السبت، 3 مايو 2014

مفهوم التقليد بين الواقع وتدليس القحطاني



 دائما ما يراهن اصحاب الحركات المنحرفة على سذاجة وبساطة الناس وعدم اطلاعهم خصوصا في الجزئيات التي تكاد تكون مخفية عند الاغلب, لذلك نرى اصحاب تلك الدعوات يضربون على هذا الوتر, ومن بين القضايا التي يجهلها الناس او لا يعرفون عنها سوى شيء بسيط هي مسألة التقليد" تقليد الانسان العامي أي المكلف لانسان اعلم منه بالفقه" تقريبا هذه المعرفة التي يملكها اغلب الناس عن مسالة التقليد, لذا نرى ان المنحرفين اصحاب دعاوى الضلال والانحراف استغلوا هذا الجانب وبدأوا يروجون افكار تشكك الناس بهذه المسألة, ومن بين هؤلا المنحرفين المنحرف الضال حيدر مشتت الملقب بــ(القحطاني), اذ يقول هذا الشخص ببطلان التقليد ومستند لذلك بمجموعة من الروايات, وانا سجلت بعض الاعتراضات على دعوى هذا المنحرف من ناحية التعريف للتقليد ومن ناحية الروايات....
النقطة الاولى : تعريف التقليد/ يقول هذا المنحرف الضال ان التقليد هو { معنى التقليد أصطلاحاً ما جاء في المجمع : هو قبول قول الغير من غير دليل . وفي الكفاية : اخذ قول الغير ورأيه والعمل به من الفرعيات والإلتزام به في الأعتقادات تعبداً بلا مطالبة دليل على رأيه...}. وهذا تدليس واضح لانه تكلم ونقل تعريفات "اصطلاحية" للتقليد وبصورة عامة, بمعنى انه لم يخصص ولم يقيد التقليد المقصود, وبهذا التعريف العام نشاهد ونلاحظ ان القحطاني حرم حتى تقليد اهل البيت عليهم السلام, هذا من جهة ومن جهة اخرى اغفل هذا المدعي ان كلمة التقليد تحمل معانٍ كثيرة منها : التقليد في العادات السيئة كتقليد الغرب من حيث اللبس وغيره والتقليد المباح كتقليد اصحاب الاخلاق الحسنة والتقليد المحرم كتقليد اصحاب الدعوات المنحرفة وإتباعهم في كل ما يصدر منهم, وكذلك التقليد الشرعي الذي هو العمل طبق فتوى المرجع الديني الاعلم, فهو لم يحدد اي تقليد مقصود في التعريف وانما اطلق التعريف على كل انواع التقليد, وهذا يؤكد على انه لم يميز ولم يفرق بين انواع التقليد, وهذا هو الجهل بعينه.
النقطة الثانية : روايات تذم التقليد/ يسوق هذا المنحرف روايات في نظره تذم التقليد بقوله ....{... وقد وردت عدة روايات يذكر فيها التقليد وهذه الروايات تدل على إن التقليد يكون للإمام المعصوم{عليه السلام} وليس لغيره, ما ورد في الوسائل ج11 ص9 عن محمد بن عبيدة قال قال لي أبو الحسن {عليه السلام} : ( يا محمد انتم اشد تقليداً أم المرجئة ؟ قال قلت : قلدنا وقلدوا إلى أن قال إن المرجئة نصبت رجلاً لم تفرض طاعته وقلدوه وانكم نصبتم رجلاً وفرضتم طاعته ثم لم تقلدوه فمن أشد منكم تقليداً, وفي بعضها فأين التقليد الذي كانوا يقلدوون جعفراً)...}. وهذه هي القشة التي قصمت ظهر – القحطاني – البعير, فهذه الرواية ظهورها العرفي ودلالتها اللفظية تؤكد على عدم جواز تقليد غير أهل البيت سلام الله عليهم لانهم معصومين, ونلاحظ بنفس الوقت ان القحطاني يدعو الناس لتقليده واتباعه !! و هنا يخالف ماجاء به من طرح, لانه اولا غير معصوم ويقول بجوب تقليد الائمة حصرا ويدعوا الى اتباعه ؟؟!! كيف استطاع ان يجمع تلك التناقضات ؟؟ لا اعرف من اين اتى بذلك الرأي المضحك, للتوضيح نعطي كبرى وهي تقليد كل شخص غير معصوم حرام, ونعطي صغرى وهي ان القحطاني غير معصوم, فتكون النتيجة حرام تقليد القحطاني واتباعه, هذا من جهة, ومن جهة اخرى ولو دققنا في الرواية جيدا نلاحظ ان النهي صدر عن تقليد : أولا غير الامام في زمن الامام, ثانيا تقليد من لم تفترض طاعته, بمعنى اخر ان مسالة التقليد حتى في زمن الامام المعصوم امر طبيعي ولا ضير فيه لكن اذا كان من يراد تقليده مفترضة طاعته من قبيل وكلاء الامام والولاة الذين ينصبهم في المناطق البعيدة عنه فالناس تأخذ امور دينها من هذا الشخص الذي ينقل لهم راي الامام, وان تقليد غير الامام الذي يتصدى للقيادة ويدعي الامامة او الخلافة لا يجوز تقليده, لكننا نلاحظ ان القحطاني راهن على عدم اطلاع اغلب الناس وبساطتهم وحاول ان يغرر بهم.
النقطة الثالثة: من جهة اخرى نلاحظ هذا المدعي يستخدم اسلوب ملتوي للالتفاف على الناس اذ يقول {... أما ما ورد في الرواية ( من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه ), فقد ورد قول للسيد أبي القاسم الخوئي (رحمه الله) في كتاب التنقيح ج1 ص236 ( وقد ناقش فيها المحقق الخوئي بضعف السند والدلالة بدعوى جواز الرجوع إلى من أرتكب أمراً مباحاً شرعياً موافقا لهواه إذ لا يصدق معه إنه مخالف لهواه لأنه لم يخالف هواه في المباح وعليه لا بد في المقلد من اعتبار كونه مخالفاً لهواه حتى في المباحات ومن المتصف بهذا غير المعصوم فإنه أمر لا يحتمل ان يتصف به غيرهم ولو وجد فهو بغاية الشذوذ) ...}. وهذا التفاف واضح على الناس واسلوب مكر وخداع يستخدمه القحطاني, فانه يقول بضعف هذه الرواية لانها لا تتلائم مع اهوائه ونزاوته, ويأخذ بكلام انسان يدعو للتقليد ووجوبه ؟؟!! اليس السيد الخوئي مرجعا ويدعو الناس الى تقليده واتباعه؟؟!! فكيف من يدعو الناس الى المنكر والحرام والمنهي عنه يكون كلامه سند ودليلا يحتج به االقحطاني ؟؟!! لعله يقول هنا هذا الكلام حجة على من يقول بالتقليد, فيرد عليه بقول السيد الصدر الثاني قدس سره (صاحب الحركة الصغروية للمهدي حسب اعتقاد القحطاني) اذ يقول قدس سره مامضمونه في الخطبة الحادية عشر {... التقليد دين الانسان كانما به تصح العبادات والمعاملات  وبه ينجو الانسان  في يوم القيامة اما اذا كان مهمل او مستعمل لدنيا ولغير الاخلاص لله سبحانه وتعالى شيله وذبه بالزبالة... اتقوا الله حق تقاته وقموا تقليدكم ولا يغرنكم الغرور...} وهذا مرجع يقول بضرورة التقليد والقحطاني يقول بانه صاحب حركة صغروية للامام المهدي ؟؟!!! أليس الاحرى بنا بأن نأخذ بكلام صاحب الحركة الصغروية للامام  حسب اعتقادك ياقحطاني؟؟!! ثم اين ذهب قول الامام الحجة بن الحسن عليه السلام {...اما الحوادث الواقعة فارجعوا بها الى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم ...}؟؟!! اليس هذه دعوة صريحة من الامام المعصوم بضرورة التقليد والرجوع الى رواة الحديث في معرفة الوقائع والاحداث التي تمر على الناس ؟؟!!.
وهذا يكشف مدى الضحال الفكرية بل انعدامها عند القحطاني اذ انه لا يميز بين التقليد المنهي عنه والتقليد الذي يحث عليه اهل البيت عليهم السلام, وكذلك يحتج بروايات تنهى عن تقليد من هو غير أهل للتقليد, وكذلك احتجاجه بشخص يدعو للتقليد ؟؟ ويغفل عن كلام شخص اخر هو يعقتد بانه من الممهدين وصاحب حركة الصغروية للامام المهدي عليه السلام, هذه هي خلاصة القول الذي يكشف حقيقة الضال المضل القحطاني " حيدر مشتت" واتباعه المنحرفين.
الكاتب:: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق