الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

مفهوم الوحدة الوطنية بين النظرية والتطبيق



 احمد الملا


لا يكاد يخلو أي بلد من البلدان أو مجتمع من المجتمعات من وجود اختلاف عقائدي ومذهبي وعرقي وديني وانتماءات مختلفة لأبناء هذا البلد أو ذلك المجتمع, لكن الذي يجمع هؤلاء الناس على اختلافهم هو رباط الوطن والأرض التي ينتمون لها, فهذا الرباط الذي نسميه رباط الوطن قد ذوب وصهر كل تلك الاختلافات واظهر لنا شيء اسمه الوحدة الوطنية فالجميع اتحد مع بعض بالوطن الذي ينتمون إليه.
والوحدة الوطنية مفهوم إسلامي تعامل به أوائل المسلمين وفي مقدمتهم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, فقد طبق هذا المفهوم – الوحدة الوطنية - في دولة المدينة المنورة التي ضمت طوائف متعددة الأديان والأعراق, فيلتقي المسلمون مع بعضهم على أساس العقيدة والدين، ومع غيرهم على أساس آخر هو الوحدة الوطنية, فجميع من يسكن تلك حدود تلك الدولة تربطه مع غيره رباط الأرض والوطن, فما يصيبها يصيبه وما يسرها يسره.
فقد وضع الرسول الكريم  بنفسه أول ميثاق للوحدة الوطنية بين أصحاب الأديان والمعتقدات " المسلمين, المسيح, اليهود, حتى المشركين" ممن كان يسكن المدينة وكان أساس هذا الميثاق هو المصلحة والوحدة الوطنية، ولم يحارب الرسول اليهود لأنهم خالفوه في العقيدة أو الدين، وإنما لخيانتهم العهد، وإخلالهم الفاضح بهذا الميثاق الذي كتب في وثيقة وقع عليها الجميع وتعهدوا بالالتزام بما جاء فيها وتحمل نتائج مخالفتها.
وإذا كانت الوحدة الوطنية هي أساس الوحدة الاجتماعية بين أصحاب الأديان المختلفة في دولة الإسلام – فإن العقيدة الإسلامية الواحدة هي أساس الوحدة بين أهل الإسلام ويضاف لها رباط الوحدة الوطنية فيكون الرباط والوحدة بين المسلمين أقوى وأكثر تماسكا, لكن في ايمنا التي نعيشها الآن وجدنا العكس تماما عن تلك النظر وتلك السيرة العطرة وذلك التنظيم الذي وضعه خير الخل محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, فمن يدعي التصدي والقيادة لأمور الأمة قد تعامل مع غيره من شركاء الوطن على أساس الخلاف العقائدي والديني ولم يتعامل معهم على أساس الوحدة الوطنية, وهذا خلاف ما تعرضنا له من سيرة حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
بل الأدهى والأنكى نجد هؤلاء يرفعون شعارات الوحدة الوطنية فقط من أجل الإعلام وقد برعوا في جانب التنظير أم في جانب التطبيق فتجد سيرتهم وأفعالهم تخالف ما تنطق به ألسنتهم وشعاراتهم, فتجد هذا المتصدي أو ذاك ينادي بالوحدة الوطنية بين أبناء العراق وبنفس الوقت تراه يصدر فتاوى القتل والتهجير والطائفية, بل انه يحرم على العراقيين مواجهة العدو الحقيقي الذي هدد ويهدد الوحدة الوطنية العراقية بحجة عدم وجود جهاد في من الغيبة ؟؟!!.
لكن هذا الأمر لا يمنع من وجود أصوات وطنية عراقية حقيقية نادت وتنادي إلى يومنا هذا بضرورة تفعيل الرباط الوطني بين أبناء العراق جميعا وترك ونبذ الخلاف العقائدي والمذهبي والطائفي والتأسيس لــ " اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية " وجعل عنوان العراق والعراقية هو عنوان الجميع وهو الهدف والغاية, مع إشاعة روح التسامح والتصالح والسلام بين أبناء العراق جميعا, هذا ما تبناه المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وقد طبق هذا الشعار – الوحدة الوطنية -  خير تطبيق حتى انه تعرض للاعتداء والتهجير والتطريد وفعل بأتباعه ما فعل في كربلاء 1/ 7 / 2014م لأنه رفض التقسيم والطائفية ونادى بالوحدة الوطنية.  
وما يشهد له هو مواقفه الكثيرة من بيانات وخطابات ومحاضرات وتصريحات وتظاهرات ووقفات لأتباعه التي كان أخرها يوم الجمعة 26 / 12 / 2014م  التي أعطوها عنوان ( وحدتنا سرور نبينا ) ورفعوا فيها شعار الدعوة للوحدة الوطنية من أجل إدخال السرور على قلب النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, وكذلك محاولة منهم لإعادة الأذهان إلى السيرة العطرة للنبي الخاتم التي كانت تفوح بعبق الوحدة والإنسانية ونبذ العنف والطائفية والقتل والتهجير والترويع, فكانت هذه المرجعية العراقية العربية هي خير من نظر وطبق وأسس لمفهوم الوحدة الوطنية حتى رفعت شعار ....
(( أنا عراقي ... أوالي العراق ... أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ))
بصورة بعيدة اعن أي حس أو نفس طائفي فالولاء للعراق فقط وفقط لأنه يجمعنا ويلم شملنا مع اختلاف عقائدنا ومذاهبنا وأدياننا ... ورفعت شعار الوحدة الوطنية  الإسلامي تحت عنوان النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأنه أول من أسس لهذا المفهوم ولأنه التجسيد الحقيقي لمعاني الإنسانية.

مدمج :: تظاهرات ووقفات احتجاجية " وحدتنا سرور نبينا "في عموم محافظات العراق 26 / 12/ 2014م لأنصار المرجع الصرخي ...
مدمج :: جمعـــة وحدتنـــا ســـرور نبينــــا 3 / ربيع الأول / 1436 هــ /  في عموم محافظات العراق 26 / 12/ 2014م  لأنصار المرجع الصرخي ...

حملة لا للطائفية التي نظمها أنصار المرجع الصرخي على صفحات التواصل الاجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق