يحكى ان هناك
رجل غني جدا وله عائلة كبيرة وعنده جيران كثر , وبسبب ثراءه قرر اغلب افراد عائلته
وبالاتفاق مع جيرانهم ان يدبروا له حادث معين , فتكون نتيجته الموت او الاعاقة ,
وبالفعل تم تدبير الحادث له وفقد بصره جراء ذلك الحادث , فاستحوذت اغلب العائلة
وبعض الجيران على كل ممتلكاته وامواله وتخلوا عنه فأصبح وحيدا فريدا لايجد من
يعيله واصبحت لقمة العيش صعبه عليه جدا .
فقرر هذا الرجل ان يتسول " الاستجداء
" لكي يحصل على قوته ويجمع ايضا مبلغ من المال لكي يعيد بصره ويحاسب من كان
السبب في بؤسه , وفي احدى الايام جلس هذا الرجل الأعمى على إحدى عتبات عمارة
" بناية " واضعا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها : " أنا
أعمى أرجوكم ساعدوني" , فمر رجل إعلانات " متخصص في عمله " بالأعمى
ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها , دون أن يستأذن الأعمى وأخذ لوحته وكتب عليها
عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه , لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت
بالقروش والأوراق النقدية , فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو
سبب ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي : " نحن في
فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله" , وبعد ذلك
استطاع هذا الرجل ان يجمع المال الكافي ليجري لنفسه العملية واستعاد بصره , وحاسب
كل من كان السبب في معاناته وسرق ماله من عائلته وجيرانه , فما اشبه هذه القصة
وهذه الحكاية بقصة العراق وشعبه , العراق اغنى واثرى بلد فخيراته لاتعد ولاتحصى ,
فقرر بعض ممن باع ضميره وممن اكل من خيراته ان يخونه ويسبب البؤس له ويعمي شعبه
بالاعلام المضل ويستحوذون على كل خيراته ويحرمون العراقيين من خيراتهم , ويسخرونها
فقط لمصلحتهم الشخصية ويملؤن فيها كروشهم وجيوب الجيران من بقية البلدان.
فالعراق هو ذلك الرجل الاعمى , والخونة والجيران
هم العائلة والجيران , اما الرجل الاعلانات " المتخصص " الذي غير ما
مكتوب في اللافتة وساعد ذلك التغير الرجل
الاعمى في استعادة بصرة وامواله , فكان هو سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله
العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " وذلك من خلال تقديم اروع الاطروحات الاقتصادية
والسياسية والعلمية وغيرها وخير شاهد ما
طرحه سماحته " دام ظله " في بيان رقم <82>
) العتبة الحسينية بين احتلال وافتراء )
{...الثالث:
العقلاء الأعزّاء أصحاب الضمير الحي الشرفاء النجباء من شيوخِ عشائرٍ ووجهاءٍ
وأساتذةٍ وطلابٍ وموظفين وكسبةٍ أعزاءٍ ممن واصلنا وتشرّفنا به ومن لم نتشرّف به
لحد الآن أقول وأتيقن القول والمعنى بأنكم جميعاً تعلمون وتتيقنون أن تلك الشائعات
هي محض كذب وإفك وافتراء ومعرفتكم وتيقنكم (وكما فهمته من العديد منكم) جاءت بسبب
أن مروّج هذه الإشاعات والحاث عليها والدافع للأموال والرشا من أجلها وخداع الناس
بها وتغرير من شاء أن يكون من المغررين الجهال أقول تعلمون وكما فهمت منكم أنه نفس
إمام الضلالة الذي كان وكيلاً أمنياً لنظام صدام ثم صار عميلاً للأميركان والذي
تسلط ومنذُ سنينٍ طوال على أموالكم ومقدراتكم التي أنتم أحق بها لأنكم المحامي
والمدافع الحقيقي عن العتبات المقدسة وأنتم المضحي من أجلها والمتحمّل لضيافة
الزوار وتعلمون وتتيقنون أن المليارات تُسرق وتُملأ بها الكروش والجيوب والأرصدة
بل وتُشترى بها القصورُ ويُساهَم بها في الشركات العالمية في كل البلدان إلا في
العراق وإلا أرامل ويتامى وفقراء العراق نعم تعلمون أن مروّج الإشاعات هو سارق أموال
الأرامل واليتامى والفقراء، الأموال التي قدّرها بعضكم أنها وخلال العشر السنوات
الماضية كانت تكفي أن يُبلّط بها أرض العراق كل العراق ببلاط (كاشي) من ذهب، وكما
قال بعضكم إنها (أي الإشاعات) صدرت من فاسق سارق والفاسق لا يُصدّق، قال تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ)) الحجرات/6
الرابع:
أعزائي سألني العديد منكم وطلب رأيي وموقفي من قضية ما يُجبى من أموالٍ طائلةٍ من
العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة والتي تسلط عليها وسرقها البعض ومنذ سنوات
طِوال وأنا أخبرت البعض بأن الكلام في مثل هذا الموضوع يعني إثارة المتسلط الأفعى
بل الحوت وسيصعّد من الإثارة والعداء والتأجيج والكذب والافتراء وربما يكون ما حصل
من إشاعات يرجع إلى ما وصله من كلام معكم كإجابةٍ على ما صدر من استفهامات وتلخص
الجواب بالمعنى الذي يرجع إلى أنه لا بد أن يرجع الأمر إلى تشكيل لجنة مشتركة من
الدولة وحكومتها من ممثلين عن وزارات عديدة كوزارة العدل ووزارة العمل ووزارة
الهجرة والمهجرين ووزارة السياحة وغيرها من وزارات ودوائر ذات العلاقة ومن ممثلي
أهالي كربلاء من قضاة ومحامين وأساتذة جامعيين وشيوخ عشائر ووجهاء مجتمع ظاهرهم
الخير والصلاح والصدق والأمان والعطف والحنان على أهل العراق خاصة الأيتام
والأرامل والمرضى والفقراء كي يصل إليهم ما يستحقون من أموال المراقد المقدسة... }
.
فكان هذا الخطاب
وهذا البيان من سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني
" دام ظله " وغيره من الخطابات والبيانات السابقة تمثل التغير الحقيقي
لواقع العراق من السيء والمتردي الى حال افضل واكثر ازدهارا واستقرارا في ما لو
التزم العراقين في تطبيق كل ما يصدر من سماحته " دام ظله " كما التزم
الرجل الاعمى بكتابة رجل الاعلانات المتخصص فتغير حاله من البؤس الى الرفاهية ....
الكاتب ::
احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق