{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
} سبأ28 ...
سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " |
إن من مميزات الرسل والأنبياء والصالحين إنهم
قد أرسلوا إلى الناس كافة بدون تمييز أو تفريق بين العرق أو الطائفة أو اللون ,
فكل ما جاءت به الأنبياء هو رحمة للبشرية , بحيث كان خطابهم خطابا عاما , يريدون منه
الفائدة والخير والصلاح للإنسان , وهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى , وهي بنفس الوقت تعبر عن الدعوة للوحدة والتكاتف بين
البشرية وخصوصا عندما يكون الخطاب والتوجيه موجه لهم من جهة واحدة , وهي وجه من
وجوه العدالة الإلهية والرسالية , إذ تكون الدعوة موجهة للكل وليس للبعض .
لهذا أصبح التوجه بالخطاب العام والشمولي سنة
نبوية شريفة وقبلها واجبا شرعيا وبدليل الآية القرآنية المذكورة في مقدمة المقال ,
وهذا يلزم كل من يتصدى لقيادة الأمة الإسلامية بأن يكون خطابه عاما وشاملا وموجها
للناس كافة بكل أطيافهم ومكوناتهم وأعراقهم وجنسياتهم ومذاهبهم وديانتهم , وقد امتاز العراق بوجود القيادات ذات
العمومية في الخطاب والتأريخ شاهد بذلك , فهو قد احتضن الأنبياء والمعصومين
والصالحين والمراجع العاملين ممن سار وطبق هذا الواجب الشرعي والسنة النبوية , ونجد
اليوم سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الأنموذج الحي لهذا الأمر
.
فقد امتاز سماحته " دام ظله "
بعمومية الخطاب وشموليته , فلا يجعل خطابه فيه تمييز بين قومية وأخرى , ولا بين
مذهب وأخر , ولا دين وأخر , إذ يتوجه بالنصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر لكل العراقيين , وهذا يمثل الالتزام الحقيقي لهذا الواجب الشرعي والسنة
النبوية الشريفة , ولنأخذ عينه بسيطة من خطابات سماحة السيد الصرخي الحسني "
دام ظله " كشاهد ودليل على ما طرحناه من فكرة , ففي بيان رقم <31>
) حرمة الطائفية والتعصب
...حرمة التهجير ...حرمة الإرهاب والتقتيل ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=71 يقول سماحته
" دام ظله " : { ... نؤكد شجبنا واستنكارنا
ورفضنا وإدانتنا للحقن والتعريق والتعميق والجذب والتقسيم الطائفي ولكل قبح وفساد من
إرهاب وتهجير وترويع وتشريد وخطف وتعذيب وغدر وقتل وتمثيل وتشويه وتفخيخ وتهجير ، تعرض
ويتعرض لها أبناء شعبنا العزيز (الكرد والعرب والتركمان ، المسلمون والمسيحيون ، السنة
والشيعة ، العلماء والأساتذة ، الأطباء والمهندسون ، المدرسون والمعلمون والطلبة ،
الموظفون والعمال والفلاحون ، النساء والأطفال والشيوخ والرجال) في المساجد والحسينيات
ودور العبادة والعتبات المقدسة والمؤسسات والدوائر والمساكن والأماكن العامة والخاصة
...} .
فهذا الخطاب واحد من العديد من الخطابات التي
توجه بها سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " إلى كافة الشعب العراقي
بكل مكوناته بدون أن يجعل أي مميزات بينهم , وهذا يعكس لنا مدى الروح الوطنية التي
يحملها سماحته " دام ظله " وكذلك مدى التزامه بهذه السنة النبوية
والواجب الشرعي الإلهي , وهذا بحد ذاته يعطي الارجحية والأولية لسماحته " دام
ظله " في التصدي وقيادة الأمة الإسلامية لكونه طبق ويطبق كل التعاليم
والواجبات و النظريات الإسلامية التطبيق الأمثل بحيث تصب في صالح الإنسانية وتكون
رحمة للناس كافة ...
الكاتب احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق