الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

التَصَدُق بالخاتَم ... خِدمَةٌ وعَطفٌ ورَحمَةٌ بالمُؤمنين

قال الإمام الباقر عليه السلام: إنّ رهطاً من اليهود أسلموا ، منهم : عبد الله بن سلام ، وأسد ، وثعلبة ، وابن يامين ، وابن صوريا ، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم  فقالوا: يا نبيَّ الله ، إنّ موسى أوصى إلى يوشع بن نون ، فمن وصيُّك يا رسول الله ؟ ومن وليّنا بعدك ؟ فنزلت هذه الآية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا ، فقاموا فأتوا المسجد ، فإذا سَائلٌ خارج ، فقال: يا سائل ، أما أعطاكَ أحد شيئاً ؟ قال: نعم ، هذا الخاتم , قال صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ أعطَاك ؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلِّي ، قال: عَلى أيِّ حَالٍ أعطاك ؟ قال: كان راكعاً ، فكبَّر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وكبَّر أهل المسجد .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: عليٌّ وليُّكم بعدي ، قالوا: رضينا بالله ربَّاً ، وبِمحمَّدٍ نبياً ، وبعليٍّ بن أبي طالب ولياً ، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: (وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) , واتفقت روايات علماء المسلمين على أنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد تصدَّق بخاتمه وهو راكع ، وليس بين الأُمَّة الإسلامية خلاف في ذلك ، فشكَر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، فيلزم الأُمَّة الإقرار بها ، وذلك لموافقة هذه الأخبار لكتاب الله ، وكذلك وجدنا كتاب الله موافقاً لها ، وعليها دليلاً ، وحينئذٍ كان الاقتداء بها فرضاً ، لا يتعدَّاه إلاّ أهل العناد والفساد .
هذه الواقعة هي صفحة من صفحات هذه الشخصية العظيمة التي تجسدت في مقام الإمام علي عليه السلام , ولعل من ابرز الدروس والعبر التي تحملها هذه القصة هي حياء الإمام علي عليه السلام وخجله من السائل فلا يستطيع أن يرده , وكذلك هو يمثل القائد والقدوة للناس بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم فيريد أن يبين للجميع انه على كل من يتصف بصفة القيادة أن يكون على قدر عالي من المسؤولية , بحيث يلبي جميع متطلبات رعيته مهما كانت الظروف التي يمر فيها هذا القائد أو الولي أو المرجع , وهذه سيرة عطرة وجب على الجميع وخصوصا المتصدين لقيادة وزعامة الدولة الإسلامية أن يلتزموا بها ويطبقوها .
بمعنى أن لا يعتذر المتصدي للقيادة عن تقديم العون المادي والمعنوي للأمة الإسلامية بأي عذر حتى وان كان هذا العذر هو العبادة , فمع العبادة يمكن أن يقدم العون والمساعدة , وقصة تصدق الإمام علي عليه السلام بالخاتم هي خير شاهد ودليل , فيجب أن تكون أفعال وتصرفات هذا المتصدي أو ذاك في كل وضعية وفي كل حال من الأحوال فيها مساعدة , فيها منفعة , في عون فيها , فيها رحمة بالمؤمنين .
وهذا ما جسده لنا سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " إذ نلاحظ سماحته استغل كل مناسبة وكل فعل وكل حركة لجعلها في منفعة الأمة الإسلامية ولصالحها , والمطلع على سيرة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يلاحظ ذلك وبكل وضوح , إذ سخر سماحته " دام ظله " كل مناسبة واستغلها في النصح والإرشاد والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , خدمة للعراق وشعبه خصوصا وللأمة الإسلامية عموما , وهذا باب من أبواب التصدق الحقيقي حسب قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم { الكلمة الطيبة صدقة } وقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } إبراهيم24 , هذا من جانب ومن جانب أخر فان سماحته " دام ظله " قد مد يد العون والمساعدة للمعوزين والمتعففين من أبناء العراق , فوضع لجنة خاصة لتقديم المساعدات الإنسانية في مكل مكاتبه الشرعية التابعة له وفي عموم المحافظات وخصوصا في كربلاء المقدسة http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=373762  التي كان من ابرز أدوارها هو تقديم المعونات المادية " نقدية وعينية " وكذلك مساعدة الشباب المقبلين على الزواج  http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=373596   وهذا هو التجسيد الحقيقي للسيرة العطرة للرسول الكريم وال بيته الطاهرين عليهم سلام الله أجمعين ....

الكاتب :: احمد الملا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق