الجمعة، 18 أكتوبر 2013

العراق من وادي الرافدين الى وادي السراق والساكتين




كان في احدى الازمنة هناك واديا يسكنه جمع كبير من الناس  ويحكمهم مجموعة من المتسلطين والمخادعين والسراق , حيث كان هؤلاء السراق يظهرون للناس خلاف ما يبطنون , يعطون للفرد رغيفا من الخبز في النهار ويسلوبنه في الليل , مجموعة لا ترحم الصغير ولا الكبير همهما هو مصلحتها واستحصال الاموال من الناس الفقراء وسلب خيرات ارضهم التي يزروعنها , حتى وصل بهم الامر ان يقوموا بفرض نظام مجحف على الناس من خلال فرض ضريبة عالية جدا على كل محصول زراعي , حتى اصبح المزارع يعطي ثلاثة ارباع ما يجني لهؤلاء السراق , بحجة توفير الحماية لهذا الوادي وسكانه ومحاصيله ومنتوجاته وخيراته , مما جعل الناس التي تعيش في فقر متقع .
وكان هناك رجل حكيم يعيش في هذا الوادي معروفا بمعارضته لسياسة المتسلطين و دائما ما ينصح الناس ويحاول كشف مخططات  وسرقات الحكام , وفي يوم من الايام حيث كانت مناسبة " عيد " قرر هذا الرجل الحكيم ان يلقي  خطبة امام الناس ويكشف حقيقة هؤلاء السراق والمتسلطين , وما ان اعتلى المنبر وبدأ خطبته اخذ يكشف السرقات والاكاذيب والافتراءات والمخططات التي يستخدمها الحكام والمتسلطين وكان كلامه كله مدعوما بالادلة والمؤيدات حتى اندهش كل من سمع هذا الكلام وتفاجئ بما جاء به الرجل الحكيم من ادلة ووقائع قد عاشها الناس , لكن ماهي كانت ردت فعل الناس ؟ الجواب هو ان الناس من سكنة هذا الوادي التزموا الصمت ولم يحركوا ساكنا الا القلة القليلة اخذت تسعى لتغير هذا الواقع الذي يعيشون فيه .
لكن  بسبب التضليل الاعلامي وبسبب وجود وعاظ السارقين " السلاطين " ممن يقتات على فتات المتسلطين والمنتفعين , اتهم هذا الرجل الحكيم بالعديد من التهم كالكذب والعمالة لمدن مجاورة والجنون وصغر السن وانه ليس بحكيم .... والعديد من التهم الامر الذي جعل هذا الرجل الحكيم يعاني اشد واكثر , لكون الناس لم تحرك ساكنا  رغم الحقائق التي كشفها وبقي الناس راضين بما يحدث لهم وبما يعيشونه والتزموا جانب الصمت والسكوت , لكن هذا الرجل الحكيم لم يقف موقف الساكت ولم تمنعه تلك التهم وهذا التضليل المتبع ضده من مسيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكشف مخططات المفسدين والسراق بل استمر بالنصح والارشاد .
لو طبقنا  احداث هذا القصة على ما يجري في العراق لوجدنا انها مطابقة تماما لما نعيشه اليوم , فالرجل الحكيم والمرشد والموجه موجود ويعطي الحلول ولكن " لا امر لمن لا يطاع " ولعل سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يمثل النموذج الحي لهذا الرجل الحكيم الذي سطر اروع المواقف التي حذر ووجه وارشد فيها العراقيين من المفسيد والسراق والمتسلطين ووعاظ السلاطين , وخصوصا ما كشفه سماحته " دام ظله " في خطبة العيد  http://www.youtube.com/watch?v=VYi6BI-kOIg  واستمر سماحته " دام ظله في النصح والارشاد وامعن كثيرا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن يستمر العراق وادي الرافدين باحتضان السراق حتى اصبح يسمى بوادي السراق واللصوص لكثرتهم حتى انهم تسلطوا على رقاب العراقيين واخذوا يخدعونهم ويكذبون عليهم تحت عناوين ومسميات دينية ووطنية كاذبة زائفة , ويحاربون كل شخصية وطنية واصلاحية ويضللون ويعتمون عليها اعلاميا , ويستخدمون وعاظ السلاطين ممن يقتات على الفتات لكي يحاربون تلك الشخصيات الوطنية كما حصل ويحصل مع سماحة السيد الصرخي الحسني "دام ظله " الان .
هذا حال العراق والعراقيين فهم سكتوا وقبلوا بما يحدث ويجري معهم حيث السرقات للمال العام ويضاف لها شياع الفقر والمجاعة بين افراده , وكذلك كثرة العلميات الارهابية والتفجيرات والمفخخات التي ازهقت ارواح الالاف من المواطنين لا لشيء فقط لاغراض نفعية ومصلحية تخص المتسلطين واتباعهم , وكل ما حاول مجموعة من ابناء الشعب ممن سمع قول وكلام الرجل الحكيم ان يغيروا واقع الحال حتى ضهرت فتاوى التحريم مع القمع والقتل والاعتقال لهم .
ويلتزم البقية بالسكوت والرضا بما يعشونه من معاناة , فتغير اسم العراق من وادي الرافدين الى وادي السراق والساكتين ...

بقلم : احمد الملا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق