قال العلي الأعلى في محكم كتابه العزيز { نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ
مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } يوسف3 .
أن كل ما وصلنا من أحكام شرعية من عهد الرسول
الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم ومن بعده آل البيت الأطهار عليهم السلام هو
قائم على النقل التاريخي والروايات, فكل ما كان يصدر من الرسول الكريم محمد صلى
الله عليه وآله وسلم من أهل بيته الأطهار من أقوال وأفعال وإمضاءات كان يدون ويكتب
على شكل رواية ووصلت لنا عن طريق النقل التاريخي, فكل ما مرت به الأمة الإسلامية
هو قائم على النقل التاريخي مثلا مقتل الإمام الحسين عليه السلام هو حادثة تاريخية
وقعت في زمن سابق وصلت لنا عن طريق النقل التاريخي, وجمعت في كتب فصارت مصادر يأخذ
منها المسلم ومن أمثلتها بحار الأنوار وأصول الكافي واللذان يعتبران من أهم مصادر
الشيعة, وهما ممتلئان بل إنهما قائمان على النقل التاريخي.
وكذلك نجد أن القرآن الكريم في أغلب سوره
المباركة يتناول قصة ونقل تاريخي مثلا قصة نبي الله إبراهيم وموسى وعيسى ويوسف
وهود وصالح... إلى أخره من قصص الأنبياء, ومن هذه القصص والأحداث بصورة عامة, هي
أصبحت دستور الأمة الإسلامية, ومن خلالها يعرف الفرد المسلم أن كان منهجه وعمله
وسيرته صحيحة أو لا, وفي حال تعرض للشبهة تؤثر على عقيدته ومذهبه فانه يرجع إلى
تلك المصادر و النقولات التاريخية والتي هي ( كتاب الله " القرآن " وسنة
الرسول وال بيته عليهم السلام أجمعين " حديث, فعل, أمضاء وإقرار, نهي,
سكوت"), بالإضافة إلى الإحداث والوقائع التاريخية التي حدثت سابقا لكي يحصل
لدا هذا الفرد تحصنا فكريا من تلك الشبهات.
ومثال تلك الشبهات هي شخصية المختار الثقفي
تلك الشخصية التي أثارت الكثير من التساؤلات عند أغلبية المسلمين لمحاولة معرفة
مدى التزام هذه الشخصية بمنهج أهل البيت عليهم السلام أو عدم التزامها ؟ هل أخذ
الثأر من قتلت الحسين عليه السلام لغرض الهي أو لغرض دنيوي؟ مما دفع الكثيرين
للتوجه إلى مراجع الدين بالسؤال عن حقيقة المختار الثقفي ومعتقده, ومن ضمنهم هؤلاء
المراجع هو السيد كمال الحيدري والذي عرف بأنه من المراجع المحققين وخصوصا من خلال
برنامجه ( مطارحات في العقيدة ) والذي يعتمد فيه كل الاعتماد على النقولات التاريخية
في الرد على ما يطرح من شبهات على مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وقد استعرض سماحة السيد الصرخي الحسني "
دام ظله " في محاضرته التاريخية العقائدية الثالثة التي ألقاها يوم الخميس 13
ربيع الثاني 1435هـ والمصادف 13 / 2/ 2014م , والتي يناقش من خلالها أراء بعض من العلماء
والمحققين في شخصية المختار الثقفي, فقد استعرض سماحته " دام ظله " جواب
السيد كمال الحيدري على السؤال الذي وجه له عن طريق النت بخصوص المختار الثقفي .
وقد قرأ سماحة السيد الصرخي الحسني "
دام ظله " نص جواب السيد الحيدري...
{...والآن نختم أن شاء الله كما يختمون, نختم
أيضا بالسيد الأستاذ صاحب الفتوحات, صاحب النهج الجديد المتجدد, صاحب الباع
الطويل, صاحب الاتهامات الرنانة, صاحب الشمولية والسعة والفيض, سماحة السيد الأستاذ
أيضا, المبتدع, المخترع, المجدد السيد كمال الحيدري, صاحب أطروحة الشمولية, لنرى
صاحب الشمولية ماذا يجيب عن استفتاء المختار, صاحب الشمولية الذي يتحدى الآخرين
بالشمولية بمعرفته بكل ما يدور وهو الذي
يتصدى للبحوث العقائدية وهذه أقرب ما يكون له للإجابة, ماذا يقول ؟: يقول "
لاتوجد وجهة نظر محددة بين الأعلام في ما يتعلق بالقضايا التاريخية ومورد السؤال
من هذا القبيل, علما أن المرجع في مثل هذه القضايا هو النقولات التاريخية التي لا
يمكن الاعتماد عليها بضرس قاطع, لذلك وقع الاختلاف في حقيقة هذه الثورة ومبادئها
" ( انتهى جواب السيد الحيدري) ويعلق السيد الصرخي الحسني " دام ظله
" على هذا الجواب بقوله ( أين الجواب ؟ لايوجد جواب!!)}.
وهذه نسخة مصورة من جواب السيد الحيدري ...
بالفعل لايوجد جواب فالسائل يبحث عن رأي
السيد الحيدري عن حقيقة ثورة المختار وعن المختار نفسه والسيد الحيدري لم يعطي
جواب على ذلك الأمر؟؟!! والغريب في الأمر قول السيد الحيدري ( ... علما أن المرجع
في مثل هذه القضايا هو النقولات التاريخية التي لا يمكن الاعتماد عليها بضرس قاطع...)
وهنا استحضرت مجموعة من التساؤلات على نص عبارة السيد الحيدري وهي :
كيف
لايمكن الاعتماد على النقولات التاريخية بخصوص هذه القضية ؟؟!!أليس أن المرجع حسب
قولك هو النقلات التاريخية إذن كيف لايمكن الاعتماد عليها ؟؟ فإذا كانت النقولات
التاريخية لايمكن الاعتماد عليها في هذه القضية ومثيلاتها كيف تناقش بقية المذاهب
من خلال النقولات التاريخية ؟ فبرنامج مطارحات في العقيدة الذي تقدمه يا سماحة
السيد الحيدري هو قام على أساس النقولات التاريخية فكيف تعتمد عليه وما فيه من
روايات ونقل تاريخي !! فحسب كلامك وعبارتك فانه ليس بحجة على الناس وانه مجرد لغو
في الكلام لأنه قائم على النقل التاريخي !!!.
وليس هذا فحسب حتى اعتقادك يا جناب السيد
الحيدري هو لا يمكن البت في أحقيته لأنه قائم على النقل التاريخي, إيمانك بالله
وبرسوله وبأهل البيت عليهم السلام أجمعين غير صحيح لأنه قائم على أساس النقل
التاريخي !!! القرآن لايمكن الاعتماد عليه حسب كلامك لان فيه الكثير من النقل
التاريخي والقصص السابقة !!! مصادرك التي تأخذ منها الروايات لتستنبط الأحكام
الشرعية مثل بحار الأنوار و أصول الكافي لا يمكن الاعتماد عليها لأنها عبارة عن
نقولات تاريخية !!!.
مقتل الإمام الحسين عليه السلام وثورته وحياة
بقية آل البيت عليهم السلام وما عاشوه ومروا به وحسب كلامك هو غير صحيح لأنه وصلنا
من خلال النقولات التاريخية!!! وبالمختصر المفيد أن التاريخ الإسلامي لايمكن
الاعتماد عليه " بضرس قاطع " لأنه قائم على أساس النقولات
التاريخية!!!؟؟؟ فياترى هل هي هذه الشمولية والإبداع والتجدد الذي جئت به ؟؟؟.
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق