{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي
السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ } البقرة208...
في هذه الاية الكريمة اشارة واضحة فيها بيان
ان الله سبحانه وتعالى يدعو الى السلام والابتعاد عن مراد الشيطان اللعين , لان
السلم والسلام امر الهي وهذا يبغض الشيطان لذا نجده يحرك جنوده من شياطين الانس
لاختلاق الازمات وافتعال الفتن بين الناس لكي يبعدهم عن امر الله سبحانه .
وتنقل لنا الكتب السماوية واهمها القرآن
الكريم ان كل الرسل والانبياء جاءوا من اجل تحقيق السلام ومن اجل نشر الحب والود
بين البشرية , حتى ان الله سبحانه وتعالى امر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه
واله وسلم بالجنوح للسلم حتى مع المشركين { وَإِن جَنَحُواْ
لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
} الأنفال 61 , وهذه رسالة الهية لكل البشر تبين لهم ضرورة السلم والسلام لان فيه الخير
والصلاح لهم .
ومن هذا المنطلق نجد ان كل من تصدى لقيادة
الامة الاسلامية ممن يمثل النهج الالهي المحمدي الحقيقي يدعو الى السلام وتكون
رسالة السلام هي من ضمن مشروعه الالهي , وهذا ما نراه في سيرة ال البيت عليهم
السلام حيث دائما ما تكون دعوتهم هي السلم والسلام , وصلح الحديبية الذي وقع بين
الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وبين المشركين هو خير شاهد , بالاضافة الى
مسامحته عليه الصلاة والسلام لكل من سبب له الاذى وقال لهم " اذهبوا فانتم
الطلقاء " وهذه وحدها كفيلة بان تجعلنا نحن كمسلمين متسامحين في مابيننا لان
فعل وامضاء واقرار الرسول الكريم هو حكم شرعي ويجب الالتزام به وتطبيقه .
ونحن في العراق اليوم احوج ما نحتاج الى
طتبيق هذا المبدأ , مبدأ السلم والسلام والالتفاف حول من يدعو له , فنرى اليوم وفي زمننا هذا ان خير من سار
وطبق هذا النهج الاسلامي الالهي المحمدي
هو سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام
ظله " دعى العراقيين للتعايش في مابينهم بسلام وود ومحبة والفة واخوة من اجل
ان يعم الخير في بلدهم العراق , وكان سماحته " دام ظله " اول المطبقين
لدعوة السلام والجنح لهاوخير شاهد على ذلك هو اصداره بيان رقم <33> (المسامحة والمصالحة
) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=69
{...إذن لنستغفر
الله (( تعالى مجده وجل ذكره )) ونتب اليه ونبرأ ذممنا قبل ان نُحاسب يوم لا ينفع مال
ولا بنون ولا ندم ولا توبة ..............
نعم علينا (( سنـــــــة
وشيعــــــــــــــة)) ان نفعل ذلك حقاً وصدقاً وعدلاً , ثم نصحح المسار والخطاب والفعل
والموقف , فنعمل صالحاً وخيراً للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء , دون الانقياد أو
التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور
وتوجهات تـُفسد وتـُضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان.............
وإلا فأننا تحملنا
ونتحمل المسوؤلية القانونية الوضعية والشرعية والأخلاقية والعلمية والتاريخية عن كل
قطرة دم تـُسفك , أو روح تـُزهق , وامرأة تـُرمل , وطفل يـُيتم , وإنسان يـُروع ويـُظلم
............
وعليه نقول انه
لا يـُحتمل تمامية المصالحة ولا يـُتوقع ترتب نتائج وثمار حسنة عليها ما لم يتحقق ما
ذكرناه وما لم تتوفر الظروف والشروط الموضوعية ومنها :-
1- ان تكون المصالحة
حقيقية صادقة لا شكلية ظاهرية :-
فلا يصح ان تكون
دعوى المصالحة لأجل تحقيق مكاسب خاصة سياسية أو مالية أو فئوية أو طائفية أو عرقية
أو قومية , ولا يصح ولا يجوز ان تكون دعوى المصالحة والمشاركة فيها بسبب ضغوط وتوجهات
لدول مجاورة أو إقليمية أو محتلة أو حركات ومنظمات مخابراتية أو جهوية عنصرية .
2- ان تكون المصالحة
عامة وشاملة دون إقصاء أو استثناء :-
فالواجب جعل منهجنا
منهجاً قرآنياً إسلامياً إلهياً بالبيان الواضح والحكمة والموعظة الحسنة وإلزام الحجة
للجميع (( من سنـــة وشيعـــة وعرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين وغيرهم )) , بل اكثر من
ذلك فيجب ان تشمل المصالحة البعثيين والتكفيريين من كل الطوائف والملل والنحل وإلزامهم
الحجة جميعاً (( ونترك للقضاء العادل القول الفصل في إصدار الأحكام وتطبيق القصاص بحق
المسيء والجاني من أي طائفة أو قومية أو دين كان))...........
وبالنسبة لي فاني
أتنازل عن حقي القانوني والشرعي والأخلاقي واُبرء ذمة كل من كادَ لي وتآمر علي وسبـَّبَ
أو باشـَرَ في اعتقالي وتعذيبي وظلمي في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال
, سواء كان المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط ان يلتزم
((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر )) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً
جاداً في ذلك , ..............
واطلب بل أتوسل
من الجميع ان يعفوا ويتنازل عن حقه القانوني والشرعي والأخلاقي ويبرء ذِمة كل من كادَ
له , وتآمر عليه , وسـَبـَّبَ أو باشر في اعتقاله وتعذيبه وتشريده وترويعه وظلمه ,
في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال , سواء كان المـٌسـَبــِّب أو
المباشـِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط ان يلتزم ((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر
)) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً جاداً , ... } .
فكان هذا الخطاب هو بمثابة رسالة للسلام
وتطبقا لماقاله الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم عندما قال للمشركين "
اذهبوا فانتم الطقاء " فكانت مرجعية السيد الصرخي الحسني " دام ظله
" ومنذ اللحظات الاولى لتصديها للعمل المرجعي تعمل على ارساء اسس ومبادء السلام وهي بذلك
تكون مرجعية السلام بل هي رسالة للسلام ....
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق