السبت، 31 مايو 2014

الامام علي بين حقد معاوية وغلوّ ابن سبأ



ان فترة خلافة الامام علي عليه السلام كانت حافة بالكثير من الاحداث والمعرقلات التي كانت بمثابة حجر عثرة في طريق خلافته عليه السلام, فخرج الناكثين والقاسطين والمارقين والخوارج والمغالين والمعاندين والرافضين لخلافته امثال معاوية بن ابي سفيان, لكن كل ما مر به الامام علي عليه السلام كان لا شيء مقارنة بحقد معاوية عليه اولا وثانيا مغالات بعض من النفر في علي مما سبب الكثير من المآسي والويلات له سلام الله عليه.
فكان معاوية بن ابي سفيان قد سن سنة السب بالامام علي عليه السلام من جهة, ومن جهة اخرى قام بمطاردة وقتل كل من يعرف بولائه لعلي مع التشهير بهم وسبهم ولعنهم على المنابر أيضا وهو - أي معاوية – أول من قال بلفظ الشيعة واسس لها ونسبها لعثمان اذ قال شيعة عثمان ولم يقل شيعة علي بل وصفهم بالاتباع – اتباع علي – وهذه رواية الطبري تشهد بذلك ....
روى الطبري في تاريخه ضمن أحداث سنة إحدى وخمسين هجرة قصة مقتل حجر بن عدي(رضوان الله عليه)، وجاء فيها : { إن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة على الكوفة في جمادى سنة إحدى وأربعين دعاه ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا,.... وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة ، فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني، ويصلح به رعيتي ، ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تتحم عن شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم وترك الاستماع منهم، وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والإدناء لهم والاستماع منهم . فقال المغيرة : فقد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك، فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع ، فستبلو فتحمد أو تذم . قال : بل نحمد إن شاء الله . . .، وأقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهرا وهو من أحسن شئ سيرة، وأشده حبا للعافية، غير أنه لا يدع ذم علي والوقع فيه ! والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم ، والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له والتزكية لأصحابه . . .} تاريخ الطبري : ج 3 ، ص 218 ط دار الكتب العلمية .   
اما عبد الله بن سبأ فكان من الغلاة بحب علي عليه السلام ومدعي ألوهيته، وابن سبأ أول من نادى بولاية علي بن أبي طالب وبأن لكل نبي وصياً وأن وصي الأمة هو علي بن أبي طالب، وهو أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة وخصوصاً أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة زوجة الرسول محمد, وهذا ماذكره الكشي في اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 324 وكذلك السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ج 11 - ص 206 - 207 { وذكر بعضي أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو ، فقال في اسلامه بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك, وكان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية }.
فكان معاوية هو السباق في تأسيس وتقنين سنة السب الفاحش واللعن والطعن بالامام علي عليه السلام, وهو من وضع قانون السب والقتل والتشريد والتطريد والاقصاء لعلي واتباعه, كما نلاحظ انه اول من استخدم كلمة ولفظ ومصطلح (شيعة) بقوله {... وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والإدناء لهم والاستماع منهم ...} حتى لا يتهمنا من سار على نهج معاوية بان كلمة الشيعة هي صادرة منا وعنا بل هي من قائدهم وخليفتهم ورئيسهم معاوية وكانت بحق عثمان واتباعه, اما ابن سبأ فهو طبق – كرد فعل لكونه مغالي بعلي-  ما جاء به معاوية ولكن على الصحابة على عرض النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكان مصيره القتل على يد الامام علي عليه السلام وحرق قسم كبير من اتباعه, وهنا ايضا تنتفي الشبهة والتهمة التي وضعها الامويين والتكفريين بان مذهب اهل البيت عليهم السلام المذهب الامامي الاثني عشري كان مصدره ابن سبأ, بل ان مذهبنا اصله ومعدنه هو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته الطاهرين من الامام علي عليه السلام الى الحجة المنتظر عليه السلام.
ولبيان اكثر وتفصيل اوضح اسرد جزء بسيط مما تطرق له السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخة التاسعة عشر ...{ ... يرجح ان يكون فعل ابن سبأ وتلبسه بقبح ورذيلة السب واللعن والتكفير وإشهاره لذلك جاءت نتيجة وكرد فعل لما سبقه به معاوية لعنه الله عندما جعل منهج ودستور وقانون الدولة متضمن لسب ولعن امير المؤمنين (عليه السلام) وكذا سب ولعن الصحابة الذين اشتركوا بالتحريض ضد الخليفة الثالث عثمان والخروج ضده وثم قتله, من السباب الاول ابن سبأ ام معاوية؟ معاوية شهر وأعلن وحكى وسب فاحش بعد مقتل عثمان، اعتبر قتل عثمان والسبب في قتل عثمان والتغطية على مقتل عثمان وقتلة عثمان والشخص المسؤول عنها هو امير المؤمنين (عليه السلام) فكان يلعن ويكفر قتلة عثمان وكان يسب ويفحش قتلة عثمان, التكفير واللعن والسب الفاحش والطعن من قبل معاوية ترجم على الظن انه يحب علي (عليه السلام),  التكفير الذي صرح به ابن سبأ اقتصر على الجانب النظري الفكري الاعتقادي لأنه لا يملك السلطة أصلا أما التكفير الذي انتهجه معاوية فقد تُرجم وطٌبق على ارض الواقع حيث حكمت الدولة الاموية واصدرت قانون اجتثاث كل موال ٍ لعلي (عليه السلام) اجتثاث كل من لم يكفر بعلي (عليه السلام) اجتثاث كل من لم يتبرأ من علي (عليه السلام) فقطعت الأرزاق على أساس ذلك وقطّعت الأعناق وسفكت الدماء على أساس ذلك, كيف استغل هذا القانون؟ من اليد التي كانت تتسلط في فترات زمنية على القانون؟ وكيف استغل القانون حتى الإضرار بالنساء وبالأبرياء؟ وكيف هذا الإضرار بالآخرين كيف يولد في المجتمع قاعدة عدائية؟ كيف يولد في المجتمع شريحة اجتماعية تتقبل العداء، تتقبل الخوارج، تتقبل النواصب، تتقبل القوى التكفيرية؟ تريد ان تنتقم لنفسها، تنتقم لذاتها، ان تنتقم لعائلتها، ان تنتقم لكرامتها، ان تنتقم لأموالها، ان تنتقم لإنسانيتها، فعلينا ان نوفر الحد الأدنى لإنسانية الإنسان حتى نعطيه المبرر والدافع النفسي للبقاء, اما عندما نجتث الإنسان من أساسه من مقره من إقامته من عائلته من تاريخيه ماذا يبقى عنده، يرتدي الحزام ويذهب...}.
والخلاصة النهائية ان هاتين الشخصيتين (معاوية بن ابي سفيان وعبد الله بن سبأ) هما من اسسا للفرقة والطائفية وخلق الفتنة بين المسلمين, وتعرض الامام علي عليه السلام لما تعرض له بسببهما, كما الاسلام والمسلمين الان يعانون من تداعيات ماقاما به من فتن وطائفية وسنن لا شرعية ولا اخلاقية .
المحاضرة التاسعة عشرة للسيد الصرخي الحسني : معاوية وعبد الله بن سبأ يتبادلان الادوار في تهديم الدين الاسلامي ....


الكاتب :: احمد الملا  

مشروع المرجع الصرخي لحل أزمة الانبار



 تتعتبر الازمة التي يعيشها العراق الان – أزمة الفلوجة والانبار- من اخطر الازمات التي شهدها سابقا وذلك بسبب عدم وجود اي جهة سياسية كانت او دينية, دولية أو اقليمية, سعت لوضع حد وحل لهذه الازمة, فأخذت بالتافقم وتسوع دائرتها, فتحولت من مدن الانبار الى مدن محافظات اخرى كديالى وصلاح الدين وبغداد والموصل, ولا يمكن ان نجزم بانها قد تقف عند هذا الحد من المدن بل انها قد تشمل حتى المحافظات الجنوبية والوسطى والاخطر من ذلك لو انها وصلت الى المحافظات التي فيها المراقد المقدسة ككربلاء والنجف, لان الكثير من سوف يتصيد بالماء العكر ويحاول استغلال قدسية تلك المراقد والارتباط العقائدي للعراقيين فيها, وهذا ما قد يوصل العراق الى مرحلة لا يمكن التراجع عنها, هذا من جهة ومن جهة اخرى نجد ان الكثيرين ممن ركب الموجة وسخر ما يجري لتحقيق اهدافه ومع عدم وجود من يسعى لحلحلة الوضع وانهاء الازمة.
فصار العراقي يَقتل ويَحرق ويَذبح ويُكفر ويَنتهك ويَجرم بحق اخيه العراقي وبدم بارد وتحت اعتقادات ومبررات خاطئة وغير شرعية ولا اخلاقية, وها هو العراق اليوم على شفا جرف هارِ ويسير نحو ما هو أسوأ من الكارثة الانسانية - التي حصلت بالفعل, إذ التهجير والمجاعة والهروب بالفلوات والصاحري القفار التي اصبحت ملاذا لمئات الالاف من العوائل البريئة التي لا ناقة لها ولاجمل في مايحصل من صراع- والغريب بالامر هو سكوت الجميع ممن يدعي انه من عقلاء القوم ومن صناع القرار والمسؤولية والزعامة وانشغلوا بدوامة الانتخابات واهتموا بها كثيرا ولم يعيروا أي اهتمام للدم العراقي الذي يسفك يوميا والى الاعراض العراقية التي تنتهك والى الحرمات والمقدسات التي تهان وووو الكثير من المنكرات التي تحصل للعراقيين.
ولكن ما يحدث الان يحتاج الى مشروع وطني حقيقي يلملم الوضع ويضع النقاط على الحروف وينهي هذه الازمة التي تكاد ان تكون الضربة القاضية والمهلكة للعراقيين جمعيا بكل طوائفهم وقومياتهم واتجاهتهم, وهذا ما طرحه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية التاسعة عشر والتي طرح فيها مشروع وطني عراقي خالصا لله سبحانه وتعالى وخدمة للشعب العراقي وتعهد بان يتحمل مسؤولية الوساطة لاجل انهاء تلك الازمة, إذ قال سماحته ...
{... ادعو اصحاب القرار في العراق يكفي سفكا للدماء, يكفي السفك للدماء, يكفي هذه المهزلة التي تحصل في المنطقة الغربية في الفلوجة, في الرمادي, في مناطق بغداد, في مناطق صلاح الدين, في ديالى, يجب على الحكومة أخلاقا وشرعا ومجتمعا وانسانيا ان تحل هذه المعضلة, ان تحل هذه المشكلة, استغلت القضية, وتعمقت القضية وتجذرت القضية ودخلت فيها اطراف كثيرة من الخارج واطراف كثيرة انضمت اليها في الداخل, لينظر المسؤول الى الله سبحانه وتعالى, الى مرضات الله سبحانه وتعالى, الى اخرته, لا ينظر الى حساده, لا ينظر الى ما سيحصل وما سيقال عنه, كن شجاعا واتخذ القرار الشجاع وحل القضية والقضية بيد المسؤولين, القضية بيد الحكومة, ونحن ايضا منذ فترة طويلة وصلت الينا بعض الخطابات أو بعض الكلام و سكتنا طول هذه الفترة لاننا انتظرنا من الاخرين أن يقوموا بالدور المنشود, الدور الاخلاقي, الدور الانساني, الدور الشرعي, لكن وجدنا الاخرين مما يؤسف له, وجدنا الاساتذة , وجدنا الرموز, وجدنا السادة, وجدنا المشايخ, يتصارعون ويتكالبون ويتناطحون ويتنازعون على الانتخابات والاصوات والمقاعد والحكومة وتشكيل الحكومة, والدماء تسفك والاعراض تنتهك والاطفال والنساء "مئات الالاف" تسكن وتعيش وتتواجد في العراء تتحمل كل المصائب وكل الويلات, ونحن ايضا من هنا نقول نحن على استعداد ان نكون كوسطاء وبمايرضي الله سبحانه وتعالى على مصلحة الشعب بكل طوائفه, وكل توجهاته, وصيانة لأرواح ابنائنا من الشرطة, من الجيش, من الجهاز الامني, من المتطوعين, من التشكيلات الشعبية, سواء كانوا في هذا الجانب أو في ذاك الجانب, ورحمة بأبنائنا ببناتنا بنسائنا بامهاتنا بخالتنا باخواتنا بمن تسكن او تعيش او تتواجد بالعراء وتحت الضيم والقهر والذل, فندعو الجميع ان يتخذ ويكون عند المسؤولية الشرعية والاخلاقية ويحل هذه المشكلة بأسرع وقت, وأيضا ندعو الجانب الاخر, وأيضا نحن على استعداد ان نواصل الطرفين ونخص بالذكر يعني النصيحة موجه للحكومة فالحكومة أومن بيده القرار يعرف من حاول ركوب موجة التظاهرات التي حصلت في المناطق الغربية, من اراد ان يستغل هذه القضية, من كان يراقب هذه القضية, من كان ينتظر ان تكسر شوكة الجيش او الشرطة ما قبل الانتخابات, قبيل الانتخابات, اثناء الانتخابات, مابعد الانتخابات, لتستغل هذه القضية لجانب ولقضية انتخابية ولكسب اصوات ولخداع ناس, نحن نعلم يوجد من يراقب, يوجد من ينتظر سقوط او انحدار او انهيار في مكان ما للسلطة وللدولة وللأجهزة الامنية, نعلم بوجود هذا لكن المفروض لا نلتفت لهذا وانما قضية الدماء هي الاولى, حقن الدماء هو الاولى, علينا ان نمد يد والكلام يشمل انتهازيي ومستأكلي كل الطوائف, يشمل سياسيي كل الطوائف, ليس فقط طائفا دون طائفة اخرى, ومن هنا نقول على الدولة على السلطة ان تمد اليد لمن له التأثير وله القرار, وحسب ما نعتقد وحسب الاستقراء, نوجه الدعوة من هنا ايضا دعوة الى سماحة الشيخ السعدي, سماحة الشيخ الرفاعي, سماحة الشيخ الضاري, الى الاستاذ علي حاتم, الى الاستاذ رافع الجميلي, ممن نسمع اسمائهم ونستقرء ان لهم الدور والفاعلية في اطفاء هذه الفتنة, انها فتنة, لعن الله من اوقدها, ومن يجذر فيها ويؤسس فيها, ونقول لنتدارك هذا الامر, وعلى الدولة ان تحتضن, وعلى المسؤول ان يحتضن الناس, ان يحتضن الشعب, يحتضن مايسمى بالمعارضين, يحتضن ممن ساهم وشارك وكان طرفا في هذا القتال والاقتتال,وليتحاور معهم بالمباشر وليسمع منهم وليعطي لهم مايستحقون كأبناء شعب ووطن وهم أصحاب مطالب اصلية حقيقية ومشروعة, كأبناء وطن واحد ومن حقهم ان يطالبوا بما يستحقون, حتى نفصل بين الناس وصاحب الحاجة الفعلي وبين الانتهازي وبين التكفيري بين العصابات بين المليشيات بين القوى الضلامية التي تحاول ان تستغل مثل هذه الامور...}.
وهذا الطرح وهذا المشروع الذي جاء به السيد الصرخي الحسني هو الكلمة الفصل لانها تلك الازمة وما على المسؤولين ومن الطرفين سوا الركون لهذا المشروع الوحدوي الوطني وانقاذ العراق من تلك الهاوية وذلك الثقب الاسود الذي سوف ينسف ويدمر كل شيء, نعم على الجميع ان يمدوا أيديهم للجميع وان يجعلوا حب الوطن والاخلاص له ولشعبه هو المحرك الاساس في كل خطوة يقدمون عليها والعمل لتخليص العراقيين من انهر الدم ووءد الفتنة, فليعمل الجميع بما جاء به المرجع الديني السيد الصرخي الحسني واعملوا بما جاء في كتاب الله العزيز { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } الأحقاف31 .



الكاتب :: احمد الملا

ميول طائفية ومعلومات سطحية عند شيخ الاسلام ابن تيمية



ان المسائل العقائدية من المسائل المهمة والخطيرة والتي يجب ان ياخذها الانسان المسلم من منبعها الحقيقي الصافي الذي يمتاز بالوسطية والاعتدال والامانة العلمية, وليس ممن جعل اهوائه وميوله الشخصية والنزعة الطائفية والمذهبية هي المحرك, لانه سوف يدس ويزور ويحرف الحقائق عما هي عليه, والشواهد كثيرة على ذلك ومن أوضح مصاديقها هو الشيخ ابن تيمية الذي يسميه الكثير بـــ" شيخ الاسلام" ولا اعرف كيف اصبح شيخ الاسلام وهو يكتب ويؤلف ويفتي بما تملي عليه رغباته وميوله الطائفية, ولنأخذ مثال بسيط على هذا الكلام وهذا المثال هو تقديسه لمعاوية وتمجيده له من جهة ونفي الكرامات والفضائل عن الامام علي عليه السلام من جهة أخرى.
يقول ابن تيمية في كتاب منهاج السنة معترضا على حديث الغدير ..{... قال الرافضي الخامس ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لأمير المؤمنين أنت أخي و وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي ديني و هو نص في الباب.
*و الجواب من وجوه...
أحدها: المطالبة بصحة هذا الحديث فان هذا الحديث ليس في شيء من الكتب التي تقوم الحجة بمجرد إسناده إليها و لا صححه إمام من أئمة الحديث و قوله رواه الجمهور إن أراد بذلك إن علماء الحديث رووه في الكتب التي يحتج بما فيها مثل كتاب البخاري و مسلم و نحوهما و قالوا انه صحيح فهذا كذب عليهم و إن أراد بذلك إن هذا يرويه مثل آبي نعيم في الفضائل و المغازلي و خطيب خوارزم و نحوهم أو يروى في مكتب الفضائل فمجرد هذا ليس بحجة باتفاق أهل العلم في مسألة فروع فكيف في مسألة الإمامة التي قد أقمتم عليها القيامة...}. هذا في جانب الامام علي اكيد يقوم ابن تيمية بالتضعيف والطعن بالرواة ويتهم كل من يقول ان حديث الولاية والوصاية موجود في الصحاح بالكذب والافتراء, والرد عليه هو بما سوف اعطيه من أدلة من الصحيحين " البخاري ومسلم" ...
-         يقول الإمام مسلم في صحيحه : " وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ولهذا يقول ابن حجر كما تقدم - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده " . صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 – 1.
-         عن سهم بن حصين الأسدي قال : قدمت مكة أنا وعبد الله بن علقمة ، قال إبن شريك : وكان علقمة سباباً لعلي ، فقلت : هل لك في هذا ؟ يعني أبا سعيد الخدري ، فقلت : هل سمعت لعلى منقبة ؟ قال : نعم فإذا حدثتك فسل المهاجرين والأنصار وقريشاً ، قام النبي (ص) يوم غدير خم فأبلغ ،فقال :- "الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ إدنا علي فدنا فرفع يده ورفع النبي (ص) يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، سمعته أذناي " قال إبن شريك : فقدم عبد الله بن علقمة ، وسهم فلما صلينا الفجر قام إبن علقمة ، قال : أتوب إلى الله من سب علي.
المصدر: البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 193 ).

-         وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال : " لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير " خم " أمر بدوحات فقممن ،فقال : كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . " . يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك . . . " الحاكم : المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه .
-         مصادر كثيرة ذكرت حديث الغدير .. {  مسند ابن حنبل: ج1، ص254; تاريخ دمشق: ج42، ص207 و 208، 448; خصائص النسائي: ص181; المعجم الكبير: ج17، ص39; سنن الترمذي: ج5، ص633; المستدرك على الصحيحين: ج13، ص135; المعجم الأوسط: ج6، ص95; مسند أبي يعلي: ج1، ص280; المحاسن والمساوئ: ص41; مناقب الخوارزمي: ص104 ؛الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25، طبعة الميمنية بمصر ؛ كنز العمال للمتقي الهندي ج1/ص168/ح959، ط 2. 3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ج2/ص45/ح545، ترجمة الإمام علي.}. هذه كل المصادر السنية التي جاء فيها الحديث وابن تيمية يكذب كل هؤلاء من علماء السنة ويتهمهم بالافتراء ؟؟!!.
ولو سلمنا بعدم وجود هذا الحديث في الصحيحين, ماذا يقول ابن تيمية بالتواتر والاجماع؟؟!! يؤمن بهذه القضية او لا ؟؟!! اذا كان يؤمن بها فلماذا يطعن بمن نقل الحديث وخصوصا انه صار تواتر وأجمع عليه علماء المسلمين؟! اما اذا كان لايؤمن بالتوار فلماذا يعطي احقية وقدسية لصالح معاوية من خلال التواتر ؟؟!! ولكم الشاهد على ذلك ....  
{ مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 453) سئل الشيخ رحمه الله
عن إسلام معاوية بن أبى سفيان متى كان وهل كان إيمانه كإيمان غيره أم لا وما قيل فيه غير ذلك فأجاب ....
إيمان معاوية بن أى سفيان رضى الله عنه ثابت بالنقل المتواتر وإجماع أهل العلم على ذلك كإيمان أمثاله ممن آمن عام فتح مكة مثل أخيه يزيد بن أبى سفيان ومثل سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل والحارث بن هشام وأبى أسد بن أبى العاص بن أمية وأمثال هؤلاء فإن هؤلاء يسمون الطلقاء فإنهم آمنوا عام فتح النبى مكة قهرا واطلقهم ومن عليهم وأعطاهم وتألفهم ......}, لاحظوا اخوتي الاعزاء هنا يقول بالتواتر والاجماع ويبرر لمعاوية وايمان معاوية الذي آمن قهرا كما يقول ابن تيمية نفسه ؟؟!!! أليس هذا تدليس وسفسطة وغلو في معاوية بن ابي سفيان؟؟!! ثم اين ذهب ابن تيمية عن تكفير معاوية الذي سن سنة سب الامام علي عليه السلام ؟؟!! لو كان علي عليه السلام هو من سب ولعن وشتم معاوية وشرع هذه السنة ماذا سيقول ابن تيمية عنه ؟؟!!.
وهذا كله يثبت لنا ان الشيخ ابن تيمية يمتاز بالميل الطائفي المذهبي من جهة ومن جهة اخرى يمتاز بالسطحية بالمعلومات ومن بينها لا يعرف ان يطبق قاعدة مثل قاعدة الاجماع والتواتر – كما وضحت لكم – وهذا ما قاله السيد الصرخي الحسني في محاضرته الاصولية الثالثة عشرة ....
{... فعندما تأتي على سبيل المثال لرواية في شخص معاوية فلو أطبقت الدنيا على أن علماء الرجال ضعفوها ويوجد شخص واحد فقط هو من حسّنها أخذوا بقول هذا الشخص وأهملوا الجميع وبالعكس فلو أن الرواية تخص فضائل علي فلو أطبق علماء الرجال على حسنها وصحتها ويوجد شخص واحد أو يأتي بشخص مرواني وأموي مثلهم يقول بضعفها أخذوا بقول هذا الواحد وطرحوا البقية  ...}.



الكاتب :: احمد الملا