{ وَمَا نُرْسِلُ
الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } الأنعام48 ....
الانذار كلمة
تعني التحذير وهي تستخدم في التنبيه عن الوقوع في عمل او فعل معين يؤدي بمن قام به
الى الهلاك او الضرر بكل انواعه , لذا اننا نلاحظ ان الباري عز وجل استخدم كلمة
التحذير او الانذار واطلق على من يقوم بهذا الفعل بــ( المنذرين ) سواء كانو
انبياء ورسل او اولياء وصاحين , حيث
يقومون بانذار الناس وتنبيههم وتحذيرهم من الوقوع في الخطأ او ان يسلكوا سلكوا
مخالف لارادة الله سبحانه وتعالى , وكذلك يحذرون الناس من التصرفات التي قد تؤثر
سلبا في حياتهم الاعتيادية , وكل من يخالف المنذرين او يسد اسماعه عن مايحذرون منه
فان مصيره الهلاك {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُنذَرِينَ } الصافات73 .
وكذلك يكون
الانذار هو بمثابة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , لان التحذير من فعل المنكر
هو بنفس الوقت نهيا عنه , فالمُنذِر هو امرا بالمعروف وناهيا عن المنكر , ومن افضل
الامثلة الواضحة والجلية للمنذرين في زمننا هذا وخصوصا نحن العراقيين هو سماحة
المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله "
الذي حذر وحذر وامعن بتحذير الشعب العراقي وخصوصا في مسألة الطائفية التي أهلكت
الحرث والنسل في العراق , بحيث ان سماحته " دام ظله " قد حذر العراقيين
عامة من مغبة الوقوع في شراكها , وكانت
هذه التحذيرات في مواطن عدة ومنها بيان
رقم <28>
) نحقن دماء , نعلن ولاء
, لعراق سامراء ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=74
{...لا يجوز مطلقا
التعرض والاعتداء على ارواح واجساد المسلمين الابرياء والمستضعفين من اهل السنة ولا
على مساجدهم واماكن عبادتهم وشعائرهم ومقدساتهم ولا على اعراضهم ولا كراماتهم ولا ممتلكاتهم
.....
كما لا يجوز ذلك
على المسلمين الشيعة اتباع اهل البيت الطاهرين الناقلين لسـُنـَّة جدهم المصطفى (صلى
الله عليه وآله وسلم ) والعاملين بها صدقا
وعدلا .....
4- الرزيــة
..... الرزيــة ..... وكل الرزية في الحرب الطائفية ..... والانقياد للتعصب الجاهلي
الاعمى والسير في مخططات اعداء الاسلام والانسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الاهلية
الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للاخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي
لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت (لا سمح الله تعالى).....
والتي حذرنا
..... وحذرنا ..... العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة .....
وحذرنا منها مرارا
وتكرارا ..... ولكن .....
قال الله تعالى
: ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) المائدة
/71.
5- وقال أمير المؤمنين في وصيته لولديه ((اللهَ اللهَ
في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ .) )
فالواجب علينا
جميعا الالتزام بالوصية الالهية فنأخذ بالقرآن واوامره ونواهيه واحكامه ونعمل بها دائما
وابدا ,
فنحذر انفسنا من
ابليس واتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية
, ومن الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة ..... التي لاتبقي ولا تذر , فتنة التعصب
الباطل والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الاهلية
, التي يعم شرها وضررها الجميع من ابناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع اي شخص انه سيكون
في مأمن من ذلك , أيها العلماء , ايها السياسيون ,ايتها الرموز الدينية والاجتماعية
والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وارواح
الابرياء والبسطاء ,
فلنعمل جميعاً
بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الاسلام , من اجل الانسانية , يجب
علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الارواح , لنمنع الفتنة .....
فالحذر كل الحذر
من الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة .....} .
فكان سماحة
المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله "
من المُنذرين والمنبهين والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر بل هو الشخصية
الوحيدة التي امعنت في النصح والارشاد للشعب العراقي في هذا الزمن الذي نحن كعراقيين
في امس الحاجة للناصحين والواعضين والمحذرين ...
الكاتب ::
احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق