الأحد، 30 يونيو 2013

الصرخي الحسني شَجرةٌ طَيبة تُؤتِي أكُلًهَا كُلَ حِين



{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ْ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }إبراهيم24 _ 25
الكلمة الطيبة هي الألفاظ التي تسر نفس السامع وتحدث انطباعا جيدا عنده , يشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب نتائجها ، مفيدة ، وغايتها بناءة ، ومنفعتها واضحة . واليوم نحن في العراق اشد ما نحتاج إلى الكلمة الطيبة والى سماعها , بعد أن ملئت أسماعنا وتشبعت عقولنا بالكلمات الخبيثة التي جعلت قلوبنا مسودة كسواد ليلة حالكة الظلام من أمثال كلمة الطائفية وما يترشح عنها من ألفاظ ومعاني , ومن الطبيعي إن مصدر هذه الكلمة هو كنتاجه فان كان خبيثا فكلمته خبيثة وان كان طيبا فكلمته طيبة وهذا ما ذكره الله سبحانه وتعالى في الآيتين الكريمتين في مقدمة المقال . وهنا يكون الإنسان الطيب كالشجرة الطيبة تجده دائما مثمر بهذه الكلمات وفي كل حين كلما تحتاج إلى سماع أعذب الكلمات وأروعها فانك تلجا إلى المصدر الطيب , مثلما يحتاج الإنسان إلى فاكهة أو ثمرة طيبة فانه يتوجه مباشرة إلى الشجرة الطيبة النظيفة ,وبما إن العراق يعيش أيام خبائث ويسمع الشعارات والكلمات الخبيثة حتى وصل إلى حد  التخمة منها بسبب كثرة من يروجون للطائفية والقتل والإرهاب بالقول والفعل فنجد العراق محتاج إلى الكلمات الطيبة التي تسر النفوس وتريح القلوب وتجعله يعيش في حالة من السلام والأمن والطمأنينة وهنا نجد إن سامحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني  دام ظله  قد أدى هذا الواجب الوطني الشريف فقد جابه الكلمات الخبائث بأطيب القول وأحسنه جابه الطائفية بالدعوة إلى الوحدة ورص الصف العراقي وتفويت الفرصة على أعداء العراق وما كان بيان رقم _ 31 _ (حرمة الطائفية والتعصب ...حرمة التهجير ...حرمة الإرهاب والتقتيل) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=71  إلا إحدى ثمار هذه الشجرة العراقية الوطنية الطيبة التي اشتاق العراقيين إليها وقد احتوى هذا البيان على أعذب وأطيب الكلمات ..
 { ... 1- نؤكد شجبنا واستنكارنا ورفضنا وإدانتنا للحقن والتعريق والتعميق والجذب والتقسيم الطائفي ولكل قبح وفساد من إرهاب وتهجير وترويع وتشريد وخطف وتعذيب وغدر وقتل وتمثيل وتشويه وتفخيخ وتهجير ، تعرض ويتعرض لها أبناء شعبنا العزيز (الكرد والعرب والتركمان ، المسلمون والمسيحيون ، السنة والشيعة ، العلماء والأساتذة ، الأطباء والمهندسون ، المدرسون والمعلمون والطلبة ، الموظفون والعمال والفلاحون ، النساء والأطفال والشيوخ والرجال) في المساجد والحسينيات ودور العبادة والعتبات المقدسة والمؤسسات والدوائر والمساكن والأماكن العامة والخاصة .
2- كما نعلن ونعلن ونشدد ونؤكد شجبنا وإدانتنا وأسفنا وحزننا على الفضائح والفواجع والكوارث والقبائح والمفاسد اللاأخلاقية للمحتلين وغيرهم والتي حدثت وتحدث على الشرف والعفة العراقية العربية الإسلامية الإنسانية وأخرها (المعلن والمكشوف) ما حصل من مفسدة اغتصاب في المحمودية .
3- نشكو إلى الله تعالى ذلك ونستشفع برسوله الكريم وعترته الطاهرين وأصحابه المنتجبين(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) عند العلي القدير أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة المجروحة المذبوحة المقتولة المسلوبة المغصوبة المظلومة .
4- وإذ نعلن ونشدد ونؤكد رفضنا وشجبنا وإدانتنا لذلك ولكل ظلم وقبح وفساد وتهجير وترويع وتقتيل وتعذيب واعتداء وانتهاك واغتصاب تعرض ويتعرض له أبنائنا وإخواننا وأعزائنا (النساء والأطفال والشيوخ والرجال) من السنة والشيعة .......
نجدد ونجدد شكوانا وألمنا ومظلوميتنا بالتأكيد على إيقاف وتعطيل صلاة الجمعة في كافة محافظات العراق الحبيب إلى أن يشاء الله تعالى .
5- يستثنى من ذلك جمعة كربلاء المقدسة كي نُعلن فيها حقاً وعدلاً وإيماناً وصدقاً مظلومية أهل السنة وحرمة تهجيرهم أو تشريدهم أو تطريدهم أو ترويعهم أو تعذيبهم أو قتلهم فأنه حرام ...... حرام...... حرام ...... حرام...... حرام...... وان المظلومية نفسها والحرمة نفسها على ما يتعرض له الشيعة أتباع مذهب أهل البيت الطاهرين(عليهم السلام)......
  وان ذلك (على السنة أو الشيعة) أشد حرمة من بيت الله الحرام وحرم رسول الأنام(صلى الله عليه وآله وسلم) وروضة البقيع الكريمة والغري الشريف وكربلاء المباركة المقدسة ....نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة....نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة....
نعم كل ذلك حرام على السنة والشيعة....
6- لنعمل بجد وصدق وإخلاص :-
أ) لإيقاف نزيف الدم العراقي وإنهاء سلب ونهب وغصب ثروات العراق النفطية والمائية والزراعية والسياحية والدينية وغيرها .
ب) لإيقاف التهافت والتسافل والهلاك والدمار الذي يسير ويصب ويمر به المجمتع عموماً ويعاني منه بسبب تجارة المخدرات وتعاطيها .
جـ) لإيقاف هتك المجتمع وسفك دماءه وضياعه بسبب الفساد الإداري وصراع العصابات (المافيات) على المواد والأموال الذي نخر وينخر وحطم ويحطم وينهي جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية وغيرها وتحويلها إلى مؤسسات لاختلاس الأموال واغتصابها وابتزاز الشعب المظلوم ...} .
هذه هي الكلمات الطيبة التي تداوي الجروح التي أحدثتها الطائفية ومن يروج لها , هذه هي إحدى الثمار الشجرة الطيبة شجرة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني  دام ظله   التي نبتت في ارض العراق وارتوت من عذب فراتيه فنبتت وأزهرت وأثمرت بأطيب الثمار  الإسلامية والوطنية التي تدعو إلى الوحدة والتلاحم  وأصبحت الشجرة الوطنية التي تفيء بظلالها على العراقيين ويتناولون من ثمارها كلما احتاجوا ....

الكاتب احمد الملا
 

الجمعة، 28 يونيو 2013

الصرخي الحسني والقضية المهدوية




          المُصلح لفظ اقترن بشخصية تظهر في أخر الزمان يقيم العدل ويمحق الظلم والاستبداد الذي يسود العالم , وهذه الشخصية موجودة في عقيدة كل الأديان والمعتقدات مثل البوذية ... المسيحية ... اليهودية ... الإسلام , ففي الإسلام شخصية المصلح هي من ذرية الإمام الحسين عليه السلام ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله  صلى الله عليه واله وسلم , وهو الإمام محمد بن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام , إن قضية الظهور المقدس للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف  تحتاج إلى مقدمات والى تهيئة نفسية وعقلية وروحية لكي يتقبلها الفرد المسلم حتى إن الشارع المقدس أمر بتوطين النفوس وتهذيبها وتهيئتها لتقبل الظهور المقدس وأيضا أكد على ضرورة التعايش مع هذه المسألة وكأنها سوف تحدث ألان أو في أي لحظة تمر على الإنسان المكلف , وهذه المسألة ( الاستعداد ) يحتاج إلى رياضة نفسية يقوم بها المكلف وطبعا بدوره أي المكلف يحتاج إلى المرشد والموجه والمدرب الذي يجعله يعيش قضية الإمام المهدي وظهوره المقدس على أتم وجه وكذلك يحتاج إلى من يدفع الغموض والشبهات التي قد تقف حائلا بينه وبين الاستعداد لهذه القضية العظيمة كي لا تكون شخصية الإمام عجل الله تعلى فرجه الشريف  وظهوره هي أشبه بالأسطورة أو الخرافة لدى المكلف وهذا الأمر والدور يقع على عاتق المتصدين من رجال دين أي المراجع , لكن للأسف نلاحظ في العراق وحتى بقية البلدان الإسلامية إن التثقيف والتوجيه والإرشاد بخصوص قضية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قد غيبت ولم يتطرق لها الأغلب من المراجع حتى أن البعض لم يكلف نفسه بكتابة ورقة واحدة بهذا الشأن ؟! لكن في نفس الوقت نجد من عمل بكل جد وإخلاص ومصداقية من اجل ترسيخ قضية الإمام أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ومن ابرز ممن تناول قضية الإمام  سلام الله عليه هو المرجع الديني السيد الصرخي الحسني  دام ظله  فقد رسخ لدى المكلف روح الالتزام والاهتمام بقضية الإمام المهدي ويحصنه نفسيا  وفكرياً وعقائدياً وروحياً فأمر بإنشاء سلسة من البحوث حول قضية الإمام المهدي عليه السلام اسماها السلسة الذهبية في المسيرة المهدوية  http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=16  حيث شملت العديد من المؤلفات وكان للسيد الصرخي الحسني دام ظله  العديد من المؤلفات ضمن هذه السلسلة ومنها : أخيار العراق ورايات المشرق , الاستعداد لنصرة الإمام المعصوم  , الثورة الحسينية والدولة المهدوية , السفياني , الدجال ...  إضافة إلى عشرات المؤلفات الأخرى لطلبته , هذا من جانب ومن جانب أخر فقد تصدى سماحته  دام ظله  للرد على الأفكار المنحرفة الضالة المضلة التي تعمل على تشويه صورة وقضية الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام أمثال المنحرف عقائديا المدعو احمد إسماعيل كاطع  وكان الرد عليه أيضا بسلسلة من البحوث والمؤلفات اسماها  بالسلسلة الالكترونية في النصرة الحقيقة  http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=18  وكان أيضا لسماحته  دام ظله  العديد من المؤلفات ضمن هذه السلسلة . وقبل كل هذا فان السيد الصرخي الحسني  دام ظله  ومنذ اللحظات الأولى لتصديه للمرجعية عمل على حث المكلف بالعمل والتفاني في سبيل الانتصار للإمام المهدي سلام الله عليه وذلك من خلال رفع شعار { إن الركن الأساسي في عقيدتنا هو تأسيس دولة العدل الإلهي بقيادة قائم آل محمد صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين } وهو بهذا الشعار وبهذه التصدي وبهذا التثقيف قد وضح ابرز معالم قضية الإمام المهدي عليه السلام   ورسخها في ذهن المكلف كما جعله يعيش حالة من الاستعداد التام والقدرة على تقبل الظهور المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان .....

الكاتب :: احمد الملا

الخميس، 27 يونيو 2013

الصرخي الحسني وبيان مفهوم الاجتهاد والأعلمية



عن الإمام لصادق ( عليه السلام ) { من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال }
من المتعارف عليه في الوسط الشيعي إن مفهوم الاجتهاد و الأعلمية  هو مفهوم يطلق على المتصدين لقيادة الأمة من الناحية الدينية و السياسية ( لان المجتهد الأعلم يقوم مقام الإمام المعصوم ) وهذا العنوان لا يمكن إعطائه لأي شخص من الناس مالم تتحقق فيه بعض الشروط كالدراسة والتبحر في العلوم الخاصة بعملية استنباط الأحكام الشرعية  كالفقه والأصول بالإضافة إلى العلوم الأخرى التي تلحق بهذين العلمين مثل المنطق والنحو  فإذا أتقن هذه العلوم أصبح مؤهلا بان يكون مجتهدا , أما الأعلمية  فهي مرتبه على من مرتبة الاجتهاد فليس كل مجتهدا هو اعلم ولكن كل اعلم مجتهد وتثبت الأعلمية من خلال طرح نظريات أصولية عالية جديدة لها أرجحية على ما سبقها من نظريات , ومع ذلك فان المجتهد الأعلم لا يمكن أن يتصدى للقيادة والزعامة مالم تتحقق فيه بعض الشروط وهي تسعة ( البلوغ , العقل , الإيمان , العدالة , الذكورة , طهارة المولد , الحياة , الاجتهاد المطلق , الاعلمية ) , وقد أكد الشارع المقدس على مسالة الرجوع إلى المجتهد الأعلم  وتقليده في كل شي في حالة غياب الإمام المعصوم  وأورد بعضا منها وقوله تعالى  { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } التوبة122 ,,, وأيضا قول الإمام العسكري عليه السلام {فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافضا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه } و ما ورد عن صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قال { وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا } والكثير الكثير من الأدلة الشرعية  التي تؤكد على هذه المسالة لما لها من أهمية في تنظيم حياة الإنسان المكلف , ونلاحظ إن الشارع المقدس أكد على شيء مهم وهو وجوب تقليد المجتهد الأعلم الجامع للشرائط  ولا يجوز لغير الأعلم التصدي لقيادة الناس والمجتمع ويؤكد على هذا أحاديث آل البيت عليهم السلام ومنها  قول الإمام الصادق عليه السلام الذي أوردته في مقدمة المقال , ولكننا نلاحظ أن العالم الشيعي ألان مملوء بالمتصدين وبمن يدعون الاجتهاد والاعلمية  وكل شخص منهم يذكر في رسالته العملية فتوى وجوب تقليد الأعلم ؟! وهذه مسالة حيرت الكثير من الناس بسبب كثرة المتصدين ومن هو الأعلم من بين المتصدين , لذا وبحكم العقل والمنطق أصبح الفصيل والحكم في تحديد المرجع المجتهد الأعلم هو من يكون الأعلم في علم الأصول يجب على الناس إتباعه وتقليده  وبما أن علم الأصول فيه نظريات قديمة وحديثة فأصبح لزاما على المتصدين أن يكون اعلما  في النظريات الحديثة من هذا العلم ( بما إن الأصول من العلوم فهو في حالة تطور ) وأحدث مدرسة أصولية  لحد ألان هي مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره الطاهر ) وبطبيعة الحال من يتبنى هذه المدرسة وآرائها ويكون ملما بها  إلماما شاملا يكون هو الأعلم  ويثبت ذلك بالدليل والبرهان والأثر العلمي الشرعي الأخلاقي , وهذا ما يوضحه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) في معرض جوابه على إحدى الأسئلة التي طرحها عليه مندوب جريدة الشرق الأوسط  http://www.al-hasany.com/index.php?pid=130  عندما وجه المندوب سؤال لسماحته ( دام ظله ) { .. س9 ـ كيف يتحدد مفهوم الأعلمية؟ وهل تعتبرون أنفسكم مرجعاً دينياً فقط أو مرجعاً أعلى؟ }
فكان جوابه ( دام ظله )  { بسمه تعالى :  عمل المجتهد المرجع يتمثل ويتجسد في استنباط الأحكام الشرعية، وعملية الاستنباط تعتمد وتتوقف على علمي الفقه وأصول الفقه بصورة رئيسة وأساسية ومحوريّة، فلابد أن يكون الشخص مجتهداً في الفقه والأصول ومع اجتهاده بهما فإنه بالتأكيد والضرورة سيكون قادراً على الاستفادة من باقي العلوم فيما يدخل في عملية استنباط الأحكام.. وأي دعوى بدون دليل فهي باطلة وزخرف وضلال وإضلال، فعلى كل من يدعي الاجتهاد والمرجعية أن يطرح ما عنده من أدلّة وبراهين إلى الساحة العلمية لكي يتمكن الآخرون من تقييمها ومقارنتها ومفاضلتها مع غيرها، فلابد ولابد ولابد أولاً وبالذات أن يمتلك الشخص دليلاً علمياً، وأما مع عدم وجود الدليل العلمي فاعزلوه مهما كان، وكما قال سيدنا الأُستاذ الصدر الثاني وكرر.. إن من لا يملك أو لا يفهم أصول أبي جعفر (( أي البحوث الأصولية لسيدنا الأستاذ المعلم الصدر الأول محمد باقر الصدر)) فاعزلوه، أي لا يدخل في المنافسة والمفاضلة العلمية أصلاً، فإذا كان هذا حال من لا يفهم أصول أبي جعفر فما هو حال من لا يملك أي دليل علمي لا في الأصول ولا في الفقه، وبالتأكيد فإن هذا ليس بعالم أصلاً... وكما كان يقول السيد الأستاذ الصدر الثاني قدس سره إن المجتهد بالفقه والمجتهد بالأصول الذي لا يفهم مطالب أبي جعفر الأصولية بالرغم من عزله فإنه (فيه باب وجواب).. أما الذي لا يملك شيئاً (فليس فيه باب وجواب).. وكما قال عن البعض ممن تلبس بعناوين كبيرة كالمرجعية وغيرها قال: إنه لا يصلح أن يعطي درساً في اللمعة الدمشقية ((واللمعة مادة فقهية تعطى في مرحلة السطوح بل حتى قبل السطوح في الدراسة الحوزوية)) فكيف يتمكن من إعطاء البحث الخارج العالي وكيف سيكون بحثه؟؟؟ وأما سؤالك عن المرجع والمرجع الأعلى أو المرجع الأدنى أو المرجع الأوسط أو غيرها من عناوين فهي عناوين شكلية لا حقيقة، ولا واقعية لها أصلاً، ولا تكشف عن حقيقة من تلبس بها، لأنه حسب القاعدة العقلية المنطقية العلمية إن الأعلم في الفقه والأصول هو شخص واحد في الواقع لا أكثر وهذا الشخص الأعلم هو الذي تنعقد له المرجعية وعنوان المرجع وعنوان الأعلى إن تم، وكذلك عنوان الولاية العامة وما يتعلق بها، هذا بلحاظ نفس المتصدين للمرجعية، أما بلحاظ عموم الناس المكلفين فكل منهم حسب مستوى عقله وتفكيره بعد أن يبذل كل جهده ووسعه من أجل معرفة الأعلم كي يقلّده فتبرأ ذمته أمام الله تعالى ..} ,,
 والذي يتمعن في الجواب جيدا يجد إن سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) قد أعطى المعنى الواضح والحقيقي لمفهوم الاجتهاد والاعلمية وبصورة مختصرة وواضحة تجعل المطلع على هذا الجواب قد الم إلمام تام بهذا المفهوم وبهذه المسألة المهمة وأصبح يملك القدرة على التمييز بين الأعلم وغير الأعلم وهذا بطبيعة الحال يجعل يصحح أعماله وعباداته من خلال أتباع العقل و الشرع والدليل  بعد أن يتبع ويقلد من يجد فيه الشروط والضوابط المؤهلة لهذا العنوان ....

الكاتب :: احمد الملا  

السبت، 22 يونيو 2013

الصرخي الحسني والشمولية في الخطاب



{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ 28
أن دين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه واله وسلم هو دين لجميع الناس في الأرض إلى قيام الساعة وانتهاء الحياة الدنيا ، فهو رسالة للعالم كله ، وليس خاصاً بالعرب مثلاً ، ولا بجنسٍ دون آخر، بل هو للعرب والعجم ، والبيض والسود ، والأحرار والعبيد ، أو يوجد فيه تميز بسبب الجنس أو اللون . أو العرق والطائفة أو القومية , فدين الإسلام ليس فيه شعب مختار , ومن هذا المنطلق والمبدأ الذي هو أساس الإسلام كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم يخاطب كل المجتمعات بما فيها من ديانات وقوميات بخطاب شامل وعام  وبصورة يكون هو فيها قد أدى الذي عليه من تكليف شرعي وهكذا الأمر بالنسبة لآل البيت عليهم السلام من بعد الرسول الخاتم فكان خطابهم موجها لكل البشرية ويشمل العدو قبل الصديق وبعيدا عن الطائفية والتحزب وفيه نصح وإرشاد وتوجيه وما كان كلام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء في العاشر من محرم إلا خير شاهد فقد نصح وذكر ووجه خصومه وأعدائه  محاولا في ذلك إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفوس والأرواح التي على شفى جرف هارٍ في نار جهنم وهذا هو التطبيق الحقيقي للتكليف الذي وقع عليه في تلك الساعة وتلك اللحظة  . وهذا الأمر أي الشمولية في الخطاب  أصبحت أمرا واجبا ومفروضا على كل من تصدى لقيادة الأمة  وخصوصا من يسير على نهج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وال بيته الأطهار الذي هو النهج والخط الذي يمثل إرادة الله سبحانه وتعالى , وهذه الشمولية في الخطاب كانت تبرز في كل الأوقات ولكن تكون بشكل مكثف في أوقات الأزمات والفتن التي تصيب المجتمع الإسلامي خصوصا , واليوم العراق وهو يعيش في أحلك الظروف بحيث يمر في حالة من الفتن والصراعات والشبهات وهو أصبح محتاج إلى خطاب قيادي إسلامي توجيهي وإرشادي حقيقي شامل وعلى الرغم من غياب الخطاب الشمولي من قبل اغلب المتصدين لقيادة المتجمع العراقي لكن في نفس الوقت نجد إن من يمثل النهج المحمدي الحقيقي قد توجه بالخطاب الأبوي الشامل لكل أطياف المجتمع العراقي  فكان سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) المبادر الوحيد في استخدام الخطاب الشامل الذي لم يميز فيه طائفة دون أخرى أو قومية دون أخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر ما ذكر في بيان رقم _74_  (حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة )  http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=90 
{ ... هل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين  المثابرين  من النخب  العلماء  والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين  والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل  الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار .. أين شيوخ العشائر النجباء ..أين التجار والوجهاء والأعيان المحبّون  للعراق وشعب  العراق  .... أين الرجال .. أين الشيوخ .. أين  النساء ..أين  أطفال  العراق  .... فالشرع والعقل والتاريخ والأخلاق  يلزمنا ويوجب علينا  أن  ننصر  وننتصر  للعراق  وشعب العراق  وثروات العراق  وكرامة  العراق وشرف العراق وعروبة العراق  وإسلام ودين  العراق  وتاريخ  وحضارة  العراق  ... فأين  النساء و الرجال الاصلاء  الشرفاء  النجباء  أهل الكرامة و الغيرة والشرف والوطنية الصادقة .. أين أهل العراق ... أين أهل العراق  ...أين  أهل العراق ... أين أبناء ثورة العشرين المضحون الكرماء ... أين  أبناء الثوار وقادة الثورات المباركات ... أين شعب  العراق ... أين شعب  العراق... أين شعب العراق  .... }.
فنجد سماحته ( دام ظله ) قد خاطب كل الشرائح والطبقات العراقية وكل الشعب العراقي بدون أن يسمي أو يميز احد على أخر ولم يستخدم الخطاب التميزي أو العنصري وإنما استخدم الخطاب الشامل  وبشكل وطني وإسلامي حقيقي وبصورة تحث على  نبذ كل الخلافات وتدعو للحمة من اجل تخليص العراق من الواقع المأساوي الذي يعيش فيه . فسماحته (دام ظله) بهذا الخطاب قد طبق إرادة الله سبحانه وتعالى وانتهج المنهج المحمدي الأصيل فكان خطابه وكلامه وتوجيه للناس كافة بدون استثناء .....
الكاتب :: احمد الملا