إن التاريخ الإسلامي مليء بالأحداث والوقائع,
وقد تم تغطيتها من قبل المؤرخين والمحققين والباحثين ورجال الدين من الزعامات
الدينية " المراجع " لكن الأغلب الأعم من هذه التغطية لتلك الأحداث
والوقائع لم يكن بالشكل الصحيح, حيث تدخلت عوامل ومؤثرات دخلية جعلت أغلب ما وصلنا
منها بصورة مزيفة وغير صحيحة.
إذ أن الكثير ممن كتب في التاريخ الإسلامي قد
حاول أن يزين وينمق صورة بعض الشخصيات ممن كان لها دور سلبي جدا في الإسلام
ومسيرته والتي ما زال تأثير دورها السلبي ساري المفعول إلى يومنا هذا, والعوامل
التي دفعت هؤلاء للتزييف والتحريف والدس كثيرة, منها الهوى والميل الشخصي والنفسي,
التعصب الطائفي والمذهبي والقومي والعرقي والعشائري, الخضوع والخنوع لرغبات
السلطات الحاكمة, السعي خلف مغريات الدنيا.
بالإضافة إلى التعامل بسطحية مع المعلومة
والحدث أو الواقعة التاريخية وبدون أي دراسة معمقة والتجرد من الأمانة العلمية,
والعجز والقصور العلمي, هذا كله جعل أغلب ما وصل إلينا من أحداث ووقائع تاريخية
حصلت في الإسلام منذ اليوم الأول له والى الماضي القريب يكون مكتنفا بالغموض والدس
والتزوير والتحريف وممتلئ بالشبهات, حتى تأسس على ضوءها معتقدات منحرفة وأفكار
ضالة ومضلة, مما أدى إلى تمزيق وحدة الصف المسلم ورزع الفرق بين أبناء مذاهبه حتى
وصل إلى مرحلة أن تكفر طائفة مسلمة طائفة أخرى مسلمة, وكذلك التمسك والاعتقاد
بمعتقدات باطلة " فكل ما بني على باطل هو باطل " , بالإضافة إلى الفهم
الخاطئ للتاريخ الإسلامي .
لذا نلاحظ أن سيد وعميد المحققين وأستاذ
الباحثين سماحة السيد الصرخي الحسني قد أنبرى إلى تصحيح الأخطاء والانحراف ودفع
الغموض عن تلك الأحداث والوقائع التاريخية من خلال البحث العلمي المعمق البعيد عن
السطحية والتحليل الموضوعي والأمانة العلمية والحيادية والوسطية في التعامل مع
المعلومات التاريخية ومن خلال منهج جديد وفريد من نوعه وبصورة مخالفة تماما عن كل
من حقق ونقل في التاريخ سابقا, فشرع سماحته بإعطاء ( سلسلة محاضرات التحليل
الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ) حتى
أستحق أن يطلق عليه لقب سيد وعميد المحققين .
وهذا ليس بجديد أو غريب على سماحة السيد
الصرخي الحسني الذي طالما عهدناه متميزا ومتفردا بطرحه العلمي المتجدد وفي كل شيء
مما جعله يصبح مرجع تقليد حتى للمراجع ورموز الدين الآخرين والمتصدين للزعامة
الدينية, نعم أنهم يقلدونه في كل شيء ويأخذون وينسخون كل ما يصدر منه وينسبونه لأنفسهم,
مستغلين في ذلك سطوتهم وسيطرتهم على الماكنة الإعلامية, لكنهم عجزوا عن تقليده في
جانب مهم ورئيس وأساسي لكل شيء وهو الجانب العلمي, لأنهم لا يملكون ولو جزء بسيط
مما عند سماحته من علم ومعرفة ورصانة فكرية.
ولو أخذنا قضية المختار الثقفي تلك القضية
التاريخية التي تهم الكثيرين كمثال بسيط على معرفة مدى عجزهم العلمي وعدم قدرتهم
على تقليد السيد الصرخي الحسني في ذلك المجال, فمن خلالها نستطيع معرفة ذلك وبكل
وضوح, وسوف نستعرض أرائهم في تلك المسألة التاريخية ونستعرض طريقة سماحة السيد الصرخي
الحسني بمناقشة أرائهم وكذلك طريقة تحليله العلمية والموضوعية والأمانة العملية
والوسطية التي يتمتع بها :
-
رأي السيد السيستاني { أن خروج المختار وطلبه
بثأر الحسين عليه السلام وقتله بقتلة الحسين عليه السلام لاشك أنه كان مرضيا الله
وعند رسوله والأئمة الطاهرين عليهم السلام كما ذكر ذلك المرحوم السيد الخوئي في
معجم رجال الحديث }, إذ لم يبذل السيد السيستاني أي جهد في إعطاء الرأي وإنما اخذ
رأي السيد الخوئي واكتفى!!.
-
رأي الشيخ بشير الباكستاني { بسمه سبحانه
هناك روايات تدل على ذلك وأخرى تنفي ذلك, ولعل خير ما يُحسن وجه الرجل هو ترحم
المعصوم عليه السلام على الرجل رغم النهي والتحذير والتشديد من الله سبحانه من
الترحم على أعداء الله وعلى الظلمة بالخصوص والطغاة بالأخص }.
-
رأي السيد الصدر الثاني قدس سره وهو رأي
مدافع عن المختار الثقفي حتى انه نفى وجود فرقة الكيسانية التي يعتقد بها المختار
الثقفي { على انه من المحتمل القول بأن مذهب الكيسانية كذب بمعنى انه لم يحصل لأحد إطلاقا وإنما هو نبز الأعداء به مذهب
الأمامية... إذن فلن يثبت أن أحدا من المسلمين أو من الشيعة كان كيسانيا إطلاقا , نعم ينسب شعر إلى كثير
عزة بمضمون اعتقاده }.
-
رأي السيد كمال الحيدري { لاتوجد وجهة نظر محددة بين الأعلام في ما يتعلق
بالقضايا التاريخية ومورد السؤال من هذا القبيل, علما أن المرجع في مثل هذه
القضايا هو النقولات التاريخية التي لا يمكن الاعتماد عليها بضرس قاطع, لذلك وقع
الاختلاف في حقيقة هذه الثورة ومبادئها }, وهنا السيد الحيدري قد طعن بالنقولات
التاريخية ولم يعطي أي جواب بخصوص تلك القضية .
-
رأي السيد كاظم الحائري { نعتذر عن الإجابة لان البريد الالكتروني مخصص
للأسئلة الشرعية الابتلائية }, وهنا تنصل وتهرب واضح وصريح من قبل السيد الحائري
وأعراض عن الإجابة وإبداء الرأي في شان المختار الثقفي .
-
وألان أضع روابط للمحاضرات التي ألقاها السيد
الصرخي الحسني بخصوص تلك الشخصية " المختار الثقفي " ...
المحاضرة الأولى
المحاضرة الثانية
المحاضرة الثالثة
المحاضرة الرابعة
الآن وبعد الإطلاع على الآراء ومناقشتها من
قبل السيد الصرخي الحسني فلو أجرينا مقارنة بين ما طرحه المتصدين وبين ما طرحه
سماحته لوجدنا هناك فرق شاسع كالفرق بين الثرى والثريا, إذ نلاحظ عدم وجود القدرة
العلمية والإمكانية والعجز عن الإجابة على تلك المسالة, كما نلاحظ غياب الأمانة
العليمة وسيادة السطحية في التعامل مع المعلومة التاريخية وفي النقل التاريخي,
وعدم القدرة على دفع ما طرح عليه من نقض وإشكالات من قبل السيد الصرخي الحسني!!!.
الأمر الذي جعل سماحة السيد الصرخي الحسني هو
صاحب السطوة العلمية وبدون أي منازع وهو المحقق الأوحد في هذا العصر ولا يوجد أي
مثيل له بسبب ما يملكه من علمية وموضوعية ودقة وحيادية وأمانة علمية في النقل
والتحقيق والبحث والتحليل التاريخي .
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق