احمد الملا
الطائفية هي الانتماء
لطائفة معينة دينية أو اجتماعية أو سياسية ولكن ليست عرقية فمن الممكن أن يجتمع عدد
من القوميات في طائفة واحدة بخلاف أوطانهم أو لغاتهم, وهي بوجهها العام ليست سلبية لكن استغلالها من قبل المتصيدين بالماء العكر من دخلاء ومتسللين جعل منها أمر ممقوت
وغير مرغوب فيه في المجتمع.
والعديد من البلدان
والدول فيها العديد من الطوائف الدينية والاجتماعية والسياسية, والعراق هو أحد تلك
البلدان التي فيها طوائف ومذاهب وديانات متعددة, لكن للأسف الشديد أصبحت كل طائفة في
هذا البلد تتعامل مع غيرها من الطوائف بمنتهى الضعة والعداوة واللاانسانية حتى وصل
الأمر إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض بسبب التعنصر والميل إلى الطائفة والمذهب سواء
كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية وعدم النظر إلى مصلحة البلد والوطن.
فأصبح المسلم يمتهن
غير المسلم الذي يشاركه الوطن من اجل الطائفة وكذا الحال بالنسبة لبقية الديانات الموجودة
في العراق, وحتى داخل الديانة الواحدة, أصبح الشيعي يفضل مصلحته ومنفعته ومكسبه وطائفته
على الآخرين من بقية المذاهب, وكذا الحال بالنسبة للسني, فأصبح العراق عبارة عن بلد
تحركه الطائفة والمذهب والكتلة والحزب, فمن يحكي ويتكلم ويعتلي منبر أو منصة أو يلقي
محاضرة أو يحكم ويقود البلد فالمحرك والدافع عنده هو الطائفة والمذهب!! وعلى سبيل المثال
كلام المجرم المالكي رئيس الوزراء السابق في إحدى اللقاءات المتلفزة معه قال بالنص
( أنا شيعي أولا ) وهذا دليل على أن المحرك والدافع هو الطائفة وليس الوطن والبلد,
الولاء محصور هو للطائفة وليس للوطن, وهذا ما جعل الوطن يتمزق إلى أشلاء وأوصال سنية
وشيعية وكردية ومسيحية ومسلمة ووو.
ومع الأسف الشديد
إن الجميع من حمل عنوان القيادة قد انجرف إلى هذا الولاء الطائفي وأهملوا الولاء للوطن,
فلم نسمع احدهم قال أنا عراقي, بل هذا يقول أنا شيعي وذاك يقول أنا سني, أنا كردي وأنا
عربي, حتى ضاعت الهوية العراقية وأصبحت غائبة وفي طي النسيان, لكن في خضم هذه الدوامة
الطائفية التي خيمت على العراق انبرى سماحة المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني
لكي يضع البصمة العراقية ويعيد إلى العراق هويته العربية لعراقية البعيدة كل البعد
عن الطائفية من خلال اتخاذه منهج الوسطية والاعتدال والتعامل مع جميع أفراد الشعب على
أساس الهوية العراقية بعيدا عن التعامل بالطائفة والمذهب, حتى انه أطلق مقولته الشهيرة...
أنا عراقي أوالي
العراق ... أنا عراقي أحب العراق ..
فلم يقل أنا شيعي
أحب العراق, ولم يقل أنا سني أحب العراق ولم يقل أنا مسلم أحب العراق, بل قال أنا عراقي
أحب العراق, فكان هذا الشعار هو الرمح الطاعن في صدر الطائفية والطائفيين واستمر سماحته
على هذا النهج منذ اللحظة الأولى لتصديه لعنوان المرجعية والى يومنا هذا, حتى صار نبراسا
لكل الوطنيين الشرفاء من العراقيين جميعا وأصبح مرجعا عراقيا لجميع العراقيين بكل طوائفهم
ومذاهبهم ممن يحبون العراق وشعبه ويوالون العراق.
فأصبح المرجع العراقي
السيد الصرخي الحسني وأتباعه ومقلديه ومحبيه ومريديه عنوانا للعرق والعراقية, وقد قدموا
ما قدموا من تضحيات في سبيل إعلاء كلمة العراق في سماء هذا الوطن الذي خيمت عليه غيوم
الطائفية, فتعرضت مرجعيته إلى الاعتداء بكل أنواع الأسلحة العسكرية من البندقية إلى
الطائرة, مع حملات إعلامية تسقيطية, واعتقال وتعذيب وسحل لجثث وإعدامات وسجن مؤبد لأتباع
هذه المرجعية العراقية لكونهم رفضوا الطائفية والتقسيم, رفضوا الطائفية بكل أنواعها
ودعوا إلى وطن واحد موحد يجتمع تحت عنوان واحد وهو العراق, لا سني ولا شيعي, لا كردي
ولا عربي, لا مسلم ولا غير مسلم, وإنما العراق فقط وفقط.
ولا يخفى على الجميع
ما قدمته هذه المرجعية في رفضها للطائفية وما تبذله من جهد في محاربة هذا المشروع التقسيمي,
ولعل ما قامت به من وقفات احتجاجية وتظاهرات يوم الجمعة 12 / 12 / 2014م والتي حملت
عنوان ( الطائفية تقتلنا ) هو إحدى الأصوات الوطنية التي أطلقتها تلك المرجعية ضد الطائفية
وصناعها وتجارها وهي بذلك تجسد العنوان الحقيقي للولاء للعراق, فكل من يقول ان عراقي
فهو ضد الطائفية, وكل من كان ضد الطائفية فهو صرخي لان الصرخي هو عنوان للهوية العراقية
التي غيبتها المؤامرات الطائفية..
أنا صرخي ... أنا
عراقي .. أنا ضد الطائفية .
مدمج صلاة
الجمعة في عموم العراق ( جمعة الطائفية تقتلنا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق