احمد الملا
الشهيد السعيد ماجد الشويلي كان رجلا بسيطا
حالته الاجتماعية دون المتوسطة يعيل عائلته من خلال كده وعرق جبينه الذي ينضح يوميا
وهو يؤدي عمله في البناء ( عمالة ) رغم بساطة حالته المعاشية ورغم كثرة المغريات الدنيوية
لكنه لم يساوم على مبدأه ودينه وعقيدته وحبه لوطنه وولائه لشعبه المظلوم على يد حكام
الجور وصناع الموت وقادة الطائفية...
فوجد كل ما تصبوا له روحه وتهوى له نفسه
من مبادئ وطنية عراقية عروبية تفوح برائحة التحرر من القيود التبعية والانقياد خلف
هذا العميل لتلك الدولة أو تلك الأجندة فوجد ضالته في براني المرجع الديني العراقي
العربي السيد الصرخي الحسني حيث الروح الأبوية والنفحات الإيمانية والفيوضات العلمية
والحصانة الفكرية, لذا اخذ شهيدنا البطل ماجد الشويلي التردد وباستمرار لبراني العروبة
والعراقية والعلمية وصار متيما بهذا المكان الذي أصبح قبلة لكل وطني عراقي يرفض الطائفية ومشاريع التقسيم
ويدعوا لوحدة البلد الذي مزق أشلاءه العملاء ...
وفي تلك الليلة المظلمة الحالكة السواد
التي وقع فيها الاعتداء على ذلك النبع الوطني العراقي الصافي في منطقة سيف سعد بتاريخ
1 / 7 / 2014م من قبل مليشيات عبد المهدي الكربلائي - مليشيا العتبة - وبالتنسيق مع
محافظ كربلاء المجرم عقيل الطريحي وقائد قوات الفرات الأوسط عثمان الغانمي وبأوامر
من السفاح المالكي, وبتعزيزات وتوجيهات إيرانية, إذ اجتمعت هذه القوات البربرية, طلائع
أقوام يأجوج ومأجوج على قتل كل من كان متواجدا في براني المرجع الصرخي ممن كان يؤدي
طقوسه العبادية من صلاة و قراءة القرآن والأدعية من أجل إحياء الليالي الرمضانية.
فوقع الاعتداء النازي على البراني الشريف وعلى
كل من كان متواجدا هناك من مصلين من نساء وأطفال وشيوخ وطلبة حوزة وشباب حتى من غير
مقلدي المرجع الصرخي ممن كان مستطرقا أو كان ضيفا على البراني, فوقعت تلك المجزرة وقتل
من قتل وحرقت الجثث ومثل بها, واعتقل من اعتقل, وكان من بينهم شهيدنا البطل الذي وقع
أسيرا في يد العتاة والمردة والمجرمين ممن يقتاتون على الدم العراقي ويعيشون على سفكه
بكل برودة أعصاب, ممن يرفضون كل صوت وطني يرفض التقسيم والطائفية في عراق الرافدين
...
في بداية الأمر سمعنا من مصادر في داخل
المعتقلات التي اقتيد لها شهيدنا البطل مع إخوته في المبدأ والعقيدة إنهم يقبعون تحت
وطأة التعذيب الشديد حيث الصعق " النتل " بالكهرباء وصب الزيت الحار على
أجسادهم الطاهرة وإجبارهم على السير على القير " الجير" الحار حتى تتفسخ
أجسادهم الطاهرة من شدة الحروق, وكذلك صب مادة التيزاب عليهم, والقيام بممارسات لا
أخلاقية معهم, فضلا عن السب والطعن والتجريح بهم وبأعراضهم, ولا ننسى الضرب المبرح
حتى تتشقق أجسادهم الشريفة ومن ثم غمر الجروح بالملح المركز لكي يسبب ألماً لم يحس
بمعاناته إلا من ذاق هذا العذاب ؟؟؟!!!..
سمعنا بهذه الأشياء لكننا لم نتوقع الأمر
بهكذا صورة وحشية لأننا نعلم إن المعتقلين لم يكونوا مسلحين ولا مجرمين ولا إرهابيين
ولا قتلة... وإنما أناس أحبوا العراق وقالوا كلمتهم ورددوا دعوة مرجعهم لرفض الطائفية
وتحريم الدم السني والشيعي,,, لكن بعد مرور تلك الأيام العصيبة حتى خرجت لنا تلك الجثة
الهامدة الطاهرة للشهيد السعيد البطل ماجد الشويلي لكي تحكي تؤكد لنا قصة التعذيب ؟؟؟!!!
فقد حملت أثار الحروق والتعذيب والصعق والضرب
واقتلاع القلب من مكانه بصورة بشعة كما هو واضح على جثمان الشهيد ماجد الشويلي فكان
الجرح الغائر في صدره وساما عزٍ وفخرٍ يكشف عمق الجريمة وشدة الحقد المليشياوي المجوسي
الإيراني الأسود على العراق وشعبه, كما إن هذا الوسام سوف يتقدم به الشهيد بين يدي
الله تعالى الحكم العدل ليشكوا إليه تعالى ما صنعوا به هؤلاء المجرمين .
فهذا الجثمان الطاهر يحكي لنا قصة وطن كتب
على أبنائه إن يعيشوا الم الطائفية وجرم عرّابيها وتحت وطئ مريديها ومن يرفض ذلك عليه
أن يكون كالشهيد البطل ماجد الشويلي وإخوته الذين سقطوا في براني المرجع الديني العراقي
العربي السيد الصرخي الحسني ذلك البراني الذي كان ساحة للتشبث بالمبدأ والعقيدة وحب
العراق ...
هكذا هو حال وطني يعيش بين مطرقة الطائفية
وسندان المروجين لها من تجار الموت وصناعة المتسترين بأقنعة الحرية والديمقراطية فلا
صوت لهذا الوطن ولا حرية ولا كرامة... فمن يحب هذا الوطن عليه أن يستعد ليكون كشهيدنا
البطل ماجد الشويلي وإلا فعليه الصمت والسكوت ... سكوت الخانعين وصمت المقبورين .
بقلم :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق