السبت، 1 فبراير 2014

الصرخي يكشف دور الماكنة الإعلامية في التأثير على معتقدات الإنسان



تعد وسائل الإعلام – سواء كانت التقليدية ( كالصحف أو التليفزيون أو الإذاعة ) أو الوسائل الحديثة كالصحافة الالكترونية ومواقع الأخبار والمعرفة المختلفة على شبكة الانترنت ، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والتي تعد الآن أحد وسائل نقل الأخبار والأكثر شهرة في العالم .
 وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا معينة والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك معين تجاه هذه القضايا ، فوسائل الإعلام لها القدرة الكبيرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع ، فمن خلالها يمكن نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد أو المجتمع .
والتأثير الفاسد لوسائل الإعلام يكون في قمته عندما يسيطر عليها النظام السياسي أو المقربون من السلطة من أصحاب النفوذ أو سيطرة رأس المال الأمر الذي يجعل الجهاز الإعلامي أداة لبث رسائل إعلامية بغرض حشد الرأي العام لصالح القضايا التي يتبناها النظام السياسي وأصحاب النفوذ ورأس المال وفى هذه الحالة تنعدم مصداقية ما تبثه وسائل الإعلام من أخبار ورسائل إعلامية وتكون موجهة دائما لصالح وجهة نظر واحدة وهى وجهة نظر صاحب السلطة على هذه الوسائل الإعلامية  لفرض نفوذهم على الجماهير ووضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الإعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع ، والهاء الناس عن البحث عن الحقيقة التي تعبر عن الواقع الذي يعيشونه .
 وهذا ما كشفه سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في محاضرة عقائدية تاريخية حول شخصية المختار الثقفي وثورته ألقاها يوم الخميس 28/ ربيع الأول / 1435هـ  أمام براني سماحته " دام ظله " الواقع في كربلاء المقدسة إذ وصف سماحته " دام ظله " تلك الوسائل الإعلامية  بالمرجعيات التي يرجع اليها الناس وبصورة ملفته للنظر , إذ يقول سماحته  " دام ظله " في معرض هذه المحاضرة ...
{ ... بقيت مرجعية رئيسة هي فعلا مؤثرة , وفعلا تسوق الناس سوقا , وتؤثر على الناس وتأخذ بأذهانهم , ربما بعضكم عرف هذه المرجعية , المرجعية هي الفضائيات , هي أجهزة التلفاز , هي المسلسلات , هي الجهات التي تكتب والتي توجه من جهات أخرى , هذه هي المرجعية , مما يؤسف له صار جهاز التلفاز , صار المذياع , صار الحاسوب " الكومبيوتر " صار مرجع التقليد هو الذي نأخذ منه , طبعا عندما نتحدث عن الفضائيات فبالنسبة إلى رواد المنبر والريزخونية , هم دمى في هذه الفضائيات , هم دمى في هذه الوسيلة الإعلامية , هم إلى حد ما قرود في هذه الماكنة الإعلامية , فلا نشخص لهم عنوان , وإنما نقول هذا العنوان الفضائيات وأجهزة التلفاز وهؤلاء ضمنا , فصار الناس تأخذ من المسلسل الفلانية , ومما يؤسف له حتى نعرف هذه القضية لماذا طرحت قضية المختار ؟ لأنه صار مسلسل المختار , فصارت الأسئلة عن المختار وعن حقيقة المختار , وأيضا من الأمور التي طرحت وأيضا يراد بها تحقيق الغرض المعين أو الغرض الفلاني , أيضا نحن من الناس الذين خدعنا ولسنين طوال " لم تكن خديعة وإنما حقيقية " بعض الفضائيات الدينية الإسلامية , أنت تشير إلى بناتك إلى زوجتك إلى أخواتك , تقول لاحظوا هذه المذيعة والى حجاب هذه المذيعة وتحنيك هذه المذيعة والى رسغ هذه المذيعة أو يد هذه المذيعة وكلام هذه المذيعة في الفضائيات في الإذاعات في البرامج , فجأة تغير الحال فجأة صارت الأصباغ  والمكياج والتفنن والتبرج والتميع في الفضائيات , نفس النساء , نفس المؤمنات نفس المحنكات , أين ذهب الحجاب أين العفة , تعرفون لماذا ؟ لأن مرجعه الفضائيات .... } .
  وفى هذا الوضع يكشف سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " كيف يكون الإعلام مضلل ولا يهدف إلى أي توعية جماهيرية عامة وإنما يهدف لأغراض ومنافع أشخاص سلطوا هذه الوسائل مما يتناسب مع أهدافهم .

الكاتب :: احمد الملا    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق