الاثنين، 11 يناير 2016

إيران وحرب المقدسات ... خدعة راح ضحيتها الكثير !!

احمد الملا


باتت أُضحوكة " حرب المقدسات " المقدسات التي تخوضها إيران في الدول العربية واضحة المعالم عند العالم العربي والإسلامي, حيث فهم العالم الإسلامي والعربي مدى هذه الكذبة الكبرى التي خدع بها الكثير, وفقدوا الأموال والأرواح من أجل شيء اسمه حلم فارسي وليس من أجل أي مقدسات كما صورته لهم إيران, بل إن المقدسات تعرضت للتفجير والعمليات التخريبية من قبل إيران وليت الأمر وقف عند ذلك الحد بل انه تعداه إلى التعدي بالسب الفاحش والطعن والشتم والتجرؤ على المقدسات وعلى رموز الإسلام بصورة عامة.
فلم تسلم من أي مقدسات إسلامية – شيعية وسنية – من الخبث الفارسي, وما حادثة تفجير قبتي الإمامين العسكريين " عليهما السلام " في سامراء عام 2006 علينا ببعيدة, حيث عمدت لإثارة الفتنة الطائفية في العراق من أجل أن تكون لها مشروعية في تدخلها بحجة " حماية المقدسات " حيث قامت بإثارة الفتن ونشر عمليات الإرهاب والقتل على الهوية والتفجيرات والطائفية, فجندت مخابراتها ومرجعيتها الفارسية في النجف, فقام عملاء مخابراتها بعملية تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء, وفي وقتها قام مرجع إيران الأبكم – السيستاني - بإصدار فتوى تحريضية في باطنها, وظاهرها دعوة لضبط النفس !!!.
حيث أمر بترك الناس تعبر عن رأيها, وكان التعبير عن الرأي هو حمل السلاح والاعتداء على أهل السنة ومقدساتهم فكانت بداية الحرب الطائفية التي أدت لإشاعة روح الحقد والبغضاء وإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي, كما أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق علناً بأن مخابرات إيران هي التي فجرت مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء, وهذا قبل سنوات من بث برنامج الجزيرة ( الصندوق الأسود ), فضربت مقدسات المذهب الذي تدعي وتظاهر بالانتماء له, وكذا الحال بالنسبة للعمليات الإرهابية التي طالت المحافظات الشيعية التي فيها مراقد مقدسة.
وهذه سوريا حاضرة وبقوة في الأذهان, فقد جندت إيران غالبية الشباب الشيعي في العراق وسوريا ولبنان لخدمة مشروعها في سوريا, إذ زجت بهم في حرب من أجل الدفاع عن مصالحها بحجة حماية المقدسات, فقامت بضرب مقام السيدة رقية, وأخذت تدفع بالشباب من خلال إعلامها الزائف الكاذب الخداع بدعوى الدفاع عن مقام السيدة زينب " عليها السلام ", فباتت الحرب على حدود لبنان في القلمون وفي حلب وكأن مقام السيدة زينب " عليها السلام " في تلك المناطق وليس في دمشق ؟!!.
أما رموز الإسلام من صحابة وزوجات النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " والخلفاء " رضي الله عنهم " فإيران هي التي تعدت وتجاوزت عليهم من خلال التأسيس والترويج للسب الفاحش والطعن بحقهم جميعاً, فجعلت من السذج أدوات لها في خدمة مشروعها الطائفي في المنطقة, فجعلت من المسلمين ممن خدع بخبث فارس وحقدها على الإسلام الذي أطاح بإمبراطوريتها يطعنون ويسبون رموزهم وينتهكون قدسية مقدساتهم, وجعلتهم يعرضون عن قوله تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ...} الأحزاب الآية 6 .. ولا نعرف كيف شخص يدعي ويتظاهر بالإيمان يتطاول ويتجاوز على أمه ؟؟!! فمن كان يعتقد بأنه مؤمن عليه أن يُسلم بأن زوجات النبي الكريم هن أمهاته وهذا بنص القرآن الكريم, وهل يوجد أقدس من الأم ؟ وبنص قرآني كريم ؟؟!! فمن الذي انتهك قدسية الإسلام ورموزه ؟! وكيف تخوض حرب لحمايتها بينما هي تنتهكها ؟؟!!.
وهاهي إيران تكشر عن أنيابها بشكل واضح وصريح وعلى وسائل الإعلام لتهدد بتهديم الكعبة الشريفة, وهي من مقدسات الإسلام والمسلمين عموماً, حيث صرح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف على خلفية التوترات التي حصلت بين إيران والسعودية بسبب حادثة إعدام النمر, حيث قال (( إن السعودية لم تَر إلى الآن قوة إيران الحقيقية بعد ومازالت إيران تتبع الأعراف الدبلوماسية معها ففي حال تهور حكام السعودية سنريهم قوة إيران العظمى وسنمحو صندوقها الأسود " الكعبة " من الوجود في حال اعتدوا على حرمة سفارة إيران في العالم ))... في إشارة منه إلى الكعبة الشريفة ؟؟!!, وكأن الكعبة هي تمثل السعودية أو ملك للسعودية أو تمثل طائفة دون أخرى, وليس للمسلمين جميعاً ؟؟!! إذا كانت هذه رؤية إيران لمقدسات المسلمين إذ لماذا تتدخل في الشؤون العربية خصوصاً العراقية والسورية أليس بحجة حماية المقدسات الإسلامية ؟؟!!.
لكن هذا التصريح يفضح ويعري مدى النفاق الإيراني وبغضه وحقده على العرب والإسلام والمسلمين ومقدساتهم, وما حرب المقدسات إلا أكذوبة وخدعة وغطاء لخدمة مشروعها الفارسي, والتي راح ضحيتها الكثير من المسلمين ومن كل المذاهب, فبسببها أخذ السني يقتل الشيعي والشيعي يقتل السني وأحدهما يستبيح عرض ومال ودم الآخر.
بل جعلت إيران قدسية الإنسان التي هي اشد حرمة عند الله من الكعبة تهان وتنتهك وتمرغ بالتراب, فهاهي مخيمات النزوح في العراق تعاني وتصارع الموت بسبب إيران ومليشياتها الإجرامية, وها هي المدن السورية تعاني الحصار الغذائي وبراميل الموت, ولم يتحرك أي شخص من قبل المغرر بهم من قبل إيران بما يسمى بــ " حرب المقدسات " بل أخرست ألسنتهم وصُمت أسماعهم وعُميت أعينهم عن موت الملايين في العراق وسوريا, بينما ينتفضون لشخص, وهذا ما يثير الاستغراب والدهشة فكيف من يتحدث عن المقدسات لا يعطي أي أهمية لمن وجدت هذه المقدسات لأجله وهو الإنسان, يقول المرجع العراقي الصرخي مستغرباً في جواب له على استفتاء حول قضية إعدام النمر {{... تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير...}}.
فهل فهم السذج والأغبياء لعبة إيران ؟ إيران لا تحترم أي مقدس إسلامي سني أو شيعي, وما ترفعه من شعارات من حروب الدفاع عن المقدسات هي أكذوبة انطلت على الكثير وغرر بها حتى دفع دمه ونفسه قرباناً لمشروع فارس التوسعي, فلا شيء مقدس عند إيران سوى الحلم الذي يراودها منذ مئات السنين من أجل استعادة حدود إمبراطوريتها التي أطاح بها الإسلام ورموزه ومقدساته.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق