السبت، 28 فبراير 2015

العراق واليمن.. بين موجات المد والجزر الأمريكي _ الإيراني




احمد الملا 

لا يخفى على عاقل مدى تدخل الدول الاستعمارية خصوصا أمريكا وإيران, في منطقة الشرق الأوسط, وكما يعلم الجميع إن هذه التدخلات هي عبارة عن سعي حثيث خلف السلطة والسيطرة على تلك المنطقة, لما تملكه تلك المنطقة من خيرات وثروات وإمكانيات عقلية وبشرية, فالسيطرة على تلك المناطق سيعطي الدولة المسيطرة امتيازات لا يمكن لأي دولة أخرى الحصول عليها, وبالتالي يكون ضمان الموارد النفطية والبشرية وغيرها من الموارد, أمرا مفروغ منه ويعطي أرجحية اقتصادية وتطورية للدولة المسيطرة, وفي الوقت ذاته يمكنها من الوقوف بوجه الدول المنافسة.
الآن الصراع في العراق, لا يختلف كثيرا عن الصراع في اليمن, فكلاهما حالة واحدة, فاليمن تعتبر دولة مهمة جدا من الناحية الجغرافية, ومن يسيطر على تلك الرقعة الجغرافية يضمن سيطرته على منطقة الخليج العربي بشكل كامل, وبما أن إيران تسيطر على مناطق واسعة من الخليج العربي, فهي تريد أن توسع هذه السيطرة حتى يكون ذلك الخليج هو الخليج الفارسي 100 % , ومن أجل ذلك عملت على زرع ودعم شخصيات تعمل لحسابها, أمثال الحوثيين.
أما أمريكا فهي أيضا تريد السيطرة على هذا الجزء من الأرض للمميزات نفسها لان السيطرة عليه سوف يدعم علاقتها الاقتصادية والعسكرية ويدعم تواجدها في منطقة الخليج العربي, فكيف تسلم اليمن لإيران؟! ومن أجل ذلك تجدها تدعم بشكل أو بأخر تنظيم القاعدة في اليمن, لكي يكون ندا وغريما للحوثيين, وبين هذا وذاك أصبحت اليمن الآن ارض صراع وقتال بين إيران وأمريكا.
وكذا الحال بالنسبة في حقيقة الصراع الحاصل الآن في العراق بين تلك الدولتين, فالعراق يعتبر منطقة وحد فاصل بين الشرق والغرب, وكذلك منطقة التقاء مهمة, فمن يسيطر على تلك الدولة سوف يحصل على امتيازات كبيرة جدا ويضمن له السيطرة على كل تحركات الغريم, بالإضافة إلى ما يمتاز به العراق من ثروات نفطية  وطاقات بشرية فكرية خلاقة فقد تصاعد وتضاعف وتعمق واشتد الصراع فيه بين القوتين المتنافستين.
وهذا ما أكد ويؤكد عليه المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 / 2015م ... إذ قال...
{...2ـ أميركا وإيران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا...}.
وبسبب هذا التصارع الحاصل بين تلك الدولتين, تجد إن الشعوب العربية هي التي تدفع ضريبة هذا الصراع, فالقتل والتهجير والتشريد والتطريد والترويع والحروب الداخلية بكل أشكالها, وقد اعتمدت هاتين الدولتين, على أذنابها ففي العراق المليشيات والتكفيريين, وفي اليمن القاعدة والحوثيين, والشعوب بين هذا وذاك تسفك دماءها بكل برودة أعصاب, فعندما يرتفع مد السيطرة الإيرانية على تلك الدول, تزهق الأرواح, وفي حال ارتفع مد السيطرة الأمريكية تزهق الأرواح البريئة, فبين مد وجزر, سعي إيران - أمريكا من أجل السيطرة والسلطة تقتل الشعوب.



الجمعة، 27 فبراير 2015

نشوة النصر الإيراني و حصان طروادة الأمريكي



احمد الملا 

يبدو إن أمريكا قد أحكمت قبضتها, ونصبت شراكها وفخاخها بصورة جيدة جدا, في معركتها مع إيران, بحيث سوف توجه ضربة موجعة وقوية لها, لكن إيران إلى الآن لم تنتبه لذلك الأمر, حيث انشغلت بنشوة النصر المزيف إعلاميا, خصوصا في منطقة البغدادي, وسيكون هناك نصر آخر في محافظة صلاح الدين, وسيكون هناك تفاخر وتمجيد بإيران وموقفها في تحرير المحافظات العراقية من التنظيم الإرهابي داعش, بحيث يصل الزهو والغرور إلى أعلى مراتبه, وبالتالي تلقي بكل ثقلها من حرس ثوري ومليشيات في محافظة الموصل, ظنا منها إنها سوف تحررها بسهولة وبشكل يشبه بقية المحافظات.
وهنا نجحت أمريكا في جر إيران إلى الطعم, وجعلتها تبتلعه جيدا, وبالتالي ستوجه الضربة الموجعة والقوية لإيران في العراق, بحيث ستكون الموصل مقبرة لكل من انضوى تحت راية إيران, لأنها ستصطدم بقتال ومقاتلين فعليين, وبمعركة مصيرية لا يمكن شراءها أو المساومة عليها, لأنها معركة الوجود الأمريكي في العراق, وأمريكا من المستحيل جدا أن تعطي الفضل والفخر والنصر لإيران, بل إنها تريد إسقاط إيران في نظر الشعب العراقي الذي مازال متمسك بشيء اسمه الفضل الإيراني على العراقيين, بالإضافة إلى محاولة كشف مدى العجز والغباء الإيراني للعالم, وكيف إنها قادت العراقيين إلى مجزرة, مع إرهاق إيران ماديا ومعنويا وبشريا واقتصاديا.
وبعد ذلك يبدأ التحرك الأمريكي في العراق على أتم وجه, خصوصا وهي الآن تضع أربعة ألاف مقاتل في الكويت, وكذلك وجود حاملة الطائرات الفرنسية في الخليج العربي, ويساندها في ذلك الجيش السعودي الذي حصن حدوده مع العراق, وهي أي أمريكا لديها السماء العراقية, ووجود الجيش الأردني على الحدود العراقية أيضا, وسيكون دخول المقاتلين الأمريكان المتواجدين الآن في الكويت للجنوب العراقي, بحجة وجود فلول داعشية أو تنظيمات إرهابية, وبهذا تحكم السيطرة على الجنوب بهؤلاء المقاتلين, وتضمن عدم التواجد الإيراني في العراق لا في الشمال ولا في الجنوب.
فإيران الآن شبه محاصرة داخل هلال عسكري دولي بقيادة أمريكا, وقد ابتلعت طعم النصر الزائف والمصطنع, كما إن هناك تحالف وتحرك سياسي دبلوماسي بشأن القضية النووية الإيرانية, خصوصا إن هذه القضية سيطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي  " نتانياهو " على الكونجرس الأمريكي في الأسبوع المقبل.
وهذا يذكرنا بما قاله المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 / 2015م ... إذ قال...
{...  2ـ اميركا وايران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ ارادتِها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا ، ولان العراقَ بلد البترول والطاقات البشرية الفكرية الخلاقة فقد تصاعدَ وتضاعَفَ وتعمَّقَ واشتدَّ الصراعُ فيه بين القوتين المتنافستين.
3- والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ لا يمنعُ اَن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك ان ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن اَن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً.
4- اما لماذا تسمح اَميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ اميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا ايران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ اميركا التي اوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم الا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين اميركا وايران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد ان يتقاطع في اخر المطاف.
5- والذكاء النسبي الأميركي اقصد به ان اميركا تعتقد حاليا انها تحقق استنزاف واِضعاف ايران ، وكذلك اِستنزاف واِضعاف الدولة الإسلامية (داعش) ، واستنزاف وهتك وتحطيم وتدمير الشعب العراقي ، اِضافة للاِستنزاف الاِقتصادي للدول الخليجية الداعمة ماليا ، واضافة لذلك كلّه فان قبضة اميركا وتدخلها في شؤون دول المنطقة قد ازداد وقوي وتضاعف بسبب الارباك الفكري والأمني والمجتمعي الذي أصاب حكومات المنطقة وشعوبها… لكن ليس كل ما تعتقده وتتمناه اميركا سيتحقق ومن هنا قلت انه ذكاء نسبيٌّ .  ...}.

وهذا رابط الحوار الصحفي مع المرجع الصرخي الحسني ...


الخميس، 26 فبراير 2015

أفعال داعشية تهين الحضارة العراقية



احمد الملا 

إن ما أقدمت عليه عصابات داعش الإرهابية اليوم الخميس 26 / 2 / 2015م من تهديم لصروح حضارية أشورية وأكدية, إنما هو فعل قبيح جدا ويمقته العقل والفكر البشري بصورة عامة, يتعذرون بأنها صروح تشير إلى أوثان كانت تعبد من دون الله سبحانه وتعالى, لكنهم نسوا أو تناسوا أو غضوا الطرف عن قوله تعالى  في الآية 31  من سورة يس  { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ }, الذي فيه حث على اخذ العظة والعبرة من تلك الآثار ؟! اخذ العبرة من تلك الصروح التي كانت في غابر الأزمان آلهة تعبد دون الله سبحانه وتعالى لكن أين هي الآن ؟! هي مجرد تماثيل لا تضر ولا تنفع وبقيت عبارة عن رسالة للبشر مفادها إن كل شيء زائل إلا وجه الله سبحانه وتعالى.

أما من الجانب الحضاري فهي لها اثر في النفوس ودليل على ارتباط الإنسان بأرضه وامتداد جذوره فيها, ولا أتصور إننا نجد تعبيرا أفضل من كلام المرجع الديني السيد الصرخي الحسني بخصوص أهمية الآثار في بيان – 41-  ( أثارنا تربطنا بأرضنا ) الذي قال فيه ...

{ ... الآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الأزلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار...}.

لكن ما قامت به عصابات داعش من جريمة تضاف لسجلها الإجرامي بحق الإنسانية, إذ يعد من الأعمال التي يراد منها فك ارتباط الإنسان بأرضه وتاريخه وحضارته, وإزالة كل العوامل التي توحد الشعب وتدعم تماسكه, كما إن هذا العمل يدل على أن هؤلاء المرتزقة يعملون لأجندات ودول تفتقر إلى سجل تاريخي حضاري كتلك التي أقدموا على تدميرها وتهديمها, وهذا من باب الحسد والبغض والكره, وسعي إلى مساواة العراق بتلك الدول التي لا تاريخ لها.



الأربعاء، 25 فبراير 2015

الخطاب الديني في العراق ... شيعيا أم إيرانيا ؟!



احمد الملا

بعد عام 2003م, وبعد إن استلم الحكم في العراق قادة ورموز سياسية ودينية بغالبية تدعي التشيع, والولاء لآل البيت عليهم السلام, تصور الكثير إن الحكم في العراق هو حكم شيعي, بما إن الحاكم والمسيطر هي الأحزاب والكتل والشخصيات – سياسية ودينية -  من الشيعة, المؤسسة الدينية في النجف " المرجعية " شيعية ولها تأثير في القرار والخطاب السياسي العراقي, إذن الحكم شيعي, إذن القيادة والقرار والحل والعقد بيد الشيعة!!!.
وبما إن العراق من الناحية الجغرافية مرتميا في أحضان الجارة إيران, وأيضا إن اغلب المتصدين للعمل السياسي والديني في العراق الآن ممن كانوا يعيشون فيها ويدينون بالولاء والطاعة لها, بالإضافة إلى عامل الربط والاشتراك المهم وهو عنوان واسم " التشيع " الذي يربط هؤلاء بإيران, أصبح الخطاب الذي يتصدر المشهد السياسي والديني في العراق كما يتصوره اغلب الناس بأنه خطاب شيعي.   
 لكن في حقيقة الأمر إن هذا التصور خاطئ وغير صحيح, لان هؤلاء بمجموعهم لا يمثلون الشعب ولا يمثلون حتى أنفسهم في كل قرار وخطوة يتخذونها, هذا من جهة، ومن جهة أخرى, هم لا يمثلون مذهب التشيع ولا الشيعة نهائيا لان العمل السياسي لا يقف عند حدود مذهب أو طائفة أو دين, ومذهب التشيع, مذهب الامامية ألاثني عشرية, بكل مناهجه وقواعده وأسسه بعيد كل البعد عما يقوم به هؤلاء لكنهم اتخذوه سترا من أجل التأثير في الناس خصوصا وان غالبية الشارع العراقي هو شيعي.
فاستخدم هؤلاء منتحلي التشيع والمتسترين به, لغة الخطاب المذهبي الشيعي, حتى وان كان خطابا سياسيا فأنهم يمزجونه بالخطاب الديني, من أجل تمرير ما يملى عليهم من مشاريع واطروحات وأفكار وأجندات من خلال استخدام ألفاظ شيعية في حقيقتها وجوهرها, سياسية, مصلحية, منفعية, تصب في مصلحة الجهة والدولة التي أوجدتهم ووضعتهم من أجل خدمتها, فالآن كل ما يُتخذ من قرار أو يُصرح به من تصريح, أو أي أمر أخر يصدر من هؤلاء الساسة لا يعتبر شيعيا في حقيقة الأمر بل انه يعتبر أمرا وقرارا وتصريحا وإجراءا إيرانيا على لسان أشخاص انتحلوا التشيع لخدمة دولة لا تهتم إلا بمصلحتها ومنفعتها فقط وفقط.
ولو أخذنا أمثلة تؤكد قولنا بان القرار والخطاب – الديني والسياسي - في العراق هو قرار وخطاب سياسي إيراني وليس شيعي  لوجدنا الكثير, ومن كلا الطرفين – الخدم "العملاء " والسادة " إيران " -  ففي بداية الاعتصامات التي نظمها أهالي المناطق الغربية العراقية خرج رئيس الوزراء السابق السفاح المالكي ومن على شاشات التلفاز ويقول " أنا شيعي أولا " !! بعد أن سُئل عن هويته ما هي ؟ الأمر الذي ساعده كثيرا في الحصول على شرعية من الشارع في قمع المعتصمين والمتظاهرين, وبعد فترة من الزمن يخرج المرشد الإيراني خامنئي ويقول " المالكي ولدنا المطيع ", وفي الوقت ذاته نجد إن الطرفين قاما بجريمة ومجزرة بحق الشيعة في العراق في كربلاء المقدسة بتاريخ 1 / 7 / 2014م بحق مرجعية السيد الصرخي الحسني والسبب هو رفضه لكل المشاريع الطائفية والتقسيمية, فهل الشيعة يقتلون الشيعة؟؟!! وهذا الشعب الإيراني في الأهواز وفي غير مناطق من إيران يتعرض لأبشع أنواع القمع والإرهاب وهم شيعة, فهل الشيعة يفعلون بأبناء مذهبهم ذلك الفعل القبيح ؟! هذا يعكس لنا حقيقة الأمر والذي هو لا وجود لشيء اسمه التشيع والشيعة في قاموس إيران إلا بما يخدم مصلحتها وسياستها.
وهذا ما أكد عليه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الوطن المصرية بتاريخ 21 / 2 / 2015 م, حيث قال ...
{... لا يوجد خطاب ديني مذهبي شيعي عراقي، فالخطاب الديني في العراق هو خطاب إيراني خالص وبامتياز لا علاقة له بالمذهب الشيعي إلا بالمقدار الذي يخدم فيه سياسة السلطة الإيرانية الحاكمة وأمنها القومي التسلطي...}.
وبصورة مختصرة إن الخطاب الديني في العراق معدوم ولا وجود له وإنما الخطاب الموجود هو خطاب سياسي إيراني طُليّ بالصبغة الشيعية من أجل خدمة مصالح ومكاسب ومنافع إيران في العراق وحتى في غير العراق من الدول التي العربية كسوريا والبحرين واليمن ولبنان.

رابط الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الوطن المصرية مع المرجع الصرخي الحسني ....



بقلم :: احمد الملا

  

الاثنين، 23 فبراير 2015

السلطة هي الهدف والتشيع هو الوسيلة !!



احمد الملا 

إن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مبدأ اعتمد منذ القدم, وليس وليد اللحظة أو انه مبدأ مبتكر, فبالرجوع إلى التاريخ تجد الكثير ممن استخدم هذا المبدأ من أجل أن يصل لكل طموحاته ورغباته وغاياته وأهدافه, ولعل التاريخ الإسلامي بصورة عامة, والتاريخ الشيعي بشكل خاص, من أكثر التواريخ التي حملت في مابين سطورها أحداث عن شخصيات ودول وحركات اعتمدت على هذا المبدأ وعملت به.
لكن الغرض ليس لخدمة الإسلام أو مذهب التشيع أو خدمة الإنسانية, بل من أجل خدمة المصالح الشخصية النفعية الضيقة, كالحصول على المنصب والسلطة والحكم, باسم الدين وباسم التشيع, فهذا التاريخ ينقل لنا الكثير عن ظهور دول وشخصيات وحركات, اتخذت من عنوان التشيع سترا وغطاءا لها من أجل الحصول على الحكم والتسلط على رقاب المسلمين, وما يدل على ذلك هو الاختلاف الواضح والتام بين المنهج والسلوك العملي الخاص بتلك الدول وبين المنهج والنظرية والسلوك لرموز مذهب التشيع – آل البيت عليهم السلام – بمعنى أخر, إن هؤلاء المتسترين تحت عنوان التشيع تطبيقهم مخالف لما يحملونه من عنوان ومن نظريات ومنهجية وسلوكيات وأساسيات مذهب الحق, مذهب آل البيت, مذهب التشيع العلوي الامامي ألاثني عشري.
والشواهد كثيرة على ذلك فذاك المختار الثقفي الذي اتخذ من التشيع سترا له لكنه في الحقيقة ابتعد كل البعد عن اصل التشيع, ترك الإمام السجاد عليه السلام وتوجه بالولاء والطاعة لشخص أخر " محمد بن الحنفية"، وأسس دولة له في الكوفة لمدة 18 ثمانية عشر شهرا تقريبا وقد ناء بجنبه عن الإمام السجاد, فإن كان بالفعل هو يريد خدمة المذهب لماذا لم يعلن الولاء والطاعة وسلم الحكم للحاكم الشرعي وهو السجاد؟!, فقد رفع شعار يا لثارات الحسين وجعله وسيلة وسلم يصل من خلاله للحكم.
ومن الشواهد الأخرى هي الدولة العباسية التي حملت أيضا شعار الثأر لآل البيت عليهم السلام, لكن هي الدولة التي أقصت وقتلت اغلب الأئمة عليه السلام, وأيضا الدولة العلوية، و الإسماعيلية، والفاطمية، والزيدية, والقرامطة, والكثير الكثير من الدول والحركات التي حملت عنوان التشيع من أجل الحصول على الجاه والسلطة والحكم, مستغلة المظلوميات التي تعرض لها آل البيت, فوجد العذر والسبب والوسيلة من أجل تحقيق الهدف وهو السلطة والحكم, ولا يهم إن كانت الوسيلة مقبولة أو غير مقبولة شرعا وأخلاقا, فالمهم هو السلطة.
وبالرجوع لأهل الاختصاص, من باحثين ومحققين في التاريخ الإسلامي, وخصوصا إذا كانوا يحملون عنوان الزعامة الدينية " المرجعية " نجد إن كل ما طرحناه هو حقيقة واقعية مر بها مذهب التشيع, حتى صار هذا المذهب ممقوتا ومُبغضا عند أغلب المسلمين, والسبب هو تعاقب تلك الدول المنتحلة له, ولعل خير من نستشهد بكلامه هو المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني الذي بين حقيقة تلك الدول والحركات والأشخاص في سلسلة المحاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي, وكذلك في جملة من الخطابات والاستفتاءات واللقاءات والحوارات الصحفية, وأخرها الحوار الذي أجرته معه صحيفة الوطن المصرية بتاريخ 21 / 2 / 2015 م, فقد وضح في جواب على سؤال الصحيفة عن سبب تخوف العالم من التشيع بقوله ...
{ ... - بالتأكيد السياسيون والانتهازيون يتخذون الإسلام والطائفة والمذهب للتغرير والاِرتزاق والاستئكال والتسلط وتخدير الشعوب والاستخفاف بها وسلب مقدراتها وحتى الوصول بها إلى الانحراف الفكري والأخلاقي، وهذا لا يختص به مذهب دون آخر بل لا يختص به دين دون آخر ولا تختص به قومية دون أخرى، وأما تسليط الضوء على المذهب الشيعي في هذه المرحلة فهناك أسباب، ومنها أن الأحداث والفتن معظمها يقع في العراق ولأن أهل السياسة والدين المعاصرين هم الأسوأ في العراق على طوال التاريخ.
- يعني أن الشيعة الانتهازيين منتحلي التشيع جلبوا السمعة السيئة على مذهب التشيع، فلا بد أن يتخوَّف العالم الإسلامي والعربي من هؤلاء وأمثالهم فإن المذهب الشيعي وأئمته تخوفوا من هؤلاء وحذروا منهم ومن فِتَنِهِم، فالإمام على بن موسى الرضا عليهما السلام قال " إن ممن ينتَحِل مودتنا أهلَ البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال"...}.
وبشكل مختصر, يمكننا أن نصل إلى نتيجة وحقيقة ثابتة هي إن عنوان التشيع أصبح وسيلة وأداة لكل من يبحث عن الجاه والسلطة والحكم, ليس من أجل خدمة الدين المذهب والإنسانية بل من أجل مصلحته الشخصية الضيقة, فعنوان التشيع وسيلة والسلطة هدف.

رابط الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الوطن المصرية مع المرجع الصرخي الحسني ....

الأحد، 22 فبراير 2015

مصير من يرفض الاحتلالين الأمريكي و الإيراني هو .... !!



احمد الملا 

مما لا يخفى على الجميع, إن العراق أصبح ساحة صراع وقتال وتصفية حساب للدول الاستكبارية الشرقية والغربية, والسبب في ذلك هو المكانة الجغرافية التي يتميز بها, والتي تعتبر كحد فاصل بين المحورين – الغربي والشرقي – فمن يسيطر على هذه الرقعة الجغرافية, يضمن إيجاد بوابة تطل على المحور المتصارع معه وبالتالي يستطيع أن يسيطر على تحركات خصمه والتأثير عليه.
 لذا أصبح التكالب والصراع والقتال على هذه الأرض من اجل الاستحواذ عليها, خصوصا بعد أن أصبحت الساحة في العراق خالية وخاوية من الأصوات الوطنية العراقية الأصيلة, وإن وجدت فإنها سوف تباد بشكل أو بأخر, من جهة, ومن جهة أخرى, زرع وإيجاد العملاء والمرتزقة ممن يخدم هذا المعسكر أو ذاك, الأمر الذي سهل عمل الاستخبارات العالمية في العراق حتى آل الأمر إلى ما هو عليه الآن.
ولعل أبرز المتصارعين الآن في الساحة العراقية هما الغريمين التقليديين إيران والتي تمثل المحور الشرقي, وأمريكا التي تمثل المحور الغربي, والهدف من هذا الصراع هو السيطرة والاستحواذ على تلك البوابة – العراق -  عليها سوف يضمن امتداد هذا المحور أو ذاك في المنطقة وسيطرته على الخصم وتقييده, فأصبح العراق الآن – أرضا وشعبا - وبشكل عام عبارة عن خطين, خط موالي إلى الشرق – إيران – وخط موالي إلى الغرب – أمريكا –  وهذا الولاء حصل بفعل الإعلام والتغرير والحقن والشحن الطائفي والمذهبي بحيث اخذ شكل وعنوان الطائفية لكنه في الأساس صراع سلطوي, فبات العراق الآن حبيس الاحتلالين الأمريكي والإيراني وأذنابهما.
أما بالنسبة إلى الأصوات الوطنية والعراقية التي رفضت الاحتلال الإيراني ومن قبله الاحتلال الأمريكي, فإن مصيرها هو أما القتل, أو التهميش, أو التعتيم والتغييب الإعلامي, وحرب الإشاعات والدعايات الكاذبة, التي يشنها الاحتلالين على هذا الصوت, فالحرب على كل جهة وطنية مخلصة تثمل حلقة الوصل ونقطة اللقاء والمسالة التي تجمع بين الخصماء, فهم يتفقون على تغييب هكذا أصوات ورموز وطنية لأنها تهدد مشاريعهم ومخططاتهم وتفضحهم, فالخلاص هو الحل.
وما حدث للمرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ولأتباعه ومقلديه ومريديه في 1 / 7 / 2014م, المصادف 2/ رمضان / 1435هـ,  من اعتداء وقتل وحرق وتمثيل بالجثث وهدم منازل واعتقالات وتشريد وتطريد وحبس مؤبد وحملات إعلامية تسقيطية وكذب وافتراءات, كلها من أجل رفضها لتلك المشاريع التي أوجدها الاحتلالين الإيراني والأمريكي وعملائهما.
وهذا ما أكد عليه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في الحوار الذي اجرته معه صحيفة الوطن المصرية يوم السبت 21 / 2 / 2015 م, عندما أجاب على سؤال الصحيفة عن سبب الاعتداء الذي حصل عليه في صيف العام الماضي – مجزرة كربلاء -  فكان جوابه هو...
{ ... لأننا رفضنا احتلال أمريكا لنا كما رفضنا احتلال إيران، ولأننا رفضنا الطائفية والتقاتل الطائفي والاحتراب، ولأننا رفضنا الفتاوى الممنهجة التي أسست وأمضت الاحتلال وما ترتب ويترتب عليه من فساد. ولأننا رفضنا فتاوى الطائفية والاقتتال، ولأننا رفضنا كلّ منبر وقول ومنهج وسلوك يؤسس للتناحر والتنافر بين أبناء الوطن والدين، ورفضنا كل تقسيم وتشقيق وتدمير للعراق وشعب العراق...}.
وهذه هي حقيقة ما يجري في العراق, فكل من يرفض أي مشروع لأي جهة خارجية, او حتى مشروع تطرحه جهة تابعة لأي من الاحتلالين, فان مصيره هو القتل والتهجير والتشريد والاتهام بالإرهاب والعمالة والحرب الإعلامية ستشن عليه, خلاصة القول إن كنت عراقيا, ترفض الاحتلال, وترفض التبعية, وترفض التقسيم والطائفية, سيكون مصيرك – صرخيا – لان اسم الصرخي أصبح كابوسا مرعبا يهدد الاحتلالين ومصالحهم وعملائهم في العراق, وهذا يعني انك سوف تتعرض لكل أنواع الحرب وبكل الوسائل المتاحة.

المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في حوار خاص مع صحيفة الوطن المصرية ...




السبت، 21 فبراير 2015

جدار برلين من جديد ... لكن في العراق ؟!




احمد الملا 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، قسمت ألمانيا إلى أربعة مناطق محتلة بحسب اتفاقية يالطة، كانت الدول المحتلة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، والمملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول المتحكمة والمديرة للمناطق المحتلة من ألمانيا، وتبعا لذلك، قسمت العاصمة السابقة للرايخ الألماني إلى أربعة مناطق أيضا، وفي ذات الحقبة بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي الشرقي والغرب الرأسمالي، ومثّلت برلين مسرحا للمعارك الاستخباراتية بينهم.
في عام 1949 بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) في المناطق المحتلة من قبل الولايات الأمريكية المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، وقيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) بعد ذلك في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمينها، وبقيام كيانين، دَعم التقسييم السياسي لألمانيا، وبين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وضع بشكل أولي شرطة وحرس الحدود، ولاحقا على الطرف الشرقي بدء وضع الاسيجة، وتطور الأمر إلى أن تم بناء سياج أو جدار برلين لكي يكون هو السكين التي قطعت أوصال ألمانيا.
واليوم في العراق يتكرر المشهد الألماني – سياج برلين – لكن هذه المرة على غير صورة فليس هناك جدار وإنما خندق, وحسب ما نشر موقع كتابات العراقي من خبر بتاريخ الخميس 19 / 2015 وتحت عنوان (بين كربلاء والانبار وبابل ... خندق للفصل الطائفي)...
رسم مسؤول محلي خط على خريطة يقتطع أرضا زراعية وصحراوية جنوب غربي بغداد نزح سكانها السنة بسبب القتال ثم أشار إلى الجنوب مباشرة على موقع أكثر المزارات الشيعية قدسية.. كربلاء, فقد قال عضو المجلس المحلي في بابل "حسن قدم" إن الخط يمثل مسار خندق يمتد 45 كيلومترا صمم لحماية مدينة كربلاء الشيعية المقدسة من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسعون إلى إبادتها, وأشار إلى انه ما دام تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الانبار فان هذا الخندق سيستخدم لحماية السكان في كل من بابل وكربلاء والذي سيصبح نقطة انطلاق لتحرير الانبار.
وبعد وضع هذه الخطة وبداء التصريح عنها إعلاميا حتى بدأت بوادر التقسيم الطائفي تلوح في الأفق, وخير شاهد هو رفع صور وبوسترات كبيرة في شوارع النجف وكربلاء وبعض محافظات العراق للزعيم الإيراني الراحل " الخميني " وتمت تسمية إحدى شوارع النجف باسمه!! وهذا يعني إن إيران قد ضمنت حصتها من العراق وبحجة المحافظة على المقدسات من خطر تهديد " داعش ", وأمريكا ضمنت حصتها أيضا فهي تواجدت وستكثف تواجدها في المناطق الغربية والشمالية, بحجة محاربة " داعش ".
 ويبدوا إن هذا الترسيم الجديد للعراق بدأ حيز التطبيق بعد الرسائل المتبادلة بين الزعيم الديني الإيراني خامنئي والرئيس باراك أوباما في مطلع شهر شباط 2015م, بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والالكترونية, حسبما نقله مستشار وزير الخارجية الإيراني " علي خورام " عن رسائل الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الخامنئي وكيف انه متفائل بتلك الرسائل وان أمريكا سوف تغير سياستها في العراق وانها سوف تفتح المجال أكثر لإيران في العراق, وهذا الأمر يرجح جدا إن فكرة وجود داعش في العراق هي فكرة مشتركة بين معسكر الغرب ومعسكر الشرق ويؤيد ذلك نتائج الاستفتاء الذي أجرته صحيفة إيلاف اللندنية بتاريخ 18 / 2 / 2015م, حيث كانت نتائج الاستفتاء هي :
صوت بنسبة40 % إن إيران داعم رئيس للتنظيم، تلتها نسبة 22 % تقول بأن تركيا تدعم التنظيم, أما ثالثاً فقد حلّت إسرائيل بأنها تدعم التنظيم، حيث قررت ذلك ما نسبته 15 % , بينما قال إن أميركا هي داعم (داعش)، وقررت النسبة الأقل 11 % أن العرب هم من يدعم التنظيم .
وحسب هذه النتائج نرى إن المعسكرين الشرقي والغربي لهما دور في ايجاد داعش,كما هو الحال سابقا عندما أوجدوا جدار برلين, وهذا يرجح ويقوي ويؤكد ما قاله المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بان إيران وأمريكا لاعبين رئيسيين في العراق والمنطقة, وذلك خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 / 2015م ... حيث قال ..
{ ...لا يخفى على العقلاء إن في العراق لاعبَيْن رئيسين أميركا وإيران، أما الآخرون فكلُّهم أدوات بيَدِ هذين اللاعبَينِ يحرِّكاهُم كيفما شاءا ومتى شاءا، وإذا حصل أيُّ صراع بين هذه الأدوات فهو مشروط بان لا يخرج عن حلبَةِ السيدين الكبيرين، أميركا وإيران، ومن هنا يظهر لكم إن كل ما يقع على ارض العراق هو بسبب هذين الوحشين الكاسرين المُتَغطرِسَينِ...}.
فان التجربة الألمانية السابق الآن يمر بها العراق والى متى سيطول هذا الأمر؟ فهل سيقبل الشعب العراقي بهذا التقسيم؟ أم ستكون له كلمة أخرى؟ أو انه سيذعن للأمر الواقع ويبقى تحت رحمة الشرق والغرب؟ 

بقلم :: احمد الملا

الآن حصحص الحق ... فيوسف لم يمت وذهب كيد الخائنين




من منا لم يسمع أو يقرأ قصة نبي الله يوسف عليه السلام؟ تلك القصة العجيبة الغريبة, التي مرت على نبي الله يوسف منذ طفولته إلى أن أصبح ملكا نبيا, وهو طفل صغير كاد له إخوته والقوه في غياهب الجب, وقالوا أكله الذئب, فبكى عليه يعقوب النبي حتى ابيضت عيناه, فأنجى الله يوسف بقدرته ومشيئته.
وكتب له أن يدخل في مؤسسة الملك والفرعون الحكومية, ويعمل في ذلك البلاط الملكي بعد أن يتبناه عزيز مصر, فأثر سحر جماله على من كان في القصر من نساء, ومنهن زليخة زوجة مُتبني يوسف, فدعته إلى نفسها, لكنه استعصم منها ولجأ إلى رب العالمين, فكادت له مكيدة حتى أودع في غياهب السجون لسنوات طوال.
لكن وبمشيئة الله القدير العلي فضحت تلك المؤامرة التي دبرت لنبيه يوسف الصديق.
فكانت تلك الرؤيا التي رآها الفرعون هي نقطة التحول في حياة يوسف, فقد عجز كهنة المعبد, والمعبرين عن الرؤيا, عن تأويلها إلا يوسف فقد أعطاهم التفسير, ووضع النقاط على الحروف, وبالتالي بحكمته التي وهبها الله له أنجى مصر من القحط ومن إجرام وظلم المعبد وكهنته.
وهذا ما اقض مضاجعهم وأرهقهم حتى كادوا ليوسف مكائد كثيرة, لكن أنجاه الله منها, وباءت بالفشل الذريع, وبالتالي أصبح يوسف هو عزيز مصر وسيدها وكهنة المعبد هم أذلتها بعد أن كشف للعالم مدى كذبهم ونفاقهم وسرقاتهم ودجلهم وشعوذتهم وفسادهم وإفسادهم في الأرض, فقد حصحص الحق وذهب كيد الخائنين والظلمة من كهنة المعبد.
هذه شذرات من سفر يوسف الصديق عليه السلام, الذي تجلى اليوم في سيرة حياة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني, الذي مر بمثل ما مر به يوسف عليه السلام, لكن باختلاف الأدوار, فمن كان معه بمثابة الأخ والصديق أيام الدراسة الحوزوية رماه واتهمه بالعمالة!!.
ومن كان هو بمثابة الأستاذ له أصبح من أشد الحساد والمبغضين له!! لجمال علمه, وفطنته العالية, وتشخيصه الدقيق والسليم, وقوله الحق, ووسطيته واعتداله, واستعصامه من كيد تلك المؤسسة التي أقبلت عليه بزخرفها وزينتها ظنا منها انه سيركن لها, لكنه استعصم ولجا لله رب العالم.
فتوالت المكائد تلو المكائد, من حرب إعلامية تسقيطية تشهيرية إلى أخرى, من تهمة إلى أخرى, من فرية إلى أخرى, فكان السجن هو الخيار الوحيد ظنا منهم أن يثنوا من عزيمته, فقال وهو كله ثقة ( حريتي لا تشترى بثمن ) معلنا رفضه لكل المغريات التي عرضت له مقابل إذعانه وتبعيته لمؤسسة كالمعبد في كل تفاصلها.
فتغير وضع العراق ودخل المحتل وبقى المعبد وكهنته يفسدون ويشعوذون ويفتنون ويكذبون ويسرقون, ظنا منهم إن العراق قد أصبح خاليا من الصوت الوطني, والمرجع الأعلم, والقائد الحقيقي, ظنا منهم إن الصرخي الحسني قد هلك في السجون, لكن الله من عليه بالخروج من تلك الحجر المظلمة, فصدمهم ذلك وبدءوا من جديد في شن الحرب ضد ذلك المرجع الأعلم, حتى وصل بهم المطاف إن يتهموه بالإرهاب, فصدر ذلك المنشور من قبل قوات الاحتلال, الذي يقول إن الصرخي الحسني مطلوب حيا أو ميتا لقوات الاحتلال الأمريكي؟؟!!.
فغيب صرخي العراق لسنوات طوال, وبعد أن أصبح العراق يعاني القحط والجفاف, قرر المرجع الصرخي أن يأخذ زمام المبادرة وإعطاء الحلول الناجعة والجذرية لما يحصل في العراق من أزمات ومعاناة, ولم ينتظر من الملك أن يأتي به أو إليه, فكان شعوره بالمسؤولية وخوفه على شعبه وحبه لوطنه, ورفضه الطائفية والتقسيم التي أوجدها كهنة المعبد, هي من دفعته لطرح نفسه كحلقة وصل بين الخصماء, ويكون هو المبادر لإيقاف سفك الدماء.
لكن ذلك لم يُرضي المعبد وكهنته, فقرروا إن يجعلوها القاضية, فجيشوا الجيوش من قوات حكومية ومليشيات متعددة حتى حرس الحضرة الحسينية, مجهزة بالطائرات والمدفعية الثقيلة والعربات وكل الأسلحة الثقيلة والخفيفة, فكانت مجزرة كربلاء في 1/ 7 / 2014م المصادف 2 / رمضان / 1435هـ , فقتل من قتل, وشرد من شرد, واعتقل من اعتقل, وعذب من عذب, ومُثل بمن مُثلَ به, وسحلت الجثث في الشوارع بعد التمثيل بها وحرقها, كل هذا بأنصار ومقلدي وضيوف المرجع الصرخي الحسني, وأحرقت, وهدمت داره وسويت بالأرض.
فكان العذر في ذلك هو انه إرهابي, انه يصنع المفخخات, انه يملك مخازن للأسلحة, انه أراد أن يحتل العتبة, وإنه, وإنه, وإنه إلى مالا نهاية من التهم الكاذبة الباطلة؟؟!! ومع طول المدة والزمن, لم يعطوا دليلا واحدا يثبت كل تهمة أطلقوها والصقوها بهذا المرجع الذي أراد الخير للعراق والعراقيين, لأنهم لا يملكون ذلك الدليل, ففاقد الشيء لا يعطيه, ومن أجل ذلك قرروا أن يغطوا على فعلهم بعذر أقبح منه فقالوا انه هرب إلى قطر, وقالوا انه في السعودية, وفي الإمارات وبعدها قالوا انه قتل في الاحداث نفسها؟!!.
فهل السفر - إن صح ذلك - يستحق إن يرتكب هكذا جرم من اجله ؟! وما هو دليلكم على ذلك ؟ كيف تثبتون ذلك؟ الجواب هو الصمت المطبق!!, فكهنة المعبد تعودنا منهم الصمت دائما, فلهم أبواق وأفواه وببغاوات تنطق بدلا عنهم, فان أصابت حسب ذلك للكهنة, وان أخطأت تبرأ الكهنة منهم, هذه هي سياسة المعبد, مكر في مكر, لكن مكرهم وكيدهم خائر, وزائل والى فضيحة في فضيحة إن شاء الله تعالى.
فها هو اليوم المرجع الصرخي الحسني يطل علينا في محاضرته العقائدية التاريخية الثالثة والثلاثون بالصوت والصورة معلنا وكاشفا وفاضحا كذب ونفاق دجل وظلم وفساد المعبد وكهنته, وقول لهم ...
الآن حصحص الحق...
يوسف لم يمت ...
يوسف لم يسافر...
يوسف في العراق...
يوسف عراقي ومازال في العراق ولن يترك ارض العراق أبدا ...
يوسف سيهد معبدكم على رؤوسكم بعلمه ومحاضراته و وسطيته واعتداله ...
يوسف سيقود العراق إلى النجاة بعد ما ألقيتم به في حفر الهلاك والظلال والفتن...

الإطلالة الأولى للمرجع الصرخي بعد جريمة كربلاء بالصوت والصورة " في المحاضرة 33 /12-2-2015 ....


بقلم :: احمد الملا

الأربعاء، 18 فبراير 2015

العراق إلى أين في ظل عجز حكومي وصمت مرجعي ؟!




بقلم / احمد الملا 

في حقيقة الأمر أذهلنا كثيرا الخبر الذي تناقلته اليوم الأربعاء 18 / 2 / 2015م  وسائل إعلام عراقية وعالمية ومنها صحيفة إيلاف اللندنية, وموقع كتابات العراقي, والذي مفاده إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, يروم إعلان استقالته بسبب عجزه عن السيطرة على الميليشيات في بغداد, وانه توجه بطلب إلى مرجعية النجف, بان تتدخل شخصيا في إيقاف عمل هذه المليشيات خصوصا في بغداد, من خلال إصدار فتوى بخصوص ذلك الأمر وحصر السلاح بيد القوات الأمنية والعسكرية!! وذهولنا يكمن في مدى العجز و الفشل الحكومي الذي ارتسم على محيا السيد العبادي.
لكن هذا التصريح يدل على مجموعة من الأمور منها: إن العبادي خاضع لضغوط خارجية إيرانية وان الولايات المتحدة الأمريكية قد رفعت اليد والدعم عنه و تركته وحيدا لكي يكون لقمة سهلة في فك الوحش الكاسر إيران, وما يؤيد هذا الاحتمال هو الرسائل المتبادلة بين الرئيس الأمريكي أوباما والمرشد الإيراني علي خامنائي والتي تناول فيها الجانبين آلية وصورة إدارة الصراع والحرب ضد داعش في العراق بحسب وكالة السومرية نيوز التي نشرت خبرا عن تلك الرسائل قبل عدة أيام.
الأمر الأخر إن حكومة العبادي حكومة عاجزة وغير قادرة على إدارة الأمور في العراق ووجدت نفسها محاطة بشخصيات أقوى منها كرئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي يحاول أن يعود إلى السلطة من جديد وهو يحضى بدعم إيراني صريح, بالإضافة إلى صمت وسكوت مرجعية النجف التي أعطت الشرعية لتلك المليشيات في حمل السلاح من خلال إصدار فتوى الجهاد الكفائي, التي جعلت العبادي على المحك, أما غض الطرف عن جرائم تلك المليشيات, أو التصدي بحزم لها وتجريمها, وهذا ما سيجعله عرضة للنقد والتشهير والعداء حتى من المؤسسة الدينية باعتباره معارضا لتلك الفتوى.
أما مسألة صمت مرجعية النجف عن جرائم تلك المليشيات وعدم تأييده لسحب السلاح منها وحصره بيد السلطة, واكتفاءه بتحريم – صدر متأخر –  خاص بجرائم تلك المليشيات, والذي يعتبر علاجا خجولا وغير فعال, أيضا يدل على إن مرجعية النجف قد أصبحت عاجزه تماما عن اتخاذ أي إجراء أخر غير ذلك لأنه في حال أصدر أمرا بسحب السلاح من تلك المليشيات فانه سوف يخسر الهالة الإعلامية التي حصل عليها من تلك المليشيات خصوصا وهي غير تابعة له من حيث ناحية التقليد والتبعية.
 لكن ما جعلها تتكلم باسمه هو الفتوى التي أطلقها, بالإضافة إلى إن مرجعية النجف سوف تكون محاسبة من قبل أهالي القتلى والمخطوفين والمتضررين من قبل تلك المليشيات من جهة ومن جهة أخرى ستكون محاسبة قانونيا لو أصدرت أمرا بحسب السلاح من تلك المليشيات لأنها هي من أوجدتها وأعطتاها الشرعية, وأصبحت تعمل تحت عباءة وشرعية تلك المرجعية وتحمل اسمها – مليشيات المرجعية – وبهذا الأمر يصبح مصير العراق مجهولا ويسير إلى الهاوية والهلاك أكثر وأكثر وبخطى سريعة وثابتة, وان الطرفين أي مرجعية النجف والعبادي أصبحا عاجزين عن تدارك ما آلت إليه الأمور, فهذه أوجدت الشرعية لتلك المليشيات وذاك عاجزا عن الصدام مع المرجعية أو معارضتها وكذلك أصبح عرضة للنقد بسبب صمته وسكوته عن جرم تلك المليشيات.
وحقيقة إن ما يجري الآن في العراق يذكرنا بكلام المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي قاله في الاستفتاء الذي رفع له بتاريخ 5 /2/ 2015م, والذي بعنوان (صراعات وحرب طائفية في العراق ) خصوصا في جوابه على النقطة الثانية من الاستفتاء التي تتمحور حول تقيم سماحته لأداء الحكومة الحالية ... فقد أجاب سماحته قائلا ...
{... ج2 : بسمه تعالى: أولا: بصورة عامة فان كلّ متابع يجد مجريات الأمور على الأرض وفي واقع الحال لم تتغير ، فلم يحصل ولم نسمع إلا التصريحات الإعلامية من هنا وهناك ، لكن لم نرَ الآثار والتطبيقات ، فالشعب العراقي لم يلمس الفرق بين فترة حكم الظالم السابق وبين الحكومة والحاكم الجديد...فالسجون هي السجون والفاسدون الفاسدون والطائفيون الطائفيون والمشرّدون المشرّدون والنازحون النازحون والمعتقلون المعتقلون والمظلومون المظلومون.
ثانيا: نأمل أن لا يكونَ الأمرُ كلّه عبارة عن مؤامرةٍ يُراد بها التسويف والتخدير والتغرير وكسب الوقت وانتهاز الفرص للانقضاض والبطش بالخصوم والشعب المظلوم والتنكيل بهم فيكون الفساد والإفساد والظلم كما كان وأقسى وأفحش مما كان ،كما أنه لا يُستَبعَدُ أن ينقلب السحر على الساحر فيرجع مَن كان إلى ما كان وأسوأ وأجرم وأقبح مما كان...}.
وهذه القراءة لسماحة المرجع الصرخي الحسني, لأداء الحكومة الحالية, لم تأتي جزافا أو من فراغ, وإنما من قراءة وتدقيق وتشخيص واقعي لكل مجريات الإحداث في العراق, وما يحصل الآن, وخصوصا تلك التصريحات التي أطلقها العبادي ما هي إلا ترجمة لتك القراءة التي صرح بها المرجع الصرخي الحسني, والتي توقع أن تكون عبارة عن التفاف على الشعب ومحاولة لإرجاع السلطة للامعة السفاح المالكي.

رابط استفتاء : صراعات وحرب طائفية في العراق ...