ان وضعية التقلبات
الازدواجية في الشأن العراقي من قبل المرجعيات الدينية جعلت المواطن العراقي ينتهي
بالسقوط بحفرة المصالح الشخصية لتلك المرجعيات التي لم يصدر منها مطلقا ماهو مناسب
ويصب في مصلحة الشعب العراقي, فكل هم وغم هذه المرجعيات هو الحفاظ على
مكانتها ومصالحها حتى وان خالفت بهذه المواقف كل المبادئ والقيم والمعتقدات.
ولو
رجعنا بالتاريخ قليلا وبالتحديد السنوات التي سبقت سقوط النظام الصدامي نرى ان تلك
المرجعيات الدينية "مرجعيات النجف" قد اصدرت فتاوى توجب الوقوف مع نظام
صدام ومساندته والوقوف بوجه الجيش الامريكي في حال اجتياحه لارض العراق, والغريب بالامر ان تلك المرجعيات وبعد سقوط
النظام اصدرت فتاوى دعو العراقيين الى ضبط النفس وعدم الخروج "الجهاد"
وترك (القوات الصديقة) تمارس عملها في العراق ؟؟!!.
هذه هي مواقف المرجعيات الدينية مرة تطلب
الدفاع عن العراق والوقف بوجه "الاحتلال" ومرة اخرى تلزم الناس بالجلوس
في بيوتهم وضبط انفسهم وعدم مجابهة القوات الصديقة التي كانت قبل فترة من الزمن
تسمى بقوات احتلال؟؟!! أي مواقف مخزية ومخجلة تلك هي المواقف, وهذه المواقف فيها
اشارة واضحة على ان هذه المرجعيات الدينية لا هم لها سوى مصلحتها ومنفعتها
ومكنتها, فهي تفتي وتقف بجانب كل من يضمن لها البقاء والحفاظ على مكانتها, افتت
لصدام ولصالحه لكي يبقي عليها وعلى مكانتها, وافتت لصالح قوات الاحتلال وحرمت
الجهاد بعد ان ضمن لها البقاء منصبها.
لكن مسألة حرمة الجهاد من المسائل الغريبة
العجيبة التي صدرت من تلك المرجعيات!! بالله عليكم كيف يمكن لمرجع يحرم الجهاد على
الناس ضد قوات محتلة عاثت بالارض الفساد وانتهكت الحرمات والمقدسات, بل الادهى من
ذلك صدور فتوى من هذه المرجعيات تلزم الناس بوجوب تسليم السلاح لقوات الاحتلال !!
فأي مرجعية هذه وكيف يمكن اعطائها عنوان المرجعية وهي تفتي بشيء يخالف عقيدة من
عقائد المسلمين ويخالف نصا شرعيا قرآنيا
بضرورة تجهيز العدة والعدد ضد أي اعتداء ؟؟!!!, والادهى من ذلك ان تلك المرجعيات
عملت على تقييد الناس وجعلتهم ملزمين بعدم فعل أي شيء الا بعد ان تفتي هي به وكان
الجهاد ضد المحتل من أبرز تلك الامور, فمن يعتدى على عرضه وارضه وماله لا يحرك
ساكن حتى ياتيه الامر من تلك المرجعية.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته
العقائدية التاريخية الثانية عشر ...{... مع تلك المذكرة
التي يبحث عنا الجميع، قوى الاحتلال والعملاء هنا وكل السفيانيين والمروانيين، مع هذا
يحكي من يحكي ويُرسل من يُرسل هل أضرب الامريكان؟ هل أجاهد؟ هل أخرج؟ لا أعلم عندما
يُعتدى على الاعراض، عندما يأتي شخص للإعتداء على عرض الشخص، على أمه على أُخته على
زوجته، هل يحتاج الى الأذن حتى يُدافع عن عرضه؟ يقول له خذ راحتك حتى أذهب إلى المرجع
الفلاني وآخذ الإذن، حتى يُعطيني إذن في الجهاد، حتى أجاهد أو لا اجاهد!! هل يوجد سفاهة
وسخافة إلى هذا المستوى؟ وهل يوجد تدني في التفكير في هذا المستوى؟ حتى يقال بأن مقارعة
المحتل ومجاهدة المحتل تحتاج إلى إذن من المرجع؟ تباً وسحقاً للمرجع الذي يُوقف الناس
على الإذن حتى في قضية الإعتداء على الأعراض والأموال والأراضي...}.
ومسألة اللعب على "الحبلين" عند
المرجعية مستمرة, فهي مرة تفتي بوجوب انتخاب اشخاص وكتل وقوائم واحزاب ومرة اخرى
تقول اقف على مسافة واحدة ومرة اخرى توجب انتخاب غير تلك الشخصيات وتدعو لغيرها
وتدعمهم من خلال الوكلاء وطلبة الحوزة والروزخونية من قراء المنبر, وهذا كله بما
يناسبها ويضمن لها الحفاظ على مكانتها.
وثائق وأدلة :-
- https://www.youtube.com/watch?v=mbXG7VEKbpg السيد عبد المجيد الخوئي يؤكد صدور فتوى من
المرجعيات التي تقول بوجوب ضبط النفس وعدم التدخل بعمل الاحتلال.
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق