الاثنين، 6 يناير 2014

المسيرة الاصلاحية للمرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة



  
لكل خط ونهج هناك مسيرة مطرزة بجواهر نتاج ما قدمه هذا الخط والنهج خلال تلك المسيرة , وهذا النتاج يعتبر الاطار العام والهدف والغاية لهذا النهج والخط , ولعل الخط الالهي الرسالي منذ نبي الله آدم عليه السلام والى خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعد النبي الخاتم استمر الامتداد الطبيعي لهذا الخط بالامام علي عليه السلام وبقية آل البيت عليهم السلام اجمعين , ومن بعدهم الاولياء والصالحين من رجال الدين والعلماء العاملين الامرين بالمعروف والناهي عن المنكر .
فكانت المسيرة التاريخية لهذا النهج والخط الالهي المقدس هي مسيرة أصلاحية والهدف منه هو اخراج البشرية من غياهب الظلمات الى بروج النور والبصيرة , والشواهد التاريخية كثيرة لهذا الخط الالهي المقدس , لكن نريد ان نسلط جزء بسيط من الضوء على المسيرة الاصلاحية للمرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة والتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " منذ تصديها لمهمام والعمل المرجعي والى يومنا هذا وبشكل موجز ومقتضب .
إذ يعتبر سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني " دام ظله " مرجع اصلاحي منذ اللحظة الاولى لتصديه للمرجعية وبدأ يتقدم في تلك المسيرة الاصلاحية مرحلة بعد أخرى , فكانت الخطوات الاولى لسماحته " دام ظله " هي احياء سنة الدليل العلمي والاتباع العقلي الشرعي التي اصبحت في وقت سابق شيء من الذاكرة وطي النسيان , فقدم نفسه ومن خلال الدليل العلمي مرجعا دينيا أعلما وقال " هذا دليلي " فاعادت هذه الكلمة الى اذهان الناس فكرة المحاججة بالحسنى وبالبرهان وبالدليل وهي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وكان هذا الخطاب حركة اصلاحية لفكر المجتمع المسلم الذي اعتاد سابقا على الاتباع بدون أي دليل .
وكان دليله على اعلميته هو كتاب " الفكر المتين " ومن قبله تقريرات لاستاذه السيد الشهيد الصدر الثاني قدست نفسه الطاهرة " مبحث الضد , حالات للأمر " http://goo.gl/JuMnhm   والتي اثبت من خلالها اجتهاده وأعليمته وتسيده على الساحة الدينية الحوزوية وبدون منازع  , وهذا يعتبر حركة اصلاحية ايضا في المستوى والعمل الحوزوي حيث أصبح على كل من يتصدى الى عنوان الاجتهاد والاعلمية ان يعطي دليلا على صدق دعواه والا فهي دعوة باطلة , وبالتالي فأن هذا الامر سوف يصحح مسيرة المجتمع المسلم في مسألة الاتباع والتقليد " لا يقلد من لا يملك الدليل , ويتبع صاحب الدليل العلمي "  ( وهذه صفحة خاصة بالمؤلفات والبحوث الفقهية والاصولية والمنطق   http://goo.gl/EpKA67   ) .
وبعد ذلك تحول سماحته " دام ظله " الى التصدي للفتن العقائدية وردم منابعها التي عصفت بالمجتمع الاسلامي وخصوصا العراقي , كدعوة المنحرف الضال  " احمد اسماعيل كاطع " أو ميا يسمى بــ " ابن الحسن " الذي عمل على اضلال الناس وابعادهم عن جادة الحق والصواب من خلال الترويج لافكار مريضة ومسمومة , فتصدى سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " لذلك المنحرف , من خلال المناظرة والمباهلة ومن خلال الرد العلمي الاخلاقي وكان ذلك عن طريق إصدار جملة من البحوث تحمل اسم ( السلسلة الالكترونية في النصرة الحقيقة ) والتي ابطل من خلالها كل ما ادعاه هذا المنحرف جملة وتفصيلا  http://www.al-hasany.net/series/series-electronic/  , وكان هذه ايضا  حركة اصلاحية من لدن سماحته " دام ظله " ليصحح مسار الخط العقائدي عند شريحة من المجتمع المسلم الذي كاد ان ينزلق بمهاوي وحفر الدجال احمد اسماعيل كاطع وغيرها من الشبهات والدعوات المنحرفة الظالة المظلة , وكذلك صحح من خلال ذلك الرد العلمي تفكير الفرد المسلم من خلال تعلمه كيفية التصدي ومناقشة كل ما يطرح على الساحة الدينية العقائدية .
اما على المستوى السياسي والاقتصادي والامني  والاجتماعي وما يخص الشأن العراقي وما يمر به الشعب العراقي من أزمات وانعطافات وما يتعرض له من حرب طائفية , فإن سماحته " دام ظله " قد اصدر العديد من البيانات ( وهذا رابط صفحة جميع البيانات لمن يحب الاطلاع  http://goo.gl/I1hvVu ) الداعية الى تحسين الواقع المعاشي للعراقيين وكذلك نبذه للطائفية ودعوته للعيش الحر الرغيد الامن , ومطالبيته بسيادتة العراق وعدم تدخل دول الجوار ...ألخ , وكان كل ما صدر من سماحته " دام ظله " يتميز بالدقة والتشخيص الواقعي وهو يمثل ايضا تصحيحا لمسار العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني في العراق  .
كما اهتم سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " عمل على تصحيح الفكر والاعتقاد السائد الذي يقول بان المرجع الديني عبارة عن شخص  معتكف وغير متفاعل مع المجتمع وهو شخص يقف خلف حاجز او على برج من العاج وتحلم الناس برؤيته , وكان ذلك التصحيح من خلال اختلاط سماحته " دام ظله " وتفاعله مع كل من يزوره في برانيه الواقع في منطقة  " سيف سعد " التابعة لمحافظة كربلاء المقدسة إذ يجد الزائر حفاوة الاستقبال وسعة الصدر والترحاب منقطع النظير والكرم والجودوالسخاء والعطاء , فسماحته " دام ظله " ينحني يقبل الطفل الصغير , ويجالس الشيخ الضرير , ويحتضن الشاب والرجل يبكي لبكائهم ويفرح لفرحهم , يعطف على الجميع ويتفاعل معهم ويخدمهم بيده الكريمة بدون تعالي او نظرة استصغار بل بكل ود ووئام وروح ابوية ,  http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=383  .
وكذلك حث سماحته " دام ظله " مقلديه واتباعه وعموم الناس على التفقه والتعلم بعلوم محمد وآل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام , واعطائهم الحافز والدافع من اجل السير في طريق العلم وذلك من خلال تأسيس جامعة الامام الصادق الجعفرية في كربلاء المقدسة والتي يحصل فيها طالب العلم على كل وسائل الراحة التي تضمن تفوقه في مشواره العلمي والدراسي http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=389  , وهذا هو منهج اصلاحي مستقبلي ينتهجه سماحته " دام ظله " , ولم يقتصر الامر عند ذلك الحد بل ان سماحته " دام ظله " امر باقامة محاضرات علمية تتناول الاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية لخاتم الانبياء وآل بيت العصمة عليهم سلام الله اجمعين , وتصحيح بعض الاعتقادات السائدة بان الغرب هو من اكتشف بعض النظريات والعلوم , واعطاء القرآن الكريم الاسبقية في تلك الاكشافات  http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=385  .
فكل ما تطرقت له من حركات اصلاحية قام بها سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله "  لا يعتبر الا جزءا بسيطا من المسيرة الاصلاحية لتلك المرجعية الرسالية , وهذا يعكس مدى سعي المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الى اصلاح كل الجوانب الحياتية في المجتمع المسلم عموما والعراقي خصوصا .

الكاتب :: احمد الملا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق