الاثنين، 21 أكتوبر 2013

العراق بين مطرقة المفسدين وسندان السلطة الرابعة


يُطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص , ويستخدم المصطلح اليوم في سياق إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام ، والإفصاح عن المعلومات ، وخلق القضايا ، وتمثيل الحكومة لدى الشعب ، وتمثيل الشعب لدى الحكومة ، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض .

ومنذ أول ظهورٍ مشهورٍ له منتصف القرن التاسع عشر ، استخدم المصطلح بكثافة انسجاماً مع الطفرة التي رافقت الصحافة العالمية منذ ذاك الحين ، ليستقر أخيراً على معناه الذي يشير بالذات إلى الصحافة وبالعموم إلى وسائل الاتصال الجماهيري، كالإذاعة والتلفاز , والسبب الأساس والجوهري من تسمية الإعلام بكل وسائله بهكذا اسم هو قوة التأثير التي تملكها تلك الوسائل في الشعوب , حيث لها القدرة على إطاحة حكومات وتسليط حكومات , وهذا يبقى مرهونا بمدى نزاهة هذه السلطة .

والعراق في هذه الأيام التي تعبر عنها السلطة الرابعة بأيام الحرية والديمقراطية يعيش أسوأ الظروف وأكثرها عتمة بسبب ما يجري فيه من صراعات وتناحر بين من يدعون قيادة العراق من سياسيين وكتل وأحزاب ممن له يد في كل ما يجري في الساحة العراقية من عمليات إرهابية وتفجيرات ومفخخات بالإضافة إلى كثرة الفساد المالي والإداري حتى وصل الأمر بان تتمتع أغلبية الطبقات السياسية بالثراء الفاحش ويقابلها اتساع رقعة الفقر بين الطبقات الأخرى من أبناء الشعب , مع الأخذ بنظر الاعتبار ما سببه " قادة اليوم " من نعرات ونزاعات طائفية وحزبية " قومية ومذهبية وعرقية وحتى حزبية " , وهنا يأتي دور السلطة الرابعة فمن المفروض وحسب المبدأ العام لهذه السلطة بان تكون حرة ونزيهة وغير خاضعة لأي جهة معينة , فمن المفروض يكون واجبها الحقيقي هو كشف الحقائق للشعب مع إنصافه وتوجيهه إلى جادة الصواب وذلك من خلال إبراز الجهات الوطنية والتي تعمل بجد وإخلاص من اجل خدمة العراق وشعبه , وتكشف الجهات التي تعمل على زرع الفرقة والفتنة وتعث في الأرض الفساد والقتل والدمار .

لكن ما نعيشه اليوم ونلاحظه  ونلمسه من السلطة الرابعة " وسائل الإعلام " هو شكل وصورة مغايرة تماما للمبدأ والشعار الذي ترفعه , إذ نشاهد وسائل الإعلام تخفي الحقائق وتتستر على السراق والقتلة ومثيري الفتن حتى إن بعض تلك الوسائل الإعلامية تصف مثل هؤلاء بأوصاف وطنية وتعطيهم شان كبير داخل الوسط الجماهيري حيث تغرر بالشعب وتخدعه وتجعله منقادا لمثل هكذا شخصيات بالإضافة هذا من جانب ومن جانب أخر تعمل اغلب وسائل الإعلام  _ إن لم تكن أجمعها _ على التعتيم والتغييب وإبعاد الناس كل البعد عن الجهات الوطنية الحقيقة من خلال التهميش وعدم نقل كل أو جل ما يصدر من هذه الجهات وخصوصا نحن نمر في ظروف عصيبة نحتاج فيها إلى سماع كل رأي فيه خدمة للشعب ومن شأنه أن يوحد صف العراقيين , فعلى سبيل المثال " قبل حلول عيد الأضحى المبارك بأكثر من أسبوع تقريبا صدر بيان من قبل المرجع الديني السيد الحسني الصرخي وتحت عنوان _ وحدة المسلمين في نصرة الدين _ والذي دعا فيه السيد الصرخي الحسني كل العراقيين إلى نبذ العنف والطائفية وعدم التمسك بالعصبية الجاهلية والركون إلى العقل من اجل التعايش بود وسلام ووئام " .

لكننا لم نلاحظ ولم نسمع بأن وسائل الإعلام قد تناقلت هذا الخطاب !! وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على إن السلطة الرابعة " الإعلام " في العراق هي شريك في كل ما يجري في العراق من قتل وإرهاب ودمار بسبب تخليها عن مبدأها الحقيقي وانحرافها عن كل القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية , وخضوعها وتبعيتها لتلك الكتل والأحزاب والسياسيين من السراق والمفسدين والقتلة والمجرمين لقاء حفنة من الدولارات , حتى بقي العراق يعاني من مطرقة النزاعات والصراعات الداخلية وسندان الأعلام المنعدم الضمير .....

الكاتب :: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق