{ أُوْلَـئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } الأنعام 90 ....
القدوة مصطلح يطلق على كل انسان تميز بصفات
وخصال وصلت الى درجة من الكمال , بحيث ان كل من يتصف بهذه الصفات يكون مثالا يحتذى
به من قبل الاخرين , وكل من اتصف بصفة القدوة يكون بنفس الوقت معلما لان الاخرين
سوف يتعلمون منه ويحاولون ان يقلدونه في كل شيء , حتى اننا نجد ان الله سبحانه
وتعالى قد امرنا بالتأسي بالقدوة العظيمة المتمثلة بشخص الرسول الكريم محمد صلى
الله عليه واله وسلم وذلك بقوله جلت قدرته { لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } الأحزاب21, وبما انه صلى الله عليه واله وسلم يمتاز
بالعلم والمعرفة والخلق العظيم والتسماح والعطف والكثير من الصفات التي لايمكن
حصرها اصبح مثالا وقدوة ومعلما لنا جميعا نحن المسلمين وكذلك غير المسلمين .
وبسبب ما تتمتع به القدوة من مميزات فان كل
المجتمعات البشرية تكون محتاجة لمثل هكذا شخصيات لما لها من دور فاعل في تقدم
المجتمع وتطوره والحفاظ عليه , فمثلا العراق في هذه الايام يمر بايام عصيبة , ايام
حالكة الظلام , ايام يسودها الحقد والبغضاء والكراهية التي زرعها واسس لها اعدائهم
وجعلت العراقيين يتصارعون في ما بينهم حتى وصل بهم الامر الى سفك دماء بعضهم البعض
, فهم الان محتاجين الى قدوة ينهلون ويتعلمون منها ما يزيل هذا الحقد والبغضاء
ويشيع بينهم روح الالفة والتسامح والعفو لكي ينعم الجميع بسلام وود ورحمة وتآلف ,
وتبعدهم عن الفتن والشبهات وتنجيهم من الهلكات التي يسببها الحقد والكره والبغضاء
.
وانا اتصفح في مواقف المرجعيات الدينية التي
تخص ما يمر به العراق وشعبه من ازمات " لان المرجعيات الدينية الان تمثل
عنوان القدوة عند العراقيين " فلم اجد اروع واجمل وافضل من موقف سماحة المرجع
الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الذي
يتنازل فيه عن حقه ويبرء ذمة كل من سبب له الالم والمعناة من اجل ان تسود روح
الالفة والسلام بين العراقيين وكان ذلك الموقف في بيان رقم <33> ( المسامحة والمصالحة ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=69
{...وعليه نقول
انه لا يـُحتمل تمامية المصالحة ولا يـُتوقع ترتب نتائج وثمار حسنة عليها ما لم يتحقق
ما ذكرناه وما لم تتوفر الظروف والشروط الموضوعية ومنها :-
1- ان تكون المصالحة
حقيقية صادقة لا شكلية ظاهرية :-
فلا يصح ان تكون
دعوى المصالحة لأجل تحقيق مكاسب خاصة سياسية أو مالية أو فئوية أو طائفية أو عرقية
أو قومية , ولا يصح ولا يجوز ان تكون دعوى المصالحة والمشاركة فيها بسبب ضغوط وتوجهات
لدول مجاورة أو إقليمية أو محتلة أو حركات ومنظمات مخابراتية أو جهوية عنصرية .
2- ان تكون المصالحة
عامة وشاملة دون إقصاء أو استثناء :-
فالواجب جعل منهجنا
منهجاً قرآنياً إسلامياً إلهياً بالبيان الواضح والحكمة والموعظة الحسنة وإلزام الحجة
للجميع (( من سنـــة وشيعـــة وعرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين وغيرهم )) , بل اكثر من
ذلك فيجب ان تشمل المصالحة البعثيين والتكفيريين من كل الطوائف والملل والنحل وإلزامهم
الحجة جميعاً (( ونترك للقضاء العادل القول الفصل في إصدار الأحكام وتطبيق القصاص بحق
المسيء والجاني من أي طائفة أو قومية أو دين كان))........... وبالنسبة لي فاني
أتنازل عن حقي القانوني والشرعي والأخلاقي واُبرء ذمة كل من كادَ لي وتآمر علي وسبـَّبَ
أو باشـَرَ في اعتقالي وتعذيبي وظلمي في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال
, سواء كان المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط ان يلتزم
((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر )) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً
جاداً في ذلك , ..............
واطلب بل أتوسل
من الجميع ان يعفوا ويتنازل عن حقه القانوني والشرعي والأخلاقي ويبرء ذِمة كل من كادَ
له , وتآمر عليه , وسـَبـَّبَ أو باشر في اعتقاله وتعذيبه وتشريده وترويعه وظلمه ,
في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال , سواء كان المـٌسـَبــِّب أو
المباشـِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط ان يلتزم ((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر
)) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً جاداً , .........} .
فقد كان هذا الموقف لسماحة المرجع الديني
الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني "دام ظله " الذي يفوح بأريج
التسامح والعفو يعتبر من اروع المواقف التي صدرت من بين كل المرجعيات , وهنا يكون
سماحته " دام ظله " في هذا الموقف وفي غيره من المواقف الوطنية الاصيلة
يكون هوالمرجع القدوة لكل العراقيين ....
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق