احمد الملا
أصبحت مأساة العراق التي يعيشها شعبه في ظل
تنامي وتوسع تنظيم داعش الإرهابي في اغلب المدن العراقية من جهة, ومن جهة أخرى
الصراع الحاصل على أرضه بين الدول كأمريكا وإيران والذي بات أبناء البلد هم حطبا
لنار هذا الصراع, حتى تحولت هذه المعاناة إلى عبارة عن مؤتمرات وقمم وندوات واجتماعات مغلقة ومفتوحة, لكنها لم تقدم
أي شيء ولم تغير من واقع الحال, فداعش مازال يسقط المدن واحدة تلو الأخرى, ومازال
الصراع الدولي على ارض العراق, ومازال أبناء البلد هم ضحية لهذا وذاك.
وما يحز بالنفس هو التغاضي الحاصل من قبل
المجتمع العربي إزاء الوضع العراقي, فلم نلحظ أي مبادرة عربية تخص الوضع العراقي,
ولم نرى أي جهود مبذولة في هذا الشأن, ولعل هذا بسبب الانشغال الحاصل في حفظ الأمني
الداخلي لكل دولة وتعزيز الأمن الخارجي, هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يلاحظ الحكام أو
المجتمع العربي بالعموم أي مطالبة جادة وصادقة من قبل الساسة العراقيين, وإن تدخل
احدهم فانه سيعتبر انتهاك وتعدي على الشأن العراقي, وهذا ما يصوره الساسة
العراقيين, لان أي تدخل يخدم الشعب العراقي, يرفضه اغلب السياسيين, لأنه يعتبر
تهديد لمصالحهم الشخصية الضيقة المبنية على ويلات الشعب.
لذلك يجب أن تتدخل الدول العربية في الشأن
العراقي وبقرار صادر من منظمة الأمم
المتحدة, يتبنى فيه هذا القرار مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي
الحسني, وخصوصا الفقرات التي تتضمن حل الحكومة والبرلمان الحاليين, باعتبارهما من أهم
وأبرز المعرقلات في خلاص العراق مما هو فيه هذا من جهة ومن جهة اخرى, هما السبب في
تفاقم معاناة العراقيين, ومن ثم تتدخل
الدول العربية التي يقبل بها جميع العراقيين.
أي تدخل دول عربية لا يوجد عليها مؤشر أو أمر
سلبي عند بعض العراقيين, لأن الإعلام شوه الكثير من الحقائق وصور إن بعض الدول
العربية لها دور في دعم الإرهاب في العراق, فصارت بعض الدول غير محبذة عند قسم من
الشعب العراقي, وهذا أيضا من اجل قطع التناحر والخلافات التي قد تحصل, وكذلك يكون
تدخل الدول العربية خصوصا ممن تمتلك الخبرة في التعاطي مع الإرهاب ولها باع كبير
في لغة الحوار وجمع الأطراف المتخاصمة, ومن ابرز هذه الدول مصر والجزائر والمملكة
الهاشمية الأردنية.
وكان طلب التدخل العربي وخصوصا مصر والجزائر والأردن,
من أهم الفقرات التي طرحت في مشروع خلاص للمرجع الصرخي, والذي اعتبر هذا التدخل هو
من الأسباب الرئيسية التي تعمل على إنجاح هذا المشروع الذي من شأنه أن يخرج العراق
من هذا المستنقع الدموي, وهنا ذكر نص تلك الفقرة ...
{... 9- لإنجاح المشروع
لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة
فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها ...}.
وهذه الفقرة
تمثل صرخة استنهاض عراقية بالأشقاء والأخوة العرب أصحاب النخوة ممن يسعدهم ويفرحهم استقرار العراق, وعودته إلى
أحضان مجتمعه العربي الذي أبعدته عنه تدخلات الدول الاستكبارية المحتلة
والاستعمارية والتوسعية كأمريكا وإيران وأذناب هذه الدول من سياسيين ورموز دين,
فهل هناك من يسمع ويلبي صرخة الاستنهاض هذه ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق