعوى العبادي لحكم رشيد حقيقة أم انبطاح للهيمنة الفارسية ؟!

احمد الملا


 في كلمة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ألقاها في مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذي يعقد حاليا في العاصمة العراقية بغداد, قال " لقد قررنا في العراق الاتحاد، ونسعى إلى تأسيس حكم رشيد على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها " وهنا يتضح جليا مسعى العبادي للتأسيس لحكم جديد في العراق, فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا, ماذا يقصد العبادي بالحكم الرشيد ؟.
هل يقصد به حكم تفعيل وتشجيع وتطوير كفاءات ومهارات المواطنين في جميع ميادين الحياة من أجل بناء الوطن وتعزيز سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه,  وهو حكم يستفيد من شرائع الأديان والبشر من أجل بناء دولة حضارية عادلة آمنة, بعيداً عن الطائفية الدينية والمذهبية, من أجل المساهمة في إقامة تعايش بشري أخوي عادل وآمن, والحكم الرشيد يؤكد من حق الإنسان الاستقلالية التامة بشؤون حياته الخاصة، في أسرته ومسكنه وماله، ولا يجوز التجسس عليه أو انتهاك حرمة خصوصياته، أو الإساءة إلى سمعته أو التدخل التعسفي في شؤونه, والحكم الرشيد؛ يسعى لبناء مجتمع دولي أخلاقي عادل راشد, تسمو فيه قدسية حياة الإنسان وكرامته, وتصان سلامة البيئة, ويتحقق التعايش الآمن بين المجتمعات, ويتمتع أبناء الشعب في ظل هذا الحكم بخيرات الأرض من غير احتكار ولا هيمنة؟! فهل يقصد العبادي هذا الحكم ؟.
أم إنه يقصد حكم رشيد بمعنى الاستمرار بالخضوع للمرجعية الفارسية المنزوية في النجف التي لقبها الإعلام الفارسي بالــ " الرشيدة " والتي أثرت وكانت لها بصمتها الفاسدة في العملية السياسية في العراق منذ 2003 وليومنا هذا, وبسبب تدخلاتها تلك أصبح العراق على ماهو عليه اليوم , حيث الحروب الطائفية وانتشار الفساد المالي والإداري في كل مرافق الدولة ومؤسساتها, حتى بات العراق على شفا جرفٍ هارٍ في جحيم الفقر والمجاعة والإنهيار الإقتصادي؟.
فإن كان يقصد النوع الأول من الحكم الرشيد فهو غير صادق في قوله لأننا لم نرَ أي مبادرة جادة منه من أجل تحقيق هذا النوع من الحكم, أما إذا كان يقصد النوع الآخر فهو صادق في حديثه, وهذا يعني إن الحكم في العراق سائر نحو الخضوع بشكل أكبر وأوسع وأوضح نحو التسليم التام والشامل لإيران الفارسية ومرجعياتها الموجودة في النجف التي لم تجلب للعراق سوى الويلات والمحن والمعاناة.
فتلك المرجعية الفارسية هي من رسمت خارطة الحكم في العراق, وهي من أوجد تلك الشرذمة القذرة من العملاء والمرتزقة الذين يسمون أنفسهم بالسياسيين, وذلك من خلال دعمها للدستور الملغوم بالثغرات التي سمحت للفاسدين بأن يسرقوا وينهبوا خيرات العراق وثرواته, وهذه المرجعية الفارسية هي من أوجبت على الناس انتخاب القوائم الفاسدة وبكل الدورات الانتخابية سواءً كانت برلمانية أو مجالس محافظات, وهي من وقفت لجانب السفاح الإيراني المالكي على مدى ثمان سنوات وحرمت التظاهر ضده خصوصاً في عام 2011م.
فالواقع يشير وبكل وضوح إلى إن مرجعية السيستاني الفارسية هي وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية {{... أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد"، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم ...}}.
ويبدوا واضحاً إن العبادي يسير نحو الاستمرار في حكم خاضع لسلطة المعبد الفارسي المتمثل بمرجعية السيستاني الفارسية وذلك من خلال إهماله لمطلب الجماهير العراقية بإقامة حكم مدني عادل ومنصف.






السبت، 23 يناير 2016

أصوات بُحت من الصمت !!

احمد الملا



بات التفكير في مصلحة الشعب العراقي معدوماً عند من يسمون أنفسهم قيادات خصوصاً تلك التي تتستر بزي الدين من أجل خداع الشعب والضحك عليه تحت عنوان" المرجعية " لكن أي مرجعية تلك التي لم يصدر منها ما هو لجانب أو لصالح الشعب ؟! بل كل ما صدر ويصدر هو لصالحها ولصالح الدول الراعية لها, ولنا في مرجعية السيستاني الفارسية خير شاهد, فتلك المرجعية منذ عام 2003 والى يومنا هذا لم نسمع أو نرى موقفاً لها صب في خدمة العراقيين, بل كل ما تقدمت به هو كان في خدمة المحتل الأمريكي والحكومات الفاسدة والمحتل الإيراني البغيض, ولم تلتفت للشعب إلا في أيام الإنتخابات من أجل الترويج للقوائم الفاسدة وعلى أساس طائفي مقيت من أجل ضمان التستر على فسادها وبقائها في جحرها العفن الذي تفوح منه رائحة العمالة التي تزكم الأنوف.
ولنا في تصريحات احمد الصافي معتمد السيستاني الأخيرة خلال خطبة الجمعة في كربلاء بتاريخ 22 / 1 / 2016 م خير شاهد, فتلك التصريحات كانت خير دليل على كذب هذه المرجعية الفارسية ومؤسساتها على الشعب العراقي, كما كشفت مدى الازدواجية والتلون الذي تمتاز به مرجعية السيستاني, وفي الوقت ذاته يبين كيف إن السيستاني يحاول التملص من تحمل المسؤولية القانونية والشرعية عن كل الأفعال الإجرامية التي تقوم بها المليشيات – مليشيا الحقد الطائفي الفارسي - التي تشكلت بأمر وفتوى منه" فتوى الجهاد " إذ يقول الصافي في خطبة اليوم (( لقد بحت أصواتنا بلا جدوى من تكرار دعوة الأطراف المعنية من مختلف المكونات إلى رعاية السلم الأهلي والتعايش السلمي بين أبناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة )).
وهنا نقول ... أولاً يوجد عندكم صوت بالأساس خصوصاً مرجعكم الأبكم السيستاني كي يُبح ؟! فلم نسمع أي صوت للسيستاني مطلقاً لا من خلال شريط صوتي مسجل أو فيديو للقاء ع فضائية أو لقاء تلفزيوني أو محاضرة, ثانيا أي دعوى وجهتموها ولمن ؟ الأطراف المعنية هي تأتمر بأمر منكم لأنها بالأساس دخلت في العملية السياسية بفتوى صدرت من السيستاني تقضي بوجوب انتخاب هؤلاء وفي كل دورة انتخابية وكانت الفتاوى على أساس طائفي, ولنا في القائمتين سيئتي الصيت ( 169 و 555 ) خير شاهد, فهؤلاء الموجودين في العملية السياسية يأتمرون بأمر السيستاني ومؤسسته, فهل يحتاجون إلى دعوة أم إلى أمر ؟! .
ثالثا: دعمكم للسفاح المالكي وكل ماقام به من عمليات إجرامية من قتل وتشريد وتطريد بحق أهل السنة والشيعة العروبيين الرافضين للاحتلال الأمريكي والإيراني ولمشاريع التقسيم والطائفية, ولم يصدر منكم أي موقف إزاء إجرامه, فهل تنكرون إجرام المالكي وتهديده للتعايش السلمي في العراق؟ وهل بُحت أصواتكم لرفض كل ماقام به ؟ متى وأين وكيف؟! بل إن الواقع يؤكد إن أصواتكم بحُت من أجل إيصال المالكي للحكم على مدى ثمان سنوات هذا من جهة ومن جهة أخرى من اجل الدفاع عنه وتحريم تظاهر الشعب العراق ضده في عام 2011م  والتزمت الصمت والسكوت المشين إزاء ماقام به هذا السفاح من عمليات قتل وإبادة واعتقال وتعذيب طالت المتظاهرين الذين لم يهتموا لفتوى السيستاني!! فهل كان هذا هو دعمكم للتعايش السلمي ؟ وهنا بح صوتكم من اجل المالكي فقط وفقط وأخرست ألسنتكم عن جرائمه ضد الشعب.
رابعا: فتوى الجهاد الطائفية التي تشكلت على ضوئها المليشيات الإجرامية, هل هي دعوة للتعايش السلمي ؟ ومتى طالبتم من الحكومة والمسؤولين بحصر السلاح بيد الدولة إن كان السلاح أصبح بيد المليشيات والعصابات الإجرامية بفعلكم وبأمر منكم وبفتوى من السيستاني, خامسا: نقول بالفعل بُح صوتكم من اجل تحريم الجهاد ضد المحتل الأمريكي, سابقاً وفي إصدار الفتاوى التي خدمت الإحتلال الإيراني,أما الشعب فلم يسمع لكم أي صوت من أجل مصلحته.
فالواقع يشير وبكل وضوح إلى إن مرجعية السيستاني الفارسية هي وكما يقول المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية {{... أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد"، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم ...}}.
فمرجعية السيستاني الفارسية إن كان لها صوت فقد بُح من الدفاع عن مصالح الاحتلال في العراق من جهة ومن جهة أخرى بُحت من الصمت والسكوت عن جرائم الاحتلال الفارسي والأمريكي وعن فساد المفسدين ممن حكم العراق, وهذا ما يؤكده واقع الحال.







الجمعة، 22 يناير 2016

السعودية ... تمرغ العنجهية الفارسية بالتراب

احمد الملا


استطاعت المملكة العربية السعودية ومن خلال إتباعها سياسية التحشيد الدولي – العربي والاسلامي - ضد التدخلات الإيرانية بأن تمرغ أنف إيران بالتراب وتجعلها تتخذ موقف المدافع والمتملق بعدما كانت تتخذ موقف المهاجم الذي يتوعد السعودية ويهددها بالرد خصوصاً حول قضية إعدام " النمر " المواطن السعودي.
فمن منا لم يسمع بالتهديد والوعيد الإيراني الموجه للسعودية وعلى لسان علي خامنئي الذي قال بان السعودية سوف تحظى بعقاب الهي, وكذلك المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني الذي قال بأنه سوف يمحو السعودية و" صندوقها الأسود " من الوجود, بالإضافة إلى تصريحات وتهديدات المليشيات الموالية لإيران والعاملة في العراق التي توعدت بالرد في الزمان والمكان المناسبين وطالب الحكومة العراقية بإغلاق السفارة السعودية وتوعدت بعواقب وخيمة إن لم تنفذ حكومة بغداد هذا المطلب.
كل تلك التهديدات والتصريحات أصبحت كالسراب وذهبت أدراج الرياح بعدما اتخذت السعودية موقفاً سياسياً حازماً ضد إيران وعملت على تحشيد الرأي العام العربي والإسلامي ضد التدخل الإيراني بالشأن العربي عموماً والسعودي خصوصاً, فقد نجحت السعودية بتوحيد القرار الخليجي والعربي في مؤتمر مجلس التعاون الخليجي ومؤتمر القمة العربية, وخرجت بقرارات تدين التدخل الإيراني وتطالبها بالكف عن هذه التدخلات يرافقه سحب البعثات الدبلوماسية من طهران وطرد البعثات الإيرانية من اغلب دول الخليج والدول العربية, ووسعت السعودية موقفها وحولته إلى مجلس التعاون الإسلامي وهو ثاني اكبر منظمة عالمية بعد منظمة الأمم المتحدة والذي سيعقد في الساعات القادمة في الرياض, وكذلك هددت السعودية بتصعيد الأمر وإيصاله إلى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية مع دعم عربي وإسلامي.
هذه الخطوات جعلت من إيران تتراجع وتتقهقر عن موقفها السابق, فأصبح رد فعل الإيرانيين على إعدام النمر الذي استحقت عليه السعودية العقاب الإلهي بحسب تصريح خامنئي, أصبح بمثابة اعتداء وعمل ضد الإسلام بحسب تصريح خامنيئ الأخير الذي أدان الاعتداءات التي طالت السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد واعتبر هذا الاعتداء هو ضد الإسلام !, وهذا قمة الإنهزامية والتراجع, كما يبين للعالم أجمع إن إيران لا تملك أي مبدأ ولا تعترف بشيء إسمه مذهب التشيع ولا قيادات شيعية مواليه لها, بل كل ما تعترف به هو مصلحتها فقط وفقط, وليطلع المغرر بهم على كلام خامنئي وليعرف الإذناب بأن إيران لا صديق لها سوى مصلحتها ولا يهمها مذهب أو مقدسات, وسيكون مصير كل من يراهن عليها كمصير " النمر " الذي أصبح الانتفاض من اجله هو بمثابة اعتداء على الإسلام !!.
هذا النجاح السياسي السعودي والانتصار الساحق الذي مرغ انف إيران وعنجهيتها الفارسية, يبعث رسالة إلى الدول العربية كافة مفادها إن إيران لا تستطيع إن تتعدى حدود التصريحات الإعلامية, وعنجهيتها فارغة, التي تحدث عنها المرجع العراقي الصرخي في السابق من خلال إحدى محاضراته التاريخية العقائدية والتي قال فيها ...
{{... من يراهن على إيران فهو أغبى الأغبياء، إيران حصان خاسر, أي خلل أي مواجهة ستكون مع إيران ستنهار إيران وتهزم إيران أسرع من انهيار الموصل, .... فخذوها أي مواجهة ستنهار إيران أسرع من سوريا والموصل فالرهان على إيران خاسر وستشهد الأيام, لنكن واضحين الخاسر الأول والأكبر هي إيران فلا يغركم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة .... إيران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير إيران منهارة اقتصاديا الشعب الإيراني مغلوب على أمره وبعض السياسيين التفتوا إلى هذه القضية واتخذوا خطوات سريعة...}}. فالعزة الإيرانية والتظاهر بالقوة هي فارغة خاوية وما تراجعها بخصوص الاعتداءات ما هو إلا خير دليل على ذلك.
 هذا من جهة ومن جهة أخرى يبين لنا إن هذا الموقف السعودي لو تم تعميمه على جميع الدول التي تعاني من التدخل الإيراني كسوريا واليمن والعراق, فإن مصيرها سيكون الخلاص, وهذا يستلزم من جميع الشعوب العربية وبالخصوص العراق وسوريا بالمطالبة بتدويل قضيتها, لان الخلاص يكتب لها بخروج إيران من اللعبة في تلك البلدان, ولنا في التحرك السعودي خير شاهد وتجربة.  







الخميس، 21 يناير 2016

مجازر المقدادية ... صورة لعراق ما بعد داعش

 احمد الملا



يتصور أغلب العراقيون إن العراق سيشهد حالة من الاستقرار والهدوء الأمني في المستقبل بعد أن يتم إخراج أو القضاء على تواجد تنظيم داعش الإرهابي في العراق, وهذا تصور خاطئ وغير صحيح في حال إستمرَ الإحتلال الإيراني, وستكون جميع المدن العراقية مشتعلة بنار الفتنة في ظل هذا التواجد الفارسي.
فمن أدخل تنظيم داعش للعراق وسلم المحافظات العراقية الشمالية له من المستحيل أن يسمح لخروج داعش, وإذا تم إخراج هذا التنظيم الإرهابي بإرادة دولية فلن تسمح الإرادة الفارسية بأن ينتفي سبب تواجد مليشياتها وأجهزتها الاستخبارية, فتعمد على إثارة الفتن والمشاكل وتخلق حالة من عدم الإستقرار الأمني كما هو حاصل الآن, وهذا كله من أجل خدمة المشروع الفارسي الإمبراطوري التوسعي, وسيساعدها في ذلك الحكومة المتواطئة والعميلة لها مع المرجعيات الفارسية الموجودة في سراديب النجف, وبصورة تشابه سيناريو تسليم الموصل لتنظيم داعش.
ولنا في ما حصل ويحصل في محافظة ديالى وبالتحديد في منطقة المقدادية خير دليل وشاهد, فهذه المحافظة بعد أن تم تحريرها منذ شهور من تنظيم داعش إلا إنها لم تشهد أي حالة من الإستقرار الأمني, حيث تمارس المليشيات الموالية لإيران والعاملة في هذه المحافظة أبشع وأقبح الجرائم بحق المدنيين من سكان هذه المحافظة, إذ شهدت هذه المدينة " المقدادية " سلسة من التفجيرات الإرهابية المليشياوية التي طالت العديد من الجوامع والمساجد ودور العبادة, وعمليات قتل وإبادة ممنهجة للسكان, وحالات من الانتهاك الصريح والعلني لحقوق الإنسان, واستهداف طائفي مقيت بصورة أبشع وأفضع مما رأيناه وسمعناه من على وسائل الإعلام.
على الرغم من إن هذه الممارسات الإجرامية التي تقوم بها تلك المليشيات في محافظة ديالى وغيرها من المحافظات كصلاح الدين والأنبار وبغداد, هي مستمرة منذ اللحظة الأولى لتواجد تلك المليشيات إلا إنها كانت سابقاً تمارس تحت غطاء وتبرير محاربة تنظيم داعش, لكن تطهير هذا المحافظة من هذا التنظيم الإرهابي لم يمنع المليشيات الإيرانية الإجرامية من الاستمرار من إجرامها وطائفيتها وخدمتها للمشروع الفارسي التوسعي.
فما يحدث الآن في المقدادية بشكل خاص من انتهاكات وعمليات إرهابية إجرامية تقوم بها مليشيات إيران وبتواطؤ من الحكومة والمرجعيات الفارسية في العراق, يرسم لنا جميعاً صورة عراق ما بعد " داعش " أي سيكون بلد محكوم بالمليشيات الإيرانية وستكثر مشاهد القتل والموت والإبادة لكل عراقي – سني أو شيعي – يرفض الرضوخ للمشروع الفارسي في العراق ويرفض الطائفية والتقسيم, وسيصبح العراق واقعاً عاصمة الإمبراطورية الفارسية كما قال ساسة وزعماء إيران في وقت سابق.
لذلك يجب المطالبة بإخراج إيران ومليشياتها من ديالى ومن العراق بشكل عام و تدويل قضيته, وإلا فإن الوضع سيؤول إلى الأسوأ والأسوأ , ولن تتوقف إيران وأذنابها ومليشياتها من إرتكاب هكذا أفعال وممارسات إجرامية طائفية مادام لها تواجد وأذرع في العراق, ولا خلاص من هذا الإجرام الإيراني إلا بخروجها من اللعبة في العراق كما يقول المرجع العراقي الصرخي في معرض توضيح لبيان مشروع الخلاص الذي تبناه حيث قال ...(( ... طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها)).







الثلاثاء، 19 يناير 2016

بعد صلاح الدين وديالى ...هل ستحرق المليشيات الإيرانية البصرة ؟!

احمد الملا


لا يخفى على أي عراقي شريف مدى قباحة وإجرام المليشيات الموالية لإيران العاملة والناشطة في العراق, والتي استخدمت القتل والاغتيال والتفجير والتفخيخ والترويع والتهجير لسكان المحافظات العراقية الواقعة في الشمال والشمال الشرقي, خصوصاً محافظتي صلاح الدين وديالى, حيث جعلت إيران من الحرب على داعش ذريعة لها لتصفية أهل السنة وإبادتهم وإفراغ المحافظات المجاورة لإيران منهم, وما حصل ويحصل في محافظة ديالى وصلاح الدين من عمليات قتل وإبادة ما هو إلا خير دليل, حيث عمدت المليشيات الموالية لإيران والتي تشكلت بفتوى المرجع الفارسي الأبكم على القيام بعمليات الإعدامات الميدانية والاغتيالات وتصفية أهل السنة, وتفجير العديد من الجوامع والمساجد السنية, وذلك من أجل إفراغ هذه المحافظة من سكانها – أهل السنة – والعمل على تغيرها ديموغرافياً على أساس طائفي يخدم إيران ومشروعها التوسعي.
ولم يقتصر إجرام هذه المليشيات في المحافظات المذكورة, بل حدثت العديد من الأفعال المشابهة في محافظة بغداد وبالتحديد في المناطق ذات الغالبية السنية ومناطق حزام بغداد, لكن هذا كله في كفة وما يحصل الآن في محافظة البصرة في كفة أخرى, حيث تنتشر المليشيات الموالية لإيران والتي تشكلت بفتوى السيستاني بشكل كبير وكثيف وتقوم بأعمال وأفعال خارج الأطر القانونية, إذ تقوم بعمليات اعتقالات وإغتيالات وسرقات وكذلك عمليات تصفية لأهل السنة في تلك المحافظة, وكذلك أخذت تلك المليشيات تسيطر على ميناء البصرة بشكل واضح وعلني وتأخذ الأتوات من المواطنين والتجار وبالإكراه بحجة دعم الحشد الفارسي الذي تشكل بفتوى السيستاني, الأمر الآخر هو إن تلك المليشيات أخذت تشترك بشكل مباشر بعمليات الصراع الذي يحدث بين أبناء العشائر حيث يُقوّن كفة على كفة ويزودون تلك العشائر بمختلف الأسلحة الثقيلة, بحيث يكون الخلاف بين تلك العشائر أشبه بمعركة بين دولتين فقط يفتقرون إلى وجود الطائرات.
هذا ما دفع بأهالي محافظة البصرة إلى مطالبة الحكومة المركزية بالتدخل لإنهاء هكذا أفعال أودت بحياة العديد من الأبرياء, الأمر الذي دفع بالحكومة بإرسال قوة عسكرية مدرعة لتصادر السلاح من تلك العشائر, لكن تلك القوة العسكرية فوجئت برفض المليشيات لهذا التدخل العسكري وأخذت تعارض وتتدخل بمهام القوة العسكرية, وكما يبدو إن هذا التواجد العسكري قد أقض مضجع تلك المليشيات, حيث أبدت تلك المليشيات رفضها لهذا التواجد العسكري وأخذت تتدخل في كل عمليات الاعتقال و الدهم التي تقوم بها القوات العسكرية, وتمنع تلك الاعتقالات وترفض عملية سحب السلاح من تلك العشائر , كما إن خوف المليشيات على مصالحها من التواجد العسكري زاد من حدة التوتر في المحافظة مما أدى إلى نشوب تبادل لإطلاق النار بين المليشيات وبين الجيش في بعض المناطق.
وهذا ما يدفعنا للتساؤل هل ستشهد البصرة اقتتال بين الجيش والمليشيات ؟ أم إن الحكومة - وهذا ديدنها - تقرر الانسحاب وترك تلك المليشيات تصول وتجول في البصرة ؟! وما يؤكد إن الحكومة العراقية منقادة من قبل إيران ومليشياتها هو إن قيادة الميليشيات تطالب قوات الجيش بتقديم اعتذار الرسمي على خلفية اعتقال وضرب مجموعة من أفراد تلك المليشيات الإجرامية ؟؟؟!!!, وبالفعل انسحبت تلك القوات اليوم الثلاثاء 19 / 1 / 2016 من محافظة البصرة لتترك محافظة البصرة تحت سطوة وإجرام تلك المليشيات دون أن تقدم أي حل ولو جزئي وبسيط لأهل المحافظة الذين استنجدوا بها!!وهو دليل على إن المليشيات الإيرانية هي صاحبة السطوة والسلطة في المحافظة ولا كلمة فوق كلمتها, وهو مؤشر خطير على إن مستوى الإجرام في هذه المحافظة سيرتفع إلى مستوى أعلى مما حصل سابقاً بعدما أبدت الحكومة العراقية انقيادها لتلك المليشيات.
هذا كله من ثمار فتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني, ثمرة عفنة كأنها رأس الشيطان, أحرق العراق من الشمال إلى الجنوب, هذه هي نتائج فتاوى مرجعية السيستاني الفارسية البكماء والتي أصبحت " صمام أمان " للمليشيات الإيرانية, وقد صدق المرجع العراقي الصرخي عندما قال في لقائه مع قناة التغيير الفضائية, حيث قال ..
(( أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد"، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم)).
وهذا يعني إن العراق حتى وإن تخلص من تنظيم داعش الإرهابي فإنه سيبقى يعاني من إرهاب المليشيات الإيرانية, ولنا في ديالى وصلاح الدين وبغداد والبصرة خير شاهد ودليل, فهذه المحافظات تعاني الموت والإجرام والسلب والنهب بكل لحظة على يد المليشيات الإيرانية, فإن لم تخرج إيران ومليشياتها وعملائها من العراق, فإن العراق سيبقى مشتعلاً بنار الطائفية الكسروية الفارسية التي أوقدتها من أجل حرق أبناء العراق خدمة لمشروعها الإمبراطوري التوسعي في المنطقة, فلا خلاص ولا إخماد لهذه النار في العراق إلا بخروجها, وإلا سيكون الوضع أسوأ وأسوأ أكثر مما هو عليه الآن, وستمتد تلك النار الطائفية لتحرق العراق كله.
                                  
 




الاثنين، 18 يناير 2016

من سينتصر الغرب ذو الذكاء النسبي أم إيران ذات الغباء المطلق ؟!

احمد الملا



بعد إعلان تطبيق الإتفاق النووي بين إيران والغرب- كما يراها بعض المراقبون - بدأت مرحلة سياسية جديدة في المنطقة العربية بشكل خاص والساحة الدولة بشكل عام, حيث يرى المراقبون إن تطبيق هذا الإتفاق أزاح عن كاهل المجتمع الدولي عموماً والعربي خصوصاً خطر التهديد الإيراني النووي الذي طالما لوحت به, كما يعده بعضهم خطوة أولى نحو حلحلة الأزمات الموجودة في المنطقة الساخنة – العراق وسوريا – حيث يتوقع اغلب المراقبون إن الأزمة السورية سوف تبدأ بالضمور من جهة وإن العراق سوف يتحرر تدريجيا من السيطرة الإيرانية, بينما يرى آخرون انه خطوة أولى لتقسيم المنطقة بين إيران وأمريكا وروسيا وإسرائيل.
وبين هذه التوقعات وتلك يرى العديد إن إيران قد انتصرت أخيراً على غريمها التقليدي " أمريكا " وسوف تعود إيران أقوى مما كانت عليه, فهي رغم الحظر الدولي عليها وهي قد قاومت وصمدت وفرضت نفسها على المجتمع الدولي, فكيف بها إذا تحررت من هذا الحظر ؟ وهذا يجعلنا نتساءل هل إنتصرت إيران بالفعل ؟.
وللإجابة على هذا التساؤل علينا معرفة ما الذي كسبته إيران من هذا الإتفاق وما الذي خسره غريمها " أمريكا " والغرب عموما بسببه وبالعكس, ما كسبته إيران هو رفع التجميد عن أرصدتها وشركاتها في العالم, تصدير النفط للسوق العالمية, فتح اقتصاد إيران على الشركات الإستثمارية الغربية الطامحة في الثروات الإيرانية, لكنها خسرت في المقابل أهم ورقة كانت تستخدمها كوسيلة ضغط على المجتمع الأوربي والعربي, وكذلك أثبتت للعالم إنها لم تعد تقوى على تلك المقاومة والممانعة وإنها وصلت لمرحلة الإنهيار وهي طيلة الفترة المنصرمة لم تحقق شيء سوى تجويع شعبها, وهذا ما أجبرها على التخلي عن سلاحها النووي.
وفي المقابل لم يخسر الغرب أي شيء مطلقاً, فهو سوف يستثمر في داخل إيران وسيستغل ثرواتها خصوصاً الثروة النفطية مع إستمرار انخفاض مستوى أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى 75 % ويرجح أن تستمر بالإنخفاض خصوصاً بعد فتح المجال أمام النفط الإيراني الذي زاد من نسبة العرض, كذلك سيكون دخول الأجهزة الإستخباراتية والتجسس سهلاً ومموهاً تحت إسم الشركات المستثمرة والبعثات الإقتصادية والتي ستكون بمثابة " حصان طروادة, دخول فرق التفتيش الدولية إلى إيران ومراقبة المنشآت النووية الإيرانية يعد من أكبر الإنجازات الغربية حيث استطاعوا من خلالها أن يخترقوا حدود إيران والدخول إلى أعماقها ومراقبة كل نشاطاتها ودراستها من الداخل بشكل جيد بعد أن كانت المراقبة تقتصر على الأجواء والأقمار الصناعية.
كما استطاع الغرب من خلال هذا الإتفاق أن يضع القيود بيد إيران, فهو سيستخدمه كوسيلة ضغط عليها من أجل تحقيق العديد من المصالح وإلا ستكون إيران غير ملتزمة وهذا ما سيعرضها لعقوبات أشد وطئاً وأضرار, بالإضافة إلى أن الغرب سيستغل مسألة انفتاح إيران على العالم ليُدخل لها ما يريده من أفكار وأجندات وثقافات مستغلاً حالة الكبت " الثقافي والفكري والسياسي والديني " الموجودة في إيران وهذا ما سيؤثر بشكل أو بآخر على الوضع الداخلي الإيراني ومن المرجح والمتوقع أن يؤجج ثورات وانتفاضات على مستوى أعلى من التي تحصل الآن, كما إن الجهات المعارضة والمناهضة للسياسية الإيرانية ستستغل ذلك الإنفتاح بما يخدمها ويخدم ثوراتها وانتفاضاتها وبدعم غربي مبطن.
وهذا كله يجعل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران وتم تطبيقه الآن هو عبارة عن فخ غربي محكم, ومن خلال تلك النتائج يتبين لنا جلياً إن إيران هي الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق ولم تكسب منه شيء فقط مكسب إعلامي, خصوصاً وإنها فقدت وكما بينا ورقتها الرابحة الوحيدة وهي ورقة السلاح النووي, وهنا أود أن استذكر كلام المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في اللقاء الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار كل العرب يوم الثلاثاء 13 / 1/ 2015م حول الصراع الأمريكي الإيراني في العراق ... حيث قال سماحته ...
{ ... 3- والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ لا يمنعُ اَن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك إن ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن اَن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً.
4- أما لماذا تسمح أميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ أميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا إيران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ أميركا التي أوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم إلا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين أميركا وإيران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد أن يتقاطع في أخر المطاف...}.
وبالفعل استطاعت أمريكا بشكل خاص أن تجبر إيران على الرضوخ والقبول بهذا الإتفاق بسبب استدراجها وزجها بحروب استنزاف في العراق وسوريا واليمن, بل سمحت لها بأن تلعب دور الشرطي في المنطقة العربية على وجه التحديد لكي تفقد كل قوتها الإقتصادية وتلقي بكل ما لديها من أجل أن تتجرد في نهاية المطاف من ترسانتها النووية وتضع يدها بيد الشيطان الأكبر كما تسميه, وهذا هو الخسران المبين.






السبت، 16 يناير 2016

خلاص ديالى بمشروع الخلاص

احمد الملا


لقد أثبت الواقع الميداني الذي تشهده الساحة العراقية بأن التواجد الإيراني في العراق هو لأغراض توسعية من أجل المشروع الإمبراطوري الفارسي في المنطقة العربية بشكل عام وإتخذ من خدعة " حماية المقدسات " و " الحرب ضد تنظيم داعش " ذريعة وغطاء لتواجده, فالتقارير والتحقيقات أثبتت إن من فتح الحدود العراقية أمام تنظيم داعش هو السفاح المالكي وزمرته العفنة وذلك وفق إملاءات إيران التي سعت وبكل طريقة لإيجاد ذريعة لتدخل العراق بشكل علني وصريح, وكان تواجد تنظيم داعش هو الطريقة الأنسب لتحقيق هدفها المشئوم.
فلو كانت إيران جادة في محاربة داعش لما حصل ما حصل في محافظة صلاح الدين و الأنبار و ديالى من مجازر بحق المدنين العزل على يد المليشيات الموالية لها, حيث جعلت إيران من الحرب على داعش ذريعة لها لتصفية أهل السنة وإبادتهم وإفراغ المحافظات المجاورة لإيران منهم, وما يحصل هذه الأيام في محافظة ديالى ما هو إلا خير دليل, حيث عمدت المليشيات الموالية لإيران والتي تشكلت بفتوى المرجع الفارسي الأبكم على القيام بعمليات الإعدامات الميدانية والاغتيالات وتصفية أهل السنة, وتفجير العديد من الجوامع والمساجد السنية, وذلك من أجل إفراغ هذه المحافظة من سكانها – أهل السنة – والعمل على تغيرها ديموغرافياً على أساس طائفي يخدم إيران ومشروعها التوسعي.
رب معترض يعترض ويقول إن ما يقوم بهذه الأفعال هو تنظيم داعش الإرهابي وليس تلك المليشيات, فيكون الرد عليه بالقول؛ ألم يتم تحرير المحافظة من تنظيم داعش منذ أكثر من ثمانية أشهر ؟! فمن أين جاء تنظيم داعش وكيف دخل والمليشيات الإيرانية هي التي تحكم المحافظة بقبضة من حديد ؟! ثم لماذا تنظيم داعش يستهدف الجوامع السنية ويستهدف أهل السنة ويترك الشيعة في تلك المحافظة ؟! لماذا يستهدف طائفة دون أخرى, ولماذا لم يستهدف المليشيات ومقراتها ؟! وهنا يتولد لدينا احتمالين, الأول؛ هو إن تلك المليشيات سمحت لتنظيم داعش بالدخول للمحافظة وهذا يدل على إن لها تنسيق وتعاون مع داعش, والإحتمال الأخر هو ؛ إن من قام بتلك الأفعال الإجرامية هي المليشيات الإيرانية, وبكلا الإحتمالين فالمسؤول الأول والأخير عن ما حصل ويحصل في ديالى بشكل خاص والعراق بشكل عام من عمليات تصفية واغتيالات وتفجيرات هو المليشيات الإيرانية, وكما بينا السبب هو خدمة للمشروع الفارسي في العراق.
وهذا يعني إن العراق حتى وإن تخلص من تنظيم داعش الإرهابي فإنه سيبقى يعاني من إرهاب المليشيات الإيرانية, ولنا في ديالى خير شاهد ودليل, فبعدما تحررت من تنظيم داعش فهي تعاني الموت بكل لحظة على يد المليشيات الإيرانية, فهي تجربة لكل العراقيين, فمن يشاهد هذه المحافظة الآن وما تمر به من ويلات ومآسي ومشاهد قتل وموت ودمار, فليضع في حساباته إن العراق في مرحلة ما بعد داعش سيكون كديالى.
لذلك يجب المطالبة بإخراج إيران ومليشياتها من ديالى ومن العراق بشكل عام و تدويل قضيته, وإلا فإن الوضع سيؤول إلى الأسوأ والأسوأ , ولن تتوقف إيران وأذنابها ومليشياتها من إرتكاب هكذا أفعال وممارسات إجرامية طائفية مادام لها تواجد وأذرع في العراق, ولا خلاص من هذا الإجرام الإيراني إلا بخروجها من اللعبة في العراق كما يقول المرجع العراقي الصرخي في معرض توضيح لبيان مشروع الخلاص الذي تبناه حيث قال ...(( ... طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها )).
وإن لم تخرج إيران ومليشياتها وعملائها من العراق, فإن العراق سيبقى مشتعلاً بنار الطائفية الكسروية الفارسية التي أوقدتها من أجل حرق أبناء العراق خدمة لمشروعها الإمبراطوري التوسعي في المنطقة, فلا خلاص ولا إخماد لهذه النار في العراق إلا بخروجها, وإلا سيكون الوضع أسوأ وأسوأ أكثر مما هو عليه الآن, وستمتد تلك النار الطائفية لتلتهم الوسط والجنوب العراقي بل ستحرق العراق كله.




الخميس، 14 يناير 2016

تهديد إيران للسعودية يبدأ بحرق بغداد والمقدادية !!

احمد الملا


 بعدما أعدمت السلطات السعودية مواطنها " نمر النمر " المعروف بولائه وطاعته لإيران والذي يعد من أهم وأبرز الرؤوس الموالية لها, الأمر الذي أثر بشكل كبير على العلاقات السعودية الإيرانية وبدأت حرب التهديد والوعيد من قبل الجانب الإيراني وبشكل لا ينم عن وعي أو فكر أو سياسة, وكأنما فقدت إيران مشروعاً كاملاً في السعودية وليس شخصاً, لذا بدأت تهديدات إيران تخرج إلى السطح لعل تهديد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف كان أبرزها والذي قال فيه :: (( إن السعودية لم تَر إلى الآن قوة إيران الحقيقية بعد ومازالت إيران تتبع الأعراف الدبلوماسية معها ففي حال تهور حكام السعودية سنريهم قوة إيران العظمى وسنمحو صندوقها الأسود " الكعبة " من الوجود في حال اعتدوا على حرمة سفارة إيران في العالم ))... في إشارة منه إلى الكعبة الشريفة ؟؟!! وقد جاء هذا التصريح بعدما احرق الإيرانيون السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد.
هذا الأمر – حرق السفارة والقنصلية والتهديدات - أوقع إيران في شر أعمالها الطائفية التي تستخدمها كأداة لتوسعها وبسط نفوذها في المنطقة العربية عموما والخليجية خصوصاً, كانت ردة الفعل العربية الخليجية قوية جداً من خلال ما جاء في مقررات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية التي أدانت إيران وبشدة, حيث أعلنت الدول العربية أجمعها – إلا لبنان – تضامنها مع المملكة السعودية, وكانت الصفعة القوية وغير المتوقعة هي من قبل الحكومة العراقية التي خالفت كل التوقعات بما فيها توقعات ساسة إيران وملاليها, فمن كان يتوقع أن تدين الحكومة العراقية إيران وتتضامن مع السعودية ؟!.
فالعراق هو الدولة العربية الوحيدة - بحسب الرؤية الإيرانية – الخاضع بشكل شبه تام لسيطرتها من حيث القيادة السياسية " حكومة وأحزاب وكتل سياسية " والقيادة الدينية " المرجعيات الإيرانية في النجف وعلى رأسها مرجعية السيستاني " وما أقدمت عليه الحكومة العراقية من تأييد للسعودية وإدانة لإيران هذا بعث برسالة شديدة اللهجة للأخيرة, مضمونها أن العراق بدأ يخرج من القبضة الفارسية وأخذ يتحرر من سطوة إيران,  لذلك عملت على السعي لإرجاعه للمربع الأول وهو مربع الطائفية, لذلك عمدت ومن خلال مليشياتها العاملة والناشطة في العراق إلى صب الزيت على النار في كل من بغداد وديالى, حيث قامت بعملية إرهابية في منطقة بغداد الجديدة في العاصمة العراقية وهي منطقة شيعية وألقت التهمة على أهل السنة, وفي الوقت ذاته قامت بعمليات إرهابية طالت المساجد والجوامع السنية في محافظة ديالى بالإضافة إلى تهديد السكان وتصفية العديد منهم بحجة انتمائهم للإرهاب.
ما دفع إيران للقيام بهذه العملية, هو محاولة تأجيج الفتنة الطائفية بشكل أكبر وأوسع مما يضمن لها بقاء اكبر وهيمنة أكثر ويجعل الحكومة العراقية ترتمي من جديد بأحضانها, وهي وبحسب الإستراتجية التي رسمتها, أن تمكنت من العراق وبسطت نفوذها عليه بشكل كامل هذا ما سيفتح لها حدود مباشرة مع السعودية وبالتالي تستطيع تنفيذ مشروعها في داخل الأراضي السعودية.
فالكل يعرف إن الشعب العراقي ذو غالبية شيعية وإيران استغلت الغطاء المذهبي والطائفي للتغرير بالشباب العراقي حتى صار مدافعاً عنها وعن مشروعها التوسعي باسم المذهب والطائفة وهذا ما لا تريد إيران أن تخسره, لذلك تسعى وبكل جهد أن لا تفقد هذه القوة وهذا الجيش الذي يدخل حروبها بالوكالة وكذلك لا تريد أن تخسر الساحة العراقية التي تقع عليها معارك الصراع بين إيران وأعدائها, وما تقوم به من فتنة طائفية هو سبيلها الوحيد من اجل الحفاظ على هذا الجيش وهذه الساحة التي تعد بوابة لمشروعها التوسعي.
ولن تتوقف إيران من هكذا أفعال وممارسات إجرامية طائفية مادام لها تواجد وأذرع في العراق, ولن تكون ديالى وبغداد هي أخر المحطات الطائفية الإيرانية فإن فشلت في هذه المحافظة أو تلك فإنها ستعيد الكَرّة في غير محافظة أو تنتقل إلى مستوى آخر وهو استهداف الرموز والقيادات الدينية أو المقامات والأضرحة المقدسة كما فعلت في عام 2006 حيث أقدمت على تفجير ضريح الإمامين العسكريين " عليهما السلام " في سامراء, وهذا ما يجعلنا نتوقع بأن العراق سيشتعل بصورة أكبر بنار طائفية إيرانية تنفذها مليشياتها ولا خلاص من هذا الإجرام الإيراني إلا بخروجها من اللعبة في العراق كما يقول المرجع العراقي الصرخي في معرض توضيح لبيان مشروع الخلاص الذي تبناه حيث قال ...{{ ... طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها ...}}.




                       

الأربعاء، 13 يناير 2016

في رمقها الأخير ... إيران تسعى لحرق العراق !!

احمد الملا


الضربات الموجعة التي تلقتها إيران بشكل كبير في الشهرين الأخيرين جعلت منها تفقد السيطرة وزمام الأمور حتى أصبحت كالثور الهائج في المنطقة العربية وخصوصاً في العراق, فبعد أن تلقت الضربة الأولى والموجعة بخسارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في ريف حلب في سوريا, وبعد ذلك تلاها كسر أنفها من قبل دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية بإتفاق مع الحكومة المركزية, والغرض من تواجد هذه القوات هو تدريب أبناء السنة وتزويدهم بالسلاح من أجل تحرير مناطقهم المحتلة من قبل داعش وهذا ما لاتقبل به إيران لذلك حاولت جاهدة ومن خلال أذنابها في العراق بان تطرد تلك القوات التركية لكن كل مساعيها باءت بالفشل.
الضربة الموجعة الأخرى هي فقدان القيادة الروحية, إذ تعيش إيران الآن حالة من الفراغ القيادي وعدم وجود قيادة موحدة, وذلك بسبب موت أو سوء حالة علي خامنئي, وهذا ما جعل القرارات الإيرانية صادرة من أكثر من جهة, فهناك قرارات تصدر من المتشددين كقيادات الحرس الثوري ومجلس الخبراء, وهناك قرارات تصدر من المعتدلين كحسن روحاني ومن يؤيده, وهذه ضربة أخرى جعلت إيران تعاني وتفقد توازنها, الأمر الذي اضطرها إلى اللجوء لإجراء انتخابات في شهر شباط القادم من هذا العام لإيجاد بديل لخامنئي الذي غاب عن المشهد السياسي الإيراني منذ أسابيع, ولم تنقل له صورة حية من خلال أي وسيلة إعلام مرئية وإنما بدأت وسائل إعلام إيران بتصدير بيانات من خلال المواقع الالكترونية.
الضربة الموجعة الأخرى هي إعدام " نمر النمر " احد أهم وأبرز عملائها في السعودية والذي كانت تعول عليه كثيراً في إيجاد ثغرة في المملكة لكي تسد أو تستغل هذه الثغرة, وكانت هذه الضربة هي شبه القاضية, بحيث جرت على إيران الويلات, فبسبب ردت فعل إيران السيئة جدا حيال إعدام النمر, وإقدامها على حرق السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد, تعرضت إيران لسلسة من العقوبات التي شلتها بشكل كبير وقطع كل خيوط تواجدها في اغلب الدول العربية الخليجية, حيث أدى ذلك إلى سحب البعثات الدبلوماسية لأغلب الدول العربية من إيران مع طرد السفراء الإيرانيين من تلك الدول, وكذلك إصدار جملة من القرارات العربية التي تدين بشدة التدخلات الإيرانية, وإعلان اغلب الدول العربية مساندتها ودعمها للسعودية, كما جاء في مقررات مجلس التعاون الخليجي ومقررات الجامعة العربية.
ولم تكن الضربات التي تلقتها إيران عربية فحسب, بل كان للمجتمع الدولي وبالخصوص الأوربي نصيباً واضحاً, حيث أعلنت مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوربي (( بأنه ليس لدينا سقف زمني لرفع العقوبات عن إيران )) ولا شك بأن هذا التصريح كردة فعل طبيعية من المجتمع الدولي الذي بدأ يتعكسر ضد إيران, وهو بمثابة ضربة قاصمة وجهتها أوربا للإتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول العظمى.
وبقي أمر أخر ومهم وهو إن تواجدها في العراق – وهو المهم الآن حسب رؤيتها التوسعية - والذي يتمثل بالمليشيات والأحزاب الموالية لها بدأ بالإنهيار شيئاً فشيئاً, وذلك من خلال إنقلاب بعض القيادات السياسية " العبادي " والدينية " علي السيستاني " ضد تلك المليشيات وبدأت تلك القيادات بالركون الى الجانب الأمريكي وتمضي تواجده بحجة محاربة داعش, هذا الأمر ويضاف له ما تقدم من ضربات, دفع بإيران بأن تستخدم سلاحها الوحيد وهو إثارة الفتنة الطائفية في العراق بشكل أوسع واكبر, وهذا بالفعل ما قامت به قبل أكثر من يومين في العاصمة العراقية بغداد ومحافظة ديالى, حيث أقدمت المليشيات التابعة لها على القيام بعملية إرهابية تستهدف تجمعات شيعية في بغداد, وبعد ساعات من تلك العملية شهدت محافظة ديالى سلسلة تفجيرات للجوامع التابعة لأهل السنة, وكذلك تهديد تلك المليشيات لأهل السنة بترك منازلهم ومحال سكانهم, في محاولة منها لصب الزيت على نار الطائفية الموقدة الآن بسببها.
ولن تتوقف إيران وأذنابها ومليشياتها من هكذا أفعال وممارسات إجرامية طائفية مادام لها تواجد وأذرع في العراق, ولا خلاص من هذا الإجرام الإيراني إلا بخروجها من اللعبة في العراق كما يقول المرجع العراقي الصرخي في معرض توضيح لبيان مشروع الخلاص الذي تبناه حيث قال ...{{ ... طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها ...}}.
وإن لم تخرج إيران ومليشياتها وعملائها من العراق, فإن العراق سيبقى مشتعلاً بنار الطائفية الكسروية الفارسية التي أوقدتها من أجل حرق أبناء العراق خدمة لمشروعها الإمبراطوري التوسعي في المنطقة, فلا خلاص ولا إخماد لهذه النار في العراق إلا بخروجها, وإلا سيكون الوضع أسوأ وأسوأ أكثر مما هو عليه الآن, وستمتد تلك النار الطائفية لتلتهم الوسط والجنوب العراقي بل ستحرق العراق كله, خصوصاً بعدما أحست بأن تواجدها في العراق أصبح مهدداً.