الخميس، 17 ديسمبر 2015

التحالف العربي الجديد ... رحمة أم نقمة ؟!

احمد الملا



يعد تشكيل تحالف إسلامي عسكري مناهض للإرهاب، وغرفة عمليات مشتركة للتنسيق مقرها الرياض، كان مفاجأة غير عادية للعديد من الدول حتى من ذكر اسمها ضمن ذلك التحالف كلبنان, وكذلك فاجئ هذا الإعلان بعض الدول الأخرى الإسلامية التي لم يتم ضمها له كإيران والعراق وسوريا وسلطنة عمان, فيا ترى لماذا أضيفت دول وألغيت دول أخرى ؟! وهل سبق إعلان هذا التحالف اجتماع أو تنسيق على مستوى وزارات الخارجية ؟!.
لم يتم عقد أي اجتماع دولي سواء على شكل قمة أو مؤتمر أو غيرها بين دول التحالف الدولي ولم يعلن عن أي اتفاقات بين تلك الدول, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على انه قرارا أتخذ بسرعة والسعودية أعلنت عنه وفق توجيه من دولة عظمى كأمريكا وما يؤكد ذلك هو تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سبق إعلان التحالف الإسلامي بثلاثة أيام والذي أشار فيه إلى تغيير الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب والتي ستتضمن إنشاء قواعد دولية لضرب الإرهاب في كل دول العالم, وهذا يجعلنا نرجح إن التحرك السعودي جاء وفق أمر أمريكي.
أما بالنسبة لعدم ضم إيران والعراق وسوريا لهذا التحالف, فالسبب واضح جداً وهو ليس كما يراه بعضهم بان سبب طائفي بل السبب هو إن حكومتي العراق وسوريا خاضعتان بشكل وبإخر للإرادة الإيرانية, هذا من جهة ومن جهة أخرى هو الممارسات الإجرامية التي تقوم بها المليشيات العراقية المرتبطة بإيران بحق العراقيين – سنة وشيعة – وإجرام النظام السوري بحق الشعب السوري بالإضافة إلى إن إيران زجت بمقاتليها – نظاميين وغير نظاميين – في سوريا والعراق, ويضاف إلى ذلك هو اتهام إيران بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية وكالقاعدة وداعش, وبنظر العالم اجمع إن المليشيات والنظام الإيراني لا يوجد فرق بينهم وبين داعش, فكيف يتم ضم دولة متهمة بالإرهاب إلى تحالف أسس من أجل مكافحة الإرهاب ؟!.
وبالنسبة لضم لبنان لهذا التحالف دون علم حكومتها, فهذا وحسب ما نتوقعه هو بسبب إن الحكومة اللبنانية غير مرتبطة بإيران وتتمتع بسيادة كاملة, وبما إن حزب الله اللبناني من التنظيمات المدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية فسيكون دور الحكومة اللبنانية هو مطاردة عناصر حزب الله وستحظى بدعم دولي في ذلك, وهذا سيبقى رهناً بموافقة الحكومة اللبنانية أو رفضها للانضمام للتحالف الدولي الإسلامي.
هذه الأمور ستولد فكرة بأن هذا التحالف هو تحالف طائفي, وهذا ليس بصحيح, لأن هذا التحالف أسس من أجل ضرب المنظمات الإرهابية, وهذه المنظمات الإرهابية اغلبها سنية متشددة كالقاعدة وداعش, ومن يقول بأنه طائفي فانه ينظر لعدم ضم إيران لهذا التحالف, وقد بينا سبب عدم ضمها, بل إن تدخلات إيران في المنطقة بصورة عامة هي التي دفعت بتلك الدول بتشكيل هذا التحالف, فهي من تسببت بظهور داعش في العراق وسوريا من خلال دعمها للأنظمة الحاكمة في البلدين – بشار الأسد ونوري المالكي – والتي عملت على إشاعة الفساد والطائفية والقتل والتقتيل والتمييز العنصري والطائفي, وبسبب تعنتها وعنادها وأطماعها التوسعية وقفت وساندت هاتين الحكومتين الظالمتين الأمر الذي تسبب بظهور تنظيم داعش.
لكن يبقى هناك سؤال يدور في الأذهان وهو ؛ هل هذا التحالف رحمة للعرب والمسلمين أم إنه نقمة عليهم ؟! وجواب ذلك يكون وفق إحتمالين, إن كان هذا التحالف تأسس وكما توقعنا بتوجيهات غربية أمريكية فلا خير يتوقع منه لأنه أسس من أجل خدمة مصالح الغرب ويراد منه زج العرب والمسلمين بحرب بالنيابة عن أمريكا والغرب, وهذا ما سيكلف العرب الكثير من الأرواح والأموال تضاف إلى ما فقدوه طيلة تلك الفترة المنصرمة, وسيكون نقمة على العرب وعلى الإسلام والمسلمين, وهنا يتوجب علينا تحذير الشعوب العربية والإسلامية من هكذا أمر ونذكرهم بمقاله المرجع العراقي الصرخي خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق حيث قال ...
{{... لأبنائي وأعزائي الشعوب العربية أقول: احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة باسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته....}}.
أما إذا كان هذا التحالف أسس وفق رؤية ورغبة وتوجه عربي خالص هدفه هو الحفاظ على هيبة الإسلام والمسلمين وتطهير الإسلام من كل الدخلاء الذين تستروا به, وبعيداً عن الطائفية والمذهبية, فسيكون رحمة للناس أجمع.






الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

لماذا الطائفية وليس الإنسانية هي المحرك ؟!

احمد الملا


يتعرض الكثير من أبناء المعمورة للظلم والاضطهاد والقتل والترويع على أيدي السلطات أو على يد مليشيات أو تنظيمات إرهابية ولنا في ما يحدث في بورما وفي الصومال وفي سوريا والعراق ونيجيريا وغيرها من بلدان العالم من مجازر شبه يومية, لكن الغريب بالأمر إن كل تلك المجازر لم تحرك ضمير أي مسؤول دولي أو حكومي أو قيادي ديني, بل نجد إن من ينتفض من هؤلاء لهذه المظلوميات من أجل المصلحة ومن أجل المنفعة ومن أجل التحزب والطائفية, وليس من أجل الإنسانية, الشيعي ينتفض للشيعة فقط, والسني ينتفض للسنة فقط, والمسلم للمسلم والمسيحي للمسيحي, وليس الإنسان من أجل الإنسان !!!.
ولنا في دعوات بعض مدعي القيادات الدينية في العراق للخروج بتظاهرات في يوم الجمعة القادمة من أجل التعبير عن رفض ما يتعرض له الشيعة في نيجيريا ؟؟!! فلماذا لم تخرج هذه التظاهرات مثلا لرفض ما يتعرض له مسلمي بورما من ابادة جماعية يومية ؟؟!! لماذا لم تخرج هذه التظاهرات للمطالبة بحقوق النازحين العراقيين الذين يعانون من فقدان ابسط مقومات الحياة وتُركوا للموت تحت البرد القارس والجوع الشديد ؟؟!! لكن وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته...
{{ ... عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم وهو المسير للأمور وهو المؤصل للقتل والتقتيل والإجرام والتكفير ، ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر يكون المعروف منكراً ويكون المنكر معروفاً ، يرون المعروف منكراً المنكر معروفاً فيعمل المنكر يعمل القبائح يقتل الأبرياء ، يسحل الجثث يحرق الجثث يعتدي على الأعراض يفجر الناس...}}.
فمادامت الطائفية هي الحاكمة والمسيطرة على الفكر والعقل البشري فيلغى شيء اسمه إنسانية, فبالأمس القريب عثرت الشرطة العراقية على جثامين خمسة أشخاص من عائلة نازحة في محافظة صلاح الدين قضوا بسبب البرد والجوع بحسب تقرير الشرطة العراقية فأرواح هؤلاء المساكين والذين توجد مثلهم مئات بل آلاف الحالات تعاني البرد القارس والجوع والحرمان من ابسط مقومات الحياة.
فأين هذه القوى العراقية عن أبناء بلدها وشعبها ؟ لماذا اتخذت جانب الصمت عن مأساة النازحين والمهجرين ممن يعانون الإهمال, والذين أصبحوا بهكذا حال بسبب فساد السياسيين وطائفية المتصدين للقيادة الدينية " اللادينية" وأين مرجعية السيستاني وما هو الذي قدمته للنازحين والمهجرين ؟؟!! لماذا إنّصبَ اهتمامها على بناء المدارس الدينية " اللادينية " وبتكلفة مليارات الدولارات ولا تهتم للنازحين ؟؟!! لماذا تدعو لجمع التبرعات لحشدها الطائفي فقط وتغض الطرف عن مأساة النازحين ؟! فلو دعت للتبرع للنازحين أيضا فهل يبقى نازح بحالة من العوز ؟؟!!.
و أين الحكومة العراقية من معاناة النازحين ؟ واخص العبادي أين أنت من النازحين ؟ فهم يا " أبو يسر " لا يملكون لقمة العيش ولا يجدون ما يقيهم من البرد فكيف يوصلون صوتهم وشكواهم لك عن طريق صفحتك التفاعلية؟؟!! وأين الأموال التي خصصت لهم ؟ وأين صرفت ؟ ولماذا إلى الآن لم تصرف لهم تلك الأموال يا سليم الجبوري ؟! الم تقولوا وتذيعوا بالأخبار ووسائل الإعلام إن صلاح الدين تم تحريرها أو تحرير اغلب مناطقها فلماذا لا ترجعون هؤلاء المساكين إلى منازلهم وأراضيهم كي يعيلوا أنفسهم ؟! أم إن انتصاراتكم فقط إعلامية زائفة ؟!.
فهؤلاء في رقبة مَن ؟ وفي ذمة مَن ؟ ومَن يتحمل مسؤولية موتهم ؟! ولماذا لم ينتفض لهم أحد كي يطالب لهم بحقوقهم المسلوبة والمنهوبة, لماذا لم ينتفض احد لهم ويقلل من معاناتهم التي أصبحت باباً من أبواب فساد المسؤولين, حيث الاختلاس والسرقة بإسم النازحين والمهجرين!!.







الاثنين، 14 ديسمبر 2015

انتخابات ولاية الفقيه في إيران دليل على بطلانها

احمد الملا



ولاية الفقيه كحكم إسلامي يعتمد أساساً على أن يستوفي " الولي الفقيه " جميع الشروط التي تؤهله لنيل هذا المنصب, وأهمها هو "الأعلمية " ويسبقها في ذلك " الإجتهاد " الذي يؤهل الإنسان إلى مرحلة الأعلمية, ومن يكون حاصل على عنوان الأعلمية في العلوم الأصولية والفقهية هو الذي يتمتع بعنوان الولي الفقيه, وهو يمثل إمتداد طبيعي للخط الرسالي, وقد أكد الأئمة "عليهم السلام" على شرط الأعلمية في قيادة الأمة في كثير من الأحاديث والروايات وأهمها ما ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام " ( ما ولت أمة أمرها إلى رجل وفيهم من هو أعلم منه فإن أمرها يذهب إلى سفال وهلاك حتى يعودوا إلى ما تركوا ..)
لكن ما يحصل الآن وفي زمننا الحاضر إن من يتصدى لعنوان الولي الفقيه يفتقر للشرط الأساسي لنيل هذا العنوان وهو شرط " الاعلمية والاجتهاد " وفقدان هذا الشرط أدى إلى تطبيقات خاطئة ونتائج خاطئة, فمن لم يكن عالماً بعلوم الفقه والأصول كيف يمكنه أن يستنبط الأحكام الشرعية من مصادرها, وكيف يستطيع أن يستقرء الأحداث والوقائع وهو فاقدٌ للشرط المهم في ذلك؟!.
وبسبب فقدان هذا الشرط قام بعض من تصدى لعنوان المرجعية بأن ينكر ولاية الفقيه كما هو حال مرجعية السيستاني, وبعضهم يقول بما يسمى بولاية الفقيه العرضية, أي يكون ولي فقيه فقط على دولة أو إقليم ولا ولاية له على المسلمين خارج حدود هذا الإقليم أو الدولة, وكذلك دفعهم فقدان هذا الشرط الى محاربة كل من ثبتت أعلميته في علوم الفقه والأصول بالأدلة والبراهين العلمية العقلية الشرعية, كي لا يعلوا كعبه ويسحب البساط من تحت أقدامهم, وهذا ما حصل مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر سابقاً ومع السيد الصرخي الحسني حالياً.
ولو أخذنا على سبيل المثال ولاية الفقيه في إيران فنجد إن المتصدي الآن لشغل هذا العنوان أو المنصب فاقد لأهم شرط وهو الأعلمية وكذلك الإجتهاد, فلا يوجد أي دليل علمي عقلي شرعي يثبت إجتهاد أو أعلمية المتصدي الآن في إيران لشغل عنوان " الولي الفقيه " وهذا ما يجعل ولاية الفقيه في إيران باطلة عقلاً وشرعاً, وما يؤكد ذلك هو ان من يحمل عنوان " المرشد الاعلى " او " الولي الفقيه " يتم عن طريق الترشيح والاختيار من قبل لجنة وليس على اساس علمي, فحسب ما اعلنت عنه مصادر اعلامية ايرانية نقلاً عن الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني أن لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
ومنذ أن خضع خامنئي  لجراحة لاستئصال سرطان البروستات، وإيران  تشهد نقاشًا علنيًا حول من سيخلفه على الإطلاق، وذلك لتجنب ما يعتبرونه خطرًا يهدد تقويض أقوى شخصية في إيران, لكن مع إجراء انتخابات مجلس الخبراء في شباط القادم، وهو الهيئة الدينية التي تعين المرشد الأعلى, وهذا من أوضح الأدلة على بطلان ما يسمى بولاية الفقيه في إيران لان من يحمل هذا العنوان قائم على أساس الترشيح وليس على أساس توافر شرط الاعلمية والاجتهاد, وإنما إستخدام هذا العنوان من أجل المنافع الشخصية الضيقة وتمرير المشاريع تحت عنوان " ولاية الفقيه " وما ذهب إليه المرجع الصرخي في لقاءه مع قناة التغيير يثبت بطلان تلك الولاية كونه من أهل الإختصاص وعلى دراية تامة بذلك, حيث قال ...
{{ ...أنّ العديد من الأحكام النظرية يصعب تطبيقها على الواقع، لقصور من يتصدى لتطبيقها ولعدم تكامل المجتمع، كما أنّ ولاية الفقيه في إيران غير مستوفية لشرط الأعلمية فضلاً عن الاجتهاد فتكون باطلة، لأنها تدور مدار الأعلمية، وكل المجازر التي حصلت بسبب ولاية الفقيه هي نتيجة للتطبيقات الخاطئة لها وعدم تطبيقها على المجتهد الأعلم...}}.









الأحد، 13 ديسمبر 2015

الخلاف بين روسيا وإيران ... وخسارة الرهان

احمد الملا



حقيقة تقف الكلمات عاجزة ومتحيرة وخجولة في وصف المفكر والمحقق والمحلل والمرجع العراقي الصرخي الذي شق الحجب السياسية في قراءته للمشهد السياسي العراقي والعالمي,فهذه محاضراته العقائدية والأصولية وبياناته وخطاباته وخطبه ومؤلفاته تشهد بذلك, فضلاً عن علمه وتمكنه من تخصصه الديني الحوزوي فإنه تمتع بدقة القراءة للواقع السياسي الذي يشهده العالم عموما والعراق خصوصا...
ولنا في مسألة التدخل الروسي الإيراني في سوريا وحرب الإبادة التي تشنها تلك الدولتين على الشعب السوري المظلوم ... ففي وقت سابق وبالتحديد بتاريخ 5 / 10 / 2014 م قال المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته {{...الخاسر الأول والخاسر الأكبر هو إيران, فلا يغرنكم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة, كانت تملك كل الشام وبيدها كل الشام, سلطة وثروات وأراضي وكان بيدها  كل العراق سلطة وثروات وأراضي, وكان بيدها الكل عندما أذكر الشام اعني الكل يعني سوريا ولبنان, كل هذا المحور كان بيدها ماذا بقي لها ؟! فقدت في لبنان,فقدت في سوريا, فقدت ثلثي لبنان, فقدت أكثر من ثلثي سوريا, فقدت أكثر من ثلثي العراق, هذه الخسارة الكبرى, هذه هي الخسارة العظمى, هذا هو الخاسر الأول, وأنا من الأول قلت وأقول؛ قلت يمكن إن تكون الفترة الزمنية فيها شيء من القصر أو من الإطالة, لكن من يراهن وراهن على إيران فهو غبي وأغبى الأغبياء إيران حصان خاسر, من يراهن عليه فهو خاسر هذا أولاً, ثانيا في هذه الفقرة ما حصل في سوريا ما حصل في العراق ... الآن إيران دخلت في ساحة صراع كبرى,إيران منتهية اقتصاديا .... الشعب الإيراني الآن حائر بلقمة العيش, إيران الآن منشغلة في حروب هنا وهناك, حروب استنزافية سريعة التأثير, ستتساقط إيران سيتهاوى الاقتصاد الإيراني سريعاً, الآن بعض السياسيين بعض المسؤولين في الدولة التفتوا إلى هذا الأمر ظاهراً الآن اخذوا خطى متسارعة مبتعدين عن إيران مقتربين إلى الأمريكان والى الحلف الآخر  ...}}
والآن على مستوى دول راهنت على إيران وأبرزها روسيا التي راهنت بقوة على إيران حتى أنها دخلت بقوة وبكثافة إلى المحرقة السورية على الرغم من إن وضعها الاقتصادي - أي روسيا -  ليس بأفضل من وضع إيران فكلامها يعانيان من حظر اقتصادي دولي, وتردي الاقتصاد الداخلي لهما, ومع ذلك دخلت روسيا في حرب كلفتها الكثير من مليارات الدولارات وما يؤكد ذلك هو إعلان أكثر من 80 مصرف روسي إفلاسه في الأيام الأولى لمشاركتها في الحرب, فما بالك الآن وقد امتدت مدة مشاركتها إلى أسابيع وأشهر ؟! فكم من مصرف أعلن إفلاسه الآن ؟!.
ويبدو إن هذا الرهان الروسي على إيران وكما توقع المرجع الصرخي باء بالفشل والخسران, وهذا ما أكدت عليه التقارير الاستخباراتية الأخيرة التي كشفتها شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية ونشرتها وكالة " روسيا اليوم " والتي أفادت إيران بدأت سحب قوات الحرس الثوري من العملية العسكرية في سوريا, موضحة إن ابرز أسباب الانسحاب هي الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران وخسارة قيادات عسكرية كبيرة من أبرزها قاسم سليماني الذي رجحت تلك التقارير موته بسبب إصابته البالغة التي تعرض لها في معارك حلب بالإضافة لما تمر به من ضائقة وأزمة اقتصادية كبيرة.
وهذا ما سبب خلاف كبير بين إيران وروسيا, لان روسيا تعتمد على التواجد العسكري الإيراني على الأرض وهي تقوم بالدعم الجوي, وهذا الانسحاب يعني فشل الضربات الروسية وعدم تحقيقها أي نجاح سوى قتل الأبرياء من المدنيين العزل السوريين, وبالتالي سيجعل موقف روسيا موقفا محرجاً جداً أمام العالم وأمام شعبها نفسه, وكذلك عدم تحقيقها أي نجاح في الإبقاء على نظام الأسد الإجرامي الذي شاركت بالحرب من أجل إبقاءه, وهذا ما يجعل روسيا تخرج من تلك الحرب خالية الوفاض ولم تحقق ما كانت تصبو إليه, ويرافق ذلك خسائر مالية كبيرة وفقدان للعلاقات الدولية, وهذا كله بسبب رهانها على إيران, وبهذا تكون روسيا أغبى الأغبياء.
وهذا ما تحدث عنه المرجع العراقي الصرخي كما بينا, فأي محلل سياسي أو مفكر أو متابع للحراك السياسي الدولي نطق بمثل التحليل والقراءة الموضوعية والمستقبلية لمجريات الإحداث ؟! انه فقط المرجع العراقي الصرخي, فهو بالفعل يستحق أن يكون رجل المرحلة ورجل السلام والاعتدال وفيلسوف العصر.







الجمعة، 11 ديسمبر 2015

الدخول التركي الى العراق وتغيير موقف السيستاني

احمد الملا



الملاحظ للغة الخطاب التي اعتمدتها مرجعية السيستاني يجد فيها تغيراً واضحاً, فبعد أن كانت لا تنطق ببنت شفه حول التدخلات الدولية في الشأن العراقي وانتهاكها لسيادة العراق, كأمريكا وإيران وروسيا, حيث كانت هذه المرجعية اما تتخذ جانب الصمت او تبرر لتلك الدول بان تدخلها هو تقديم العون والمساعدة في الحرب على تنظيم داعش, وكانت ترحب بتلك التدخلات.
لكن بعد التدخل التركي الاخير تغيرت لهجة التبرير وكُسر جدار الصمت وأخذت مرجعية السيستاني بالتكلم عن سيادة العراق وتحث الدول على التنسيق مع الحكومة العراقية من أجل دخلوها الى العراق, وهذا ما يجعلنا نسأل ونتساءل عن موقها هذا أين كان عندما دخلت إيران للعراق وتواجد قاسم سليماني في العراق بصورة غير قانونية وبدون اي نسيق مع الدولة العراقية ؟! وأين موقفها من دخول المئات من الجيش الأمريكي في الحبانية وعين الأسد ؟.
وأين موقف مرجعية السيستاني من اللجنة الاستخباراتية الرباعية " ايران وروسيا والعراق وسوريا" التي تشكلت في بغداد وبدون علم رئيس الوزراء حيدر العبادي ولا الحكومة العراقية وهذا ما صرح به وزير الخارجية ابراهيم الجعفري, حيث تشكلت هذه اللجنة بين اطراف غير حكومية, فلماذا لم يكن للسيستاني أي موقف يذكر ؟! بل انه رحب بتلك الدخلات واي تدخل دولي من شأنه يساعد العراق في حربه على داعش, لكن بعد الدخول التركي تغير الموقف لماذا ياترى ؟!.
فهذه المرجعية أما كانت لا تعلم بكل شيء يحدث من حولها, أو إنها كانت تساعد تلك الدول على تمرير مشاريعها في العراق, ولكن المصلحة الان اقتضت بتغير موقفها ورمي نفسها بأحضان التحالف الغربي, خصوصاً بعدما صار الكلام والحديث هو عن الإتفاق مع الحكومة العراقية والتنسيق معها ولايمكن لأي دولة ان تدخل دون علم وإذن الحكومة العراقية, وهي - اي مرجعية السيستاني - وكما اوضحنا امضت كل التدخلات الدولية وبررت لها, ومن سمع خطبة الجمعة لوكيل السيستاني اليوم 11 / 12 / 2015م والتي دعا فيها  دول الجوار الى احترام سيادة العراق وأن تمتنع عن إرسال قواتها اليه دون التنسيق مع الحكومة العراقية، حاثاً الحكومة العراقية على عدم التسامح لأي طرف يتجاوز على سيادة البلد !!.
وهذا يعني انه اعطى للحكومة حق التعامل مع اي تدخل دولي بقوة وحزم, وبطبيعة الحال الحكومة العراقية وعلى رأسها العبادي الان يحظى بدعم أمريكا, وهذا يعني سيكون الاستنجاد بالأمريكان من قبل العبادي للتصدي لأي تدخل دولي.
اما التدخل التركي فكان هو عبارة عن خطة وفكرة امريكية من أجل ان يحظى التواجد الأمريكي في العراق بصبغة قانونية ولا يستطيع احد ان يعارض لان مرجعية السيستاني دعت الدول التي تريد المشاركة في الحرب ضد داعش ان تنسق مع الحكومة العراقية, وبما إن الحكومة العراقية تميل وتركن الى أمريكا فإنها ستوافق على الدخول الأمريكي وتواجده العسكري, ومن يعارض سيكون من المخالفين لرؤى مرجعية السيستاني وللقانون وللحكومة وسيدخل ضمن خانة الإرهاب.
ولتوضيح ذلك؛ فبعد انتهاء مدة المهلة التي منحها العبادي لأنقرة من أجل سحب قواتها العسكرية المتواجدة في شمال العراق ولم يحرك العبادي ساكناً و تحول الى الاستنجاد بحلف الناتو وبالأمم المتحدة ... فكانت النتيجة هي مباحثات ومناقشات بين امريكا والعراق من جهة ومن جهة اخرى مباحثات بين العراق وتركيا حول الابقاء او تقليص هذه القوة ( عدم انسحابها ) ويرافق ذلك مطالبات عراقية بأخذ الاذن من بغداد قبل الدخول !!!.
 وهذا يعني ان العراق سيقبل بهذه القوة لكن بشرط أخذ الموافقة منه ( تلك الذريعة التي احتجت بها ايران ومن معها من أذناب ) وبهذا سيكون هناك تواجد غربي بموافقة عراقية حكومية وهذا سيجعل الرافضين لذلك التواجد هو خلاف ارادة الدولة وبعد ذلك يكون دور المؤسسة الدينية في النجف - وطبقت مرجعية السيستاني هذا الدور في خطبتها اليوم - وكما بينا طالبت بالتنسيق الدولي مع حكومة العراق, ومما لا شك فهي إنها ستقوم بإصدار فتوى تجرم كل من يخالف ارادة الدولة وبالتالي تكون الضربة قاصمة لظهر المليشيات والسياسيين الموالين لإيران وبالتالي يصبح الشعب العراقي يطالب بخروج ايران من العراق وكف تدخلاتها في شأنه ويبدأ الكل يتكلم عن العروبة والعراقية والكل وقف بوجه المد الصفوي الإيراني ومن جهة اخرى ستكون هناك شرعية للدخول الغربي بحجة الموافقة الحكومية .... وتركيا هي الدولة الافضل لتطبيق هذا المخطط بحكم الخلاف بينها وبين روسيا وايران وبحكم قربها الحدودي من العراق وسيكون دخولها مبرر عقلاً بحجة حماية امنها القومي من خطر داعش .
وهذا وبحسب تصوري يعد التحرك الفعلي والصريح والعلني لانقلاب المواقف ضد ايران من قبل ساسة ورجال الدين ممن كان مواليا لإيران وشرعن لها تواجدها والذي تكلم عنه المرجع العراقي الصرخي قبل اكثر من عامين, حيث قال ..
{{...الاحداث تتسارع في المنطقة, الامور تتسارع, الفتن تقترب, الخطر بدأ يداهم, الكفة بدأت تميل للجانب الآخر, فالآن سنسمع دعوات و صيحات الوحدة و أهل البلد و الوطنية و المرجع الوطني، و العراقي, كلهم سيكونون من العراقيين, كلهم سيكونون من المرجعية العربية, و سأقول لكم اكثر من هذا, الآن نحن من يحكى علينا بأننا ضد المذهب و ضد ايران و ضد الحكومة الاسلامية, و لكنني الأن اخاطب الحكومة الاسلامية, بان الفتاوى التي قطعت رأس صدام اقتربت بإنها ستسخَّر و تسيّر لقطع رقاب من يتصدى أو محاولة قطع رقاب من يتصدى في إيران...}}.






الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

غباء ... جهل ... بلادة ... والعراق إلى الأسوأ !!!

احمد الملا 



سؤال يتردد في الأذهان دائما وهو؛ لماذا العراق يسير من سيء إلى أسوأ منذ عام 2003 والى يومنا هذا, وكلما أشرقت علينا شمس يوم جديد نتمنى ان هذه الشمس لم تشرق وبقي يوم أمس مستمر ولن ينتهي, بسبب ما نسمعه ونشاهده ونعيشه من سوء وظلم وإجحاف وفقدان للأمن والآمان في اليوم الجديد, حيث كل يوم جديد يمر علينا تزداد فيه معاناتنا نحن العراقيين ؟؟!! فيا ترى ما سبب ذلك ولماذا العراق يتقلب بين يوم وآخر من سيء إلى أسوأ؟!.
وللإجابة على ذلك السؤال نضع عدة احتمالات وهي : إن الشعب العراقي كان يسير دون توجيه وأساء اختيار من يمثله في البرلمان وفي الحكومة وقبل ذلك فضل التصويت على دستور برايمر ذلك الدستور الملغوم بالثغرات التي تؤمن للسياسي الفاسد كل فساده, وهذا ما سبب له سوء الحال, كونه أساء الاختيار.
الاحتمال الآخر هو؛ إن الشعب ومنذ عام 2003 وليومنا هذا يسير وفق منهجية معدة ومنظمة أوصلته لهذا الحال, وهو كان يطبق تلك المنهجية رغماً عنه لان الذي كان يتحكم بتلك المنهجية هو شخص مقدس لا يمكن مناقشة كل ما يصدر منه, لأنه يمثل مذهب ويمثل طائفة ومن يعترض ويناقش ما يصدر منه يكون إرهابياً وبعثياً وتكفيرياً, وهذا هو واقع الحال.
فأغلبية الشعب ومنذ سقوط النظام السابق والى يومنا وهذا صادر عقله وتفكيره وحريته وجعل من نفسه عبداً ذليلاً لما يسمى بمرجعية السيستاني, تلك المرجعية التي طالما تراقصت بأحضان الإحتلال والسلطات الحاكمة الطاغية من أجل مصلحتها والحفاظ على مكانتها الكهنوتية, فهي من أوجبت على الشعب أن يصوت بنعم على دستور برايمر, وهي من أوجبت عليهم انتخاب الفاسدين وعلى أسس طائفية مقيتة لكي تجذر ومنذ اللحظة الأولى للطائفية السياسية والمذهبية التي جرت العراق إلى مستنقعات الدم والفساد المالي والإداري, والشعب سار ويسير خلف تلك المرجعية التي لا يمكن أن نسميها بمرجعية لأنها فاقدة لكل مقومات هذا العنوان.
فكان رجوع الشعب إلى هذه المؤسسة الفرعونية التي استخفت به فأطاعها وتجرده من حرية التفكير والرأي وحرية الاختيار جلبت للعراق كل ما هو سيء, سلم عقله بيد مرجعية فارغة خاوية من كل علمية, أي إنها في ضمن تخصصها وداخل إطارها الديني " اللاديني " فارغة وخاوية لا تملك أي شيء, فكيف تعطي وتشخص وتحلل وتقود امة في خارج إطارها الذي فشلت به ؟! وهذا جعل أغلبية الشعب يتسم بالغباء لان هناك من يفكر عوضاً عنه, وجاهل لأنه لم يتعلم من خطأه الأول, وبليد لأنه لم يسعى إلى أن يطور نفسه ويحرر تفكيره من قبضة السيستاني وجعجعة الإعلامية الخاوية, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته كشف فيها سبب تدهور الوضع في العراق بسبب تلك المرجعية الخاوية, حيث قال..
{{... لماذا وصلنا لهذا الحال ؟! لأننا أغبياء لأننا جهلاء لأننا بلداء, سلطنا الفاسد المفسد القبيح, صدقنا بالكاذب, صدقنا بالمنتفع والانتهازي وبقينا ندافع عنه وسنبقى ندافع عنه بعنا آخرتنا بدنيا هذا الانتهازي والمنتفع المدعي للمرجعية, صاحب المرجعية الإعلامية التي لا حقيقية لها من العلم ولا حظ لها من العلم, لا تمتلك لا من الفقه ولا من الأصول ولا أي شيء من العلم, لا في الفقه ولا في الأصول ولا في التأريخ ولا في العقائد ولا في التفسير ولا في الحديث ولا في الرجال, لا تمتلك أي شيء فقط إدعاءات إعلامية, فقط إدعاءات من أُناس منتفعين يقبضون الدينار ويشهدون بعلمية هذا أو بإجتهاد هذا, يكذبون على الناس مقابل بعض المال, مقابل بعض الفتات, نبقى نصدق بهذا وبذاك, ونبقى في هذا الحال و إلى أسوأ حال ونحن ندافع عن هذا لأنه يمثل المذهب, يمثل الطائفة, ينتصر به المذهب, وماذا حصل للمذهب غير التشويه والتشويش والطعن والتنفير ؟! كل الجرائم صارت ترتكب بإسم مذهب أهل البيت " عليهم السلام " كما إن الجرائم هناك ترتكب بإسم مذهب أهل السنة , بإسم مذهب الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث أو بإسم منهج أم المؤمنين عائشة, كما هنا بإسم الحسين وبإسم علي بن أبي طالب عليهم السلام, هذه ضلالة, هذا فساد, هذه شيطنة, هذا قبح...}}.





الاثنين، 7 ديسمبر 2015

في العراق ملايين النازحين والشعب وقادته عن السيادة يتحدثون !!

احمد الملا


يستخدم مصطلح السيادة بصورتين مختلفتين - وإن ارتبطتا مع بعضهما- للإشارة إلى السيادة الداخلية والسيادة الخارجية، ففي حين ترتبط الثانية بوضع الدولة في النظام الدولي ومدى قدرتها على التصرف ككيان مستقل (مفهوم السيادة الوطنية أو الدولة ذات السيادة)، فإن السيادة الداخلية تشير إلى القوة أو السلطة العليا داخل الدولة ممثلة في الهيئة صانعة القرارات الملزمة لكافة المواطنين والجماعات والمؤسسات داخل حدود الدولة, و ترتبط السيادة الداخلية بهذا المعنى الداخلي بمفاهيم مثل "السيادة البرلمانية" و" السيادة الشعبية ", هذا كتوضيح بسيط للسيادة في أي بلد من البلدان.
لكن لو تناولنا سيادة الدولة العراقية لوجدناها منتهكة ولا وجود لها سوى على ألسنة قادة الكتل والأحزاب السياسية وكما يحب إن يسميها بعضهم بــ" بالجعجعة الإعلامية " لكن واقع الحال يؤكد عدم وجود أي سيادة في العراق وعلى المستويين الداخلي والخارجي, فالسيادة الداخلية والتي يمثلها البرلمان والشعب, فللأسف الشديد تجد إن البرلمان العراقي غير مهتم بالدور المناط به والذي يتمثل بحماية الشعب والسهر على توفير جميع احتياجاته, بل اقتصر دوره على الإضرار وبشكل كبر بالمواطن العراقي وبكافة المستويات الاقتصادية والأمنية والصحية والخدمة, لأنه خاضع لسيطرة وهيمنة الأحزاب والكتل السياسية وممثل لها وليس للشعب, ولنا في مسألة النازحين أوضح مثال.
ففي العراق الآن أكثر من ثلاثة ملايين نازح ومهجر داخل بلدهم, يعيشون تحت ظل أسوأ الظروف, إذ يفترشون الصحاري القفار دون أبسط مقومات الحياة, وفي الصيف يعانون من الحر القائظ ولهيب الشمس المحرقة, وفي الشتاء موجات البرد القارس والفيضانات, أما من يحاول أن يدخل إلى المحافظات الآمنة كبغداد أو بابل أو النجف أو كربلاء, فإنه سيصطدم بالمعرقلات التي وضعها البرلمان وهي شرط الكفيل والضمانات والتعهدات, ومن يوفر تلك الشروط ويدخل إلى هذه المحافظة أو تلك فإنه سيواجه خطر وتهديد الإجرام والإرهاب المليشياوي الذي اتخذ البرلمان العراقي جانب الصمت والسكوت حياله, حيث تقوم المليشيات بتهديد كل النازحين والمهجرين الداخلين للمحافظات الآمنة من أجل طردهم ومن لم يهتم لتلك التهديدات فسيكون مصيره القتل, وهذا ما شهدته العاصمة العراقية بغداد, حيث أبيدت عوائل بأكملها من نساء وأطفال ورجال وشيوخ, والبرلمان العراقي لم ينطق ببنت شفة, وفي الوقت ذاته نجده يغض الطرف عن الدخول غير المشروع لملايين الإيرانيين وآلاف الأفغانيين, ولم يشترط عليهم ما اشترطه على أبناء البلد من النازحين والمهجرين, بل إنه تغاضى عن انتهاكهم الصارخ واعتدائهم على حرس الحدود, وهو أي البرلمان العراقي كان ولازال المنتهك الأول لسيادة العراق من خلال خضوعه لإرادة الدول المجاورة وبالتحديد إيران التي هيمنت بصورة كبيرة على العراق.
أما الشعب, الذي يمثل المحور الآخر من محاور السيادة الداخلية, فللأسف الشديد بات أغلبه منقاداً ومسيراً ومخدراً بالشعارات التي رفعها الساسة والقادة والرموز الدينية الموالية لإيران, حتى إنهم لم ينتفضوا لأنفسهم وفضلوا السكوت على كل ما يصدر من هؤلاء التابعين لإيران من فساد وإفساد, بل إنهم يبررون لهم, كما إنهم إتخذوا جانب الصمت عن معاناة النازحين الذين يمثلون شريحة كبيرة من الشعب, وكأنهم في وادِ والنازحين في وادٍ آخر, والأمر المخجل إن اغلب هؤلاء دائما ما يرفعون شعار " يا لثارات الحسين " ويتوجهون بالسير إلى كربلاء المقدسة بالملايين مشياً على الأقدام, وكأن الحسين وثورته هي قائمة على أساس رفع الشعارات الفارغة وعلى المشي والطبخ واللطم !! ونسوا إن الحسين " عليه السلام " هو ثورة الظلم على الظالم, وثورة إصلاح على الفساد, وثورة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر, فلم نجد ممن رفع شعار رفض الذلة وطلب الإصلاح وسار متوجهاً لكربلاء إنه طبق تلك الشعارات أو سعى لتطبيقها, إلا النادر الأندر ممن سار بالقول والفعل على النهج الحسيني الإصلاحي الحقيقي الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر وسمع صوت الحق والعدل, الصوت الوطني العراقي الذي يريد أن يطبق السيادة العراقية الحقيقة ويجسدها على أرض الواقع بعيداً عن رفع الشعارات الفارغة والتطبيل الإعلامي.
وذلك بإمتثالهم لما جاء في بيان المرجع العراقي الصرخي " ثورة الحسين ...من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين " والذي خاطب فيه المتوجهين لأداء مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين " عليه السلام " حيث جاء فيه ...
{{... هل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق.
ـ فإذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فاعلموا إذن إنكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان ...
ـ نعم إذا لم تكونوا خرجتم من اجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم انه الجهل والنفاق والتغرير والخداع والإنخداع والفساد والإفساد
ـ ويجب على كل من يريد أن يواسي الإمام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه أن يفعل ما فعله الحسين وضحى من اجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الآن معنا، فانه سيكون مع الإصلاح في امة الإسلام فسيكون مع المهجّرين والنازحين والمتضررين المستضعفين، ومع الأرامل واليتامى وعوائل الشهداء، ومع المرضى والفقراء وكل المحتاجين، فانه (عليه السلام) سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه، واعلموا وتيقنوا إن الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون إمامكم وانتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لأمورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى إنكم لا تخففّون عنهم، ومن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم...}}.
أما السيادة الخارجية فهاهي تنتهك ومن أوسع الأبواب, والحكومة العراقية والبرلمان العراقي وأغلبية الشعب, يمضون ذلك الإنتهاك, فيبررون لدول ويعترضون على أخرى, في حالة تكشف مدى الإزدواجية التي يعيشها هؤلاء, فهم يمضون دخول إيران وروسيا ودول الغرب انتهاك سيادة العراق, ويتعرضون على دول أخرى كتركيا دخول العراق ويرفضون الدخول العربي بحجة انتهاك السيادة !! بينما تدخل كل تلك الدول هو جاء تحت الذريعة ذاتها وهي محاربة تنظيم داعش في العراق, فمثلما اعترضوا على تركيا والدول العربية كان المفروض يعترضون على دخول إيران وروسيا العسكري في العراق من جهة ومن جهة أخرى التأثير والتحكم بالعملية السياسية, وهذا هو انتهاك حقيقي لسيادة العراق, وهذا ما يدمي القلب فالعراق بلد يعج بالنازحين والمهجرين والفقراء واليتامى والأرامل بسبب فساد المتصدين من سياسيين وقادة ورجال دين ولائهم كان لغير العراق وفي الوقت ذاته يتحدثون عن سيادة هذا البلد, فأي سيادة تلك وهم أول من انتهكها وخرقها وفتح حدود العراق لدول كانت تحتضنهم والآن تسندهم من أجل تنفيذ مشاريعها التوسعية في بلد الرافدين الذي بات إسمه بلد النازحين.







الأحد، 6 ديسمبر 2015

دخول القوات التركية إلى الموصل كشف الحقيقية الإيرانية !!

احمد الملا


بعدما دخلت قوة بسيطة من الجيش التركي إلى الحدود العراقية وبالتحديد لمحافظة الموصل التي استولى عليها تنظيم داعش العام الماضي, ثارت ثائرة العديد من القوى السياسية العراقية المرتبطة بإيران وكذلك بعض الأحزاب السياسية والشخصيات الدينية والتي عرفت أيضا بولائها المطلق لإيران, ويضاف لذلك الرفض الإيراني لهذا الدخول العسكري التركي, كما اتفقت جميع تلك الأطراف والتي تسمى بمحور " الممانعة والمقاومة " وهي زائفة في حقيقة الأمر, اتفقت على تقديم طلب رسمي لروسيا بتوجيه ضربة عسكرية تستهدف القوات التركية.
وهذا الأمر كشف الإزدواجية التي تتمتع بها تلك الأطراف الإيرانية, فهم من جانب يرحبون بالتدخل الروسي في العراق وسوريا واعتبروه دعم وإسناد لمواجهة داعش, بينما في حقيقة الأمر كانت الضربات الروسية هي موجهة للشعب السوري البريء من الإنتماء لداعش, وفي الوقت ذاته اعتبروا دخول تركيا وبقوة بسيطة جدا تمثل ببضع العشرات من الجنود اعتبروه انتهاكاً وتماديا على العراق وسيادته ؟! وهذا التواجد هو من أجل توجيه ضربات لتنظيم داعش في الموصل وليس لتوجيه ضربات عسكرية نحو المدنين والأبرياء والمساكين العزل, كما تفعل روسيا في سوريا, وهذه قمة الإزدواجية والنفاق السياسي الذي يدل على مدى تبعية هؤلاء النفر الضال لإيران وسهرهم على خدمة مصالحها في العراق.
رب معترض يقول إن التدخل الروسي كان ضمن تحالف, أما الدخول التركي خارج نطاق أي تحالف وبدون شرعية, وفي حقيقة الأمر من يعترض بهكذا اعتراض فهو أما منقطع عن العالم ولا يسمع عن أخباره شيء, أو إنه ساذج وغبي ومسيس ومسير وفق ما يريده الإعلام الإيراني, ويرد عليه اعتراضه, لأن تركيا هي إحدى الدول التي شاركت في التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا, والحكومة العراقية أعطت هذا التحالف حرية التحرك على أراضيها, وما يؤيد ذلك هو التواجد الأمريكي في معسكرات الحبانية وغيرها من مناطق, كما إن الحكومة العراقية كانت على علم بهذا الدخول العسكري وجرى وفق تنسيق معها بحسب ما أعلن عنه رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو, حيث قال في مقابلة تلفزيونية مع قناة " trt " أن بلاده نسقت مع الحكومة الاتحادية بشأن الجنود الأتراك المتواجدين في الموصل, وهذا ما يعطي شريعة للتدخل التركي كما هو حال روسيا وإيران.
وهناك عدة إستفهامات تثار وهي؛ قبل دخول داعش لأرض العراق و كانت القوات التركية قد دخلت وتغلغلت في الأراضي العراقية ورافقتها طلعات وضربات جوية, وكان هذا الدخول مبرر بمقاتلة حزب العمال الكردستاني الذي اتخذ من شمال العراق مقرا له, ولم ينطق أي سياسي أو مسؤول حكومي أو أي دولة ببنت شفة!! فلماذا عندما دخلت تركيا إلى ارض العراق وبنفس الحجة التي دخلت بها القوات والمليشيات الإيرانية, وبنفس الحجة التي دخلت بها القوات الروسية وبنفس الحجة التي دخلت بها القوات الأمريكية والفرنسية ووو باقي الدول وهي محاربة داعش,  فلماذا تعالت الأصوات الآن وأخذت الجهات الموالية لإيران تتكلم عن السيادة العراقية ؟! وماذا سيكون رأي المعترضين لو كانت تركيا ضمن محور " المقاومة والممانعة " أي مع روسيا وإيران ؟!, فلماذا سكتوا سابقا واعترضوا الآن على الرغم من إن العالم كله تدخل بالعراق بالحجة ذاتها ؟؟!!.
وإن كان الحديث عن سيادة العراق وحرمة أراضيه فلماذا الكل التزم جانب الصمت حيال الانتهاك العلني والصريح من قبل إيران لأراضي العراق وتحكمها بعمليته السياسية؟ لماذا اتخذ الجميع جانب الصمت حيال ما قامت به المجاميع الإيرانية التي وصل تعدادها بالآلاف بل بالملايين بالتعدي على الحدود العراقية في معبر زرباطية في أيام الزيارة الأربعينية, وترك الآلاف من الأفغان يدخلون حدود العراق بدون تأشيرة دخول بل إن بعض القيادات أخذت تبرر لهم وبعضهم الآخر راح يدعي كذباً انه تم ردع هؤلاء ؟؟! بينما يطلب من النازح والمهجر العراقي وهو في بلد أن يوفر كفيل ويقدم ضمانات كي يدخل إلى محافظة آمنة, ومن يدخل إلى المحافظات الآمنة تطاله يد الإرهاب المليشياوي الدموية أو على أقل تقدير يتم تهديده بالقتل إن لم يغادر تلك المحافظة !!.
وذلك من أجل ترسيخ قواعد إمبراطورية إيران الفارسية وتوسعتها في العراق خصوصاً ودول المنطقة بشكل عام, مستخدمة في ذلك أي وسيلة من اجل تحقيق غايتها, ومن أهم تلك الوسائل هو الضرب على الوتر الطائفي, ومحاولة تغيير خريطة العراق من الناحية الديموغرافية, وهذا ما أكد عليه المرجع العراقي الصرخي في حوار خاص مع صحيفة " بوابة العاصمة " حيث قال فيه ...
{{...إن قضية اللاجئين والنازحين الأنباريين وغيرهم ومنعهم من دخول بغداد والمحافظات الأخرى و طرد من دخل منهم إلى بغداد والمحافظات الأخرى وإرتكاب كل القبائح والفضائح والجرائم لمنع ذلك والأسباب معروفة وواضحة وعلينا أن لا نغفل عنها ولا يفوتنا التذكير بها وهي أن إيران صاحبة المشروع الإمبراطوري الذي عاصمته العراق تعمل منذ الأيام الأولى للإحتلال وقبل جريمة تفجيرها لمرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وإفتعالها للمعركة والحرب والإعتداءات الطائفية الأولى عام 2006 فإنها تعمل على إبتداع وتأسيس ووضع خطوط دفاعية متعددة لحماية حدود إمبراطوريتها المزعومة وأهم خط دفاعي إستراتيجي عندها هو التغيير الديموغرافي المجتمعي على الأرض محاولةً إبعاد كل ما يحتمل خطره عليها وعلى حدودها ومشروعها ولهذا فهي تسعى بكل جهد من أجل إفراغ المحافظات الوسطى والجنوبية إضافة لبغداد من إخواننا وأهلنا السنة حيث يعتبرونهم إرهابيين أو حاضنة للإرهابيين من قاعدة ودواعش وبعثيين وصداميين وعروبيين وقوميين معادين للمشروع الإمبراطوري الإيراني فلابد من إبعاد هذا الخطر وقطع دابره من الأصل ويكون ذلك من خلال تخويف وإرعاب وترويع أهل السنة وتهجيرهم من تلك المحافظات كي تأمن الجبهة الداخلية لهذه البقعة من بقع الإمبراطورية وعاصمتها العراق !!! }}.
لكن في حقيقة الأمر إن دخول هذه القوة العسكرية التركية البسيطة كشف حقيقة الهيمنة والسيطرة الإيرانية على العملية السياسية في العراق, وإن السياسيين والقياديين في العراق بما فيهم من رموز دينية لا يستطيعون الخروج عن الإرادة الإيرانية التي جعلتهم يأخذون على أبناء بلدهم تعهدات خطية وكفلاء وضمانات وفي الوقت ذاته يفتحون أبواب الحدود على مصراعيها أما المحتل الإيراني, كما كشف للجميع إن إيران ومن دار في فلكها لا يريدون القضاء على داعش بل يريدون لتواجده أن يطول بشكل يخدم مصالحهم ومخططاتهم التوسعية في العراق.






السبت، 5 ديسمبر 2015

سباق غربي إيراني على مرجعية السيستاني

احمد الملا


تناولت المجلة البريطانية "إيكونوميست" إن إيران تسعى إلى الهيمنة على مرجعية النجف بعد السيستاني وأوضحت إن هناك خلاف بين الأخير وبين خامنئي في إيران وبينت إن أساس الخلاف هو إن السيستاني يريد دولة مدنية وليست دينية على غرار ما يريده خامنئي ؟؟!!
كما أوضحت المجلة إن المليشيات الشيعية هي الآن تقاد من قبل إيران وهذا ما يجعلها - أي إيران - مستحوذة على العراق وهذا خطر يهدد العراق وان السيستاني يمثل حجر عثرة أمام الهيمنة الإيرانية كونه يدعم قوات الجيش والشرطة تلك القوات التي اقل عدة وعدد من المليشيات ؟؟!!.
وهنا لدينا عدة تعليقات على هذا الكلام :
فما زعمته هذه المجلة هو كلام عار عن الصحة, فالسيستاني لم يخرج من خدمة إيران بل هو من سهل لها الدخول للعراق بشكل مباشر من خلال فتوى الجهاد التي أصبحت الغطاء الشرعي لهذا الاحتلال, كما إنها أعطت الشرعية لتحرك المليشيات الإيرانية والمليشيات العراقية المرتبطة بإيران بحجة محاربة داعش , ولم يرفض السيستاني هذا التدخل مطلقاً فكيف يوجد خلاف بينه وبين خامنئي ؟! ومتى وأين حصل ذلك ؟!
أما بخصوص ادعاء هذه المجلة إن السيستاني يريد دولة مدنية فهذا كذب معلن, فكيف يريد دولة مدنية وهو دعم وعلى طول السنوات الماضية القوائم والأحزاب الإسلامية وبالتحديد الشيعية الموالية لإيران , ودافع عن المجرم نوري المالكي بكل قوة خصوصا عندما أصدر فتوى تحرم على الشعب التظاهر ضد السفاح المالكي سنة 2011 والكل يعلم إن المالكي ولائه لإيران, فكيف كان الخلاف بين السيستاني وخامنئي وكيف يدعو إلى دولة مدنية ؟! وما هي دعوته وأين الدليل على ذلك ؟!.
أما مسألة المليشيات فهي بالفعل المسيطرة على المشهد العراقي الآن, بل باتت تتدخل في القرارات الحكومة والسياسية بشكل يتماشى مع الرغبة الإيرانية, والكل يعرف إن هذه المليشيات قد تشكل اغلبها بفتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني, وأخذت من تلك الفتوى غطاءاً لكل نشاطاتها الإجرامية, ولم ينطق السيستاني بأي كلمة إزاء إجرام تلك المليشيات, بل لم يصدر منه موقفاً يعارض فيه تدخل تلك المليشات بالعملية السياسية على الرغم من إن مهمتها وكما يدعون هي الدفاع عن المقدسات وليس عن العملية السياسية التي أدارها السيستاني بتدخله فيها, وهذا ينفي قول المجلة البريطانية بان السيستاني حجر عثرة بوجه الهيمنة الإيرانية بل هو البوابة الآمنة لذلك التدخل.
وهذا يجعلنا نتساءل عن سبب تلميع صورة السيستاني من قبل هذه المجلة وإظهاره بمظهر المعارض لإيران وإعطاءه صفة العراقية ؟!وإجابة على ذلك التساؤل : نقول إن هذه هي مقدمة لسحب فتوى الجهاد بطريقة أو بأخرى, ومحاولة فصل المليشيات عن فتوى الجهاد, وكذلك محاولة تزكية السيستاني من الولاء لإيران لان في قادم الأيام ستصدر مواقف منه ضد إيران تتناسب مع المصلحة الغربية وبالتحديد الأمريكية والبريطانية, وسيعود الابن الضال إلى أحضان أبيه بعد أن أعلن ولائه لإيران, كما حصل في عام 2003 وصدور فتوى تحريم الجهاد ضد المحتل الأمريكي.
كما يحاول الإعلام الغربي أن يزرع فتنة بين أقطاب المرجعيات الإيرانية, الخامنئي والسيستاني, ومحاولة جر تلك الأقطاب إلى خلاف في ما بينها يتناسب مع تحركات الغرب المستقبلية في العراق وبشكل يؤدي إلى قلب الرأي العام العراقي ضد إيران والذي الآن يعيش نشوة الوهم بإيران.
فالسباق الآن بين الغرب وإيران هو على كسب عمالة السيستاني, لكونه يحقق اكبر منفعة ومصلحة ويحقق طموح وينجح أي مشروع لهذه الجهة أو تلك, فتاريخ تلك المرجعية معروف, عندما تعاملت مع المحتل الغربي, أنجحت كل مخططاته, وكذلك مع إيران, وهذه المرحلة الآن إيران تسعى لجعل السيستاني في أحضانها, والغرب يريد أن يعيد ابنه الضال, فمرجعية السيستاني وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير الفضائية ....
{{...أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان...}}.    
 





الجمعة، 4 ديسمبر 2015

فاسدون يتكلمون عن الإصلاح !!

احمد الملا


دعا يوم الجمعة 4 / 12 / 2015 م عبد المهدي الكربلائي وكيل السستاني في كربلاء ومن خلال خطبة الجمعة دعا الحكومة العراقية إلى تطوير البنى التحتية في كربلاء لتتناسب مع حجم الزائرين من داخل وخارج العراق, وكذلك دعا إلى إشراك القطاع الخاص في عملية تطوير البنى التحتية في كربلاء حيث قال ...
(( إن التزايد المطرد في أعداد زوار أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام " من الداخل والخارج لايتناسب مع ما يقابله من تطور ضروري في الخدمات المقدمة للزائرين ، ويتحتم على الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية إقامة مشاريع للبنى التحتية ولاسيما في مجالات النقل وتوسعة الطرق وإنشاء الساحات العامة والمجمعات الصحية وغيرها ، ويمكن الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال وستكون هناك واردات مالية تساعد في تحسن الوضع الاقتصادي في العراق ، ولابد من وجود لجنة عليا تتابع أمور التنسيق والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة ))...!!!!
وهذه التصريحات إن دلت على شيء فإنها تدل على مدى استخفاف مرجعية السيستاني بالشعب العراقي وذلك يثبت من خلال :
1- لماذا يطالب الحكومة بتطوير البنى التحتية لكربلاء ؟ هل الواردات المالية الخاصة بالعتبات المقدسة تساهم في رفد خزينة الدولة العامة أم إنها محصورة فقط على كروش كل العاملين بمؤسسة السيستاني ؟! وكل الفوائد المالية محصورة في كرش الكربلائي والصافي وكبيرهم السيستاني .. فكيف تطالب من الحكومة أن تصرف أموال خاصة بالشعب على بناء مؤسسات المستفيد الوحيد منها هو السيستاني ووكلائه ؟!! فلماذا لا يتم تطوير تلك البنى التحتية من أموال العتبات لان الريع المالي لن يستفيد منه غير السيتاني ووكلائه .. !!!.
2- الدعوة لإشراك القطاع الخاص يعني دعوة للسرقة والفساد المالي وهي كذلك تعني عقد صفقات تعود بارباح مالية خيالية على مؤسسة السيستاني كما حصل في مدينة الإمام علي " عليه السلام " في النجف والتي تم التعاقد مع مؤسسة خيرية إيرانية في بنائها وكذلك مدرسة تعليم القرآن الكريم والتي تم فضح الفساد الكبير الذي تخللها.
3- كذب معلن وصريح من عبد المهدي الكربلائي بقوله (( يمكن الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال وستكون هناك واردات مالية تساعد في تحسن الوضع الاقتصادي في العراق)) ما هي الواردات التي استفاد منها العراق سابقاً حتى يستفاد منها حالياً وهل تم تخصيص على الاقل نسبة بسيطة من واردات العتبات المقدسة لرفد الموازنة العامة وخزينة الدولة العراقية ؟؟!! أم إن أمانة العتبات تأخذ حصة كبيرة من أموال الخزينة عن طريق ديوان الوقف الشيعي ...
فالعراق لم يستفيد مالياً من العتبات المقدسة ولا خزينة الدولة ولا الشعب ولا فقراء الشعب ولا حتى عوائل الحشد ممن تطوع ولبى فتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني بل المستفيد الوحيد هو السيستاني ووكلائه وكل العاملين تحت عباءته وتلك الأموال الطائلة يتم تحويلها إلى مؤسسة الخوئي في بريطانيا والى إيران ..
وما تصريح عبد المهدي الكربلائي إلا استخفاف بالشعب العراق في محاولة منه إلى إيهام هذا الشعب بان واردات العتبات غير كافية أو إنها تُسلم للدولة ... وإن كانوا صادقين في دعواهم تلك فليسلموا زمام الأمور بيد الدولة من خلال لجان شعبية وثقات من شيوخ عشائر ورجال قانون واقتصاديين يختارهم الشعب ويكون الشعب هو الرقيب والحسيب .... وتتكفل الدولة بتقديم كل الخدمات المطلوبة وفي حال وجود تقصير فإن الشعب يقوم بدوره في المحاسبة.
أما التقصير والفساد المستشري الآن فالشعب لا يستطيع إن يتكلم به لأنه ممنهج تحت عباءة السيستاني وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في محاضراته العقائدية السابعة عشر...
{{ ... الفساد إذا كان ممنهجاً تحت عباءة وظل وعمامة المرجعية فلا خلاص منه أبدا العالم والمرجع يأخذ منك ويلعن والديك، العالم لا يعطي يأخذ كل شيء وأنت الممنون ومداسه فوق رأسك هذا هو العالم يأخذ ولا يعطي شيء أما الآن الفساد في الحكومة لا يرتبط بمرجعية لا يرتبط بجهة، الآن كل ما يحصل من فساد يحاول أن يقنن وينظم ضمن القانون ضمن الدستور، أما الفساد القادم والمتوقع ذاك لا يلزمه قانون ولا يلزمه دستور لا يوجد فيه أي محاججة، يوجد مرجع يوجد هيبة مرجعية يوجد مذهب يوجد مصلحة مذهب يوجد زيد وعمرو من الناس من المراجع وانتهى الأمر رغما ما عليك ترضخ لكل شيء حتى لو انتهكوا الأعراض ...}}.
فالفساد والإفساد والسرقة والاختلاس الذي تقوم به مرجعية السيستاني لا يستطيع أي احد أن يعترض عليه لأنه باسم المرجعية وباسم المذهب وكلها خطوط حمراء لا يمكن أن يتعداها احد أو يتكلم عنها ومن يتكلم عنها سيكون خارجي وناصبي وداعشي وإرهابي وعدو للمذهب وللمرجعية الفارسية.