السبت، 3 مايو 2014

مراجع آخر الزمان واستقراءهم الخاطئ للواقع



 ان وظيفة المرجع الديني وظيفة مهمة في الشارع الاسلامي لانه يمثل اعلى مرتبة دينية في المجتمع بعد الامام المعصوم عليه السلام, وذلك لما يملكه من علمية ناتجة عن ذهنية راقية جدا وتفكير عالي بحيث جعلت هذا المرجع أو ذاك يكون بهذا المستوى من من الاهمية, وهذا يرجع أيضا لتبحره في العلوم الدينية وخصوصا علم الاصول الذي يعتبر هو العلم الاساسي في الحوزة وهو سر نجاح المرجع الديني في عطائه وتفكيره, فإذا كان المرجع قد اتقن تطبيق نظريات هذا العلم امكنه ان يستقرء الاحداث بصورة منطقية عقلية قريبة للواقع, بالاضافة الى اعطاء نتائج دقيقة, ومن هنا تكمن اهمية علم الاصول لانه يحصن فكر المرجع ويعصمه من الوقوع من الخطأ, فهو كعلم المنطق بالنسبة لبقية العلوم.
بمعنى اخر ان مسألة العلم والاعلمية هي المسألة الاساسية والشرط الاساسي الذي يجب توافره في من يتصدى لقيادة الامة, وبهذا صار التفضيل عندنا نحن الشيعة, فقد فضلنا اهل البيت عليهم السلام أجمعين على غيرهم من الناس وعلى من نافسهم على منصب القيادة, لانهم يمتلكون العلمية الفائقة التي لم تتوفر عند غيرهم, فهم يشخصون العلل ويعطون نتائج دقيقة وصائبة لكونهم يملكون العلم, ومن هنا تكمن ضرورة العلم والاعلمية عند المتصدين وبالخصوص في علم الاصول.
لكن للاسف نجد ان هناك من هو لا يملك حظا من علم الاصول – نعم هو درس ويدرس علم الاصول لكن بدون فهم صحيح ولا تطبيق صحيح-  مما يؤدي الى استقراء خاطئ مع تطبيق خاطئ وبالتالي تكون النتيجة خاطئة, وما يحدث اليوم في العراق من احداث كشف حقيقة الكثير من المتصدين لعنوان المرجعية ممن لا يملكون حظا من ذلك العلم, ولعل ما مر على العراقيين قبل الانتخابات البرلمانية العراقية هو خير شاهد, فنلاحظ ان بعض المتصدين قاموا باطلاق تصريحات وفتاوى لم تكن قائمة على اساس علمي او موضوعي, بل اعتمدوا في تلك التصريحات على رأي بعض وسائل الاعلام والفضائيات!! والسبب في ذلك هو قصور الذهنية الاصولية لديهم وعدم فهمهم لذلك العلم, مما جعلهم يعتمدون على اراء الناس والفضائيات والكلام الغير دقيق, حتى صدموا بالحقائق التي خالفت توقعاتهم وجعلتهم بموقف لا يحسدون عليه.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الخامسة عشر ...{... الان لا اعرف كيف قُرأت هذه القضية، الشارع له توجه معين فما يقوله العالم خاصة مع العالم الذي يقوده الناس ولا يقود الناس، عادة بصورة المراجع مراجع اخر الزمان يرون الناس ما هو التوجه لهم يرون الفضائية كيف توجه الناس وانخدعوا بفضائية ما التي تنقل عنهم وتحكي عنهم توقعوا ان كل ما يقوله اصحاب الفضائية، وانه سيحصل التغيير و سيسقط فلان فصدقوا بهذه الفضائية وصدقوا بالحاشية فصاروا طرفا في النزال والذي نعتقده ومن اول الامر نحن نقيم هذا الشيء بانهم سيفشلون فشلا ذريعا في هذا الامر وتكشف الايام هذا الشيء...}.


الكاتب :: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق