احمد الملا
اجتماع الدول العظمى السبعة - بعدما كانت
ثمانية- وتم استبعاد روسيا بسبب احتلالها أجزاء من أوكرانيا , فتحولت من G8 إلى G7 أي من الدول
العظمى الثمان إلى الدول العظمى السبع ولأول مرة في تاريخ اجتماعات هذه الدول يتم استدعاء
دول من خارج المنظمة أو هذه الدول ...
حيث تمت دعوة حكومة العبادي رسميا لحضور
اجتماعات هذه الدورة وهي سابقة لم تحدث من قبل - كما يعتبرها بعضهم -, لكن ما السر
في هذه الدعوة خصوصا في هذه الفترة التي سبقت توقيع الاتفاق النووي الإيراني ؟؟!!
نعم الحجة والعذر والغطاء لهذه الدعوة هو
محاربة داعش لكن ليس العراق فقط فيه داعش وإنما في ليبيا وسوريا لماذا لم يتم استدعاء
هاتين الدولتين ؟؟!!.
الأمر وكما يبدو له علاقة بالاتفاق النووي
الإيراني وهذه الدعوة حسب رؤيتي الشخصية هي لترتيب الأوراق مع حكومة العبادي في حال
حصل الاتفاق او لم يحصل, لان أمريكا الآن بيدها زمام الأمور ففي كلتا الحالتين أمريكا
ستقلب الرأي العام ضد إيران والسبب هو :
في حال رفضت إيران بصورة رسمية الاتفاق
النووي, و هذا الأمر في صالح أمريكا لان إيران ستظهر إنها رافضة للسلام وتصر على استخدام
المفاعلات النووية لإغراض التسليح وليس لإغراض سلمية, وهذا يعطي لأمريكا العذر بضرب
إيران عسكريا وبتحالف دولي كما حصل مع العراق في حرب الخليج 1991م .
أما في حالة وافقت إيران رسميا على الاتفاق
ووقعته مع أمريكا فان هناك جهات إيرانية في الداخل تعارض وبشدة التوقيع على الاتفاق
حتى إن بعض قياداتها صرحوا بأنهم " سيحرقون كل من يدخل إيران لتفتيش منشآتها النووية
" وهذا سيجعل إيران تخل بشروط الاتفاق وهو بالوقت ذاته سيجعلها عرضة للضربة العسكرية
أو أي أمر أخر دولي.
وهذه الأمور يجب أن يتم التنسيق لها مع
حكومة العبادي لكون العراق الدولة الوحيد التي تشهد توغل كبيرا لإيران من جهة ومن جهة
أخرى هي الدولة الوحيدة الآن الملاصقة والمجاورة لإيران بشكل واسع, أي حدود العراق
مع إيران أوسع من غيرها, هذا أمر أما الأمر الأخر هو الترتيب لكيفية استنزاف إيران
في العراق خلال هذه الأيام وكيف سيتم فتح جبهات أخرى غير تلك التي يتواجد فيها داعش
كأن تكون بغداد أو غيرها من المحافظات المهمة لكي تدخل إيران في حالة من الاستنزاف
الأكبر والأوسع.
أي بشكل ملخص إن العراق في الأيام القادمة
سيكون عبارة عن جحيم اكبر وأوسع من تلك الأيام التي نمر فيها الآن خصوصا وان هناك قيادات
ورموز دينية غادرت ارض العراق بحجج واهية وهي نفس الإجراءات المتبعة لدى هذه الزعامات
عندما تشعر بوجود خطر أو قرب حلول كارثة في العراق, فالكل يحزم إغراضه ويهرب كما يقول
المرجع الصرخي الحسني في استفتاء " ولاية فقيه أو حكم إمبراطور " ...
{{... مع كل ما نراه ونسمع به وما يروج
له الإعلام فإننا قلنا ونكرر إن تداعي إيران وانكسارها وتشظيها سيكون أسرع من المتصوّر
من حيث أن الزعامات الدينية الإيرانية ومن ارتبط معها من أعاجم في إيران وفي العراق
وغيرها من بلدان زعامات جبانة مترددة انتهازية مرتبطة وساجدة وعابدة للواجهة والسلطة
والتسلط والسمعة وحب المال والدنيا، تنظر لنفسها وتعمل لنفسها وراحتها ومنافعها الشخصية
ولا تهتم للآخرين حتى لو فُتِك بهم وقُتّلوا وسُحقوا سحقا ، فمع أدنى مواجهة فان مواقفهم
وتصريحاتهم ستتغير وتنقلب أو سيرفعون الراية البيضاء أو نراهم يسبقون النساء والأطفال
في الهروب والرجوع إلى دول الأسياد أو الرجوع إلى ما كانوا عليه من تسردب وسبات وخنوع
ونفاق ...}}.
فهذا الهروب لتلك القيادات هو من المؤشرات
الواضحة لما ستؤول إليه الأمور في العراق خلال الأيام القادمة وما استدعاء العبادي
لحضور هذه المؤتمر ما هو إلا ترتيب لقادم الأيام التي ستكون على إيران ومن ارتبط معها
بكل الأحوال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق