قال تعالى { وَإِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم4 ...
الأخلاق في الإسلام
عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني ، والتي حددها المشرع الإسلامي
لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل
و الأتم ، ويتميز هذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين , الأول : أنه ذو طابع إلهي
, بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى , والطابع الثاني " أنه ذو طابع إنساني ،
أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية .
فتمام الأخلاق
كان جزءاَ مهما من بعثة الصادق الأمين صلى الله
عليه وآله وسلم والعمل على تقويمها ، وإشاعة مكارمها ، بل الهدف من كل الرسالات هدف
أخلاقي ، والدين نفسه هو حسن الخلق , وهذا ما يجسده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه
وآله وسلم بقوله { إنما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق } .
ومن هنا نلاحظ
مدى ضرورة الأخلاق في الإسلام ومدى التأكيد عليها والالتزام بحسن الخلق , ومع هذا تصيب
الإنسان بعض الأمراض الخلقية التي تؤدي به إلى الابتعاد عن إرادة الله , كذلك الابتعاد
عن كل معاني الإنسانية , ولعل من أبرز هذه الأمراض الخلقية هي " العجب , والتكبر
" وهما من أكبر الآفات الخلقية التي تصيب الإنسان , وقد تطرق سماحة السيد الصرخي
الحسني " دام ظله " لمسألة الآفات الأخلاقية التي تصيب الفرد وأعطى التعريف
الواضح لهذه الأمراض , وذلك في ( كتاب الصلاة
– الجزء الثاني _ المنهاج الواضح )
إذ يقول سماحته
" دام ظله " في مقدمة الكتاب ....
{ ... إن الإنسان
يمتلك مجموعة من الاستعدادات والقوى , منها القوى الجسدية وهي كبيرة لكنها محدودة , ومنها القوى النفسية وهي كبيرة وهائلة
ولا محدودة بالقياس إلى فكر الانسان المحدود عموما , ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح
الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها , وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أن
تحطم تلك القوى , وعليه :
1- إذا تحطمت القوى الجسدية , أصبح الإنسان جسدا خائرا
.
2- وإذا تحطمت القوى النفسية والعقلية أصبح الإنسان موجودا
تافها .
والنظرة الموضوعية
الواقعية البديهية تفيد بأن وجود تلك القوى والحفاظ عليها , وعدم إضعافها وتحطيمها
وبالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية والمعاشية والعبادية وغيرها , كل
ذلك بفضل الله ونعمه , فعلينا أن نعي هذه البديهية ونجعلها في أذهاننا ونصب أعيننا
كي تكون المؤدب والموجه لنا ولتصرفاتنا وسلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا
فيها , وفي دار البقاء والقرار .
ولكن مع وضوح وبداهة
تلك النظرة الموضوعية , نجد الكثير من الناس ينحرف عن هذا النظر والفكر بسبب ما يشعر
به من نقص فيصاب بإمراض نفسية وأخلاقية , كالعجب والكبر , ويشترك المرضان من كونهما
متولدان من النقص والذلة في النفس ...
العجب هو استعظام
الإنسان نفسه لاتصافه بميزة كالعلم والمال والجاه والعمل , وليس في العجب طرف ثان يتعالى
عليه , وهو من الأمراض الخلقية المنفرة الدالة على ضعة النفس وضيق الأفق وسقمه ...
التكبر له نفس
معنى العجب من استعظام الإنسان لنفسه , لكن في التكبر يوجد طرف آخر حيث يتعاظم ويتكبر
الإنسان على الغير , وهو من أخطر الأمراض الخلقية وأفتكها ...} .
الكاتب :: احمد
الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق