السبت، 26 أبريل 2014

مرجعيات وحركات سارت على نهج الفراعنة والقياصرة



بداية اطرح للقارئ الكريم أوجه الشبه والالتقاء بين عنواني القيصر والفرعون وهو : القاب تم اطلاقها على الحكام المصريين والرومانيين سابقا, و تطلق على كل شخص يصل لمرحة الالوهية "حسب اعتقاد شعبهم" فكان من يحمل عنوان القيصر او الفرعون يدعي الالوهية والربوبية أو انه خادما للرب ومنفذ ارادة الرب في الارض, بمعنى أخر انها القاب لاشخاص مدعين الالوهية او مدعيين الوزارة للرب, وهذه هي نقطة اللقاء والتشابه بين تلك الالقاب.
امام سبب إدعاء هؤلاء الاشخاص هكذا دعوات هو السعي خلف الاموال والجاه والسلطة والحكم, وقد مكنهم من ذلك طاعة شعوبهم لهم بعد ان استخفوا بها, {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } الزخرف54 , فأخذ هؤلاء المدعين يحكمون الناس بالحديد والنار والذل والهوان ويكنزون الذهب والفضة تحت عنوان الربوبية والالوهية وعنوان الوزارة وخدمة الرب, واستمر هذا النهج حتى بعد ان جاءت الانبياء والرسل لتلك الاقوام, لكن تحت مسميات مختلفة مثل القس والحاخام والمرجع والبابا وغيرها, تحت عنوان الحوزة والكنيسة والمعبد.
فقد استغل اصحاب العناوين الدينية التي تجذب الناس ما يحملونه من عنوان لكنز الاموال والذهب والفضة والسعي الحثيث للحفاظ على المكانة والسلطة والواجهة, وبنفس الطريقة السابقة لكن تحت عناوين مختلفة واعتمدوا على طاعة القوم الذين استخفوا بهم, لكن هكذا افعال وهكذا تصرفات سببت نفور الكثيرين من الدين "الاسلام أوالمسيحية وحتى اليهودية" فالاستعباد وتسخير الناس لكسب الاموال دون تقديم أي منفعة لهم سواء كانت معنوية او مادية, فكرية او ثقافية وغيرها تسبب النفور والابتعاد.
وما نعيشه اليوم كعراقيين خصوصا ومسلمين عموما من تسيد وتسلط بعض المرجعيات الدينية تسير على نهج الفراعنة والقياصرة وعلى نهج الكنيسة التي استعبدت الناس واستخفت بهم, فهذه المرجعيات لم تهتم للشعب ولرعاياها ومن ينضوي تحت لوائها ولن تدير لهم أي بال أبدا, وانما صبت كل اهتمامها فقط على جني وكسب الاموال منهم والحفاظ على مكانتها وسطوتها وبأي طريقة كانت, مما سبب نفور عند الشاب المسلم حتى أصبح يبحث عمن يحرره من عبودية تلك المرجعيات, مما فسح المجال امام بعض الحركات المنحرفة لتطرح نفسها كبديل لتلك المرجعيات لتستخف ايضا بالفرد المسلم وتسخره لخدمتها دون ان تقدم له أي منفعة او مصلحة, دون ان تحرره من عنوان التبعية لغير الله سبحانه, بل فكت قيود المرجعية عنه لتضع بيده قيود الانحراف العقائدي.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العاقئدية التاريخية الرابعة عشر ..{... ان قبائح ومفاسد المؤسسات الدينية ورموزها لم تبق مخفية وسرية بل انكشفت وظهرت وانتشرت وفاحت رائحتها النتنة وصارت موثقة في الصوت والصورة والوثائق وهذا ادى الى نفورالكثير بل الاكثر من احبائنا وأعزائنا وأبنائنا الفتيان والشباب وحتى الكبار نفروا عن الدين ومؤسساته ورموزه فصاروا يبحثون عن البديل الصالح المصلح عن القدوة الحسنة والمثل الاعلى عن الصادق المخلص غير المنافق عن الذي يتطابق قوله مع فعله عن الذي يعيش مع الناس ويشعر بهمومهم ومعاناتهم عن الذي يبحث عن مصالح الناس وخيرهم وراحتهم وأمانهم، لا الباحث عن راحته وهندامه ومنافعه ومصالحه الشخصية وسمعته وواجهته ومن هنا كبرت وازدادت الفرص عند ائمة ضلالة اخرين بطرح انفسهم كبديل عن الفاسدين المنحرفين, وانتم ادخلوا الى المواقع اقرأوا الصحف اقرأوا المجلات انزلوا الى الشارع اسألوا استفهموا استقرئوا ستجون ان كل اصحاب الدعاوى الضالة الفاسدة، السبب الرئيس والجوهري هو فساد المؤسسة الدينية, حل هؤلاء وتفكيك هؤلاء وتحرير هؤلاء من المؤسسة الدينية الفرعونية القيصرية الفاسدة ، ممن يكدس الاموال والذهب والفضة التي لا يمكن ان تفصل ولا يمكن ان تتجزأ الا بالفؤوس ووسائل التفجير الخاصة...}.
فما نلاحظه الان ان تلك المرجعيات لم تختلف عن منهج الفراعنة والقياصرة بل انها تسير على ذلك المنهج وزادت عليه, فقط الاختلاف بالمسميات والعناوين.

الكاتب :: احمد الملا    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق