الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء وبيان معاني التمحيص في واقعة الطف



سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني " دام ظله "
الغربلة والتمحيص كلمتان تدلان على الاختبار الذي يتعرض له الإنسان في حياته من اجل معرفة مدى قدرته وطاقته لنصرة الحق وأهله , وهذا ما يجسده قوله جلت قدرته { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } العنكبوت2 , وهذا تصريح واضح من قبل الله سبحانه وتعالى بأنه لا يترك الإنسان بدون فتنة أو غربلة وتمحيص , فيكون عرضة للاختبار ومعرفة مدى تمسكه بأيمانه وقدرته على خوض الاختبارات في سبيل هذا الإيمان .
وهذا الأمر قد تجسد في واقعة الطف الأليمة , حيث وضع الإمام الحسين عليه السلام أتباعه وأصحابه في موضع الاختبار والتمحيص لكي يعرف مدى حبهم وتمسكهم بما يعتقدون به أولا وثانيا لكي يعرف مدى تضحيتهم في سبيل الحفاظ على بيضة الإسلام والذود عنها , حيث أعطاهم الإذن بالانصراف وتركه وحده " لان القوم يطلبونه هو ولا يطلبون غيره " وهذا هو اختباره لهم وقال لهم سلام الله عليه { .. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا , ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله ، فان القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني  لهوا عن طلب غيري ..} .
 فكان هذا الاختبار الحقيقي الذي وضعه الحسين عليه السلام لصحبه وإخوته ليعرف مدى قوة أيمانهم واستعدادهم للتضحية في سبيل الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فما كان ردهم إلا الرفض القاطع والعزوف عن المغادرة وترك سبط الرسول وحده فحققوا بذلك الرفض أعلى مراتب النجاح في الاختبار والتمحيص والغربلة , ونالوا بذلك رضا الحسين وجده وأبيه ورضا العلي الأعلى .
وهذا من أبرز الدروس التي قدمتها لنا واقعة الطف , وهذا ما بينه لنا سماحة المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في بيان ( محطات في مسير كربلاء ) http://www.al-hasany1.com/index.php?pid=44  .
 حيث قال سماحته " دام ظله " مانصه :{ ... ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات ...... قال العلي القدير جلت قدرته :
بسم الله الرحمن الرحيم
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة/16.
فها هو كلام الله المقدس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء ، فَيُعرف الزبد والضار ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليا ولا نصيرا ولا رفيقا ولا خليلا ولا حبيبا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين ((عليهم الصلاة والسلام)) فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به الى لقاء الحبيب جل وعلا ونيل رضاه وجنته وفي كربلاء ومن الحسين عليه السلام جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي ، حيث قام (عليه السلام) في أصحابه وقال : ((إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها..... ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً )) ..} .

الكاتب :: احمد الملا    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق