{... الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ
دِيناً ... } المائدة3 ...
بيعة الغدير بمفهومها العام هي الولاية للإمام
علي عليه السلام والإقرار بالخلافة له , حتى أصبحت هذه البيعة وهذه الحادثة التاريخية
حدثا مهما في حياة المسلمين ولها تأثيرا كبيرا عليهم , وهي قد قرنت بتمام النعمة
واكتمال الدين من خلال التبليغ بها , وهذا ما تؤكده الآية الكريمة المذكورة في
بداية المقال , والمطلع على أحداث هذه الواقعة أو المناسبة يستنهل منها الكثير من
العبر والمواعظ والحكم والتعاليم الإسلامية الوضاءة , ولعل من أهم ما جسدته لنا
هذه البيعة هو مبدأ الإخوة والمؤاخاة في الله وفي الإسلام .
فقد بدأ الرسول الكريم صلى الله عليه واله
وسلم كلامه بالوصية للإمام علي عليه السلام بقوله {.. معاشر الناس ما
قصرت عن تبليغ ما انزله .... واعلم كل ابيض واحمر وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي
وخليفتي والإمام من بعدي...} فنلاحظ قول الرسول عليه وعلى اله الصلاة والسلام فأول
ما بلغ به هو أن علي عليه السلام أخ له , وهذا يعكس لنا ما تحمله هذه الواقعة من
معنا حقيقي للإخوة في الإسلام , وهو تطبيقا لقوله تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ ..} الحجرات10 , فبيعة الغدير تعطينا درس أخلاقي وشرعي وتربوي وتعلمنا
كيف أن التعامل بين المسلمين هو على قائم على أساس الإخوة , وأول من طبق هذا
المبدأ هو الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ووصيه الإمام علي عليه السلام .
ونحن
كعراقيين ومسلمين وخصوصا في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها بروح من الفرقة
والتمزيق وعدم العمل بهذا المبدأ الإسلامي , وبنفس الوقت خالفنا سنة من سنن الرسول
الكريم صلى الله عليه واله وسلم من خلال الإنجرار خلف مخططات أعداء الإسلام
والوقوع بفخاخ الطائفية وشراكها , لذا يجب علينا العودة إلى رشدنا ونتعلم من سيرة
رسولنا الكريم ومناسبات الإسلام التي تحث على مبدأ التآخي والتعايش بسلم ووئام وتراحم
بين المسلمين , ولنستغل هذه المناسبة العزيزة والعظيمة عند المسلمين ولنطبق ما أراده
رسولنا العظيم ونعلن وبكل صدق عن مؤاخاتنا في ما بيننا كمسلمين عموما ولا نجعل
للفرقة والطائفية من سبيل في ما بيننا .
بل يجب علينا أن نسمع كل صوت وطني إسلامي عمل
ويعمل على التأسيس لهذا المبدأ العظيم ونلتف حوله , ونسير خلف كل من سار على نهج الرسالة
والولاية ممن يطبق ما جاءت به هذه البيعة من تعاليم , فلنعمل بمثل ما عمل به سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني "
دام ظله " الذي أمر كل المسلمين بان يضعوا أيدهم بأيدي بعض ويرددوا { آخيتك في الله
وصافيتك في الله وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة
المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة
، لا أدخلها إلا وأنت معي ..
فيقول الأخ المؤمن:
قبلت ...
فيقول : أسقطت
عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا}.
ونعمل بكل روح أخوية إسلامية ونمد يدنا لمن
اختلف معنا ونبادر له بالسلام والسلم والرحمة والمودة كما فعل سماحة السيد الصرخي
الحسني " دام ظله " من خلال إطلاقه لمبادرة السلام والوحدة الإسلامية في
العراق خصوصا والعالم الإسلامي عموما من خلال في بيان ( وحدة المسلمين في نصرة
الدين ) حيث ذكر سماحته " دام ظله
" فقرة تعطي التجسيد الحقيقي لمبدأ الإخوة والتسامح إذ قال { ... ها نحن وبأمر الله
والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على
ما قلناه ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق
والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها
... والله و الله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى و الاخرى و الاخرى ...} .
فلنستغل هذه
المناسبة ونطبق ما يريده الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين ومن سار على
خطاهم من أولياء وصالحين ومراجع الدين العاملين , فلنستغل مناسبة عيد الغدير الأغر ونمد يد الإخاء
للجميع حتى وان قطعوها نمدها مرة أخرى وأخرى كما قال سماحة السيد الصرخي الحسني
" دام ظله " , ولنجعل من يوم الغدير هو يوم الإخاء والرحمة والتسامح في
ما بيننا كمسلمين وعراقيين ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق