الأحد، 17 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني ودعوته للإخلاص في حب الحسين

حب الحسين عليه السلام حب فطري يولد مع الإنسان الشيعي , ومصدر هذا الحب هو معرفة المظلومية التي عاشها الحسين عليه السلام وخصوصا أيام واقعة الطف , وكذلك من معرفة إن الحق متجلي في الحسين وهو الممثل الوحيد للحق في ذلك الزمن المظلم , وامتد هذا النهج والخط الإلهي إلى يومنا هذا والى قيام مهدي آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف .
والكل الآن يدعي حب الحسين والتمسك به , ولكن هل هذا الحب يقبل به الحسين أو من يمثله ؟ فلنضع معايير الحب في ميزان الحسين ولنرى من هو حبه صحيح ومن حبه غير صحيح , والمعيار الأساس يكون هو سبب خروج الحسين عليه السلام للطف ومن أجل ماذا ضحى بنفسه وعياله ؟ فإذا عرفنا هذا الجواب سوف نعرف مدى تقبل الحسين سلام الله عليه لحبنا , خرج الحسين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي عطلها بني أمية , خرج للإصلاح وتغير كل ما فسد من أمور المسلمين .
فمن كان صادقا بحبه للحسين سلام الله عليه ويريد أن يقبل الحسين بهذا الحب ويكون له شفيعا , عليه أن يكون آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر , سائرا ومحي لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ساعيا للإصلاح وتغير كل فساد وإفساد , ويكون عارفا بحق الحسين عليه السلام وهذه المعرفة تأتي بعد أن يكون الفرد مخلصا وصادقا في كل ما ذكرناه , والإخلاص لا يتحقق إلا بتطبيق كل ما أراده الحسين عليه السلام " الذي هو بالأساس إرادة الله سبحانه " .
ومن هذا المنطلق نجد أن سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يحث على الصدق والإخلاص في حب الحسين وتطبيق كل ما أراده , ولعل دعوة سماحته " دام ظله " في بيان ( محطات في مسير كربلاء ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=44  هي إحدى مصاديق دعوة سماحته " دام ظله "  للإخلاص والصدق في تطبيق ما أراده الحسين سلام عليه , حيث قال سماحته " دام ظله " : { ...  لنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين
((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )).
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار...} .

الكاتب :: احمد الملا   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق