يعيش العراقيون
حالة من التيه والضياع في كل يوم يمر عليهم إذ يغيب عنهم الوعاظ والناصحين والمرشدين
والموجهين والمسؤولين والمرجعيات الدينية والوكلاء, يوميا من القتل والدمار والتهجير
والسرقة والاختلاس, وكل من تصدى لعنوان المسؤولية متقوقع على نفسه ومنطوي على ملذاته
الشخصية وقد أصابه البكم والصم والعمى عن ما يدور حوله من أحداث تدمي القلب وتجرح النفس
وتؤذي الروح وتخدش الحياء وتهين الكبرياء.
لكن صمت الجميع
في وادِ وصمت المرجعيات الدينية - وأخص المرجعيات الاربعة في النجف - في وادٍ أخر لكونهم
وحسب اعتقاد الكثيرين يمثلون الزعامة الكبرى في العراق, وهم اصحاب الرأي والقرار,
لكن واقع الحال يخالف هذا الاعتقاد, فكل مسؤول وحسب هذا العنوان ان يهتم لشؤون
رعيته في ايام الخير وايام الضير, في ايام السعادة وايام الحزن, ايام الكرب وايام
الفرج, لكن مرجعيات النجف تظهر مسؤليتها فقط في عدة ايام ومن تلك الايام حصرا
ساعات بل حتى دقائق يتكلم بها من ينوب عن تلك المرجعيات, وبقية الايام التي تمر
على العراقيين بما تحملها من ظلم وضيم ومعاناة ومآسي وووو ..الى مالانهاية من محن
تكون تلك المرجعيات في حالة من السبات الطويل!!!.
ياترى لماذا يصمتون كل تلك الايام؟!! إلا في أيام
الانتخابات يكسر حاجز الصمت الذي يعيشون فيه وتخرج ألسنتهم ولمسافات بعيدة, يُوَجبون
انتخاب القائمة الفلانية والحزب الفلاني والكتلة الفلانية؟؟!! ويحرمون انتخاب
الاخر, لماذا ياترى ؟ هل هم مرجعيات فقط في ايام الانتخابات؟؟!! ام انهم يتكلمون فقط
في ما يصب في مصلحتهم ومكسبهم المادي ؟!!, لماذا لم يقدموا النصح والارشاد كل تلك
الفترة المنصرمة ؟ لماذا لم يثقفوا الناس على ضروريات واساسيات التغير سابقا وقبل
ايام الانتخابات ؟ لماذا يحصرون تثقيفهم فقط ايام الانتخابات ووتعالى اصواتهم في
تلك الايام حصرا ؟ ولماذا يهمل الشعب في غير تلك الايام ؟؟!! .
كروش وكلائهم وصل
ارتفاعها الى انوفهم حتى ضاق نَفَسهم من خيرات العراق وثرواته التي حرموا من الشعب
وسخروها لانفسهم وبما يناسبهم ويغضون الطرف عن فقر الشعب وعوزه وحرمانه ولايتكلمون
عما يعانيه من محن وويلات يعيشها يوميا, وإذا دق ناقوس الانتخابات جرسه بدأت أصواتهم
تتعالى وتتدخل بالعراقيين وشانهم, يتظاهرون بالنصح والارشاد والتوجيه وتتحول اللامبالاة
الى اهتمام ؟!!! حتى صارت المرجعية الان مرجعية انتخابات فقط لاغيرها ولايمسع صوتها
الا في ايام الانتخابات.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته
العقائدية التاريخية الخامسة عشر ...{... على المرجعية التي
تريد ان تغير لاتسكت لعام وعامين وثلاثة اعوام واربعة اعوام ويأتي موعد الانتخابات
يتحدث عن الشعب وقوت الشعب ومجاعة الشعب ويتحدث عن الخدمات وهو طول السنين هذه ساكت
وصار حاله حال السياسي عليه ان يغير عليه ان يحكي عليه ان يعطي ويزرع الاخلاق في المجتمع
فينتج مجتمعا صالحا بحيث لاينخدع المراقب ويزيف ويزور ولاينخدع الرجل الذي يحرس المكان
ولايتجرء السياسي على الخديعة عندما يكون الشعب واعيا...}.
وهذا هو المطلوب من المرجعية الدينية وهذا هو
واجبها, عليها ان تكون في حال تماس تام ومباشر ويومي مع الشعب وفي كل الاحوال
السراء والضراء, وهذا هو ديدين من نقتدي بهم من آل البيت عليهم السلام وجدهم
المصطفى محمد صل الله عليه وآله وسلم, لا ان يسكتون سنوات وينطقون ساعات.
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق