هناك مقولة مشهورة هي { العلم
نور والجهل ظلام } , وفيها إشارة على أن العلم من أهم الأشياء التي يجب أن يحصل
عليها الإنسان خلال مسيرته في الحياة , فمن خلاله يمكن للإنسان حتى وان كان فاقدا
للبصر أن يكون على بصيرة من أمره في كل مفاصل حياته فالعلم يكون بالنسبة للبشر هو
المصباح والنور الذي يضيء دروب الحياة .
ولعل
العلم والمعرفة الدينية هي من أهم ما يمكن أن يسعى الإنسان للحصول عليها لأنها هي
المنفذ والباب لكل العلوم والقرآن الكريم هو من ابرز الشواهد لأنه المفتاح
لكل العلوم الحالية التي خدمت المجتمعات البشرية وفيه وجدت البذرة الأساسية
لكل تلك العلوم " الطبيعية والاقتصادية والنحوية والفضائية والطبية ... إلى
ما لانهاية من العلوم " وكان أهل البيت سلام الله عليهم هم المستنبطين لتلك
العلوم والمؤسسين لها , ومن خلالها اخرجوا البشرية من الظلمات إلى النور , من عتمة
الجهل إلى ضياء العلم والمعرفة , ومن هذا المنطلق وهذا الأساس كانت دعوة الله
سبحانه وتعالى على ضرورة العلم والتعلم حتى انه سبحانه وفي موارد عدة من القرآن
الكريم أمر بالعلم والتعلم وأعطى منزلة كبيرة للعلماء واقسم بالقلم .
ومن هنا نجد أن المرجعية الدينية العليا في
كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد
الصرخي الحسني " دام ظله " انتهجت هذا النهج العلمي في كل ما صدر ويصدر
منها وأكدت على العلم وضرورته وأهميته التعلم والتفقه في الجوانب الدينية
والاجتماعية , فقد حث سماحته "دام ظله " كل أتباعه على التعلم وإكمال
الدراسة الأكاديمية , فمن كان لديه على سبيل المثال شهادة المرحلة الإعدادية عليه
أن يسعى للحصول على شهادة البكالوريوس ومن لديه البكالوريوس عليه أن يسعى للحصول
على شهادة الماجستير وهكذا حتى يصل الفرد المسلم إلى اعلي مراتب العلم التي يمكن
الوصول إليها .
ومن
جانب أخر حث سماحته " دام ظله " وأمر أتباعه بالتفقه ودراسة العلوم
والمعارف الدينية مثل " علم الأصول , علم المنطق , النحو , الفقه , العقائد ,
كتب التفسير , بحوث تاريخية إسلامية ... الخ " كل هذا في سبيل تطوير ذهنية وعقل
الإنسان المسلم بكافة علوم الحياة لكي لا يعاب على الإسلام والمسلمين بأنهم كما
يعبر الغرب " بالمتخلفين , أو رجعيين وغير متطورين " أو غيرها من التهم
الباطلة التي يراد منها النيل من إمكانية العقلية الإسلامية الحقيقية وتشويه
صورتها أمام المجتمعات الأخرى , وكذلك زعزعة الثقة بالنفس , لأنهم أي الغرب يعلمون
علم اليقين أن العقلية العربية الإسلامية هي الأجدر والأكفأ لأنها تنتهل من نور
وعلوم محمد وآل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام والتي تمثل الخط والنور الإلهي
الرسالي .
كما نجد أن سماحة المرجع الديني الأعلى آية
الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد عمد على دعم العلم
وطلبته من خلال فتح مؤسسة تعليمية تحوي العلوم الدينية والأكاديمية بنفس الوقت
وهذه المؤسسة أطلق عليها سماحته " دام ظله " اسم ( الجامعة الجعفرية
الإسلامية ) تيمنا بالإمام الصادق عليه السلام صاحب اكبر مدرسة جعفرية عرفها
التاريخ الإسلامي والتي تخرج منها أكثر من ألف عالم وفي مختلف العلوم والمعارف
فأصبحت هذه المؤسسة العلمية صرحا شامخا في سماء العلم والمعرفة .
ومن جانب أخر ومن اجل كشف الظلم الواقع على
أهل البيت سلام الله عليهم وعلى جدهم الهادي الأمين عليه الصلاة والسلام , ولغرض
دفع كل الافتراءات التي أسس لها الغرب والتي مفادها " بأنهم هم أول من اكتشف
اغلب العلوم والمعارف " , فقد أمر سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله
العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " بإقامة محاضرات عليمة تلقى أمام
براني سماحته " دام ظله " في كل يوم خميس وجمعة , حيث تتناول هذه
المحاضرات العلمية مسألة الإعجاز العلمي القرآني وكشف حقيقة السبق العلمي للقرآن
الكريم ولأهل البيت سلام الله عليهم وإعطاء الأدلة العقلية والشرعية واثبات إن أهل
البيت سلام الله عليهم والقرآن الكريم هم المكتشفين الأوائل للعلوم , وكذلك تفنيد
وإبطال كل ما جاء به الغرب من دعوات باطلة في هذا الخصوص , بل إنهم اعتمدوا على
روايات أهل البيت سلام الله عليهم وعلى القرآن الكريم في اغلب ما توصلوا إليه من
العلوم , وجاءت هذه المحاضرات أيضا من أجل توسيع الأفق العقلية وكثرة الإطلاع عند
الفرد المسلم وتعطيه دافعا لكي يسعى للعلم والتعلم ومعرفة إن الدين الإسلامي هو
دين جاء لكي يحيي البشرية ويخرجها من ظلمات الجهل إلى نور العلم و المعرفة , وبهذا
الأمر تكون المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة هي مرجعية العلم والنور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق