الأحد، 16 فبراير 2014

السيد الصرخي الحسني و رؤيته لقانون الخدمة الجهادية المجحف



جاء في قانون التقاعد الجديد في المادة 19 _ تحتسب المدد التالية خدمة تقاعدية ... الفقرة "ج " مدة الخدمة العسكرية ومدة الحركات الفعلية ومدة الخدمة الجهادية .
واضح من مصطلح" الخدمة الجهادية "  إن المقصود بهذه الحقوق التقاعدية هم أولئك الذين انتموا إلى أحزاب سياسية، في زمن النظم السابق ومن ألتحق بهم بعد عام 2003, ممن كان خارج العراق, صحيح إن أعداد غفيرة من العراقيين هاجرت إلى دول مختلفة هربا من بطش النظام السابق، وهؤلاء عاشوا في تلك الدول عقود  طويلة من السنين تمتعوا فيها بالامتيازات التي تمنحها الدول المتقدمة لمواطنيها، تعلموا وعملوا وأنجبوا أبناء كبروا وهم لا يعرفون عن العراق سوى ما يحدثهم به آباؤهم, وقد احتسبت لهم " وهم شريحة محددة " وفق هذا القانون الجديد امتيازات كان الأحرى بأن تكون هذه الامتيازات شاملة لجميع العراقيين ممن عاش وعانى تحت وطأة النظام السابق .
هذا القانون الذي هو عبارة عن بخس حقوق العراقيين جميعا ممن جاهدوا من اجل العيش في العراق حيث الفقر والفاقة والجوع والحرمان من أبسط الخدمات, فهل يستحقون هذا الإجحاف ؟ قال تعالى  {وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } هود 85 . أفمن العدل والإنصاف أن يستثنى من هذه الامتيازات كل من أفنى عمره وشبابه في خدمة هذا البلد وشعبه ؟؟!!.
الأمر الذي أثار غضب العراقيين وعبروا عن رفضهم القاطع لهذا القانون المجحف وعبروا عن امتعاضهم منه, وقد عبر سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في محاضرته التاريخية العقائدية التي ألقاها يوم الخميس 13 ربيع الثاني 1435هـ والمصادف 13 / 2/ 2014م , والتي يناقش من خلالها أراء بعض من العلماء والمحققين في شخصية المختار الثقفي, عبر عن مدى رفضه لهذا القانون وذلك من خلال قوله ...
{ ...  عندما شمر سلب أو اخذ أو سرق الإبل التي كانت تخص الحسين سلام الله عليه وعائلة الحسين فذبحها ووزعها بين بيوتات الكوفة، كما كان صدام يوزع الحصة التموينية وكان يعطي حصة إضافية لمن يذكر تلك الفترة وتلك الأيام, وفعلا الظاهر نفس الحكم ونفس التطبيق، يعني انتقموا منا جميعا,هذه الخدمة الجهادية صارت لمن كان في الغرب أما من أكل النوى (نوى التمر) بعنوان طحين الخبز فهذا لا يشمله عنوان الخدمة الجهادية، فماذا فعل المختار؟ قال كل بيت دخله من لحم هذه الإبل يقتل من فيه ويهدم الدار!!، لاحظوا إلى أي مستوى كما الآن استلمونا بالمفخخات والناسفات من كل حدب وصوب من تكفيريي الشيعة وتكفيريي السنة ..} .
نعم هكذا يجازى العراقيين ممن جاهدوا سابقا في ظل أصعب الظروف وأقساها ويجاهدون الآن في ظل الفتن الطائفية التي حرقت الحرث والنسل وحولت العراق إلى مستنقع دم, يحرم العراقيين من ابسط الامتيازات التي تعطى لمن كان ينعم بأفضل الامتيازات في الخارج وجاء لكي يجدد تلك الامتيازات في العراق.

الكاتب :: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق