التعارض من أبرز موضوعات علم الأصول, وهو باب
يتناول فيه هذا العلم تعارض الأدلة الشرعية في مابينها مثلا يبحث الفقيه في مسألة
الجهاد وأثناء بحثه وجد آية قرآنية تؤكد على الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى ووجد
رواية عن احد الأئمة المعصومين تقول باستحباب أو كراهة الجهاد, وهنا حصل الفقيه
على دليلين لكنه وجد حصول تعارض بين دليلين أحدهما يدل على الوجوب والأخر يدل على
الاستحباب أو الكراهة, فأي الدليلين يرجح ؟ وعلى ضوء أي دليل يعطي فتوته ذلك
الفقيه؟ وهنا يلجأ إلى علم الأصول الذي يحل له هذه المشكلة .
وللتوضيح أكثر نورد ما ذكره السيد الشهيد الأول
محمد باقر الصدر قدست نفسه الزكية في علم الأصول في باب تعارض الأدلة ..{ ... فإذا تعارض الدليل العقلي مع دليل ما فان كان الدليل العقلي قطعيا قُدم
على معارضه على أي حال ، لأنه يقتضى القطع بخطأ المعارض، وكل دليل يقطع بخطئه يسقط
عن الحجية، وإن كان الدليل العقلي غير قطعي فهو ليس حجة في نفسه لكي يعارض ما هو
حجة من الأدلة الأخرى...}.
فالفهم الدقيق والصحيح لعلم الأصول يجعل
الفقيه يطبق تلك النظريات الأصولية تطبيقا صحيحا حتى تكون " الفتوى " الصادرة
منه دقيقة وصائبة وصحيحة, وقد تناول سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله
" مسالة التعارض في محاضرته التاريخية العقائدية الثالثة التي ألقاها يوم
الخميس 13 ربيع الثاني 1435هـ والمصادف 13 / 2/ 2014م , والتي يناقش من خلالها أراء
بعض من العلماء والمحققين في شخصية المختار الثقفي, وكان من ضمن الذين ناقش رأيهم
هو سماحة الشيخ بشير الباكستاني بعد أن أبدا رأيه في المختار الثقفي .
إذ ذكر سماحة السيد الصرخي الحسني " دام
ظله " رأي الشيخ الباكستاني وعلق على ما جاء فيه من تعارض , وأذكر ما قاله
سماحته " دام ظله " بالنص ....
{ ... الاستفتاء الثاني, الجواب الثاني
للاستفتاءات هو لسماحة آية الله العظمى الشيخ ولا بأس بان نقول الشيخ الأستاذ, لم
ندرس عنده لكن لا بأس بهذا إكراما له ولشيبته ولطول بقاءه وصبره في الحوزة هو
الشيخ بشير الباكستاني, إذن هذا جواب الشيخ بشير يقول السؤال , نص السؤال وهو عبر النت : (( بسم
الله الرحمن الرحيم, شيخنا المفدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, عندما نقرأ
بعض الروايات المتعلقة بشخصية المختار الثقفي نجد فيها اختلاف كثير حول تلك
الشخصية وحتى في أراء المحققين وخصوصا في عقيدته ومعتقده فما هو برأيكم سبب
الاختلاف , ولماذا ؟ وما هي العقيدة الصحيحة التي يتبناها المختار الثقفي ؟ أفتونا
مأجورين وحفظكم الله ذخرا للإسلام والمسلمين ...
الجواب
: بسمه سبحانه هناك روايات تدل على ذلك وأخرى تنفي ذلك, ولعل خير ما يُحسن وجه
الرجل هو ترحم المعصوم عليه السلام على الرجل ... ( وهنا الكلام للسيد الصرخي
الحسني دام ظله تعليقا على الشق الأول من جواب الشيخ الباكستاني دام ظله إذ علق السيد الحسني بقوله (هذه
النافية أو المثبتة ؟؟ أخذ حصة واحدة واستشهد بحصة واحدة من الروايات, طبعا لا يصح
نقاش الفتوى هذه قضية غير مقبولة, لكننا نحن نتحدث الآن لأننا في حالة نقاش وبحث
ليس أكثر لكن مجرد ألالتفاته ) ... "
ويكمل سماحته جواب جناب الشيخ"....هو ترحم المعصوم عليه السلام على الرجل رغم
النهي والتحذير والتشديد من الله سبحانه من الترحم على أعداء الله وعلى الظلمة
بالخصوص والطغاة بالأخص... ( تعليق للسيد الصرخي الحسني " الآن من هو اختصاص
لغة عربية, من هو عربي, من هو يفهم اللغة, من عنده حنكة, من هو حسكة, ما علاقة هذا
الاستثناء بأصل الكلام؟؟, يوجد روايات مثبتة ونافية هذه ذكرت في السؤال, استشهد
برواية إنه الإمام ترحم عليه فهذا يُحسن من وجهه, الآن هذا الاستثناء وذكر هذا
الاستثناء إلى أي شيء يشير ؟ طبعا لا يوجد إلا أن هذه المواصفات تنطبق على المختار
وبالرغم من انطباقها على المختار ترحم الإمام سلام الله عليه فهذا يُحسن الوجه, إذن
أين التعارض هنا في فتوى سماحة الشيخ الأستاذ ؟ التعارض بين ترحم الإمام وبين تأكيد
الله سبحانه وتعالى, الله يؤكد, التشديد من الله سبحانه من الترحم على أعداء الله
وعلى الظلمة بالخصوص والطغاة بالأخص, والإمام يترحم على الطاغية المختار! حسب فهم
هذا السؤال والجواب, حتى ندافع عن جناب الشيخ وسماحة الشيخ لكن هل هو يقصد هذه؟
نحن قلنا لكم كل فتوى لها الظروف التي تحيط بها, والجو السياسي هو الذي يحرك, هذا
الطاغية والطغاة بالأخص وهذا الظالم من يقصده سماحة الشيخ ؟ حتى أتى باستثناء, لا
يعقل في المقام إلا ينسب إلى المختار, ونسبة هذا الاستثناء وما في الاستثناء إلى
المختار يعني يوجد تعارض بين حكم الله وبين حكم الإمام, والإمام والأئمة سلام الله
عليهم أكدوا إذا تعارضت رواية وقول مع حكم الله فتضرب عرض الحائط, ترمى, هي زغرف,
هي باطل, حتى لو صدرت عن الإمام سلام الله عليه, فكيف نفسر هذا ؟ الله العالم,
وسماحة الشيخ الأستاذ هو الذي يرد عليها"...} .
رابط المحاضرة كاملة .....
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق