احمد الملا
يتفق جميع أبناء الإسلام على إن الإسلام
يتعرض لهجمة شرسة من قبل الغرب الصليبي اليهودي من أجل إسقاط هذا الدين الذي نسخ ديانتهم,
فكانت هذه الحملة موجهة إلى رموز الإسلام ممن يمثلون العمود الأساسي لهذا الدين, وبدؤوا
من القاعدة والمرتكز وهو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الخلفاء
والصحابة لكي يكون النقض على الإسلام سهل جدا, فإذا كانت القاعدة سهل النقض والإشكال
عليها وإثارة الشبهة حولها الأمر الذي يجعل بقية تفريعات هذا الدين في محل الركاكة
ودائما ما يكون الإنسان المسلم في حالة الدفاع وليس الهجوم, الأمر الذي يؤدي إلى تقهقر
الإسلام وتراجعه, وهذا ما نرى نتائجه اليوم فالكثير من الناس تحول من الإسلام إلى الإلحاد
بسبب ما يطرح من شبهات على الإسلام ورموزه.
فقد ركزت هذه الحملة الصليبية اليهودية
على اتهام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشرفه وعرضه وزوجاته واتهامهن
بالفحش "حاشهن الله " وكذلك اتهام الصحابة والخلفاء بما ليس فيهم بالإضافة
إلى إشاعة أسلوب السب والشتم والطعن الفاحش البعيد كل البعد عن أخلاق الإسلام, وقد
استغل الغرب الخلاف العقائدي المذهبي بين أبناء الإسلام فأوجد في التشيع من يقوم بالسب
والطعن بالخلفاء والصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وأوجد في التسنن من
يكفر ويقتل كل من يختلف معه في العقيدة, الأمر الذي أدى إلى انقسام المسلمين على أنفسهم
وتشرذمه.
فكانت النتيجة هي وضع رموز الإسلام بنظر
غير المسلمين بموضع الشبهة, بحيث إن المسلمين هم من يتهمون زوجات النبي بالفحش ومعهن
الصحابة والخلفاء!! فكيف يكون الإسلام دين سماوي ورموزه بهكذا صورة ؟! كيف يكون الإسلام
دين سماوي الهي ورموزه في هكذا شبهات وفحش ؟! كيف يكون الإسلام هو الدين الحق
ورموزه بهكذا شبهات؟! هكذا رسمت الصورة عن الإسلام في عقول غير المسلمين والسبب هم
المسلمين أو بشكل أصح المتأسلمين, فأصبح الإسلام بسبب هؤلاء هو عبارة عن دين فحش وقتل
وتكفير.
وللأسف الشديد إن رموز وقادة الإسلام
في يومنا هذا - ظاهرا وإعلاميا - أخذتهم العزة والتعنصر للمذهب وابتعدوا عن الوسطية
وانجرفوا لهذا المشروع الصليبي اليهودي فاخذ من يدعي التشيع يسب ويطعن برموز الإسلام,
واخذ من يدعي التسنن يكفر ويقتل كل من يختلف معه بالعقيدة والمذهب, ولم يكن هناك وسطية
واعتدال في الطرح والنقاش والتحاور والمجادلة - إن وجد طبعا - وابتعد الجميع عن السيرة
العطرة لرموز الإسلام التي كانت تعكس حقيقة الإسلام والتي كان يسودها التعايش
السلمي رغم الاختلاف الفكري والعقائدي, فلم يكن الاختلاف في الرأي مفسدا -عند الخلفاء والصحابة والأئمة- في
الود قضية.
الأمر الذي دفع بسماحة المرجع الصرخي الحسني
أن يأخذ على عاتقه لم شمل الإسلام وفضح المتأسلمين أتباع وأذناب الصليبية واليهودية
ومشاريعهم في التعرض على عرض الرسول وصحابته وخلفائه ووضع منهج إسلامي وحدوي بعيد عن
السب والشتم والطعن والتكفير والقتل, وقال كلمته الحق التي كسرت شوكة الطائفيين, الأمر
الذي دفع بأصحاب المشاريع التكفيرية والطائفية والتقسيمية بان يشنوا حربهم ضد هذا المرجع
العراقي العربي الأصيل وكان أخرها هو مجزرة كربلاء في 1 / 7 / 2014م .
وللأسف لم نجد هناك أي موقف رافضا لهذه
الاعتداءات التي تطال هذه المرجعية العراقية العربية, ولم نجد أي موقف مساندا لهذه
المرجعية في مشروعها الإسلامي الذي يهدف للحفاظ على صورة الإسلام المحمدي الحقيقي,
فلم يكن هناك أي موقف من قبل علماء السنة ممن يدعون الانتساب إلى الخلفاء والصحابة
وأمهات المؤمنين خصوصا ومن المسلمين عموما!!! لماذا يا أهل الإسلام هذا الصمت ؟ أليس
الدفاع عن الإسلام ورموزه هو واجب على الجميع ويجب علينا جميعا أن نتوحد ونلتف حول
كل من يتصدى للدفاع عن رموز الإسلام ؟! لماذا المرجع الصرخي يدفع ضريبة الدفاع عن رموز
الإسلام والمسلمين ساكتون يتفرجون ؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق